هاشم صفي الدين.. رجل حزب الله الثاني في مرمى الغارات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
تتصاعد الأحداث العسكرية في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تواصل الطائرات الحربية الإسرائيلية استهداف مواقع حيوية تابعة لحزب الله.
وقد برزت التقارير الأخيرة عن استهداف هاشم صفي الدين، نائب الأمين العام لحزب الله، كأحد أبرز التطورات في هذا السياق.
فيعد صفي الدين شخصية محورية داخل الحزب، ويمثل عمق العلاقة الاستراتيجية بين حزب الله وإيران، وتتزايد التساؤلات حول تبعات هذه الغارات وأثرها على هيكل القيادة في الحزب، فضلًا عن الأبعاد الإقليمية لهذا الاستهداف.
تفاصيل الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية
في مساء الخميس، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية، مستهدفةً موقعًا يُعتقد أنه يحتوي على هاشم صفي الدين.
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية عن استخدام الجيش الإسرائيلي عشرات الأطنان من القنابل في هذه الغارات، حيث تمكنت القنابل من اختراق الملاجئ التي كان صفي الدين يتواجد فيها.
وبحسب القناة 13، فإن المؤسسة الأمنية في تل أبيب ترجح نجاح العملية، رغم عدم وضوح النتائج النهائية بشأن مصير صفي الدين حتى اللحظة.
وقد أفادت مصادر من قنوات "العربية" و"الحدث" بأن صفي الدين كان ضمن اجتماع مع عدد من قادة حزب الله أثناء حدوث الغارات، مما يزيد من أهمية استهدافه في هذه اللحظة الحرجة.
وتناقلت وسائل الإعلام، بما فيها صحيفة "نيويورك تايمز"، المعلومات التي تشير إلى أن صفي الدين كان مختبئًا في ملجأ عميق تحت الأرض، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان قد أصيب خلال الهجوم.
من هو هاشم صفي الدين
يعتبر هاشم صفي الدين واحدًا من أبرز الشخصيات في حزب الله، حيث وُلد في عام 1964 في بلدة دير قانون النهر في منطقة صور، جنوب لبنان.
وهو ابن خالة حسن نصر الله، وقد نُظر إليه كبديل محتمل لنصر الله منذ عام 1994، بعد أن درس في مدينة قم الإيرانية.
وتُظهر مسيرته مدى تأثيره داخل الحزب، حيث تولى إدارة المؤسسات المالية والاستثمارية للحزب، سواء في لبنان أو خارجها.
وعُرف صفي الدين بلقب "ظل نصر الله"، إذ يُعتبر الرجل الثاني في الحزب بعد نصر الله نفسه.
وقد ساهم في تعزيز قوة حزب الله وتمكينه من توسيع نفوذه في المنطقة.
كما أنه مُدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية منذ عام 2017، مما يعكس تأثيره الكبير على العمليات العسكرية والسياسية للحزب.
علاوة على ذلك، يُعتبر صفي الدين جزءًا من شبكة العلاقات الوثيقة بين حزب الله وإيران، حيث تربطه علاقة مصاهرة بقائد الحرس الثوري الإيراني السابق، قاسم سليماني، وفي عام 2020، تزوج رضا، ابن سليماني، من زينب قاسم سليماني، مما يعكس عمق التحالفات الاستراتيجية بين الجانبين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استراتيجي اسرائيلية الاستهداف الإستراتيجية الأمين العام لحزب الله الأمين العام التطورات الضاحية الجنوبية لبيروت الطائرات الحربية الإسرائيلية العلاقة الاستراتيجية الغارات الاسرائيلية النتائج النهائية هاشم صفي الدين تصاعد الأحداث جنوب لبنان حزب الله وإيران حسن نصر الله صحيفة نيويورك تايمز قادة حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل تحاصر الحكومة شعبيا؟
في مشهد يعكس توترًا سياسيًا وأمنيًا متصاعدًا في لبنان، اندلعت تحركات شعبية من قبل أنصار "حزب الله" قطعوا خلالها الطرق المؤدية إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، احتجاجًا على منع هبوط طائرة إيرانية كانت تقلّ ركابًا لبنانيين عائدين من إيران.
هذه الخطوة، التي بدت كرد فعلٍ، تُظهر قدرةَ الحزب وحلفائه على تحريك الشارع بسرعة، رغم عدم تبني القيادة السياسية للحزب لهذه التحركات علنًا أو تغطيتها إعلاميًا بشكل مباشر. إلا أن طبيعة الأحداث تشير إلى رسالة مُبطَّنة مفادها أن "الثنائي الشيعي" – حزب الله وحركة امل – قادر على شلّ مؤسسات الدولة متى شاء، خاصةً في ظل الكباش السياسي الحاصل بين السلطة الجديدة في لبنان وبين "الثنائي".
بدأت الأحداث عندما رفضت السلطات اللبنانية منح إذنٍ لهبوط الطائرة الإيرانية في مطار بيروت، استنادًا إلى شكوكٍ بوجود أموال مخصصة للحزب على متنها، وفقًا لاتهامات إسرائيلية نقلها المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي . وقد أدى القرار إلى احتجاجاتٍ عنيفة شملت إغلاق الطرق الرئيسية بإطارات مشتعلة، ومواجهات مع قوات الجيش التي حاولت فتح الممرات، ما تسبّب في إرباكٍ واسعٍ للمسافرين. بلغ التصعيد ذروته مع إحراق سيارات تابعة لقوات "اليونيفيل" الدولية، وإصابة أحد أفرادها، هذه التحركات، وإن بدت محلية، إلا أنها تعكس استراتيجيةً ممنهجةً لإثبات الوجود الشعبي والعسكري للحزب، رغم الخسائر السياسية والعسكرية التي مُني بها في الاشهر الأخيرة.
يبرز صراعٌ على تثبيت ميزان قوى جديد بين القوى السياسية اللبنانية. فمن جهة، تحاول الحكومة اللبنانية – المُثقلة بالانقسامات – إظهار قوة كبيرة عبر اتخاذ قرارات جريئة، كمنع الطائرة الإيرانية، لكنها تصطدم بواقعٍ مفادُه أن أيّ قرارٍ لا يتماشى مع التوازنات اللبنانية يُواجه بتحركاتٍ شعبية سريعة تعطّل مفاصل الدولة. ومن جهة أخرى، يسعى الحزب إلى تعزيز موقفه التفاوضي عبر إثبات قدرته على قلب المشهد في الشارع، حتى دون توجيهٍ علني، ما يضع الحكومة في مأزق بين الاستجابة للضغوط الدولية أو الحفاظ على الاستقرار الداخلي الهش.
لا تأتي هذه التحركات في فراغٍ سياسي، بل تتبع ضغوطًا متبادلة بين المكونات اللبنانية. فقبل ساعات، شهد الشارع السنّي تحركاتٍ حاشدةً نظمها "تيار المستقبل" في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، مما عزل سلام سنّياً. هذا التصعيد من قبل المكونين السنّي والشيعي، وان بأشكال واساليب مختلفة، يُعمّق أزمة الشرعية الحكومية.
تُعتبر هذه التحركات تمهيدًا لاستعراضٍ شعبي مُحتمل خلال تشييع الأمين العام السابق لحزب الله، السيد حسن نصر الله، والذي قد يُعيد رسم خريطة التحالفات الداخلية. فالحزب، الذي لا يزال يتمتع بقاعدة شعبية وعسكرية واسعة، يسعى إلى ترسيخ فكرة أن "موت الزعيم" لا يعني انهيار المنظومة، بل قد يُشكّل محطةً لتجديد الشرعية وتأكيد السيطرة على الأرض، هذا الاستعراض، إذا ما حصل، قد يُعيد إنتاج مشهد القوة الذي اعتاد الحزب إظهاره. المصدر: خاص "لبنان 24"