كيف يؤثر الصراع في الشرق الأوسط على الاقتصاد العالمي؟
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
يذكي التوتر المتزايد في الشرق الأوسط حالة عدم اليقين المحيطة بالاقتصاد العالمي حتى مع احتفاء صناع السياسات بقدرتهم على السيطرة على موجة تضخم دون التسبب في ركود.
وأرسلت إسرائيل قواتها إلى جنوب لبنان بعد غارات جوية كثيفة على مدى أسبوعين مما أدى إلى تصعيد الصراع في الشرق الأوسط. وتقاتل أيضا حركة حماس في قطاع غزة منذ ما يقرب من عام.
وفيما يلي التداعيات المحتملة للصراع على الاقتصاد العالمي في الأسابيع المقبلة.
ما هي التداعيات التي حدثت حتى الآن؟تقتصر التبعات خارج منطقة الشرق الأوسط على أسواق المال حيث يلجأ المستثمرون إلى استثمارات الملاذ الآمن. واستفاد الدولار من الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل مع تداول مؤشر العملة الأميركية الذي يقيس أداءها مقابل اليورو والين وأربع عملات رئيسية أخرى بالقرب من أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع.
وارتفعت أسعار النفط بنحو خمسة بالمئة الخميس وسط مخاوف من أن الصراع الأوسع قد يعطل تدفقات الخام من المنطقة، إذا قررت إسرائيل على سبيل المثال استهداف بنية تحتية نفطية في إيران مما قد يستتبع بدوره ردا إيرانيا.
ولكن من غير المرجح أن يتحول ذلك إلى ارتفاع في أسعار المنتجات البترولية المقدمة للمستهلكين. ويشير محللون إلى أن الولايات المتحدة لديها مستويات عالية من مخزونات النفط الخام في حين أن الدول المنتجة في أوبك لديها ما يكفي من الطاقة الاحتياطية لتخفيف تأثير الاضطرابات، على الأقل في الأمد القريب.
ماذا يفعل صناع السياسات؟يؤكد محافظو البنوك المركزية عادة أن دورهم هو النظر إلى ما هو أبعد من الصدمات غير المتوقعة التي يتعرض لها الاقتصاد والتركيز بدلا من ذلك على الاتجاهات العميقة والأساسية. إلا أنهم لا يستطيعون تجاهل الأحداث الجيوسياسية بالكامل.
وقال محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي لصحيفة الغارديان إن البنك قد يتحرك بصورة أسرع لخفض أسعار الفائدة إذا استمرت الضغوط التضخمية في التراجع، مما يشير إلى أن محافظي البنوك المركزية في الوقت الحالي لا يرون الصراع في الشرق الأوسط تهديدا كبيرا لمحاولاتهم لكبح جماح التضخم.
وقال بيلي إن هناك التزاما على ما يبدو بالحفاظ على استقرار أسواق النفط، لكنه قال أيضا إن الصراع قد يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع إذا استمر التصعيد.
وأدلى نائب محافظ البنك المركزي السويدي بير جانسون بتعليقات مماثلة، قائلا إن تداعيات الصراع في الشرق الأوسط ليست مؤثرة بما يكفي بعد لتعديل التوقعات الاقتصادية.
وقال صندوق النقد الدولي الخميس إن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد تكون له عواقب اقتصادية كبيرة على المنطقة والاقتصاد العالمي، لكن أسعار السلع الأساسية تظل أقل من أعلى مستوياتها في العام الماضي.
وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك إن من السابق لأوانه التنبؤ بتأثيرات محددة على الاقتصاد العالمي.
متى تصبح التداعيات أكثر وضوحا؟يبلغ سعر العقود الآجلة لخام برنت حاليا قرب الـ 80 دولارا للبرميل، وهو أقل من مستوى 84 دولارا التي بلغته وقت الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل قبل عام تقريبا، وأقل كثيرا من أعلى مستوياتها عند 130 دولارا بعد الحرب الروسية ضد أوكرانيا في فبراير 2022.
ومن المتوقع أن تتأثر أوروبا بارتفاع أسعار النفط لأنها، على عكس الولايات المتحدة، ليس لديها إنتاج محلي كبير من الخام.
ولكن يقدر صناع السياسات في أوروبا أن ارتفاعا قدره 10 بالمئة في أسعار النفط سيرفع التضخم 0.1 نقطة مئوية فقط.
وستكون التداعيات الاقتصادية أوضح في حالة الحرب الشاملة التي قد تؤدي لهجمات أوسع على البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط والخليج بالإضافة إلى المزيد من الاضطرابات في طرق التجارة عبر البحر الأحمر.
وقدرت شركة أكسفورد إيكونومكس أن مثل هذا السيناريو من شأنه أن يرفع أسعار النفط إلى 130 دولارا ويقلص نمو الناتج المحلي العالمي العام المقبل بنحو 0.4 نقطة مئوية، والذي يتوقعه صندوق النقد الدولي حاليا عند 3.3 بالمئة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل جنوب لبنان المستثمرون أسعار النفط إيران المنتجات البترولية البنوك المركزية بنك إنجلترا البنك المركزي السويدي صندوق النقد الدولي برنت أوروبا الاقتصاد العالمي قوة الاقتصاد العالمي نمو الاقتصاد العالمي الصراع في غزة غزة أهل غزة قصف غزة إسرائيل جنوب لبنان المستثمرون أسعار النفط إيران المنتجات البترولية البنوك المركزية بنك إنجلترا البنك المركزي السويدي صندوق النقد الدولي برنت أوروبا اقتصاد عالمي الصراع فی الشرق الأوسط الاقتصاد العالمی أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تقفز مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة اليمن
تصاعدت أسعار النفط يوم الاثنين، بعد أن تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة مهاجمة الحوثيين في اليمن حتى تنهي الجماعة المتحالفة مع إيران هجماتها على الشحن.
حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتا أو 0.6 بالمئة إلى 70.99 دولارا للبرميل بحلول الساعة 03:36 بتوقيت جرينتش، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 40 سنتا أو 0.6 بالمئة إلى 67.58 دولارا للبرميل.
وتُعد الغارات الجوية الأمريكية، التي قالت وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين إنها أسفرت عن مقتل 53 شخصاً على الأقل، أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني.
اذ كانت قد ادت هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر إلى تعطيل التجارة العالمية وتسببت في إطلاق حملة مكلفة من قبل الجيش الأمريكي لاعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار.
وأعلنت الصين عن بداية متباينة للعام، وأظهرت بيانات حكومية اليوم الاثنين تباطؤ الإنتاج الصناعي خلال شهري يناير وفبراير، بينما تسارع نمو مبيعات التجزئة بشكل طفيف.
وكشفت الحكومة الصينية عن ما أسمته " خطة عمل خاصة " يوم الأحد في محاولة لتعزيز الاستهلاك المحلي والانتعاش الاقتصادي وسط موجة من التعريفات التجارية الأمريكية ضد الصين، أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين.
وخفض محللون في جولدمان ساكس توقعاتهم لأسعار النفط، وقالوا إنهم يتوقعون أن ينمو الاقتصاد الأميركي بشكل أبطأ من المتوقع، بسبب الرسوم الجمركية المفروضة على دول مثل كندا والصين والمكسيك.
كما لفت المحللون في مذكرة "نخفض توقعاتنا لسعر خام برنت في ديسمبر 2025 بمقدار 5 دولارات إلى 71 دولارا للبرميل (خام غرب تكساس الوسيط إلى 67 دولارا)، ونطاق خام برنت إلى 65 إلى 80 دولارا، وتوقعاتنا المتوسطة لعام 2026 إلى 68 دولارا لخام برنت (خام غرب تكساس الوسيط إلى 64 دولارا)".
كلمات دالة:أسعار النفطخام برنتالصينكنداالعقود الآجلةالمكسيكالغارات الجوية الأمريكيةخام غرب تكساساليمنالنفطالحوثيينالولايات المتحدة© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن