بوابة الوفد:
2025-03-25@23:25:34 GMT

حرب أكتوبر.. «نَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ»

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

قال تعالى: «وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» الآية رقم ( ١٠) من سورة الأنفال، لقد مضى واحد وخمسين عاما، على حرب العزة والكرامة ونَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ لمصر وللأمة العربية والإسلامية ، وهو نصر السادس من أكتوبر العاشر من رمضان عام ١٩٧٣م، وهذا النصر الذى هو من عند الله، جاء بقوة واصرار وعزيمة قواتنا المسلحة الباسلة، فى إعادة بناء جيشها الوطنى القوى، على أسس نفسية ومعنوية ودعمه ماديا لكى يجتاز فيها أصعب الفترات بعد نكسة ٥ يونيو من عام ١٩٦٧م، والتى تسببت فى وجود جُرْحاً عميقاً غائِراً، ليس فى جسد كل مواطن مصرى فحسب، بل فى جسد الشعوب العربية والإسلامية كلها، لأن بسبب هذه النكسة فقدت مصر سيادتها على جزء عزيز غال من أرضها وهى «سيناء المباركة»، اغتصبها عدو غادر وجعلها متسعاً لأراضيه العربية التى اغتصبها، ولكن لم يستمر الاحتلال الصهيونى للأرض «المباركة» طويلاً، إذ سرعان ما التأمت صفوف خير أجناد الأرض من جديد، بروابطهم التى تزداد تماسكا وقوة، وتلك هى العقيدة السائدة  لأبناء المؤسسة العسكرية المصرية، منذ نشأتها وإلى أن يرِثُ الله الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا.

وعلى ذلك رفضت مصر الاخضاع أو الاستسلام، فى أن يفرض الاحتلال الإسرائيلى البغيض سيطرته الكاملة على أرض «سيناء»، ونهب ثرواتها النفيسة سواءً كانت مادية أو تاريخية، حيث بدات مرحلة الصمود بعد سواد الهزيمة الدامس إلى مرحلة الردع وصد العدوان ، ثم بداية حرب الاستنزاف فى الربع الأول من عام ١٩٦٩- الى بعد منتصف عام ١٩٧٠، والتى جذبت انتباه العالم عن مدى القوة العظيمة للقوات المسلحة  فى تحقيق أهدافها، فى تكبيد قوات العدو خسائر فادحة فى عدد  الأرواح والمعدات... وإذا كانت هذه الحرب قد جذبت الأنظار إليها فى شجاعة وتفوق سواعد  قواتنا الباسلة، إلا أنها كانت النور الوهاج لمعركة النصر والعبور لأ كتوبر العظيم ، حيث إنه لا سبيل أمام هذه السواعد سوى الحرب الحتمية، لاسترداد الأرض المباركة التى أخذت بغطرسة قوة الاحتلال وصلف غروره ، وهذا ما تحدث به الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى إحدى خطبه، بقوله «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، ثم أن للجيش المصرى هدف آخر هو محو عار الهزيمة والثأر لكرامته، وتحطيم أسطورة قوة الجيش الذى لا يقهر، وقد تحقق ذلك بتسلح قواتنا بالعلم والإيمان بالله، ومواصلت التدريبات والمشاريع العسكرية الشاقة... من أجل التخطيط والتمهيد للعبور العظيم، مُهْتَدِينَ بقول الله تعالى «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ» الآية رقم (١٠) من سورة الأنفال.

وقد جاء قرار العبور من  الرئيس الراحل محمد أنور السادات وتوقيته، الساعة الثانية وخمس دقائق بعد ظهر السادس من أكتوبر ١٩٧٣م، وعلى أساسه عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس، وحطمت أقوى خط دفاع تحصن به جيش الاحتلال الصهيونى، وهو «خط بارليف» وهذا الخط على غرار «خط ماجينو» والتى اعتمدت عليه الجمهورية الفرنسية كقوة محصنة ضد زحف القوات الألمانية وكان ذلك بعد انتهاء الحرب الكونية الأولى ١٩١٤-١٩١٨، إلا أن الخط الذى شيده العدو على الضفة الشرقية لقناة السويس طول امتداد الساحل الشرقى لها، كان فيه أكبر العوائق الطبيعية وأقوى التحصينات العسكرية التى تخيل لجيش الاحتلال، بأن جيش مصر لا يستطيع عبور القناة، ولا حتى الزحف إلى تحرير أرض سيناء، ولكن تجاوز الأبطال كل هذه العقبات لتسلحهم بالعلم والمثابرة وبذل الجهد والعطاء، واستطاعو أن يخترقو هذا الخط الحصين والساتر الترابى الضخم المنيع، ثم انطلقت نيران المدافع على أرض «سيناء»، حولتها إلى حمم وبركان فوق رؤوس جيش الاحتلال، الذين لا يستطيعون الصمود أمام هدير قوات جيشنا العظيم، وانتهت الحرب فكان النصر حليف مصر والعرب، وأصبح هذا النصر طريق مصر إلى السلام، وهنا تتجلى عبقرية «السادات» فى قراره للحرب وقراره للسلام واسترداد ما تبقى من الأرض الأسيرة التى تحت سيطرة الأعداء، بالحرب ثم التفاوض إلى معاهدة السلام سنة ١٩٧٩، هذا هو جيش مصر العظيم قلب مصر النابض وخط دفاعها الشرعى الأول، وقوة ردع لكل عدو متغطرس تسول له نفسه المساس بكيان البلاد أو يهدد أمنها واستقرارها، واختتم مقالى هذا بالآية الكريمة قال تعالى «يَاَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» الآية رقم (٧) من سورة محمد ثم اختتمه أيضا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله الشريف فى تعظيم وتمجيد جيش مصر بهذا القول، عن عمرو بن العاص رضى الله عنه: حدثنى عمر رضى الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاحتلال الصهيونى

إقرأ أيضاً:

الصحة الفلسطينية: اسـ ـتشـ ـهاد أكثر من 15 ألف طفل منذ أحداث 7 أكتوبر

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد أكثر من 15 ألف طفل منذ أحداث 7 أكتوبر، حسبما أفادت قناة “ القاهرة الإخبارية ” في خبر عاجل .

موقف مصري إسباني مشترك بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزةارتقاء نحو 800 شهيد منذ العدوان المستجد على غزة في 18 مارسباحث: نتنياهو يخطط للقضاء على حماس تمامًا ومسح وجودها من غزةأحمد الشحات: صمود الفلسطينيين هو الرادع الوحيد لمخطط إسرائيل بتهجيرهم من غزةنواب بالبرلمان يديون محاولات إسرائيل تهجير الفلسطينيين 

إدانات واسعة لنواب البرلمان لاعتزام الاحتلال الإسرائيلي إنشاء وكالة حكومية تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، تحت مسمى "المغادرة الطوعية".

وحذر النواب والأحزاب من تداعيات هذه الخطوة على مستقبل القضية الفلسطينية واستقرار المنطقة.

أدان النائب محمد الرشيدي، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الشعب الجمهوري، إعلان الحكومة الإسرائيلية إنشاء وكالة تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، وتأتي ضمن سلسلة من الممارسات الإسرائيلية التي تسعى إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، بهدف تغيير التركيبة السكانية وطمس الهوية الفلسطينية، في تحدٍّ واضح للمجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وأكد الرشيدي في بيان له اليوم، أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات للمساس بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، مشددا على أن ما تسميه إسرائيل بـ"المغادرة الطوعية" لا أساس له من الصحة، بل يعد محاولة مكشوفة لشرعنة التهجير القسري، وهو أمر يخالف كل الأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، التي تؤكد على حق الفلسطينيين في البقاء بأراضيهم ورفض أي محاولات لنقلهم قسرًا.

مقالات مشابهة

  • موقع إسرائيلي يكشف عدد مقاتلي حماس بهجوم 7 أكتوبر
  • أطول تعليق منذ أكتوبر 2023 | ومليون شخص معرض للخطر في غزة لهذا السبب
  • الصحة الفلسطينية: اسـ ـتشـ ـهاد أكثر من 15 ألف طفل منذ أحداث 7 أكتوبر
  • يستغلون شعار الهامش ولا يعرفون الهامش او اهل الهامش (1)
  • أحداث 7 أكتوبر تشعل أول صدام بين وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الأركان
  • مصر والولايات المتحدة تستعرضان الوضع في غزة
  • شريرة هانم .. هالة صدقي تصدم جمهور إش إش
  • الملكة المتوجة
  • رائد عامر مدير العلاقات الدولية بنادي الأسير الفلسطيني في حواره لـ«البوابة»: أسرى غزة يُعامَلون بطريقة انتقامية ووحشية بشعة.. قبل وبعد 7 أكتوبر (فيديو)
  • بسبب الإستاكوزا.. شاب يفقد حياته على شاطئ نيل العياط