بوابة الوفد:
2025-01-21@10:06:36 GMT

حرب أكتوبر.. «نَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ»

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

قال تعالى: «وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» الآية رقم ( ١٠) من سورة الأنفال، لقد مضى واحد وخمسين عاما، على حرب العزة والكرامة ونَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ لمصر وللأمة العربية والإسلامية ، وهو نصر السادس من أكتوبر العاشر من رمضان عام ١٩٧٣م، وهذا النصر الذى هو من عند الله، جاء بقوة واصرار وعزيمة قواتنا المسلحة الباسلة، فى إعادة بناء جيشها الوطنى القوى، على أسس نفسية ومعنوية ودعمه ماديا لكى يجتاز فيها أصعب الفترات بعد نكسة ٥ يونيو من عام ١٩٦٧م، والتى تسببت فى وجود جُرْحاً عميقاً غائِراً، ليس فى جسد كل مواطن مصرى فحسب، بل فى جسد الشعوب العربية والإسلامية كلها، لأن بسبب هذه النكسة فقدت مصر سيادتها على جزء عزيز غال من أرضها وهى «سيناء المباركة»، اغتصبها عدو غادر وجعلها متسعاً لأراضيه العربية التى اغتصبها، ولكن لم يستمر الاحتلال الصهيونى للأرض «المباركة» طويلاً، إذ سرعان ما التأمت صفوف خير أجناد الأرض من جديد، بروابطهم التى تزداد تماسكا وقوة، وتلك هى العقيدة السائدة  لأبناء المؤسسة العسكرية المصرية، منذ نشأتها وإلى أن يرِثُ الله الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا.

وعلى ذلك رفضت مصر الاخضاع أو الاستسلام، فى أن يفرض الاحتلال الإسرائيلى البغيض سيطرته الكاملة على أرض «سيناء»، ونهب ثرواتها النفيسة سواءً كانت مادية أو تاريخية، حيث بدات مرحلة الصمود بعد سواد الهزيمة الدامس إلى مرحلة الردع وصد العدوان ، ثم بداية حرب الاستنزاف فى الربع الأول من عام ١٩٦٩- الى بعد منتصف عام ١٩٧٠، والتى جذبت انتباه العالم عن مدى القوة العظيمة للقوات المسلحة  فى تحقيق أهدافها، فى تكبيد قوات العدو خسائر فادحة فى عدد  الأرواح والمعدات... وإذا كانت هذه الحرب قد جذبت الأنظار إليها فى شجاعة وتفوق سواعد  قواتنا الباسلة، إلا أنها كانت النور الوهاج لمعركة النصر والعبور لأ كتوبر العظيم ، حيث إنه لا سبيل أمام هذه السواعد سوى الحرب الحتمية، لاسترداد الأرض المباركة التى أخذت بغطرسة قوة الاحتلال وصلف غروره ، وهذا ما تحدث به الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى إحدى خطبه، بقوله «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، ثم أن للجيش المصرى هدف آخر هو محو عار الهزيمة والثأر لكرامته، وتحطيم أسطورة قوة الجيش الذى لا يقهر، وقد تحقق ذلك بتسلح قواتنا بالعلم والإيمان بالله، ومواصلت التدريبات والمشاريع العسكرية الشاقة... من أجل التخطيط والتمهيد للعبور العظيم، مُهْتَدِينَ بقول الله تعالى «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ» الآية رقم (١٠) من سورة الأنفال.

وقد جاء قرار العبور من  الرئيس الراحل محمد أنور السادات وتوقيته، الساعة الثانية وخمس دقائق بعد ظهر السادس من أكتوبر ١٩٧٣م، وعلى أساسه عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس، وحطمت أقوى خط دفاع تحصن به جيش الاحتلال الصهيونى، وهو «خط بارليف» وهذا الخط على غرار «خط ماجينو» والتى اعتمدت عليه الجمهورية الفرنسية كقوة محصنة ضد زحف القوات الألمانية وكان ذلك بعد انتهاء الحرب الكونية الأولى ١٩١٤-١٩١٨، إلا أن الخط الذى شيده العدو على الضفة الشرقية لقناة السويس طول امتداد الساحل الشرقى لها، كان فيه أكبر العوائق الطبيعية وأقوى التحصينات العسكرية التى تخيل لجيش الاحتلال، بأن جيش مصر لا يستطيع عبور القناة، ولا حتى الزحف إلى تحرير أرض سيناء، ولكن تجاوز الأبطال كل هذه العقبات لتسلحهم بالعلم والمثابرة وبذل الجهد والعطاء، واستطاعو أن يخترقو هذا الخط الحصين والساتر الترابى الضخم المنيع، ثم انطلقت نيران المدافع على أرض «سيناء»، حولتها إلى حمم وبركان فوق رؤوس جيش الاحتلال، الذين لا يستطيعون الصمود أمام هدير قوات جيشنا العظيم، وانتهت الحرب فكان النصر حليف مصر والعرب، وأصبح هذا النصر طريق مصر إلى السلام، وهنا تتجلى عبقرية «السادات» فى قراره للحرب وقراره للسلام واسترداد ما تبقى من الأرض الأسيرة التى تحت سيطرة الأعداء، بالحرب ثم التفاوض إلى معاهدة السلام سنة ١٩٧٩، هذا هو جيش مصر العظيم قلب مصر النابض وخط دفاعها الشرعى الأول، وقوة ردع لكل عدو متغطرس تسول له نفسه المساس بكيان البلاد أو يهدد أمنها واستقرارها، واختتم مقالى هذا بالآية الكريمة قال تعالى «يَاَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» الآية رقم (٧) من سورة محمد ثم اختتمه أيضا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله الشريف فى تعظيم وتمجيد جيش مصر بهذا القول، عن عمرو بن العاص رضى الله عنه: حدثنى عمر رضى الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاحتلال الصهيونى

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين

يمن مونيتور/قسم الأخبار

أفرجت السلطات الإسرائيلية، ليلة الأحد/الإثنين، عن عشرات الأسرى الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، من سجن عوفر غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة دولية وإقليمية.

وشوهدت حافلات تحمل شارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ترافقها مركبات تابعة للجنة، تغادر السجن حاملة الأسرى الفلسطينيين إلى مناطقهم.

وفي الوقت نفسه، أفرجت إسرائيل عن عدد من الأسرى المقدسيين مباشرة إلى منازلهم في مدينة القدس، حيث أكدت مؤسسات حقوقية فلسطينية نشر أسماء 90 أسيرا، بينهم 20 طفلا وفتى، ممن شملتهم المرحلة الأولى من الاتفاق.

وفي محيط السجن من جهة بيتونيا (بلدة فلسطينية تقع بين القدس ورام الله)، أعلن الجيش الإسرائيلي المنطقة القريبة من السجن منطقة عسكرية مغلقة ومنع تجمع ذوي الأسرى.

واحتشد عشرات من ذوي الأسرى المفرج عنهم قرب السجن، انتظارا لذويهم المحررين، وتعرضوا لإطلاق قنابل غازية من الجيش الإسرائيلي.

وعلى الرغم من المضايقات الإسرائيلية، إلا أن المئات من الفلسطينيين احتفلوا وسط بلدة بيتونيا غرب مدينة رام الله بإطلاق الألعاب النارية ابتهاجاً بتحرير الأسرى.

وحيّت حشود متحمسة، بصيحات الفرح والغناء، الأسرى المحررين، عند مرور حافلتين أقلتاهم من سجن عوفر في الضفة الغربية المحتلة.

وتحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليا وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا في غزة، أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.

وبدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل صباح الأحد، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.

ومن المقرر أن تطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين، مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل أسير إسرائيلي إن كان عسكريا أم “مدنيا”.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

 

 

مقالات مشابهة

  • إعلام فلسطيني: الاحتلال نفذ 10100 مجزرة منذ 7 أكتوبر 2023
  • دخول 260 شاحنة مساعدات اليوم إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة
  • قوات الاحتلال تشدد إجراءاتها العسكرية بالضفة وتغلق مداخل المدن
  • مصادر طبية فلسطينية: انتشال جثامين 58 شهيدا من جنوب غزة
  • الأسيرة المحررة جنين عمرو: أهل غزة تاج رؤوسنا
  • الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين
  • فشل غير مسبوق لـ«إسرائيل».. و«انتصار ساحق» لـ«حماس»
  • مع بدء وقف إطلاق النار في غزة.. كم بلغت خسائر الضفة الغربية منذ «7 أكتوبر»؟
  • صمود غزة .. إرادة شعبية تُفشل مخططات الاحتلال
  • متحدث «شئون الأسرى والمحررين»: دور مصر في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة كان حاسما