بوابة الوفد:
2024-10-04@13:29:00 GMT

المرءُ مع مَنْ أحَبَّ

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

عدد الساعات التى تعيشها مع الله قليلة جداً بالقياس لعدد الساعات التى تعيشها بالغفلة عنه، ثم التردى والنكوص مع تعمّد السّهيان.

لديك مثلاً فى يومك كله: خمسة فروض، ومع كل فرض نوافل من قبل ومن بعد، لو استطعت أن تحافظ على الفروض وكفى، أعددت نفسك بينك وبين نفسك من المجاهدين، ولا تقل أين النوافل والزيادات فضلاً عن رؤية التقصير؟!

لا تقل هذا.

. لأنك لا تستطيع أن تفى حق الفرض عليك، وهو أن تؤديه فى جماعة، وبحضور، وبحرص على أن يكون نور الصلوات المكتوبة ظاهرًا عليك. 

روى لى أحدهم - والعهدة على الراوى - أن ولياً من أولياء الله دخل مسجداً وقت الصلاة يوماً ما، فوجد المصلين على هيئة خنازير إلا ثلاثة منهم تبيّن له من طريق شهوده أنهم صُلحاء وعارفون.

والإشارة فى شهود الولى أن جماعة المُصلين كانوا مجرّد أجساد لا روح فيها ولا حياة، ولا حضور مع الحق وقت الصلاة، بل خالطتهم الغفلة وعمّ أكثرهم الباطل الذى يبطل باطن الصلاة. 

إذا كان هذا فى المكتوبة، فكيف بغيرها وفى غيرها؟! 

ربما يرجع هذا إلى قلة الشغل بالله، وإلى كثرة الغفلة عنه؛ لأننا فى الغالب نشتغل بالله أقل ممّا ينبغى ونعطى الكثير لأنفسنا فيما لا ينبغي، فنفوّت عليها حياة جديرة بالحياة الحقيقية فى رحاب الله، ومع الله، ومن أجل الله. 

كلمة (اشتغل بالله) من أعمق وصايا العارفين عن مشكاة النبوة ميراث النور القديم، لأن الشغل بالله وفى الله هو أسمى ما يضيفه عمل اللطيفة الربانية، وهو بلا شك عملٌ قلبيٌ يقوده التوجّه نحو وحدة القصد واتصال الذات الذاكرة بسر حقيقتها الباقية وسر روحانيتها الدائمة، فالعمل بالله وفى الله يدعم تلك الناحية. 

وبما أن العارف لا يزول اضطراره، ولا يكون مع غير الله قراره، بمعنى أنه لا مأوى ولا مثوى له فى الدنيا ولا الآخرة إلا بالله، كانت أهم صفاته: أنه مسكون بالله على الدوام بغير انقطاع. 

وكل مسكون بالله ساكن تحت مجارى أقداره. الرضا من علامات سكونه بالله، إذ ذاك يفهم العارف باليقين الذى لا مرية له فيه: أن الله قد أجرى لطفه فى حكم قضائه، فمن غلب عليه اللطف وذاق حلاوة الإيمان، هانت عليه أحكام القضاء فمر عليها مرور الكرام. ومن نازع الله فى أقداره، وعبس، وضجر، وفتر، وتردى، ولم يذق حلاوة التسليم وبرد الرضى، عوقب من فوره بزيادة الشكوى وقلة الحيلة وفتور الإيمان.

‏قال أحد العارفين واصفاً تلك الحكمة: «فمن آمن بالله، امتحنه وابتلاه، فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم ألبتة، وهذا أصل عظيم فى باب الولاية ينبغى للعاقل أن يعرفه» ولذلك قال تعالى: (أحَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكوا أَن يَقولوا آمَنّا وَهُم لا يُفتَنونَ).

وحين يكرمك الله بالبلاء، أعقل ما أنت فيه، فإنك فى نعيم أختاره الله لك. البلاء الذى هو فى الصحة، وفى الأسرة، وفى الأبناء، وفى الأعمال، إذا أنت عقلته وجدته نعمة. واذا توجهت بالحمد به إلى ربك كنت مرفوعاً لديه بأكبر درجات الرفعة. فقط ثق بالله وسلم له الأمر، وأسأله سِعة اليقين.

جعلنا الله وإيّاكم ممّن سكنوا باليقين تحت مَجَارى أحكامه، فعرفوا ألطافه فى مجرى قضائه، فحمدوه حمد الشاكرين الأوّابين، إنه سبحانه نعم المولى، ونعم النصير ..

لو أنّ الله - سبحانه - أفاض علينا بأقل القليل من محبته؛ لسلب منا العقول، ولكنه عزّ وجل يعلم أن عقولنا محدودة مرهونة بالدُّون، ففتح أمامها مناشط الدنيا وأغلق بحجبها منافذ محبته إلا لمن يستحقها، ومن هم الذين يستحقونها؟! 

أولئك الذين قضوا الساعات الطويلة فى الشغل به بغير ملل ولا فتور، سائلين الله ذوق المحبّة، متوسلين بسيد الخلق، صلوات الله وسلامه عليه، وهو الذى قال تعالى عنه (قلّ إن كنتم تحبّون الله فاتبعونى يحببكم الله) فلا محبّة بغير اتباع، وهو صلوات الله وسلامه عليه القائل: (احبُّوا الله لمَا يغذوكم به من نعم). 

اللهم قطرة من حبك: تزيل الهم، وتفرِّج الكرب، وتمكّن الوصال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الله

إقرأ أيضاً:

مدير الأكاديمية العسكرية: من طلب السلام عليه امتلاك قوة تحميه -(فيديو)

كتب- محمد أبو بكر:

هنأ الفريق أشرف سالم مدير الأكاديمية العسكرية، الطلاب وعائلاتهم بحفل تخرج دفعات جديدة من طلاب الكليات العسكرية، معربا عن تمنيه التوفيق لهم، ومهنئا الدولة المصرية، بتخرجهم.

وأضاف مدير الأكاديمية العسكرية في لقاء مع الإعلامي كمال ماضي على قناة «إكسترا نيوز»، على هامش حفل تخرج دفعات جديدة من الأكاديمية والكليات العسكرية 2024: «أحمد الله، على أن ما كنا نحلم به يتحقق اليوم بافتتاح الأكاديمية العسكرية في عهدها الجديد بالعاصمة الإدارية، هذا يوم عظيم نرى فيه أحد المنشآت العسكرية في يوم الافتتاح على أحدث المواصفات العالمية، وهو نتاج جهد مبذول وعمل متواصل وبتوفيق من الله ودعم من القيادة السياسية والقيادة العامة».

وتابع سالم، أنّ الهدف الأساسي للأكاديمية انتقاء وإعداد ضباط المستقبل من خلال منظومة عمل متكاملة هدفها خلق جيل جديد من الضباط، من أجل مواكبة الواقع والتحديات الموجودة وفي ظل أوضاع إقليمية ودولية بالغة التعقيد تمر بها المنطقة، ولدينا يقين ثابت بأن من طلب السلام عليه امتلاك قوة تحافظ عليه، وهذة القوة أساسها مقاتل تكون في أكاديمية عظيمة.

مقالات مشابهة

  • أكتوبر العظيم
  • الشاطر حسن
  • حزب الله يعلن تنفيذ 28 عملية عسكرية متنوعة الأهداف خلال الساعات الأخيرة
  • مدير الأكاديمية العسكرية: من طلب السلام عليه امتلاك قوة تحميه -(فيديو)
  • إسرائيل تقصف بيروت والضاحية الجنوبية
  • ”استحلفكم بالله هذا شكل صاروخ”؟.. الإعلامي الحربي ”محمد العرب” يعلق على صواريخ إيران التي ضربت اسرائيل!
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»
  • خلال الساعات القليلة الماضية.. 100 صاروخ من حزب الله على إسرائيل
  • الشيخ الفيزازي: نصر الله عدو للمغاربة ولا يجوز الترحم عليه