أستطيع الآن أن أبصم بأصابعى كلها أن بعض التطبيقات على الشبكة العنكبوتية الإنترنت وخاصة تطبيق «التيك توك» تم استخدامه خطأ بطريقة تسيء للمجتمع المصرى صاحب القيم والمبادئ والتى توارثناها أبا عن جد، فالسواد الأعظم من رواده وخاصة نساء كثيرات استغلوه واستخدموه بشكل أفسد المجتمع مما أظهر فساد البعض حتى بدأوا يتساقطون فى قبضة الأمن، ووصل العدد لكم كبير من المقبوض عليهم، فالناظر لهذا التطبيق يشعر أنه أصبح مرقص ولا أبالغ حتى إنك تجد مسنات يتسولون من خلاله وتتساقط عليهن هدايا على حد معرفتى، ونساء يعرضن أنفسهن عليه وكأنهن فى سوق النخاسة والعياذ بالله، فقد أصبح المشهد مسىء بكل ألوان الإساءة وأشكالها للمرأة المصرية الأصيلة الشقيانة المحافظة على بدنها و أسرتها وبيتها وتكافح من أجلهم و أجل الوطن الحبيب، وقد دخل على الخط سيدات تطلق على أنفسهن الروتين اليومى، وما أدراك ما يفعله النساء أثناء هذا الروتين وغيره فحدث ولا حرج، كما ظهر فساد فى بعض الأسر على ذلك التطبيق كان على رأسهم قضية «أم هبه وزيادة» والتى تحاكم الآن، وكذلك قضية الأم وابنتيها والمعروفة بـ«وحش الكون»، والتى تم حبسها وإيداع ابنتيها القصر بدار رعاية بعد أن استغلت ابنتيها ووجهت النيابة للمتهمة تهمة نشر فيديوهات مخلة والاعتداء على قيم المجتمع من خلال استغلال بناتها القصر، ف«التيك توك» هو أحد المواقع التى استطاعت تحقيق انتشار كبير، وأصبح أقرب لملهى ليلى للعريّ والإيحاءات غير اللائقة والرقص الماجن، ورفع الحياء عن مجتمع كان يصنف نسائه فى خانة المحرمات، فـ«التيك توك» هو أحد المواقع التى استطاعت تحقيق انتشار كبير، وأصبح شبيه «بنايت كلوب» على الهواء، بما يسمونه لايفات العريّ والإيحاءات غير اللائقة والرقص الماجن والتسول بكافة أشكاله، حيث رفع الحياء عن مجتمعات محافظة، وقد ساهم فى ذلك العبث والانفلات السلوكى لكثير من رواده، لأنه عبارة عن منصة اجتماعية للمقاطع الموسيقية، تم إطلاقها فى 2016 بواسطة مؤسسها تشانج يى مينج، وتعتبر شبكة تيك توك منصة رائجة فى مقاطع الفيديوهات القصيرة، عبر الهواتف المحمولة والتى كانت أسرع انتشارا فى العالم، حيث يعتمد التطبيق على تصوير مقاطع فيديو لا تتعدى دقائق، ليقوم الأشخاص بتصوير مقاطع موسيقية مُرفقة بفيديو للمستخدم متفاعلا مع المقطع، بما يطلقون عليه برقص الليبسنج، ولسهولته حقق انتشار كبير فى الدول العربية و مصر، وانتشرت مقاطعه المصوّرة لشباب وشابات يرقصون على أغانى مختلفة، بحركات ساخرة ولا أخلاقية وايضا بملابس مثيرة، فى الوقت الذى انتشرت فيه مقاطع صادمة لبعض الفتيات يرقصن ويتمايلن حتى فى الشوارع، وزوجات رفقة شريك حياتهنّ داخل غرف النوم، وهو ما لم تتعوّد عليه مجتمعاتنا، وكان المجتمع ينظر إلى الرقص والعرى الفاضح بأنه خروج عن القيم الأسرية، حيث كان هذا النوع من الرقص والتعرى لا يتم إلا في بيوت الدعارة والملاهى الليلية، فقد امتلأ هذا التطبيق بالمراهقات، محجبات ،ومتبرجات، كلهن يتفنّن فى إظهار الرقص الشعبى والغربى وخوض تحديات مختلفة وجولات كما يسمونها داخل غرفهن أو فى الشوارع والطرقات، فقد أساء كثيرون وكثيرات استخدام وسائل التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا بشكل عام، فبدل من أن نسخرها كما يفعل الغرب لخدمتنا بشكل إيجابى ويعود علينا بالنفع، لا أن يحولها البعض إلى ملهى ليلى وأقبح من ذلك، مما يشعرك بانهيار القيم والأخلاق، واختراق حرمة المنازل بشكل لم نألفه من قبل، لدرجة أن الفتيات ينشرن رقصهن وميوعتهن داخل بيوتهن بملابس غير محتشمة و بغناء أغلبه من أغانى الملاهى الليلية، اللهم احفظنا واحفظ مجتمعاتنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بين السطور التيك توك
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية السابق: «أهل الصفة» توافق دعوة الرئيس في بناء الإنسان على غرس القيم
احتفل البيت المحمدي بتخريج أول دفعة من طلابه في أكاديمية أهل الصفة لدراسات التصوف وعلوم التراث، واستقبال الطلاب الجدد بحضور مفتي الجمهورية الأسبق، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعمداء كليات، ولفيف من الأساتذة والعلماء.
أهل الصفة لدراسات التصوفوقال الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، إنّ أهل الصفة هم الفقراء الذين كانوا يأتون إلى المدينة المنورة، لا يأوون إلى أهل أو مال لكنهم يتلقون العلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقتبسون من أنواره، مشيرًا إلى أنّ «أكاديمية أهل الصفة لدراسات التصوف وعلوم التراث تعني بتربية القلوب، لا بتربية القوالب وقد كان الإسلام يحرص على قوة القلوب ولو استطاعت الأمة أن تعيد مجدها في قوة القلوب فوالله ليضعن الله في الحجر ما لا يضعه في الصاروخ».
مبادرة بناء الإنسانوقدّم مفتي الديار المصرية الأسبق الشكر للبيت المحمدي والإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم رحمه الله، والدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الذي يصل الحاضر بالماضي في إحياء التصوف، مؤكدًا أنّ الأكاديمية موافقة للدعوة الكريمة من الرئيس عبدالفتاح السيسي والدولة المصرية لمبادرة بناء الإنسان، التي جاءت في موطنها الصحيح، لأن البداية يجب أن تكون من بناء الإنسان.
وتابع: «بناء الإنسان استغرق زمنًا طويلا من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة متبوعة هذه المرحلة بالمدينة المنورة، هذه البداية تكون بتربية وتنمية الضمير وغرس القيم وتحقيق الرقابة الذاتية للإنسان وهو لا يكون إلا بعمار كامل للقلوب. ولهذا فإنّ القلب احتل مساحة كبيرة في النص الشرعي من حيث وجوده وتحقيقه على نحو كامل، فهذا الوازع هو الذي ينبغي أن نركز عليه».
وأكمل: «وفي تقديري أنّ هذه الدراسة بين الأحكام الشرعية والأحكام القلبية هي الأساس الذي ينطلق منه المجتمع. تهذيب النفس، الأخلاق، القيم، التصوف، فإذا تحققنا من ذلك فإننا نكون أمام بناء صحيح للإنسان لا يحتاج إلى رقابة من الخارج إنما يحتاج إلى ضمير داخلي يرى، وإلى قلب مستنير بنور الله تعالي ينطلق إلى الإعمار وإلى أداء دوره كخليفة عن الله سبحانه وتعالى».
وذكر المفتي السابق أنّ الدراسة في الأكاديمية ذات طبيعة متكاملة، قائلًا: «أهنئكم بهذه الدراسة وأدعو الله أن يوفق القائمين والسادة الأساتذة الشيوخ على أن يوصلوا نور الله سبحانه وتعالى بأحكامه الشرعية إلينا جميعًا نحن طلبة علم لم يصل بعد أحد إلى الكمال، فكلنا ندرس ونستفيد من بعضنا البعض».