من يمتلك القصيدة: الشاعر أم القارئ؟
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
فى الفيلم الإيطالى الشهير Il Postino «ساعى البريد» (1994)، يقوم ساعى البريد فى قرية إيطالية صغيرة بإهداء فتاة يحبها قصيدة يدّعى أنها من تأليفه، بينما هى فى الواقع من إبداع الشاعر التشيلى المنفى بابلو نيرودا. عندما وبّخه نيرودا على هذا الفعل، رد الشاب قائلًا: «فقط لأنك كتبت القصيدة، لا يعنى أنها ملكك.
قد يدهشنا هذا الرد فى عصرنا الذى يحمى حقوق الملكية الفكرية بقوانين صارمة، ولكن كلمات ساعى البريد تفتح بابًا للتأمل فى مسألة ملكية الشعر. فمن يملك القصيدة حقًا؟ هل يملكها الشاعر الذى أبدعها؟ أم القارئ الذى يتفاعل معها، ويجعلها جزءًا من حياته، ورمزًا لتجاربه وأحلامه؟ لمن تنتمى رائحة الوردة؟ هل هى للشجرة التى تطرحها، أم للعابر الذى يتنفس عبيرها ويسعد به؟
فى كتابه «الكتابة والتناسخ»، يستشهد الناقد المغربى عبدالفتاح كيليطو بحادثة طريفة عن الموسيقار الشهير وولفغانغ أماديوس موزارت، الذى تنازل طوعًا عن بعضٍ من أعظم أعماله لصديق مبتدئ. هذا الفعل يعكس فكرة أن الإبداع قد يتجاوز مسألة الملكية الشخصية، ليصبح مشاعًا بين الناس.
فى التراث العربي، تناول النقاد هذا السؤال منذ قرون. ابن رشيق (ت. 1070 (1071/، أحد أبرز نقاد الأدب فى العصر العباسي، أشار فى كتابه «العمدة» إلى أنواع مختلفة من السرقات الادبية، منها الاصطراف، ويتفرع إلى اجتلاب أو استلحاق، وإلى انتحال، ثم الإغارة، فالغصب، فالمرافدة. وفى هذه الأنواع جميعا، يكون النص المسروق حاضرا بعينه لفظا ومعنى فى منتوج الشاعر. وأضاف أن الشاعر قد يتنازل عن بيت شعرى لشاعر آخر بمحض إرادته. هذا التصرف يعكس فهمًا أكثر تعمقًا للعلاقة بين الإبداع والملكية الأدبية، حيث لا يُنظر إلى القصيدة على أنها ملكية خاصة بل حساب مشترك فى بنك الابداع، إرث جماعى تتناوبه الاجيال.
لم تكن الحدود التى تفصل بين الاقتباس المشروع والسرقة مجرد مسألة قانونية فحسب فقد أثارت تساؤلات حول مدى اعتماد الشاعر على أعمال غيره، وأين يكمن «تعالق النصوص» ومتى يبدأ الإبداع الفردى.
فى السياق الغربي، قدّم الناقد الأدبى هارولد بلوم مفهوم «الانحراف» (clinamen) لفهم هذه العلاقات الشعرية. مستندًا إلى الفيلسوف الرومانى لوكريتيوس (ت. 51 ق.م.)، الذى يشير إلى انحراف الذرة عن مسار الاخرى وهذا الانحراف هو الذى يجعل التغيير فى الكون ممكنًا. طبّق بلوم هذا المفهوم على الشعر، مشيرًا إلى أن الشاعر ينحرف عن مسار سابقه المبدع ليصنع تصحيحًا أو تغييرًا فى اتجاه قصيدة جديدة. وهذا «الانحراف» هو ما يجعل الإبداع الشعرى مميزًا وأصيلًا، ويشكل فى نفس الوقت استجابة إبداعية للقصائد السابقة.
وكما أنّ الشعر قد يصبح ملكًا لمن يحتاج إليه، كذلك يمكن للشاعر أن ينحرف عن أسلافه ليبدع شيئًا جديدًا ينتمى إلى زمنه وتجربته.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
تكريم سمسم شهاب في مهرجان هرم الإبداع
أعلنت إدارة مهرجان هرم الابداع الدولى عن تكريم الفنان سمسم شهاب في الدورة العاشرة يوم 25 ديسمبر الجاري.
كشفت اللجنة الفنية عن تكريم الفنانة حورية فرغلي، الفنانة بشري، المطرب مجد القاسم، الراحل محمد رحيم،الفنانه سوزان نجم الدين، الفنان سمسم شهاب، الفنانه سماح زيدان، السيناريست أميره الزيات ، الإعلامية دعاء مجدي، الفنان الصاعد مهاب صالح، المستشار . خالد المأربي الرئيس الشرفي من المملكة العربية السعودية، الخبير الفني محمد احمد طه، يوسف نبيل لوندي،الخبير الفني محمد احمد طه، الاعلامى محمد احمد يونس.
كما سيتم تكريم كابتن عبدالوهاب عبد اللطيف، دكتوره نعمت محمد السعيد، الدكتور مينا صفوت صبري كمال، الدكتور شادي عبد الستار محمد المستشار وليد الفولي، دكتوره إيمان العتيق على السيد، نهى محمود رشدي، فروزان شعبان محمد الجسمي، دكتوره امل بكر، مصممة الأزياء ايناس محمد عبد الحميد رشوان، دكتورة حنان الأمين محمود بلوجر حسن عطالله، الاعلامى أحمد البدوي، السفير دكتور خالد الزغبي، بلوجر . محمد النجار، الدكتور أحمد منصور حقوي، الدكتور هيثم الحقوي، محمد السعدي أبو المعارف ممثل صاعد، كابتن سيف المصري، راجل الأعمال إبراهيم سيد حسانين، رجل الأعمال إبراهيم صلاح القطوري، دكتور مصطفي فرج محمد المخرج عبدالحكيم التونسي، ملاك صفوت واصف المستشار الاعلامي فوزي آل حيدر، أنمار بن خالد الماربي،دكتور أحمد حمزاوي طبيب جراحة الوجة و الفكين، الدكتورة أيه مصطفى أحمد أفضل اخصائية تجميلية للعنايه بالشعر والبشره.
وكشف الدكتور أحمد يسري رئيس المهرجان عن تكريم نجوم الفن والثقافة والاعلام ومقدمي المحتوي علي مواقع التواصل الاجتماعي في الدورة العاشرة وإختيار الاعمال الناجحه والمميزه التي عرضت في موسم رمضان الماضي والاعمال السينمائية التي عرضت في الفترة الماضية ولأول مرة سوف يتم اختبار الأعمال المسرحية التي عرضت في عام 2024.
وقال الدكتور أحمد يسرى فى تصريحات صحفيه الدورة العاشرة للمهرجان تحمل مفاجآت متنوعة ورائعة سوف يسدل الستار في جمهورية مصر العربية وتحديداً العاصمة القاهرة أم الفعاليات والمؤتمرات، انطلاق أقوى حدث في الشرق الأوسط مهرجان هرم الإبداع الدولي في نسخته العاشرة لهذا العام ، والذي سيقام في شهر ديسمبر الجاري.
وأشار الدكتور أحمد يسرى أن المهرجان يتضمن حفل تكريم أهم ١٠٠ شخصية عربية مؤثرة على مستوى الوطن العربي بمشاركة ١٥ دولة عربية بحضور ضيوف الشرف من كبار الشخصيات والسفراء العرب ، وسط تواجد نخبة من الإعلاميين المميزين لأجل تغطية ودعم هذا الموسم الرائع.
وأكد الدكتور أحمد يسرى بأن النسخة العاشرة لهذا الحدث سوف تكون مختلفة عن السنوات السابقة وذلك في اختيار الشخصيات البارزة الذين يمثلون بلدهم وبما يحقق أهدافه الناجحة ومميزة في دعم طلاب البحث العلمي في مصر وخارجها بتقديم الدعم الكامل في مجال التعليم ، بحضور سفراء الوطن العربي من المملكة العربية السعودية ، ودولة الإمارات العربية المتحدة ، ودولة الكويت ، وجمهورية تونس ، برعاية وتشريف سعادة المستشار خالد المأربي ودعوة الضيوف من المملكة العربية السعودية للتكريم والذي يقدم ما هو مميز ومشرف في العالم العربي.