قال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن الخطبة التي ألقاها المرشد الإيراني علي خامنئي اليوم الجمعة باللغتين الفارسية والعربية هي أشبه بخارطة طريق للمرحلة المقبلة، وتأتي في وقت استثنائي وفي ظروف استثنائية.

واختار المرشد الإيراني أن يلقي خطبة ثانية باللغة العربية، موجهة إلى الشعوب العربية وتحديدا الشعبين الفلسطيني واللبناني.

ورجح فايز أن المرشد يقوم "برسم إستراتيجية للأيام القادمة، تحت سقفها نقاط مهمة، أبرزها أن جبهة المقاومة في المنطقة لن تتراجع في هذه المرحلة إلى الوراء ولن تقدم تنازلات".

وشدد على أهمية حديث المرشد وباللغة العربية على مسألة أن المقاومة لن تتراجع ولن تقدم تنازلات، بالإضافة إلى مباركته للضربة الصاروخية التي استهدفت بها إيران قبل أيام العمق الإسرائيلي، وقوله إنها مستعدة لتكرار مثل هذه الضربة.

كما قال إن الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل ضد قادة المقاومة مثل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية لا يعني تراجع مسيرة المقاومة.

وذكر مدير مكتب الجزيرة أن المرشد وجه في خطبته رسائل لإسرائيل وللولايات المتحدة، كان من أهمها "أن مستقبل الشرق الأوسط لا ترسمه لا إسرائيل ولا رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو"، وأن تغيير الشرق الأوسط هو "وهم ولن يتحقق".

وبحسب فايز، فإن إيران تريد أن تبعث رسائل من خلال مخاطرتها بخروج المرشد الأعلى ليلقي خطبته في جو شعبي في طهران مكشوف أمنيا وعسكريا.

وتريد طهران أن تقول -كما أكد مسؤولون إيرانيون لمدير مكتب الجزيرة- إنها "في اللحظات الحاسمة في مستقبل المنطقة، فإن القائد الأعلى يخرج إلى العلن، ويكون حاضرا في الميدان".

وكان برفقة المرشد قيادات الصف الأول من الأمنيين والسياسيين، في ظل التهديد الإسرائيلي، وقال مدير مكتب الجزيرة إن إيران بذلك ترفع سقف التحدي.

ويقول فايز إن إيران باتت مقتنعة بالكامل بأن أمنها القومي هو على المحك، وكذلك نفوذها الإقليمي، وإنها باتت تنفذ عمليا على أرض الواقع مقولة "إذا أردت أن تمنع الحرب أحيانا يجب أن تذهب إليها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مدیر مکتب الجزیرة

إقرأ أيضاً:

"مبعوث الاغتيال".. آخر رسالة من خامنئي إلى حسن نصر الله

أثار الاختراق الإسرائيلي الكبير لأعلى الطبقات الحكومية بطهران، قلقاً لدى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، ما جعله يفقد الثقة بكامل محيطه.

وكشف تقرير لموقع "نيوز18" الإخباري، أن خامنئي أرسل القائد الكبير في الحرس الثوري، عباس نيلفوروشان، لتحذير زعيم حزب الله حسن نصر الله، بضرورة مغادرة لبنان. ولكن غارة جوية إسرائيلية قتلت الرجلين معاً، قبل أن يتسنى إجلاؤهما.

وكشفت 3 مصادر إيرانية، أن توجيهات خامنئي لنصر الله، جاءت قبل أيام قليلة من اغتياله، مما أثار مخاوف في طهران بشأن احتمال حدوث تسلل إسرائيلي بين صفوف القيادة العليا في إيران.

قلق من جواسيس إسرائيل في #طهران..#خامنئي حذر #نصر_الله من الاغتيال
https://t.co/kUmV4PtkMe

— 24.ae (@20fourMedia) October 2, 2024 تحذير مسبق

أوضحت المصادر أنه في أعقاب واقعة تفجير أجهزة اتصال لحزب الله في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي مباشرة، أرسل خامنئي رسالة مع مبعوث يطلب فيه من الأمين العام لحزب الله المغادرة إلى إيران. وأشار إلى تقارير استخباراتية عن عملاء لإسرائيل داخل حزب الله، أنها تخطط لقتله.

وقال المسؤول لوكالة رويترز، إن "المبعوث كان القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان، الذي كان مع نصر الله في مخبئه، عندما استهدفته قنابل إسرائيلية، وقُتل معه".

وقال مسؤول إيراني كبير إن خامنئي، وهو في مكان شديد التأمين في إيران منذ يوم السبت الماضي، هو الذي أمر بإطلاق ما يقرب من 200 صاروخ على إسرائيل، الثلاثاء الماضي. وأعلن الحرس الثوري في بيان أن الهجوم كان رداً على مقتل نصر الله ونيلفروشان.

مخاوف إيرانية

وحسب التقرير، برزت مخاوف إيران بشأن سلامة خامنئي وفقدان الثقة، سواء داخل حزب الله أو المؤسسة الإيرانية أو فيما بينهما، وكشفت المصادر أن هذا الوضع من شأنه أن يعقد الأداء الفعال للحركات المسلحة المتحالفة مع إيران.

كما تجعل هذه الفوضى أيضاً، صعوبة اختيار حزب الله لزعيم جديد، خوفاً من أن يؤدي التسلل المستمر إلى تعريض الخليفة للخطر، حسب ما ذكرت 4 مصادر لبنانية.

وقال ماجنوس رانستورب، الخبير في شؤون حزب الله في جامعة الدفاع السويدية، عن الأضرار العميقة التي لحقت بحزب الله، التي قللت من قدرة إيران على ضرب حدود إسرائيل: "في الأساس، خسرت إيران أكبر استثمار لديها خلال العقود الماضية".

وأضاف أن "فقدان حزب الله لقدراته العسكرية وكوادره القيادية، قد يدفع إيران نحو نوع الهجمات ضد السفارات الإسرائيلية والموظفين في الخارج، التي كانت تشارك فيها بشكل متكرر، قبل ظهور قواتها بالوكالة".

ومن جهته، قال مستشار عسكري سابق، كان موثوقاً به لدى خامنئي: "هز هذا الهجوم إيران حتى النخاع. كما أنه يظهر كيف أن إيران مخترقة بعمق" مضيفاً "لم يقتلوا نصر الله فحسب، بل قتلوا نيلفوروشان".

تحقيقات داخل إيران

وفي سياق متصل، قال مسؤول إيراني كبير ثان إن "مقتل نصر الله دفع السلطات الإيرانية إلى إجراء تحقيق شامل، في احتمال وجود تسللات (جواسيس) داخل صفوف إيران نفسها، من الحرس الثوري إلى كبار المسؤولين الأمنيين".

وأوضح المسؤول أن "التحقيقات تركز بشكل خاص على أولئك الذين يسافرون إلى الخارج، أو لديهم أقارب يعيشون خارج إيران".

وأشار إلى أن طهران بدأت تشك في بعض أفراد الحرس الذين كانوا يسافرون إلى لبنان.، مضيفاً أن "المخاوف أثيرت عندما بدأ أحد هؤلاء الأفراد يسأل عن مكان تواجد نصر الله، وخاصة عن المدة التي سيبقى فيها في أماكن محددة"، لافتاً إلى أن الشخص اعتقل مع عدة أشخاص آخرين، بعد إثارة حالة من الذعر في دوائر الاستخبارات الإيرانية. دون أن يحدد هوية المشتبه به أو أقاربه.

#عاجل| دعوات في إسرائيل لاغتيال #خامنئي#لبنان#إسرائيل #إيران#حسن_نصر_اللهhttps://t.co/uMQWDzuCZ9 pic.twitter.com/Hf3O0CM4UU

— 24.ae (@20fourMedia) October 2, 2024 فقدان الثقة

وذكر أحد المسؤولين، أن اغتيال نصر الله أدى إلى نشر عدم الثقة بين طهران وحزب الله، وداخل الحزب أيضاً، وأضاف أن "الثقة التي كانت تربط كل شيء، قد اختفت". وأوضح مصدر مقرب من المؤسسة الإيرانية، أن "المرشد الأعلى لم يعد يثق بأحد".

وحسب التقرير، كانت أجراس الإنذار قد دقت بالفعل داخل طهران وحزب الله، بشأن احتمال تسلل الموساد بعد مقتل قائد حزب الله فؤاد شكر في يوليو (تموز) الماضي، واغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران.

وقال أحد المسؤولين إن "دعوة خامنئي لنصر الله للانتقال إلى إيران، جاءت بعد أن انفجرت آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التي يستخدمها الحزب، في هجمات إسرائيلية يومي 17 و18 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأضاف أن "نصر الله كان واثقاً من أمنه، ويثق في دائرته الداخلية تماماً، على الرغم من المخاوف الجدية التي أبدتها طهران، بشأن المتسللين المحتملين داخل صفوف الحزب".

وحسب المسؤول، حاول خامنئي مرة ثانية، حيث نقل رسالة أخرى عبر نيلفوروشان إلى نصر الله الأسبوع الماضي، وحثه على مغادرة لبنان والانتقال إلى إيران كمكان أكثر أماناً. إلا أن نصر الله رفض وأصر على البقاء في لبنان.

جنائز سرية

ومنع الهجوم الإسرائيلي، والخوف من المزيد من الهجمات على حزب الله، الجماعة المدعومة من إيران من تنظيم جنازة على مستوى البلاد، لنصر الله.

وقال مصدر في حزب الله: "لا أحد يستطيع أن يأذن بإقامة جنازة في هذه الظروف"، مشيراً إلى أنه تم دفن عدد من القادة الذين قتلوا الأسبوع الماضي بشكل سري، الإثنين الماضي، مع وجود خطط لإقامة مراسم مناسبة عندما ينتهي الصراع.

وقالت 4 مصادر لبنانية إن "حزب الله يدرس خيار الحصول على فتوى دينية، لدفن نصر الله مؤقتاً، وإقامة جنازة رسمية عندما تسمح الظروف بذلك". وأوضحت أن حزب الله امتنع عن تعيين خليفة لنصر الله رسمياً، ربما لتجنب جعل بديله هدفاً لعملية اغتيال إسرائيلية.

وقال أحد المصادر: "إن تعيين أمين عام جديد قد يكون خطيراً، إذا ما أقدمت إسرائيل على اغتياله مباشرة بعد توليه المنصب. ولا يمكن للجماعة أن تخاطر بمزيد من الفوضى، من خلال تعيين شخص ما ثم ترى مقتله".

مقالات مشابهة

  • خامنئي: الأعداء لن يحققوا النصر أبدا على حماس وحزب الله
  • خامنئي يؤم صلاة الجمعة في حدث نادر
  • "مبعوث الاغتيال".. آخر رسالة من خامنئي إلى حسن نصر الله
  • تحدٍ لإسرائيل أم جس نبض..إيران تكشف تنقلات خامنئي بعد دعوات لاغتياله
  • مدير مكتب الجزيرة: هكذا ترد إيران على مزاعم إسرائيل بشأن الهجوم الصاروخي
  • هجوم إيران الباليستي.. الرد المتأخر الذي حمل رسالة لم تكُ لإسرائيل
  • هجوم إيران الباليستي.. الرد المتأخر الذي حمل رسالة لم تكُ لإسرائيل- عاجل
  • الأولى منذ 4 أعوام.. «خامنئي» يلقي خطبة في صلاة الجمعة
  • هل طفح الكيل بطهران؟..واشنطن: إيران تستعد لشن هجوم على إسرائيل