تعد ظاهرة الهروب من المدارس أهم المشاكل التي تواجه العملية التعليمية وآثارها السلبية لا تنعكس فقط على الطالب وإنما على المجتمع حيث تفرز مظاهر خطيرة لها أبعاد سلوكية وأبعاد نفسية وأبعاد متعلقة بالواقع الاجتماعي الذي يعيشه الطالب. فهي تزيد معدلات الأمية والجهل والبطالة وتضعف البنية الاقتصادية والإنتاجية للمجتمع, كما تفرز للمجتمع ظواهر خطيرة كعمالة الأطفال واستغلالهم.

الأمر الذي يؤدي إلى زيادة حجم المشكلات الاجتماعية كانحراف الأحداث والاعتداء على ممتلكات الآخرين.

وتفشت هذه الظاهرة بشكل واسع فى مدارس الدقهلية إذ ترى هؤلاء الطلبة  يتسكعون في الشوارع ، أو يلهون في الحدائق أو يجلسون على المقاهى، ونوادي ألعاب الإنترنت التي تمتلئ يوميا بهؤلاء الطلاب بعيداً عن أعين الرقابة الأسرية والمدرسية في مشهد مؤسف وخطير.

ويرى  خبراء التعليم بالدقهلية، أن تلك الظاهرة لا تخضع لضوابط حازمة من الإدارة المدرسية لتسجيل الغياب بشكل دقيق بل ودراسة حالات الغياب المتكرر للتأكد من صحة المبررات ومخاطبة أولياء الأمور بشأنها وعدم السماح تجاوز المدة القانونية.

وأشار إلى أن الأسباب والعوامل المؤدية للهروب متعددة، لذا يجب أن تتضافر الجهود وتتكامل فيما بينها من أجل الحدّ من انتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا، بدءا من دور الجهات  المعنية وصولاً إلى البيئة المحيطة بالطالب كدور الأهل والهيئة التعليمية إنها مسؤولية مشتركة متكاملة فيما بينها وهدفها واحد هو المعالجة الفعلية لمشكلة الهروب من المدارس .

وأرجع  الدكتورمحمود  مندوه وكيل كلية التربية جامعة المنصورة، إنتشار هذه الظاهرة إلى عدة اسباب أهمها  تراجع الدور التربوي للمدرسة وعدم وجود بيئة جاذبه داخل المدرسة 

وأشار مندوه إلى أن انتشار الدراسي الخصوصية فلا يعبأالطلاب  بما تقدمه المدرسة، فضلا عن عدم اهتمام المدرسين بالشرح للطلاب وتراجع دور العلم والمعلمين  و عدم مراعاة الفروق الفردية تعمق هذه الظاهرة 

وشدد على أن العقوبة التي أقرتها الوزارة بالفصل 7 أيام للهروب غير صائبة بالمرة، إلا إذا وفروا عملية دراسية جيدة تجذب الطلاب للحضور، وبالتالي سيكون الطلاب هم المقصرين بحق المدرسة وبحق أنفسهم.

وأوضح مندوه أن الإهتمام بالجانب التعليمي فقط وتزاحم المقررات الدراسية والعنف المتبادل بين التلاميذ والمعلمين وعدم جاهزية المدارس للاهتمام بالجوانب التكاملية للشخصية وكثافة الفصول الزائدة أهم هذه الأسباب.

وحدد مندوه طرق العلاج  قائلا من المهم جدإعادة  الدور التربوي للمدرسة .

وأكد على ضرورة مراعاة الفروق الفردية للطلاب وأهمية اهتمام المدرسة  بالدور التكاملي لشخصية التلميذ  إلى جانب تعظيم دور المعلم داخل المجتمع والاهتمام بالنواحي الكيفية في التعليم

وشدد مندوه على ضرورة التواصل المستمر بين المدرسة والاسرة لصالح التلميذ وتدعيم وتعزيز العمل التربوي وسياسة الثواب والعقاب.

و شدد محمد عيانة خبير تعليمى على ضرورة القيام بحملات أمنية مكثفة فى المناطق المحيطة بالمدارس لإغلاق الكافيهات و«محلات البلايستيشن» المنتشرة بشدة وتعمل فى أوقات اليوم الدراسى مما يمثل عامل إلهاء وتدفعه للهروب من المدارس، وأيضاً الرقابة على الكورنيش والسينمات التى تمتلئ بالطلاب فى الفترات الصباحية التى تبدأ من العاشرة صباحاً.

وتابع  أن هناك جزءا يقع على عاتق أولياء الأمور بالطبع، فمن الضرورى متابعة نشاط الابناء ووجود رقابة وعقاب عند ارتكاب الأخطاء حتى لا تتكرر، وفى المقابل يجب تشديد الرقابة أيضاً داخل المدرسة ومنع الطلاب من الهروب بمختلف الطرق سواء القفز من الأسوار أو الخروج من الأبواب مع وجود جزاء وتهديدات بالفصل فى حال تكرار التزويغ .

وفي هذا الإطار، أكد أحمد دراج  موجه سابق بالتعليم ، أن العقوبة المُحددة للتزويغ  غير رادعة بل أن الطلاب سيفرحون بقرار فصلهم إذا تم تنفيذ القرار، بل ومن الممكن أن يتعمدوا الهروب أمام المدرسين حتى يُفصلوا أو تُطبق العقوبة عليهم، مشيرة إلى أن الطلاب بالصفين الأول والثاني الثانوي نسبة حضورهم ضئيلة في المدرسة لاعتمادهم على الدروس الخصوصية.

وأضاف دراج ، أن المدرسين أيضًا يحبون غياب الطلاب، لأن الحصص بتكون مرهقة بالنسبة لهم وهم لا يريدون أن يبذلوا مجهود في المدرسة.

وواصل دراج  حديثه قائلا، الطلاب في الوقت الحالي يعتبرون المدرسة عبء عليهم، ولا يلتزمون بقراراتها ولا يعنيهم أهمية الحضور والانضباط، ولكن بعض المدارس الخاصة تمنع الغياب من المدرسة لمدة أسبوع لأي سبب من الأسباب، احترامًا للائحة والضوابط، وبعض المدارس الحكومية للطلاب المتفوقين.

وطالب السيد عبده موجه سابق باتعليم بتفعيل دور الأخصائي الاجتماعي والأخصائي النفسي الذي يلعب دور تربوي محدد في فحص المشاكل وعمل سجل لمتابعة التأخر الصباحي للطالب.

وتابع عبده، أن أصدقاء السوء لهم تأثير كبير، فعلى سبيل المثال يخبرونهم أن التعليم لا يوجد منه منفعة، ويبدأون بالتأثير عليه بالكلام إلى أن يتخلف عن الذهاب إلى الدروس، كل ذلك بسبب أصدقاء السوء، إضافة إلى أن المدرسة مم الممكن أن تكون بيئة طاردة للطالب نفسه، وبالتالي فإنها تحثه على الهروب سواء كان فيه روتين ومعلمين ليسوا تربويين واستخدام المعاملة القاسية مع الطلاب كل ذلك يكون من ضمن الأسباب، والدكتورمحمود  مندوه وكيل كلية التربية جامعة المنصورة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المدرسة والأسرة العملية التعليمية مدارس الدقهلية المشكلات الإجتماعية كثافة الفصول الواقع الاجتماعي حالات الغياب خصوصية جامعة المنصورة كلية التربية تسجيل الغياب هذه الظاهرة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بدء إعلان نتائج الطلاب بالمدارس التي أنهت الاختبارات اليوم

بدأت مدارس التعليم العام في مختلف مناطق المملكة إعلان نتائج الفصل الدراسي الثاني للطلاب والطالبات الذين أنهوا اختباراتهم اليوم بعد أربعة أيام، حيث أصبح بإمكانهم وأولياء أمورهم الاطلاع على النتائج عبر المنصات الإلكترونية التي وفرتها وزارة التعليم لضمان سهولة الوصول إليها بشكل رقمي دون الحاجة إلى مراجعة المدارس.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وزارة التعليم - أرشيفيةمنصات الاستعلام عن النتائجتشمل المنصات المتاحة للاستعلام عن النتائج نظام نور الذي يتيح للطلاب وأولياء أمورهم الاطلاع على الدرجات والتقارير التفصيلية، إضافة إلى بوابة نتائجي التي توفر الشهادات الرقمية المعتمدة، كما يمكن الوصول إلى النتائج عبر تطبيق توكلنا ومنصة مدرستي ضمن قسم النتائج، مما يسهم في تسهيل إجراءات الاستعلام بشكل سريع وميسر.
أخبار متعلقة اختبارات الفصل الثاني غداً.. وتطبيق الاختبارات المركزية لقياس التحصيلخلال الأمطار.. فرق ميدانية لمتابعة سير الاختبارات في مدارس الشرقيةصور| الذهاب بالمظلات.. الطلاب يؤدون اختبارات الفصل الثاني رغم الأمطارفي المقابل، لا تزال الاختبارات مستمرة في العديد من المدارس، حيث من المقرر أن يكون يوم غدٍ الخميس هو اليوم الأخير للاختبارات في غالبية المدارس، وبعدها سيتم إعلان النتائج تباعًا فور استكمال عمليات التصحيح والمراجعة ورصد الدرجات واعتمادها رسميًا من قبل إدارات التعليم.دعم التحول الرقمي في التعليميأتي ذلك في إطار جهود وزارة التعليم لتعزيز التحول الرقمي في العملية التعليمية، وتوفير حلول تقنية تسهل على الطلاب وأولياء أمورهم الوصول إلى الخدمات التعليمية بيسر وكفاءة، بما يتماشى مع رؤية المملكة في تطوير الخدمات الإلكترونية وتحقيق الجودة في قطاع التعليم.
وتؤكد الوزارة على أهمية متابعة الإعلانات الرسمية الصادرة عن المدارس أو إدارات التعليم المحلية لمعرفة مواعيد نشر النتائج لمن لم تظهر لهم حتى الآن، متمنية لجميع الطلاب والطالبات النجاح والتوفيق في مسيرتهم التعليمية.

مقالات مشابهة

  • نوتردام دو بيتارام.. مدرسة كاثوليكية تهدد انتهاكاتها عرش رئيس الحكومة الفرنسية
  • مدير مدرسة في اليمن يشهر سلاحه في وجه الطلاب.. ما السبب؟ (شاهد)
  • مدارس خليج عدن الأهلية تنظّم المعرض السنوي للابتكارات العلمية
  • ضبط تشكيل عصابي تخصص في تزوير بطاقات الطلاب الصحية بالقاهرة
  • تلامذة لبنان خسروا نصف السنوات الدراسية
  • مدير مدرسة في عمران يطلق النار لترهيب طلاب عجزوا عن دفع رسوم فرضها الحوثيون
  • مدرسة خاصة تمنع الطلاب من الدخول بسبب الزي المخالف | والأهالي: الدنيا برد
  • محافظ الإسماعيلية يتفقد مدرسة القنطرة غرب الثانوية الصناعية العسكرية
  • «عاشور» يؤكد أهمية تسويق الجامعات الخاصة لبرامجها الدراسية لجذب الطلاب الوافدين
  • بدء إعلان نتائج الطلاب بالمدارس التي أنهت الاختبارات اليوم