يواصل قطاع الفضاء الإماراتي، خلال العام الجاري، تعزيز ريادته الإقليمية والعالمية، عبر مجموعة من الإنجازات التاريخية، التي يتوج بها مسيرة عقد من الزمن منذ دخول الدولة، بشكل رسمي في السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، وذلك مع الإعلان عن إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال “مسبار الأمل” لكوكب المريخ، في يوليو 2014.


وتبرز تجربة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء، كواحدة من أهم قصص النجاح على المستويين الإقليمي والعالمي، بالنظر لحجم الإنجازات التي حققتها والمشاريع الاستثنائية، التي أطلقتها خلال فترة وجيزة من الزمن، مع التركيز على صناعة جيل من رواد الفضاء والطواقم الإدارية والفنية الإماراتية القادرة على مواصلة النجاح في هذا القطاع.
وتبدأ اليوم فعاليات “أسبوع الفضاء العالمي”، الذي تستمر حتى 10 أكتوبر من كل عام، للاحتفال بمساهمات علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحسين وضع الإنسان.
وتأتي المناسبة هذا العام، في الوقت الذي لاتزال الإمارات تسطر الإنجاز تلو الآخر، في مجال علوم وصناعة الفضاء، ومن أحدثها القمر الاصطناعي “محمد بن زايد سات”، المتوقع إطلاقه خلال الشهر الجاري.
ويعد إطلاق “محمد بن زايد سات”، خطوة بارزة في مسيرة التقدم التكنولوجي لدولة الإمارات، إذ تم تطويره وبناؤه بالكامل بواسطة فريق من المهندسين الإماراتيين، وشاركت الشركات المحلية في تصنيع ما يقرب من 90 % من هيكله الميكانيكي، ومعظم وحداته الإلكترونية.
وجرى تطوير القمر الاصطناعي «MBZ-SAT»، في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، ليصبح القمر الاصطناعي المدني الأكثر تطورا في المنطقة، في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح، حيث تم تزويده بنظام مؤتمت لترتيب الصور على مدار الساعة، يضمن له توفير صور تحاكي بجودتها أعلى معايير الدقة لصور الأقمار الاصطناعية المخصصة للاستخدامات التجارية في العالم.
ومنذ بداية العام 2024، أعلنت دولة الإمارات عن مجموعة من المشروعات الطموحة في مجال استكشاف الفضاء، ومنها انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية “Gateway” إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.
وستتولى الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة، لمدة قد تصل إلى 15 عاما قابلة للتمديد.
ويبلغ وزن وحدة معادلة الضغط 10 أطنان، وطولها 10 أمتار، وعرضها 4 أمتار، بينما تبلغ أبعاد المحطة كاملة (42 × 20 × 19 مترا).
وستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.
وفي يناير الماضي، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، عن بدء ثاني دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء، وهي جزء من بحوث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية “هيرا” التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”.
بدوره، احتفل مشروع مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، في 9 فبراير الماضي، بالذكرى السنوية الثالثة لوصول المسبار إلى مداره، حيث أعلن سلسلة من الاستكشافات الجديدة والمتفردة، المستمدة من القياسات الأولى للغلاف الجوي للمريخ على مدار عام مريخي كامل.
وفي الشهر ذاته، أنجزت مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، مراجعة التصميم الأولي للمهمة التي تعد مرحلة رئيسة في ضمان نجاح وأمان المهمة الفضائية، إلى جانب تسليط الضوء على آخر التفاصيل والمستجدات حولها.
وتمتد المهمة على مدار 13 عاما، تنقسم على 6 سنوات، لتطوير وتصميم المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيس بين المريخ والمشتري، وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات لأول مرة عن سبع كويكبات في حزام الكويكبات الرئيس تنتهي مع الكويكب السابع “جوستيشيا”.
وفي يوليو الماضي، وقّعت شركة الياه سات للاتصالات الفضائية (الياه سات)، عقدا مع شركة ” سبيس إكس” لإطلاق قمريها الصناعيين الجديدين والمتطورين من أقمار المدار الأرضي الثابت “الياه 4″ (AY4) و”الياه 5” (AY5)، باستخدام مركبة الإطلاق فالكون 9.
وتُعدّ الاتفاقية خطوة مهمة في برنامج تطوير القمرين الصناعيين إلياه 4 والياه 5، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 3.9 مليار درهم (1.1 مليار دولار)، ويشمل ذلك المركبة الفضائية والبنية التحتية الأرضية والإطلاق والتأمين.
يذكر أن نتائج المسح الاقتصادي لقطاع الفضاء في الدولة لعام 2022، أظهرت ارتفاع إجمالي الإنفاق في القطاع بنسبة 6.61% مقارنة بالعام السابق، وشكل الإنفاق الحكومي نسبة 55.7% من الإجمالي بزيادة بلغت 12.7% مقارنة بالعام السابق، وشكل الإنفاق التجاري نسبة 44.3% من إجمالي الإنفاق في قطاع الفضاء.

وارتفع الإنفاق في مجال البحوث والتطوير بنسبة 14.8%، حيث شكل الإنفاق على البحوث والتطوير في مجال استكشاف الفضاء نسبة 76.8% من إجمالي الإنفاق.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: استکشاف الفضاء فی مجال محمد بن

إقرأ أيضاً:

الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية يستقبل المشاركين في مؤتمر "60 عامًا لإيطاليا في الفضاء" بمقر وكالة الفضاء المصرية

استقبل الأستاذ الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، يوم الأربعاء الموافق 18 ديسمبر 2024، وفدًا رفيع المستوى من السفارة الإيطالية ووكالة الفضاء الإيطالية (ASI) بمقر الوكالة بالقاهرة، في إطار فعاليات مؤتمر  60 عامًا لإيطاليا في الفضاء من إطلاق سان ماركو إلى سباق القمر والمريخ.
نُظم المؤتمر بالتعاون بين السفارة الإيطالية ووكالة الفضاء المصرية، احتفاءً بالإنجازات التاريخية لإيطاليا في مجال الفضاء وتأكيدًا على عمق التعاون المصري-الإيطالي في هذا المجال.
بدأت الفعالية بكلمات افتتاحية استهلت برسالة مرئية من الأستاذ الدكتور تيودورو فالينتي، رئيس وكالة الفضاء الإيطالية (ASI) عن 60 عامًا لإيطاليا في الفضاء من إطلاق القمر الصناعي سان ماركو، تلاها كلمة ممثل نائب رئيس البعثة الدبلوماسية بالسفارة الإيطالية بالقاهرة، والتي أوضح فيها أن  هذا الإنجاز التاريخي يمثل علامة بارزة في مسيرة إيطاليا في مجال الفضاء، ويعكس التزامنا المستمر بدعم الابتكار والتكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة.


وأضاف أنني أود أن أعرب عن خالص شكري وتقديري لوكالة الفضاء المصرية على استضافتها الكريمة لهذا المؤتمر، الذي يعكس عمق العلاقات الثنائية بين بلدينا في مجال الفضاء. إن هذا التعاون بين الوكالتين الفضائيتين الإيطالية والمصرية هو نموذج يُحتذى به لتعزيز الشراكات الدولية في مواجهة التحديات العالمية واستكشاف آفاق جديدة للمعرفة والتنمية.


وعقب ذلك رحب الأستاذ الدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية بالحضور  مؤكدًا على أهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات لتحقيق التقدم في قطاع الفضاء حيث قال في كلمته " يشرفنا اليوم في وكالة الفضاء المصرية أن نحتضن هذا الحدث الهام الذي يحتفي بمرور 60 عامًا على الإنجاز الإيطالي البارز بإطلاق القمر الصناعي الأول 'سان ماركو'. إن هذه المناسبة ليست مجرد احتفال بإنجاز تاريخي، بل هي فرصة مميزة لتأكيد أهمية التعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء.


أود أن أعرب عن تقديري العميق للسفارة الإيطالية في مصر ولوكالة الفضاء الإيطالية (ASI) على جهودهما المستمرة لتعزيز الشراكة بين بلدينا، ليس فقط في مجال الفضاء، ولكن أيضًا في مجالات الابتكار والتكنولوجيا التي تخدم أهداف التنمية المستدامة.
إن هذا المؤتمر يعكس التزامنا المشترك بتطوير البحوث العلمية والتطبيقات الفضائية، خاصة في مجال مراقبة الأرض واستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الرادار ذي الفتحة الصناعية (SAR) نحن في وكالة الفضاء المصرية نؤمن بأن التعاون مع شركائنا الدوليين، مثل أصدقائنا في إيطاليا، يفتح آفاقًا جديدة للتطوير ويسهم في تحقيق أهدافنا المشتركة لخدمة الإنسانية.


أشكر كل من ساهم في تنظيم هذا الحدث، وأتطلع إلى مناقشات بناءة وجلسات مثمرة خلال المؤتمر. كما أؤكد التزامنا بمواصلة هذا التعاون المثمر لتحقيق المزيد من النجاحات المستقبلية."

تخلل المؤتمر جلسات نقاشية وعروضًا متخصصة حول أحدث التطورات في مراقبة الأرض وتكنولوجيا الرادار الصناعي (SAR)، بمشاركة نخبة من الخبراء من مصر وإيطاليا، منهم:
• د. فرانشيسكو لونغو، رئيس وحدة مراقبة الأرض بالوكالة الإيطالية.
• د. بلال الليثي، مدير عام الادارة العامة لبيانات مراقبة الارض بوكالة الفضاء المصرية.
• د. جوسيبي ليشيسي، مدير مشروعات مراقبة الأرض بالوكالة الإيطالية.
• د.  هيثم اّكا رئيس الإدارة المركزية لتصميم وتطوير الأنظمة الفضائية بوكالة الفضاء المصرية.
اختُتم المؤتمر بجلسة نقاشية تفاعلية ناقشت سبل تعزيز التعاون الفضائي بين البلدين، وسط إشادة بدور وكالة الفضاء المصرية كمركز إقليمي لدعم البحث والتطوير في مجالات الفضاء والعلوم التطبيقية.

مقالات مشابهة

  • أبو محمد الجولاني… النسخة السورية من “توكل كرمان”
  • الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية يستقبل المشاركين في مؤتمر "60 عامًا لإيطاليا في الفضاء" بمقر وكالة الفضاء المصرية
  • أبرز الإنجازات التكنولوجية في 2024
  • تبوك.. “البلدة الأخرى” التي ألهمت الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد للكتابة في أدب الرحلات
  • «الإمارات XRG للدراجات» يدخل «مرحلة جديدة»
  • «خليفة سات» يرصد المملكة من الفضاء
  • التعاون الدولي واستدامة الفضاء والحوكمة تتصدر نقاشات «حوار أبوظبي»
  • بالفيديو | حصاد 2024.. مهام ومشاريع نوعية تعزز مكانة الإمارات في قطاع الفضاء
  • حصاد 2024. مهام ومشاريع نوعية تعزز مكانة الإمارات في قطاع الفضاء
  • حصاد 2024 .. مهام ومشاريع نوعية تعزز مكانة الإمارات في قطاع الفضاء