عام على الإبادة الجماعية.. اقتصاد غزة ينهار إلى الصفر
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
غزة – فقط 12 شهرا كانت كافية لإسرائيل من أجل الإجهاز على الاقتصاد بقطاع غزة الذي كان يعانى من حصار خانق منذ أكثر من 17 عاما، لتعيد بذلك تل أبيب الفلسطينيين إلى نقطة الصفر ورحلة طويلة لإعادة البناء في حال أتيحت الفرصة لذلك.
وتواصل إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن النهاية المرجوة لتلك المجازر فور انتهائها ستحيل الفلسطينيين إلى معارك في ساحات أخرى لإعادة بناء الاقتصاد المدمر.
قبل بدء الإبادة الإسرائيلية، كان اقتصاد غزة يشكل قرابة 14 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لفلسطين، بقيمة 2.8 مليار دولار بحسب أرقام حكومية رسمية، بينما نسبة البطالة قرب 40 بالمئة.
وفي يونيو/حزيران الماضي قالت منظمة العمل الدولية، إن معدل البطالة في غزة وصل إلى نحو 80 بالمئة، ما يرفع متوسط البطالة في أنحاء الأراضي الفلسطينية إلى أكثر من 50 بالمئة، مقارنة مع 23 بالمئة عشية 7 أكتوبر 2023.
وذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في تقييمها الرابع لتأثير الإبادة الإسرائيلية على التوظيف، أن معدل البطالة وصل إلى 79.1 بالمئة بقطاع غزة، وإلى حوالي 32 بالمئة بالضفة الغربية المحتلة، ليصل المعدل الإجمالي إلى 50.8 بالمئة.
نفض الغباراليوم، يترقب أكثر من مليوني غزي نهاية حرب الإبادة، لنفض الغبار عنهم والبدء من الصفر تقريباً، مع بلوغ نسبة الفقر 100 بالمئة، أي أن جميع الغزيين فقراء، بحسب بيانات البنك الدولي.
تظهر بيانات البنك الدولي الصادرة نهاية سبتمبر/أيلول الماضي أن اقتصاد غزة انكمش بنسبة 86 بالمئة في الربع الأول من 2024، مقارنة مع انكماش بنسبة 50 بالمئة في الربع الأخير من 2023.
وبينما لم تصدر بيانات الربع الثاني من 2024، إلا أن توقعات مراكز أبحاث اقتصادية في رام الله، مثل معهد أبحاث السياسات الاقتصادية ”ماس“، بانكماش الاقتصاد بنسبة 80 بالمئة في كامل 2024.
وحتى عشية 7 أكتوبر، كان عدد المنشآت الصناعية في القطاع يقترب من 5000 منشأة صناعية؛ بينما تجهل اليوم مؤسسات الإحصاء الفلسطينية مصير هذه المنشآت بسبب صعوبة المسح تحت الهجمات الإسرائيلية.
بينما قالت الأمم المتحدة الاثنين الماضي، إن “ثلثي المباني في قطاع غزة دُمرت أو تضررت” بآلة الجيش الإسرائيلي، وفق ما أورده مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة “يونوسات”.
وأوضح المركز: “يظهر هذا التحليل أن ثلثي إجمالي المباني بقطاع غزة لحقت بها أضرار، تمثل 66 بالمئة من المباني المتضررة في قطاع غزة البالغة 163 ألفا و778 مبنى”.
وقدر المركز أن الأضرار تشمل الآن 52564 مبنى دُمرت، و18913 مبنى تضررت بشدة، و35591 مبنى تضررت هياكلها، و56710 مبنى لحقت بها أضرار متوسطة.
وحتى منتصف أغسطس/آب الماضي، خلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 42 مليون طن من الحطام في مختلف أنحاء القطاع، بحسب بيانات حديثة صادر عن الأمم المتحدة.
هذه الكمية من الحطام والأنقاض، تكفي لملء خط من الشاحنات يمتد من نيويورك إلى سنغافورة، بحسب تحقيق أجرته وكالة بلومبرغ في أغسطس الماضي.
وقد يستغرق إزالة كل هذا الركام نحو 3 سنوات من العمل، وقد يكلف ما يصل إلى 700 مليون دولار “وستتعقد المهمة بسبب القنابل غير المنفجرة والمواد الملوثة الخطيرة والبقايا البشرية تحت الأنقاض”.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود أكثر من 10 آلاف جثة تحت الأنقاض، عجز الفلسطينيون عن انتشالها منذ 7 أكتوبر حتى اليوم بسبب غياب أدوات وآليات الإنقاذ.
وحتى قبل انتهاء الحرب، تخشى المؤسسات الأممية من رفض إسرائيلي في نقل الأنقاض لطمر البحر، لأنها قد ترى في ذلك، زيادة بمساحة قطاع غزة، بحسب ما أورته تقارير صحفية إسرائيلية.
بينما قال مكتب منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع، إنه من السابق لأوانه التعليق على إعادة الإعمار ومصير الأنقاض.
مفارقة غريبةإحدى المفارقات الغريبة في قطاع غزة، هي أرقام صادرة عن سلطة النقد الفلسطينية، والتي تظهر ارتفاعا في الودائع المصرفية في فروع القطاع.
وبحسب البيانات، كانت الودائع المصرفية في القطاع تبلغ 1.63 مليار دولار حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2023، أي عشية الحرب على القطاع.
بينما بنهاية أغسطس/آب 2024 – أحدث بيانات متوفرة – بلغ إجمالي قيمة الودائع المصرفية في فروع غزة نحو 2.73 مليار دولار أمريكي.
ويعزى ذلك، بحسب تصريحات سابقة لسلطة النقد إلى أن البنوك في حالة الهجوم على القطاع، كانت الملاذ الآمن لأصحاب الودائع المصرفية، بدلاً من حملها والنزوح بها من مكان لآخر.
والودائع المصرفية في الأراضي الفلسطينية، مؤمنة تحت مظلة المؤسسة الفلسطينية لضمان الودائع.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الذهب يتجه لتسجيل سادس مكاسب أسبوعية على التوالي
لم يطرأ تغير يذكر على أسعار الذهب خلال تعاملات الجمعة المبكرة، لتستقر قرب مستوياتها التاريخية المرتفعة وتتجه لتسجيل سادس مكسب أسبوعي على التوالي بعدما عززت المخاوف من حرب تجارية الطلب على الملاذ الآمن.
ويترقب المستثمرون حاليا بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة للحصول على مؤشرات حول قوة الاقتصاد.
تحديث الأسعارارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 2859.59 دولار للأونصة (الأوقية) بحلول الساعة 0038 بتوقيت غرينتش وزاد بأكثر من اثنين بالمئة حتى الآن هذا الأسبوع. وسجل الذهب أعلى مستوى على الإطلاق عند 2882.16 دولار في وقت سابق من هذا الأسبوع.
كما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 بالمئة إلى 2884.20 دولار.
ورغم ملامسة مستويات قياسية مرتفعة لخمس جلسات متتالية على خلفية تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تراجعت أسعار الذهب بواحد في المئة خلال الجلسة السابقة مع ارتفاع قيمة الدولار قبل تقرير للوظائف في الولايات المتحدة.
ويتحول التركيز الآن لتقرير للتوظيف في الولايات المتحدة، من المقرر صدوره في الساعة 1330 بتوقيت غرينتش، والذي من المتوقع أن يقدم المزيد من المؤشرات حول قوة الاقتصاد بشكل عام.
ويُنظر للذهب على أنه استثمار آمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، إلا أن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبية الأصل الذي لا يدر عوائد.
وأبقى غولدمان ساكس أمس الخميس على تقديراته لوصول سعر الذهب إلى ثلاثة آلاف دولار للأونصة بحلول الربع الثاني من عام 2026، على الرغم من توقع انخفاض مؤقت إذا تقلص عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأميركية وعادت أوضاع السوق إلى طبيعتها.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 32.24 دولار للأونصة وارتفع البلاتين 0.2 بالمئة إلى 987.38 دولار واستقر البلاديوم عند 978.63 دولار، وفقا لبيانات وكالة "رويترز".
وسجل كل من الفضة والبلاتين ارتفاعا هذا الأسبوع، فيما يتجه البلاديوم لتسجيل خسارة أسبوعية.