عربي21:
2025-03-04@08:44:12 GMT

إعادة تموضع الفشل الإسرائيلي من غزة إلى جنوب لبنان

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

كشفت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي قال فيها للصحفيين "لن يكون هناك شيء اليوم الخميس"، أن الاتصالات والمداولات بين واشنطن وقادة الاحتلال الإسرائيلي كثيفة ومتواصلة لتحديد طبيعة الرد الإسرائيلي على ضربة إيران الصاروخية مساء الثلاثاء الفائت، وهي ضربة خلطت الأوراق السياسية والعسكرية لكل من أمريكا والكيان الإسرائيلي في الإقليم والساحة الدولية.



المداولات بين واشنطن وقادة الكيان شارك فيها كبار القادة العسكريين وعلى رأسهم رئيس أركان الجيش الأمريكي تشارلز براون، الذي اتصل برئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي الأربعاء لمناقشة الرد الإسرائيلي المتوقع الذي تعهد نتيناهو به سريعا، علما أن الرد الإسرائيلي لن يكون بعيدا عن التنسيق والتخطيط المشترك بين أمريكا والكيان المحتل.

ورغم نفي وزارة الدفاع الأمريكية إمكانية مشاركتها بالعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران وتأكيد نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الحزب الديموقراطي للرئاسة كامالا هاريس أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للمشاركة في القتال في المنطقة، فإن بايدن منخرط في حوار مع نتيناهو حول إمكانية استهداف المنشآت النفطية الإيرانية وتداعيات ذلك على المنطقة، بعد أن أكدت طهران أن ردها لن يتأخر وسيشمل استهداف بنى تحتية إسرائيلية وأخرى نفطية في المنطقة.

الرد الإسرائيلي يخضع لعملية تقييم وتمحيص مستمرة، خشية أن يفضي إلى توسع المواجهة نحو ردود متواصلة ومتبادلة بين الكيان الإسرائيلي وجمهورية إيران الإسلامية مهيئا المنطقة لحرب إقليمية أوسع، الأمر الذي تحاول واشنطن تجنبه حتى اللحظة، في حين أن الكيان الإسرائيلي زادت شكوكه بإمكانية التعامل مع تداعياته دون تعاون أمريكي
في الأحوال كافة فإن الرد الإسرائيلي يخضع لعملية تقييم وتمحيص مستمرة، خشية أن يفضي إلى توسع المواجهة نحو ردود متواصلة ومتبادلة بين الكيان الإسرائيلي وجمهورية إيران الإسلامية مهيئا المنطقة لحرب إقليمية أوسع، الأمر الذي تحاول واشنطن تجنبه حتى اللحظة، في حين أن الكيان الإسرائيلي زادت شكوكه بإمكانية التعامل مع تداعياته دون تعاون أمريكي، سواء كنت ضربة قوية أو ضعيفة لإيران، خصوصا أن الضربة الإيرانية تزامنت مع تورط جيش الاحتلال في مواجهة برية دامية مع المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله في جنوب لبنان.

يؤكد التوجه المتشكك ما تتداوله الصحافة العبرية على لسان المحللين العسكريين، حيث تحذر من أن المواجهة مع إيران قد تشغل الاحتلا عن المعركة الدائرة في جبهة جنوب لبنان وقطاع غزة، ويظهر ذلك جليا في مقال رون بن يشاي المنشور في صحيفة يديعوت أحرنوت بعنوان "على إسرائيل أن ترفع مستوى الإيذاء في ردّها على إيران"، قال فيه: "من مصلحة إسرائيل الآن إغلاق الجبهة الإيرانية كي تستطيع التركيز على الجبهات الأُخرى التي تعمل فيها، خصوصا لبنان"، مضيفا القول: "إن الهجوم على المنشآت النووية أو القيام بهجوم قوي ضد صناعة الوقود الإيرانية، كما تحدّث عنه تقرير وول ستريت جورنال، يمكن أن يؤدي إلى رد إيراني سيرتد علينا وعلى واشنطن، ولا مصلحة لنا في الانشغال بهذه الجبهة التي تبعد أكثر من 2000 كيلومتر عن إسرائيل، وتتطلب موارد وتخطيطا كبيرا جدا".

الرد الإسرائيلي على إيران محل جدل وتشكك داخل الكيان الإسرائيلي، ورغم ذلك يراد له أن يكون سريعا ومحدودا وقاسيا لتجنب رد إيراني واسع ومدمر على الجبهة الداخلية التي اضطربت بعد توالي ضربات حزب الله لجيش الاحتلال في الجنوب اللبناني، والتي حصدت العشرات من جنوده خلال الساعات 48 الأولى من المواجهة البرية التي تبجح بها رئيس الأركان هاليفي ولا زال يفعل ذلك حتى اللحظة.

التموضع الإسرائيلي بالانتقال من جبهة قطاع غزة الجنوبية إلى جبهة جنوب لبنان الشمالية لم يكن مثاليا، ومليء بالثغرات والعيوب التي اتسعت وأكدت الفشل الاستراتيجي الذي حذر منه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين في بداية العملية البرية على قطاع غزة، فزمام المبادرة التي امتلكها الاحتلال في عملية أجهزة الاتصال والاغتيالات التي طالت الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لم تدم طويلا
التموضع الإسرائيلي بالانتقال من جبهة قطاع غزة الجنوبية إلى جبهة جنوب لبنان الشمالية لم يكن مثاليا، ومليء بالثغرات والعيوب التي اتسعت وأكدت الفشل الاستراتيجي الذي حذر منه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين في بداية العملية البرية على قطاع غزة، فزمام المبادرة التي امتلكها الاحتلال في عملية أجهزة الاتصال والاغتيالات التي طالت الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لم تدم طويلا.

استهداف لواء يافا وحيفا وأم الرشراس والمستوطنات في الضفة الغربية بالتزامن مع ضربات من اليمن والعراق وسوريا، وتلقي خسائر كبيرة وثقيلة في جبهة جنوب لبنان البرية وجبهة قطاع غزة العتيقة، دفعت قادة الاحتلال وأمريكا للحديث عن رد متوازن على إيران، وتقليص لمدة العملية البرية إلى أسابيع قليلة، وبعد أن كان قد وعد قائدُ المنطقة الشمالية المتبجح الجنرال أوري غوردين المستوطنين بإنشاء منطقة عازلة؛ انتهى به الأمر للبحث عن مخرج يستبق الغرق الكبير في كمائن المقاومة اللبنانية وصواريخها التي ستجعل من وعوده مجرد فشل آخر يسجل في صفحة الجيش والحكومة، كونها ستجعل من النزوح عملية مستعصية لفقدان المناطق الآمنة الصالحة لذلك، بفعل الصواريخ الإيرانية واليمنية والعراقية والأهم اللبنانية التي حولت صفد وعكا ونهاريا إلى كريات شمونة جديدة.

ختاما.. التموضع الجديد للاحتلال في لبنان قاده إلى مواجهة أوسع مع إيران ومحور المقاومة، ووضعه على حافة حرب صواريخ فتاكة تنقل ثقل المواجهة إلى جبهة الكيان الداخلية ومركزها، بدل أن تنقلها إلى لبنان وإيران كما كان يحلم ويتوقع نتنياهو ومن معه من قادة الجيش.

x.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي اللبنانية حزب الله لبنان إسرائيل حزب الله مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الإسرائیلی الرد الإسرائیلی جبهة جنوب لبنان الاحتلال فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

فضيحة انسانية ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي جنوباً.. وعدد شهداء الحرب الأخيرة 6 آلاف

كتبت "الديار":     تتكشف يوماً بعد يوم الفظائع التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي، إذ تبين أنّ العدو الاسرائيلي، وقبيل انسحابه من البلدات الموازية للخط الأزرق، قد عمد الى العبثث برفات الشهداء، اذ جاءت نتائج فحوصات الـ"دي.ان.آي" للجثث المستخرجة، غير مطابقة للمعلومات التي توافرت حول اصحابها وهوياتهم، وفقا للمقاتلين واهالي القرى، ما يؤخر عمليات التعرف الى الجثث، في ظل الكم الكبير من العظام والقايا البشرية التي تم جمعها من الميدان.   وكتب نذير رضا في" الشرق الاوسط": أشار أحدث التقديرات إلى أن أرقام قتلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، تناهز الـ6 آلاف قتيل، يتوزعون بين مقاتلين من "حزب الله"، ومدنيين، بينهم مسعفون وأفراد طواقم طبية، وتمَّ التوصل إلى هذا الإحصاء، بعد نحو 10 أيام على انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى والبلدات الحدودية؛ مما أتاح انتشال رفاة مقاتلين كانوا لا يزالون تحت الأنقاض.   ومنذ انتهاء الحرب الموسَّعة على كامل الأراضي اللبنانية في 27 تشرين الثاني الماضي، تمَّ تصنيف كثير من المقاتلين ضمن فئة "مفقودي الأثر"، وتبيَّن أن معظمهم قضوا خلال القتال ضد إسرائيل، وبقيت جثثهم تحت الأنقاض وفي البراري، وتعذر الوصول إليها طوال 80 يوماً؛ بسبب مواصلة إسرائيل احتلالها القرى الحدودية في جنوب لبنان، ومنع الطواقم الطبية من الوصول إلى المنطقة.   وقال الباحث في "الدولية للمعلومات"، محمد شمس الدين لـ"الشرق الأوسط"، إن أحدث التقديرات، يشير إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص في لبنان، جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ويمتد هذا الرقم منذ 8 تشرين الأول 2023، حتى الآن، لافتاً إلى أن هذا التوثيق يشمل المدنيين والمقاتلين.   وأسهم الوصول إلى الجثامين، وإجراء فحوص الحمض النووي، في "حسم مصائر كثير من المفقودين في المنطقة؛ مما أتاح إبلاغ عائلاتهم وتشييعهم"، حسبما قالت مصادر لبنانية مواكِبة لعمليات انتشال القتلى من جنوب لبنان، وأشارت في تصريحات إلى أن الأشخاص الذين لم يتم الوصول إلى أثر أو رفاة لهم، يبقون ضمن خانة "المفقودين"، إلى حين اتضاح مصائرهم، علماً بأن عدد الأسرى الذين ثبت احتجازهم أحياء من قبل إسرائيل، يبلغ 7 فقط، وهم 4 مقاتلين أُسروا خلال التوغل البري الإسرائيلي في جنوب لبنان، وشخصان اعتقلتهما القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان بعد التوصُّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسابع كانت اختطفه مجموعة كوماندوز إسرائيلية نفَّذت إنزالاً بحرياً في البترون بشمال لبنان.   وأتاح خروج الجيش الإسرائيلي من القرى والبلدات في 18 شباط، تشييع المقاتلين الذين تم العثور عليهم، ونقل رفاة المقاتلين والمدنيين الذين دُفنوا وديعةً في بلدات العمق اللبناني، ريثما يتمكَّن السكان من العودة إلى قراهم.   وشيَّع "حزب الله" الجمعة، 130 شخصاً من مقاتليه ومن المدنيين الذين قُتلوا خلال الحرب الأخيرة، في بلدتَي عيترون وعيتا الشعب الحدوديتين، في واحد من أكبر مراسم التشييع الجماعي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من بلدات وقرى جنوب لبنان.

مقالات مشابهة

  • بري: الاحتلال أقام شريطا حدوديا يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل لبنان
  • نبيه بري: إعادة الإعمار يجب أن تكون أولوية.. ونسعى للحصول على الدعم الدولي
  • وزير دفاع الاحتلال: إيران تظل التهديد الأكبر للأمن الإقليمي
  • سر الاستقواء الأمريكي – الإسرائيلي
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة
  • جنبلاط: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف تفتيت سوريا عبر الطوائف
  • فضيحة انسانية ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي جنوباً.. وعدد شهداء الحرب الأخيرة 6 آلاف
  • وقفة احتجاجية في باريس للتنديد باعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على سوريا
  • المعارضة أمام تحدي النجاح من داخل السلطة