هل لا يزال ماسك يلاحق حلمه بتصنيع سيارات أجرة آلية؟
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
طوال عقد من الزمان، دعم إيلون ماسك فكرة أن سيارات "تسلا" ستقود نفسها بشكل آلي يوما ما وستعمل كسيارات أجرة آلية أو ما يعرف بـ"روبوتاكسي" (robotaxis). وفي هذا السياق، قالت الشركة إنها ستكشف عن تصميم سيارات أجرة ذاتية القيادة الأسبوع المقبل، وفقا لموقع "سي إي بي سي".
وعلى الرغم من سنوات الانتظار والتنبؤات الجريئة والوعود التي لم تحقق، لا يزال معجبو شركة "تسلا" يأملون أن يحقق ماسك ما وعد به في الحدث المقرر في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وبغض النظر عما ستقدمه الشركة في يوم "روبوتاكسي"، فإن الخبراء متشككون في إستراتيجية الشركة، مستشهدين بتكنولوجيا "أوتو بايلوت" (Autopilot) و"إف إس دي" (FSD) كمؤشر على تقدم "تسلا" من عدمه.
وفي الوقت الذي وعد فيه ماسك بمركبات من دون سائق، تمكن المنافسون من تحقيق ذلك. فشركة "وايمو" (Waymo) المملوكة لشركة "ألفابت" (Alphabet) تدير بالفعل خدمة "روبوتاكسي" في مدن أميركية عدة، متجاوزة 100 ألف رحلة مدفوعة أسبوعيا منذ أغسطس/آب الجاري.
كذلك بدأت شركة "زوكس" (Zoox) المملوكة لأمازون في اختبار رحلات لموظفيها في فبراير/شباط عام 2023 بهدف إطلاق خدمة "روبوتاكسي" الخاصة بها. وفي الصين تشغل شركتا "بوني إيه آي" (Pony.ai) و"بيدو" (Baidu) خدمات "روبوتاكسي" تجارية أيضا.
وقد تكون هذه السوق مربحة، حيث تتوقع شركة "ريموند جيمس" (Raymond James) أن تصل حجوزات سيارات الأجرة "روبوتاكسي" السنوية إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2030.
ومع تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، هناك كثير من الرهانات على التحول المحتمل لشركة تسلا نحو القيادة الذاتية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
ولا يزال السودان منسيًا
ولا يزال السودان منسيًا
عبد اللطيف المناوي
لا أعرف السبب الذى جعل الأزمة فى السودان منسية بهذا الشكل. منسية إعلاميًا وأمميًا وإنسانيًا. منسية لدرجة أننا لا نعرف ماذا يحدث، وإلى أين يتقدم أحد المعسكرين، وأين يسيطر الآخر. لا نعرف عدد الضحايا ولا إلى أين وصلت الحالة الإنسانية فى مناطق الصراع هناك.
هنا، لا ألوم على أحد، لا ألوم على دولة أو خبراء أو إعلام أو مراكز دراسات وأبحاث، بل هذه ظاهرة ربما يشترك العالم أجمع فيها. فالعالم ربما نسى السودان تمامًا. الأزمة السورية حاضرة والفلسطينية بكل تأكيد. الحرب الروسية الأوكرانية ضمن الاهتمامات، البرنامج النووى الإيرانى كذلك. ملفات الرئيس القادم إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، ربما انشغلت بها مراكز دراسات وأبحاث عالمية عديدة، أما السودان فحقًا ليس فى الحسبان.
طالعت، منذ أيام، خبرًا عجيبًا عما يحدث فى السودان، وهو أن البلد الذى تجمعه مع مصر حدود طويلة، وهو جزء من وادى النيل، صارت له عُملتان.. عملة تُستخدم فى الأماكن التى يسيطر عليها الجيش السودانى بقيادة عبدالفتاح البرهان، وعملة أخرى فى الأماكن التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو (حميدتى)!.
الحكومية السودانية أعلنت منذ فترة بدء التبديل الجزئى لعملات وطنية، إذ لم تعد الورقتان من فئتى الألف جنيه والـ 500 جنيه بطبعتيهما القديمة مجازتين فى ٧ ولايات يسيطر عليها الجيش، فى حين أن 11 ولاية تقع كليا أو جزئيا تحت سيطرة قوات الدعم السريع لن تستطيع استبدال عملاتها القديمة بالطبعات الجديدة. وبالتالى، فإن سكان الولايات الـ 11 يواجهون أزمة تمنع استبدال عملاتهم القديمة، لأنها بلا بنوك أو مصارف عاملة.
فى الشوارع والأروقة وعلى منصات التواصل صار السودانيون يتحدثون عن بلدين بالفعل. ولايات يسمونها ولايات العملة القديمة، وولايات يسمونها ولايات العملة الجديدة. هذا بالتأكيد غير تسميات أخرى لها علاقة أيضا بتقسيم البلد إلى نصفين: نصف تابع للجيش، ونصف تابع للدعم السريع. أما المواطن العادى فهو مضطر لأن يتعامل مع كل نصف وكأنه بلده، لأنه فى الواقع هو المتحكم فيه وفى حياته، ومضطر كذلك إلى التعامل مع النصف الثانى وكأنه دولة ثانية.
للأسف الشديد، تذكرت جيدًا ما حدث قبل انفصال جنوب السودان، حيث انتشر وقتها مصطلح (دولة واحدة بنظامين)، ما أدى فى النهاية إلى الانفصال وتكوين دولتين غير مستقرتين. الآن تنتشر مصطلحات أخرى عن دولتين أخريين، ولهذا تزيد مخاوفى على أن يسفر هذا الانتشار عن انفصال آخر، وكأن السودان ينتظر انفصالا آخر.
كل هذا يتم تحت نظر العالم أجمع، ولكن لا أحد يتحرك، لا أحد يقدم حلولا.. أو ربما تكون حلول الأرض انتهت، لتبقى حلول السماء.. لعلها تكون أحن على السودانيين من أهل الأرض!.
الوسومالحرب السودان العسكريين المناوي