معايير مزدوجة تحكم تعامل الفيفا مع حظر روسيا وإسرائيل.. تاريخ من غض الطرف
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
أجّل الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" اتخاذ قرار بشأن الدعوة الفلسطينية لحظر الاتحاد الإسرائيلي من المشاركة في كرة القدم الدولية في ظل حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، قائلا إنه لجنته التأديبية "ستراجع هذه الادعاءات".
وجاء ذلك بعد اجتماع عقد في مقره في زيوريخ الخميس، وقال الاتحاد الدولي، وهو الهيئة الحاكمة لكرة القدم في العالم، إن لجنته التأديبية ستراجع ادعاءات التمييز التي أثارها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.
وقال رئيس الفيفا جياني إنفانتينو إن المجلس نفذ "العناية الواجبة" بشأن هذه المسألة واتبع نصيحة خبراء مستقلين، وبناء عليه "سيتم تكليف لجنة الحوكمة والتدقيق والامتثال التابعة للفيفا بمهمة التحقيق وتقديم المشورة للمجلس لاحقا، بشأن مشاركة فرق كرة قدم إسرائيلية يُزعم أنها مقرها في الأراضي الفلسطينية في المسابقات الإسرائيلية".
الملف الروسي
بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير 2022، في تصعيد كبير للحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في عام 2014، وبعد ذلك بأربع أيام فقط بدأت عقوبات "الفيفا" والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" ضد روسيا.
وتضمنت العقوبات استبعاد "الفيفا" لروسيا من كأس العالم، مع إعلان إيقاف كل المنتخبات الروسية الوطنية وأنديتها "حتى إشعار آخر"، وذلك في بيان مشترك مع "الويفا".
وبناء على هذا القرار، لم يتمكن منتخب روسيا من خوض الملحق المؤهل إلى مونديال قطر 2022 ضد بولندا، كما لم يتمكن منتخب السيدات أيضا من المشاركة في كأس أوروبا الذي أقيم في إنجلترا في يوليو/ تموز من نفس العام.
FIFA/UEFA suspend Russian clubs and national teams from all competitions
▶️ https://t.co/Q2htzW3W9z pic.twitter.com/LFo1bUtqmm — FIFA Media (@fifamedia) February 28, 2022
إلى جانب ذلك، تم إقصاء نادي سبارتاك موسكو، الممثل الوحيد لروسيا في المسابقات الأوروبية، وتحديدا من الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".
وتضمن البيان المشترك أن "كرة القدم هنا متضامنة ومساندة كليا لجميع الأشخاص المصابين في أوكرانيا. يأمل الرئيسان (للفيفا وللويفا) في أن يتحسن الوضع في أوكرانيا بطريقة جدية وسريعة من أجل أن تكون كرة القدم مجددا عامل وحدة وسلام بين الشعوب".
FIFA and UEFA suspend Russian clubs and national teams from all competitions.
Full statement: ⬇️ — UEFA (@UEFA) February 28, 2022
وفي ذات اليوم، أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية في بيان أنه "من أجل حماية نزاهة المسابقات الرياضية العالمية ومن أجل سلامة جميع المشاركين، توصي اللجنة الأولمبية الدولية الاتحادات الرياضية الدولية ومنظمي الأحداث الرياضية بعدم دعوة أو السماح بمشاركة الرياضيين والمسؤولين الروس والبيلاروس في المسابقات الدولية".
وبخصوص وسام الاستحقاق الأولمبي الممنوح لبوتين، قالت اللجنة الأولمبية الدولية في بيان "إن المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، بناء على الظروف الاستثنائية للوضع، وبالنظر إلى الانتهاك الخطير للغاية للهدنة الأولمبية والانتهاكات الأخرى للميثاق الأولمبي من قبل الحكومة الروسية في الماضي، اتخذ قرارا بسحب وسام الاستحقاق الأولمبي من جميع الأشخاص الذين يشغلون حاليا وظيفة مهمة في حكومة الاتحاد الروسي".
IOC Executive Board recommends no participation of Russian and Belarusian athletes and officialshttps://t.co/XZyLIi11XR — IOC MEDIA (@iocmedia) February 28, 2022
ونتيجة هذه القرارات المستمرة حتى الآن ومنعت روسيا من المشاركة في مختلف البطولات وأبرزها بطولة أمم أوروبا التي أقيمت في ألمانيا 2024، أصبحت البلاد في عزلة كروية ورياضية تامة.
وجاءت كل هذه العقوبات لتُضاف إلى التدابير الحالية المفروضة على روسيا منذ عام 2014 بعد ضم شبه جزيرة القرم وعدم تنفيذ اتفاقيات مينسك.
الاتحاد الإسرائيلي
منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة لنحو سنة كاملة وخلفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، أجل "الفيفا" التصويت على قرار حظر الاتحاد الإسرائيلي من المشاركة في كرة القدم الدولية ثلاث مرات.
وتقدم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بطلب لاستبعاد "إسرائيل" في أيار/ مايو الماضي بسبب الحرب في غزة، بينما أمر الفيفا بتقييم قانوني للموقف ووعد بالنظر في الأمر في اجتماع غير عادي لمجلسه في تموز/ يوليو الماضي.
وفي تموز/ يوليو الماضي، أرجأ "الفيفا" النظر في الطلب الفلسطيني إلى ما بعد دورة ألعاب باريس الصيفية، قائلا إن الطرفين طلبا مزيدا من الوقت لتقديم دفوعهما.
وفي نهاية آب/ أغسطس الماضي، أعلن "الفيفا" أنه سينظر في مقترحات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ضد الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وفق ما ذكرت صحيفة ديكيان هيرالد.
والخميس، قال "الفيفا"، إنه سيطلب من لجنة الانضباط التابعة له، النظر في دعوى للاتحاد الفلسطيني للعبة، بشأن ممارسات الاحتلال التمييزية تجاه اللاعبين الفلسطينيين التي على صلة بالعدوان على غزة.
ومع بداية تقديم الطلب الفلسطيني، الذي دعمه رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الشيخ سلمان آل خليفة، رفض رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو، تعليق عضوية الاحتلال، ولم يتجاوب بتنظيم تصويت على هذا التعليق، خلال مؤتمر "الفيفا" الذي عقد في بانكوك بالتايلاند خلال أيار/ مايو 2024.
وقال إنفانتينو حينها: "نظرا للوضع المستعجل، سيعقد اجتماع استثنائي لمجلس فيفا قبل 20 تموز / يوليو (بعد شهرين) لمراجعة نتائج التقييم واتخاذ القرارات المناسبة"، ومن ثم جرى التأجيل لأكثر من مرة حتى الوقت الحالي دون البت في القضية، رغم أن القرار اتخذ عندما تعلق الأمر بأوكرانيا خلال أربعة أيام فقط.
ودعمت "الفيفا" واتحاداتها مظاهر التضامن العالمي مع أوكرانيا في ملاعب كرة القدم، التي شهدت رفع الأعلام الأوكرانية ونشر مناشدات وقف الحرب على الشاشات ودخول اللاعبين للملاعب بالعلم الأوكراني، وإهداء الأهداف واحتفالات الفوز لـ "أوكرانيا".
وجاء ذلك مع التضييق على التضامن مع القضية الفلسطينية أو رفع أعلام أو عبارات تضامنية باعتبار أنها سياسية وخارج نطاق الرياضة.
وخالف إنفانتينو ذريعة "خلط السياسة بكرة القدم" حينما بادر لترويج التطبيع العربي مع "إسرائيل"، ودعوته لتنظيم نسخة مشتركة من كأس العالم بين الإمارات و"إسرائيل".
Welcome to Israel, President of FIFA, Gianni Infantino!⚽️
It was a pleasure meeting you and hearing your idea about Israel hosting the @FIFAWorldCup in 2030, together with our Arab neighbors.
That’s a goal we can all work towards! ???? pic.twitter.com/CXi9TIgcFn — Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) October 12, 2021
"غض الطرف"
خلال العدوان الثلاثي عام 1956 قامت فرنسا وبريطانيا و"إسرائيل" بغزو مصر ومحاولة احتلال قناة السويس، وخلال هذا العدوان ارتكب جيش الاحتلال مجازر دامية في رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة أوقعت مئات الشهداء، ولم تقم "الفيفا" بطرد فرنسا وبريطانيا من كأس العالم 1958، الذي أحرزت فيه فرنسا المركز الثالث.
وفي ذات العام خلال حرب فيتنام والغزو الأمريكي واستخدام مختلف انواع الأسلحة المحرمة دوليا حتى مطلع السبعينيات، ولم يتخذ بحق الولايات المتحدة أي عقوبة طوال هذه السنوات.
وفي 1967، قامت "إسرائيل" باحتلال قطاع غزة وصحراء سيناء والضفة الغربية وهضبة الجولان، في عدوان استهداف 3 دول عربية، ولم تقم الفيفا أو الهيئات الرياضية في حينه باتخاذ أي عقوبات.
وفي عام 1982 تزامنا مع انطلاق بطولة كأس العالم 1982 التي استضافتها أسبانيا، شنت "إسرائيل" غزوا شاملا على لبنان، دمرت البنية التحتية، وارتكبت مجازر بشعة أبرزها "صبرا وشاتيلا"، واحتلال العاصمة بيروت، وأيضا لم تتخذ الاتحادات الرياضية أي إجراء أيضا بحقها.
وتكرر ذات الأمر عام 2001، عندما قادت الولايات المتحدة غزو أفغانستان والعراق، وأسقطت أنظمتها الحاكمة، وارتكبت مجازر واسعة بحق مواطنيها لمدة سنوات، دون أن تعاقبها "الفيفا" وتمنعها من المشاركة في البطولات الدولية رفقة حلفائها.
وفي لبنان مرة أخرى عام 2006 شنت "إسرائيل" عدوانًا على لبنان، وتوغلت قواتها داخل الأراضي اللبنانية في يوليو/ تموز بعد يومين على انتهاء بطولة كأس العالم، حيث ارتكبت "إسرائيل" طوال 33 يومًا مجازر واسعة بحق اللبنانيين.
ولم يتم اتخاذ أي أجراء ضد "إسرائيل" أو الدول التي تمدها بالسلاح بعد تصاعد العدوان على قطاع غزة في أعوام 2008 و2012 و2014 و2021، ما أدى إلى استشهاد أكثر من أربعة آلاف فلسطيني وتدمير واسع للبنية التحتية ومن بينها أكثر من 35 برجا سكنيا.
وتسببت الحرب الإسرائيلية المستمرة حاليا باستشهاد 41,788 فلسطينيا و96,794 جريحا حتى الآن.
جرائم ضد الرياضة
حسب رئيسة الفريق القانوني للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم كاتارينا بييتلوفيتش، فإما أن يختار "الفيفا" اتباع نظامه الأساسي والتزاماته المتعلقة بسياسة حقوق الإنسان أو التضحية بأحكامه وأهدافه القانونية لمواصلة حماية "إسرائيل".
الفيفا يكتفي بالفُرجة.. الاتحاد الفلسطيني يُعلن استشهاد اللاعب أحمد أبو العطا خلال غارة جوية إسرائيلية الجمعة على غزة. وذكر الاتحاد أن أبو العطا (34 سنة) الذي كان يلعب مدافعاً في صفوف النادي الأهلي قُتل إلى جانب زوجته الطبيبة ربى إسماعيل أبو العطا، وطفليهما. pic.twitter.com/Ru5Gcb18si — Mohamed Hafez (@Hafez_1897) June 23, 2024
وفي تقرير قدمته منظمة فير سكوير الحقوقية إلى "الفيفا"، قالت المنظمة الحقوقية إن لديها أسبابا متعددة لتعليق أو طرد الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، مسلطةً الضوء على أمور من بينها إقامة المباريات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتمييز العنصري الخطير والمنهجي، والتدخل السياسي، وقتل إسرائيل للاعبين الفلسطينيين، والتدمير الممنهج لمنشآت الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، ومعظم تلك الأحداث تسبق هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأكد الموقع أن الحقيقة هي أن الفيفا ينتهك قوانينه الخاصة. فالمادة 4.1 من النظام الأساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم تنص على أن التمييز من أي نوع ضد أي بلد أو شخص أو مجموعة من الأشخاص محظور تمامًا ويعاقب عليه بالإيقاف أو الطرد.
في ظل الخنوع العربي المخزي قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باعتقال مئات الفلسطينيين خلال الأيام الماضية، من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، من بينهم عشرات النساء اللواتي تم اقتيادهن إلى ملعب اليرموك وجرى نزع الحجاب عن رؤوسهن، وتفتيشهن من الجنود، وتعرضت العديد منهن للتحرش الصريح والضرب… pic.twitter.com/st3zyStZrO — A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) December 26, 2023
ووفقًا للمادتين 72.1 و2 من النظام الأساسي، لا يجوز للاعبين والفرق المنتسبة إلى الاتحادات الأعضاء أو الأعضاء المؤقتين في الاتحادات القارية خوض مباريات أو إجراء اتصالات رياضية مع لاعبين أو فرق غير منتسبة إلى الاتحادات الأعضاء أو الأعضاء المؤقتين في الاتحادات القارية دون موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ولا يجوز للاتحادات الأعضاء والأندية التابعة لها اللعب على أراضي اتحاد عضو آخر دون موافقة الأخير.
ودمرت "إسرائيل البنية التحتية الرياضية في قطاع غزة، وقتلت أكثر من 300 رياضي ناهيك عن تدمير التراث الثقافي للقطاع بأكمله، وتوقفت مسابقات الدوري واضطر المنتخب لخوض مبارياته في تصفيات كأس العالم خارج أراضيه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الفلسطينية الإسرائيلي روسيا إسرائيل فلسطين روسيا الفيفا الاتحاد الدولي لكرة القدم المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الفلسطینی لکرة القدم الاتحاد الإسرائیلی الأولمبیة الدولیة الاتحاد الدولی من المشارکة فی کأس العالم کرة القدم pic twitter com روسیا من قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
انطلاق بطولة الشهيد لكرة القدم في حجة
الثورة نت/..
انطلقت بمركز محافظة حجة اليوم بطولة الشهيد لكرة القدم بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد للعام 1446هـ.
يشارك في البطولة التي ينظمها فرع اتحاد كرة القدم بإشراف مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة 10 فرق تم تقسيمها إلى مجموعتين.
وفي المباراة الافتتاحية التي قادها الحكام خالد العوامي ساحة ومساعديه معين بخيت ونبيل البقع ومحمد السحاري حكم رابع، تغلّب فريق التحدي على فريق الشهيد ياسر المطري بثلاثة أهداف لهدف ضمن منافسات المجموعة الأولى.
أحرز أهداف التحدي توفيق جيلان “هدفين”، زكريا مطر “هدف”، فيما أحرز هدف فريق الشهيد المطري خطاب قاطف.
وأكد مدير مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة مراد شلي، أهمية تنظيم البطولات الرياضية لتخلّيد تضحيات الشهداء في نفوس الشباب والتعرف على الملاحم البطولية التي سطروها في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
واعتبر ذكرى سنوية الشهيد، محطة لتجديد العهد والوفاء لمن قدموا أرواحهم رخيصة دفاعاً عن عزة وكرامة اليمنيين والسير على نهجهم في مقارعة الطغيان وقوى العدوان.