بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.. سيناريو محتمل لحرب إقليمية
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
بعد الهجوم الصاروخي الواسع الذين شنته إيران على إسرائيل، الثلاثاء الماضي، يرى خبراء عدة أن التوجه نحو حرب إقليمية قد بدأ فعلاً.
وتعاني منطقة الشرق الأوسط أساساً توتراً شديداً منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، قبل سنة إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية، والتي امتدت الآن إلى لبنان.
وبعد تصعيد استمر لأشهر، بات خطر الانتقال إلى نزاع مكثف يمتد إلى دول أخرى أكثر احتمالاً، بحسب محللين عدة، ما يثير قلق المجتمع الدولي.
Pour David Khalfa, de l’Observatoire du Moyen-Orient de @j_jaures, la menace iranienne permet à Nétanyahou de s’installer dans la position confortable du chef de guerre qui entend venger ses citoyens traumatisés.
Interview :
https://t.co/C17X8WwOUs
وبعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، أكد المسؤولون السياسيون والعسكريون الإسرائيليون أن الدولة العبرية سترد.
ووصفت طهران هجومها الذي استخدمت فيه حوالي 200 صاروخ بالستي، بأنه انتقام لقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو (تموز) الماضي، في ضربة نُسبت إلى إسرائيل، واغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، قتل فيها أيضاً مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني.
ويلقى حزب الله دعماً كاملاً من إيران، ويعتبر حليفها الرئيسي في المنطقة. وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى القول، مساء الثلاثاء، بعيد الهجوم "إيران ارتكبت خطأً فادحاً، وستدفع الثمن".
ويرى ديفيد خالفا، أحد مدراء مرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة جان جوريس، أن "الإسرائيليين مضطرون إلى الرد، بسبب حجم الهجوم، ونظراً إلى أن ثمة تبدلاً في طبيعة الأهداف في الهجوم الإيراني".
ويقول داني كيتينوفيتس، الخبير بشؤون إيران في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن: "إنها مرحلة أعياد يهودية، والوقت غير مناسب للرد، لكنه سيأتي سريعاً على الأرجح".
ماهي خيارات إسرائيل؟ويقول خالفا إنه "منذ الهجوم الإيراني، تتحدث عدة أطراف في إسرائيل وبينهم أعضاء في الحكومة، عن فرصة تاريخية متاحة أمام إسرائيل، لتصفية الحساب نهائياً مع النظام الإيراني".
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، أول أمس الأربعاء، إلى توجيه ضربة حاسمة لتدمير المنشآت النووية في إيران. ومن بين الخيارات المتاحة، يتداول خبراء ووسائل إعلام في إسرائيل، احتمال شن ضربات على مواقع استراتيجية أو حتى هجوم سيبراني.
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بادين، أمس الخميس، عن "مباحثات" جارية حول ضربات محتملة على منشآت نفطية إيرانية.
وأوضح خالفا أن "إيران وإسرائيل، وبعد توتر متواصل منذ عقود، لم تعودا في مواجهة كامنة بل أصبحتا في حرب مفتوحة، قد تتحول إلى حرب استنزاف إقليمية".
ويؤكد نتانياهو الذي تُعتبر بلاده القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، أن إيران تسعى جاهدة إلى حيازة السلاح الذري، مشدداً على أنها ستشكل في هذه الحالة تهديداً وجودياً للدولة العبرية المنخرطة في "حرب بقاء"، منذ هجوم حماس غير المسبوق في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والحرب التي اندلعت معه على الإثر في قطاع غزة.
ولطالما نفت إيران أن يكون لبرنامجها النووي أغراض أخرى غير مدنية.
أي توجه ؟ويقول كريتونوفيتس إن "إيران قامت بحساباتها وأكد مسؤولوها أنهم جاهزون"، مشيراً إلى أن الرد الإيراني على ضربات إسرائيلية محتملة "سيكون سريعاً".
وترى سيما شين، مديرة برنامج الأبحاث حول إيران، في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن الوطني، أن "قدرتها على التدمير مثبتة. يمكنها إرسال أكثر من 200 صاروخ، لا بل 300 ولديها مسيّرات أيضاً"، وأضافت "يمكنها أيضاً محاولة تنفيذ عمليات إرهابية في الخارج"، ذاكرة إمكان حدوث هجمات على بعثات دبلوماسية إسرائيلية أو مراكز منظمات يهودية.
ويرى محللون أنه مع كل عتبة جديدة يتم تجاوزها، تزيد مخاطر اندلاع حرب إقليمية مع أن إسرائيل وإيران أكدتا مرات عدة، أنهما لا ترغبان بالدخول في دوامة عنف والرد والرد المضاد.
وتخوض إسرائيل مواجهة مسلحة على جبهات عدة: في قطاع غزة حيث لا يزال نحو 100 رهينة محتجزين منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فضلاً عن الضفة الغربية، وضد المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين يستهدفون الدولة العبرية بانتظام بصواريخ أو مسيّرات.
وفي لبنان، باشر الجيش الإسرائيلي بعد غارات مكثفة ضد حزب الله، الإثنين الماضي، ما يصفه بأنه عمليات محدودة، وحشد قوات إضافية. ورغم ذلك يقول كريتينوفيتس إن "المطاف سينتهي بسعي الطرفين إلى حل سياسي"، معتبراً أن الولايات المتحدة وكذلك فرنسا وتحديداً في لبنان، يمكنهما لعب دور حاسم في التهدئة.
وأكد بايدن أمس الخميس "بوسعنا تجنّب اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية قطاع غزة لبنان الهجوم الصاروخي الإيراني حزب الله اللبناني الضفة الغربية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل لبنان الضفة الغربية
إقرأ أيضاً:
التايمز: إيران "المكشوفة" تخشى الانتقام من إسرائيل
عندما نفذت إسرائيل غارتها الجوية الثانية على إيران الشهر الماضي، رداً على هجوم صاروخي إيراني، قللت طهران من أهمية الغارات الجوية التي استهدفت العاصمة ووصفتها بأنها "محدودة".
طهران حذرة من الرد بينما دفاعاتها الجوية معطلة
ومع ذلك، فقد توعدت طهران بالرد، وقالت هذا الأسبوع إن الانتقام سيكون "حاسماً".
وتقول صحيفة "التايمز" البريطانية إن هذا التهديد قد لا يتحقق في ظل تفكير إيران في موقفها الهش، فقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية في 26 أكتوبر (تشرين الأول) جميع بطاريات الدفاع الجوي الروسية الصنع من طراز إس 300، والعديد من منشآت الرادار على طول ممر يترك البلاد تحت رحمة إسرائيل، وفقاً لمسؤول غربي مطلع على الأضرار.
وقال: "ستستغرق إعادة بناء الدفاعات الجوية عاماً كاملاً. وهذا سيجعلهم يفكرون مرتين قبل ضرب إسرائيل".
Tehran is wary of retaliation while its air defences are crippled — and unrest is growing among a population weary of hardline Islamist rulehttps://t.co/bJOjewhhJA
— The Times and The Sunday Times (@thetimes) November 21, 2024
وجاءت الغارات الجوية ردا على إطلاق إيران عدة مئات من الصواريخ الباليستية على منشآت عسكرية في إسرائيل، في أعقاب اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إلى جانب مسؤول عسكري إيراني كبير. وتسببت هذه الاغتيالات، أثناء الهجوم الإسرائيلي الذي دمر الميليشيا المدعومة من إيران، في إحراج طهران بشدة، التي انتقدها أنصارها لعدم تدخلها.
ولكن إيران تدرك أن التفاوت لم يكن قط أكثر وضوحاً بين قوة مثل إسرائيل، وجيشها ضعيف التسليح ودفاعاته الجوية المتقادمة والميليشيات المتحالفة معها. ففي موجة واحدة من الغارات الجوية، نجحت إسرائيل في شل الدفاعات الجوية الإيرانية وعرقلة برنامج تصنيع الصواريخ لديها.
Systemic Failure of Israel’s Air Defense systems. Hebrew media had a black out on casualties right now.
In case of a response, Iran has vowed to send 1000 more… pic.twitter.com/lUnjSSeQIH
ولكن إيران تخشى أن تكون الضربة التالية أكثر تجرؤاً. فقد أشارت إسرائيل إلى أنها قد تضرب المنشآت النووية الإيرانية. وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، هذا الأسبوع إن أحد الأهداف في الضربات التي شنت في أكتوبر (تشرين الأول) أصاب "مكوناً" في البرنامج النووي الإيراني، في إشارة إلى منشأة بارشين. وقد نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تكون المنشأة نووية.
وتلفت الصحيفة إلى أن مخاوف إيران تمتد إلى ما هو أبعد من برنامجها النووي الضعيف. ففي خطابين مسجلين بالفيديو موجهين إلى الشعب الإيراني، شجع نتانياهو الإيرانيين على الانتفاضة ضد النظام غير الشعبي الذي يقوده المرشد الأعلى آية الله خامنئي، الذي يبلغ من العمر 85 عاماً، والذي ينشغل بمسألة خلافته.
ويفضل المرشد ابنه مجتبى لهذا المنصب بعد وفاة المرشح الآخر، الرئيس إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم مروحية في وقت سابق من هذا العام. وأدى الصراع مع إسرائيل في خضم الاستعدادات الجارية للخلافة إلى مزيد من التوتر.
أدرك النظام الإيراني دائماً يدرك أنه يقاتل على جبهتين: جبهتان خارجيتان، في الأساس ضد إسرائيل من خلال وكلائها الضعفاء الآن، وحرب داخلية ضد غالبية مواطنيه، الذين يعارضون حكمه الإسلامي المتشدد.
اضطرابات اجتماعية
وسادت موجة من الاضطرابات الاجتماعية في البلاد في أعقاب وفاة مهسا أميني في عام 2022، التي توفيت في مركز احتجاز للشرطة بعد أن ألقت الشرطة الأخلاقية القبض عليها بزعم عدم ارتدائها الحجاب.
وفي الوقت نفسه، أجبرت إعادة فرض العقوبات الأمريكية في عام 2018 الحكومة على زيادة الضرائب على شعبها وإدارة عجز ميزانية متضخم، مما أبقى التضخم السنوي قريبًا من 40 في المائة. وسجلت انتخابات البرلمان والرئاسة هذا العام رقماً قياسياً في انخفاض نسبة المشاركة حيث دعت المعارضة إلى المقاطعة.