يحتفل العالم اليوم بمناسبة كلها طاقة وأمل لعصب الأمم وهو "اليوم العالمي للشباب"، وبهذه المناسبة نقدم بعضًا من جوانب الصحابي الشاب مصعب بن عمير، رضي الله عنه.

هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب العبدري، وأهم جوانب القدوة في شخصية ومسيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه هي:

قبول الحق
فكان رضي الله عنه من أوائل من أسلم، ورغم أنه كان ثريًّا وجيهًا، عنده من متع الدنيا ما يشغله؛ إلا أنَّه تنبه لصدق دعوة سيدنا النبي ﷺ، واستجاب لها مسرعًا، ووهب نفسه للدعوة إليها ونصرتها بكل ما أوتي من مواهب وجهد.

التضحية والمثابرة  
كان رضي الله عنه قبل إسلامه شابًّا مدللًا مترفًا غنيًّا، لا يمنع عنه أهله شيئًا، وكان من أحسن شباب مكة ثيابًا ومظهرًا وعطرًا، فلما أسلم حجز عنه أهله النعمة، وتركوه دون مال ولا متعة، وقست عليه أمه؛ رجاء أن يرجع عن إسلامه؛ فما زاده ذلك إلا إصرارًا على الحق، وتحملًا لضيق العيش، حتى هاجر من مكة إلى الحبشة، ثم رجع إليها، فاختاره سيدنا رسول الله ﷺ ليكون رسوله إلى المدينة، فهاجر إليها دون أن يأخذ من أمواله أو ممتلكاته شيئًا.

الهمة العالية وتحصيل العلم وتطوير المهارات 
صاحَبَ مصعبُ سيدنا رسول الله ﷺ بعد إسلامه، وحفظ عنه الوحي، وتلقى بين يديه العلم، حتى رأى فيه سيدنا رسول الله ﷺ الصدق والنبوغ والذكاء والحكمة؛ الأمر الذي أهَّله ليكون سفير الإسلام الأول إلى أهل يثرب، قبل أن يهاجر إليهم رسول الله ﷺ؛ حتى يُمهِّد أرض الهجرة لاستقبال النبي ﷺ ونصرة دعوته، ويُعلِّم من آمن منهم ما نزل من شرائع الإسلام.

البراعة في الحديث والمحاورة والإقناع
استطاع مصعب رضي الله عنه بعد هجرته للمدينة وعدد المسلمين فيها قلة أن يُحسن عرض قضيته، وأن يتمثل الإسلام في أخلاقه وكلماته، بلباقة وحسن سمت يُضفي على كلماته البهاء والإقناع، وأنزَلَ الناس منازلهم، وخاطبهم على قدر عقولهم، في براعة محاورة، وبلاغة حجة، وأناقة عرض؛ فأسلم على يديه خَلْق كثير -من السادة والعامة-؛ حتى إن الشخص كان ليدخل عليه وهو حامل حربته يريد قتله فيخرج من عنده مؤمنًا مسلمًا لله سبحانه.

الحكمة والقدرة على تجميع المختلفين
لقد توجه رضي الله عنه إلى المدينة سفيرًا، وأهلها حديثو عهد بحروب طويلة -بين الأوس والخزرج-،  ورغم أن الإسلام قد وحدهم وجعلهم إخوة، وقضى على الضغائن والنزاعات بينهم، إلا أن مصعب كان ممن ساهم في ذلك في بداية الأمر؛ إذ استطاع التقريب بينهم بما حظي به لدى الجميع من احترام ووجاهة، وهم من لقبوه بـ «المقرئ»، حتى إن الأوس والخزرج لما اختلفوا حول من يؤمهم في صلاة الجماعة، اتفقوا على أن يكون مصعب هو إمامهم.

الفدائية والشجاعة والثبات 
عاش مصعب لحُلمِه، وهو نشر دعوة الإسلام، وسعى إليه بكل ما امتلك من مواهب، بإقدام وثبات وحكمة.

ولم يكتفِ أن يكون أحد فرسان الكلمة والحُجَّة، بل أيَّد قوله بالفِعال، وكان فارس النِّزال كذلك، وتحمَّل المسئولية في أصعب المواقف، فهو حامل راية الإسلام في غزوتي بدر وأُحُد.

وهاهو مشهد البطولة الأخير الذي ختم به هذا البطل حياته، والذي بدأ بحمل راية الإسلام في غزوة أحد، فكان منه الثبات وحسن البلاء في الله سبحانه، حتى إنه لما أُشيع كذبًا أن رسول الله ﷺ قُتل واضطرب الجيش؛ ثبتَ هذا البطل، وردد قائلًا قول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}. [آل عمران: 144]

وكان همّه الأكبر هو الحفاظ على راية الإسلام مرفوعة، حتى إنه جعل عمره فداء هذه الراية، تلك المسئولية التي حمله إياها رسول الله ﷺ.

استهدف المشركون الراية؛ فقُطعت يده اليمنى، فأخذها بيده اليسرى، فقُطعت، فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره، وجعل نفسه فداء له، وظل على هذه الحال حتى لقي ربه شهيدًا رضي الله عنه وعمره 40 عامًا.

فلما مر عليه سيدنا النبي ﷺ بعد المعركة قال فيه وفي إخوانه ممن أكرمهم ربهم بالشهادة: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}. [الأحزاب: 23]

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اليوم العالمي للشباب رسول الله ﷺ

إقرأ أيضاً:

الراعي منح انطوانيت شاهين وسام مار مارون

منح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وسام مار مارون لانطوانيت شاهين صليبا ، لمناسبة اليوبيل الفضي لاعلان براءتها، في احتفال اقيم في الصرح البطريركي في بكركي، في حضور الوزيرة السابقة اليس شبطيني ممثلة الرئيس ميشال سليمان، النائبة ستيريدا جعجع ممثلة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ونواب تكتل "الجمهورية القوية" وفاعليات سياسية وثقافية ودينية وحزبية وعائلة شاهين.

نجيم

استهل الاحتفال بكلمة لرئيس مكتب التواصل في "القوات اللبنانية" مع المرجعيات الروحية انطوان مراد، تلاه كلمة للمطران غي بولس نجيم، اعتبر فيها ان "قرار البطريرك الراعي يبلسم قلوب الكثيرين من اللبنانيين المجروحين اليوم في كرامتهم لانه يرفع شأنهم عاليا في نضال الشعوب على درب الانسانية، ويمنح ابنة ارضهم السيدة انطوانيت وساما احتفاء بشجاعتها وصلابتها في نضالها الطويل، من اجل إلغاء كلي للتعذيب في السجون والحكم بالاعدام في القضاء، اقرارا بتعالى الكرامة البشرية وعدم قدرة احد، مذنبا كان او صديقا المس بها"، وقال: "انطوانيت هزت شعوري بشدة منذ رأيتها للمرة الاولى لان لا شيء في تصرفاتها ولا في اقوالها ولا في هيئتها يشير الى انها قاتلة، انها بالعكس تشع ببراءة وحسن اخلاق".

اضاف: "علمت انها عذبت جدا وما تفوهت يوما بكلمة قاسية بحق جلاديها، صلت دائما من اجلهم ويشهد على ذلك كتابها "جرمي البراءة" والنداءات التي لا تكف توجهها اليوم في كل انحاء العالم الى الجميع كسفيرة لجمعية "الرابطة المسيحية للقضاء على التعذيب - ACAT" وانها على حق، البشر اخوة وإن ذل احدنا فردا كان ام جماعة ليس لنا ان نرذله بل ان نرى كيف نصلحه ونتصالح معه".

وختم: "ابانا صاحب الغبطة اني اسمع في دعوتك الى تكريم انطوانيت نداء موجها الى جميع اللبنانيين وبنوع خاص الى ابناء كنيسة المسيح لاستعادة ابناء وطنهم على صحزة المغفرة ايمانا بالله وحبا بالانسان".

شاهين

بدورها قالت شاهين: "رهبة كبيرة اشعر بها اليوم وانا اتسلم وسام مار مارون، هذا الناسك الذي اتباعه انتشروا في الدنيا ونشروا الايمان والحق والصلابة والنجاحات، واستلم هذا الوسام الغالي من يد سيدنا الراعي حامل هموم لبنان واتباع مارون وكل اللبنانيين، وهذا يا سيدنا فخر كبير لي في اليوبيل الفضي لبراءتي، لقد زرتني يا سيدنا في وزارة الدفاع وكيف لي ان انسى كيف سألت عني. الشكر قليل عليك ونامل ان تتحقق آمالك التي هي آمالنا جميعا".

اضافت: "يتم تكريمي في اغلى الاماكن على قلبي، وكم من مرة ومرة صعدت امي على درج بكركي وعلى مدى خمس سنوات من الظلم للقاء غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي كان يستقبلها دائما لسماع وجعها والمها مثلما سمع الام كل اهالي المعتقلين انذاك، واصبحت بكركي ملجأ للوالدة همها الوحيد ايصال صدى الظلم والعذاب الذي كنت اعاني منه، ومنذ 25 سنة رافقت امي الى بكركي للقاء سيدنا صفير لشكره، فكان اول تعليق "امك يلي كانت محبوسة مش انتي"، وشكرت المطران نجيم ووصفته بالملاك الحارس، وقالت: "سيدنا انا مدينة لك بيوبيل براءتي وحريتي ووقوفك الى حانبي وفي معاناتي لاظهار براءتي لان ابنة الكنيسة لا تفجر كنيسة ولا تقتل راهبا".

اضافت: "نحتفل اليوم في هذا الصرح المبارك ببراءتي وايضا نحتفل برفع الظلم عن قرابة الـ 7 الاف رفيق ورفيقة في حزب القوات وعلى رأسهم الدكتور سمير جعجع، وهنا اتوجه للاخت والرفيقة والنائبة ستريدا باننا عشنا سويا الظلم والقهر ونعيش سويا الفرح، وكنت تمسيحن دموع اهالينا رغم وجعك ودموعك وعذابك اليومي، شكرا لانك كنت سندا لي ولامي"، وشكرت "كل من وقف الى جانبي وجانب عائلتي في محنتها".

الراعي

ورحب البطريرك الراعي بالحضور، وقال: "عندما زرتنا مع سيدنا نجيم، فكرنا بتقديم الوسام الاعلى لك وهو وسام مار مارون، لم يكن لدينا اي شك اننا نقوم بتكريمك لان جريمتك هي البراءة، مثل الكتاب الذي كتبته، حكموا عليك بالظلم لخمس سنوات وثلاثة اشهر حبسا وتعذيبا. ولنفكر ايضا للحظة بالذين لا يزالون يتعذبون الى اليوم في "اقبية التعذيب"، نعم العدالة مريضة والقضاء ايضا مريض وانت دفعتي الثمن عن الجميع، والدكتور جعجع ايضا، وخرجتما من السجن حاملين نبرة جديدة للحياة وفلسفة جديدة للحياة، وبكل اسف اقول انكما افتديتما العدالة والقضاء، وهذا له قيمته، وبكل اسف نقول ان لبنان مريض والعدالة مريضة والقضاء ايضا، والسياسة مريضة والادارة وكل شيء في البلد اصبح مريضا، وكأنك دفعتي الثمن من اجل اصلاح المجتمع والقضاء والعدالة ودفعتي من كرامتك وقيمتك دون شك، وبإسم مارون اخترنا ان نقدم لك وسام مار مارون ومبارك عليك هذا الوسام".

وفي الختام منح البطريرك الراعي وسام مار مارون لشاهين، ثم قطع قالب حلوى بالمناسبة.

وبعدها استقبل الراعي مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي يرافقه رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد طوني معوض وتم عرض للاوضاع الامنية في البلاد.

مقالات مشابهة

  • سوهاج تستقبل شعلة المؤتمر العالمي للكشافة في دورته ال43
  • موعد وفضل صيام يوم عاشوراء 2024.. العد التنازلي بدأ
  • دعاء قضاء الحاجة للشيخ الشعراوي.. ردده باستمرار
  • ‏ما حكم قول: “براؤون يا رسول الله”؟
  • عيد الغدير.. استحضار للبلاغ التاريخي وترسيخ لمبدأ الولاية في الإسلام
  • دار الإفتاء المصرية تحذر من أمر مهم أثناء زيارة غار حراء (فيديو)
  • اليوم العالمي للأناناس.. تعرف على فوائد تناوله فى الأجواء الحارة
  • أمين الفتوى يحذر من هذا الأمر في زيارة غار حراء.. فيديو
  • الشيخ ياسر مدين يكتب: كيف وصلتنا السُّنة؟ (8)
  • الراعي منح انطوانيت شاهين وسام مار مارون