4 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: يشهد مطار بغداد الدولي تصاعدًا في شكاوى المسافرين حول تردي مستوى الخدمات المقدمة في المطار، حيث تشير تقارير متعددة إلى تراجع في عدة جوانب خدمية، سواء من ناحية النظافة أو الخدمات اللوجستية أو القدرة على التعامل مع الأعداد المتزايدة من المسافرين. يضاف إلى ذلك البنية التحتية التي تعاني من الإهمال وضعف الصيانة، فضلاً عن غياب عمليات التطوير اللازمة لجعل المطار منافسًا لنظرائه الإقليميين والدوليين.

المسافرون الذين يستخدمون المطار أعربوا عن انزعاجهم من تدهور مستوى الخدمات وسوء إدارة المرافق، من تأخير الرحلات إلى عدم كفاية المرافق وضعف التكنولوجيا المستخدمة لتقديم الخدمات الإلكترونية. هذا النقص الواضح في الخدمات يضع المطار في مرتبة متدنية مقارنة بالمطارات الإقليمية والدولية التي تشهد تطوراً مستمراً.

انتقادات داخلية ودعوات للإصلاح

في هذا السياق، وصف عضو لجنة النقل والاتصالات النيابية، زهير الفتلاوي، الوضع الحالي بأنه يعكس فسادًا مستشريًا يعرقل تطوير المطار وشركة الخطوط الجوية العراقية المعروفة بـ”الطائر الأخضر”.

الفتلاوي أكد أن الوضع الراهن “دمر” صورة الشركة التي كانت تصل إلى معظم المطارات الدولية، بما في ذلك مطار هيثرو في لندن. وأضاف أن غياب إدارة مهنية قادرة على إدارة المطار ساهم بشكل كبير في تزايد هذه المشكلات.

وتطرق الفتلاوي أيضًا إلى قضية تقديم وجبات الطعام على متن رحلات الخطوط الجوية العراقية، واصفًا إياها بأنها من بين “ملفات الفساد” التي أثرت سلبًا على الشركة. الشركة المسؤولة عن عقد تجهيز الطعام، “بوابة بغداد”، انتهى عقدها في يناير 2024، ولم تتمكن من إثبات وجودها الحقيقي سواء بمكتب أو مقر في بغداد.

وقد أشار إلى أن هذه الشركة تستخدم مرافق المطار نفسها لإعداد الوجبات، التي تُقدَّم بأسعار مرتفعة مقابل مستوى خدمة “دون المطلوب”.

إدارة جديدة لمحاولة تحسين الوضع

الاستياء من مستوى الخدمات دفع برئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تكليف وزير الإعمار والإسكان بنكين ريكاني بإدارة سلطة الطيران المدني العراقي، في محاولة لتحسين الوضع وإجراء إصلاحات عاجلة. هذه الخطوة جاءت في إطار مساعي الحكومة لإعادة هيكلة وتطوير قطاع الطيران الذي يعتبر من القطاعات الحيوية، والذي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز مكانة العراق إقليميًا ودوليًا.

رأي الخبراء والمحللين

يرى بعض المحللين أن الوضع في مطار بغداد الدولي يعكس مشكلات أوسع في إدارة المرافق العامة في البلاد، والتي تحتاج إلى خطط تطوير شاملة وإلى إشراك القطاع الخاص بشكل أكبر لجذب الاستثمارات وتحسين الخدمات. في المقابل، يؤكد البعض على ضرورة محاسبة الجهات المسؤولة عن هذا التدهور لضمان عدم تكرار الأخطاء وتحقيق بيئة تنافسية أفضل.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

كردستان العراق: ساحة صراع النفوذ بين تركيا وإيران

24 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: تتصارع قوى إقليمية ودولية على بسط النفوذ في إقليم كردستان العراق، حيث يمثل الإقليم ساحة جيوسياسية معقدة تجمع بين المصالح الاقتصادية والأمنية والسياسية.

وتبرز تركيا كلاعب رئيسي، إذ ترسخت مصالحها عبر استثمارات ضخمة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، فضلاً عن وجودها العسكري لمواجهة حزب العمال الكردستاني.

وتمتلك إيران، في المقابل، نفوذاً سياسياً وعسكرياً عميقاً، مستفيدة من قربها الجغرافي وعلاقاتها مع فصائل مسلحة وأحزاب سياسية كردية وعراقية.

وتتجاوز هذه المنافسة حدود الإقليم، لتشمل صراعاً أوسع على استقرار العراق ومستقبله.

وتظهر محاولات خليجية للحضور في كردستان، لكنها تبقى محدودة. تسعى دول مثل السعودية وقطر والإمارات إلى تعزيز علاقاتها مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، لكن هذه العلاقات لم تتجاوز اللقاءات الرسمية والدعم الإعلامي.

ويعكس هذا الحذر الخليجي تعقيدات المشهد العراقي، حيث تتجنب هذه الدول الصدام المباشر مع النفوذ التركي والإيراني.

ومع ذلك، يبرز الدور الخليجي في بغداد بشكل أوضح، مع استثمارات سعودية وقطرية وإماراتية في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي.

وتؤثر المنافسة التركية-الإيرانية بشكل مباشر على تشكيل حكومة إقليم كردستان.

وتدعم تركيا تياراً سياسياً يخدم مصالحها الاقتصادية والأمنية، بينما تسعى إيران للحفاظ على توازن يضمن نفوذها عبر الأحزاب الموالية.

ويعقّد هذا الصراع جهود توحيد الموقف الكردي، مما يؤخر تشكيل حكومة قوية ومستقرة. يفاقم الوضعَ ضعفَ التنسيق بين الأحزاب الكردية، التي تجد نفسها بين مطرقة الضغوط الخارجية وسندان الانقسامات الداخلية.

ويعزز الاستقرار العراقي جاذبية البلاد للاستثمارات الدولية. تشير زيارة ممثلي أكثر من مئة شركة أمريكية إلى بغداد إلى اهتمام متزايد بالسوق العراقية، خاصة في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية.

ويعكس هذا التوجه إمكانية تحول العراق إلى مركز اقتصادي إقليمي، بشرط تحقيق استقرار سياسي وأمني مستدام.

ويبقى إقليم كردستان، بموقعه الاستراتيجي، محوراً حاسماً في هذا السياق، لكنه يظل رهينة التوازنات الإقليمية والدولية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • لحظة هبوط طائرة B777 في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة.. فيديو
  • إدارة المولودية تكشف مستجدات الوضع الصحي للاعبيها المصابين
  • هتركب من السما.. افتتاح أول مطار في العالم لسيارات الأجرة الطائرة
  • كردستان العراق: ساحة صراع النفوذ بين تركيا وإيران
  • فيديو رائع من داخل المطار.. شاهدوه
  • لا تذهب للعراق.. وسم جزائري يحذر تبون من زيارة بغداد لهذه الأسباب
  • جرحى من الحشد بإسقاط طائرة مسيرة مفخخة بصحراء الانبار
  • النائب العام يفتتح نيابة مطار الملك فهد الدولي بالدمام
  • العراق يترقب مصير مفاوضات إيران النووية: آمال ومخاوف
  • تحالف العزم: لقاء السوداني بالشرع لإبعاد العراق عن الخلافات الإقليمية