نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريرا مثيرا حول إمكانية استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتساءلت الصحيفة عمّا إذا كانت "إسرائيل" قادرة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وتدميرها دون مساعدة أمريكية.

واستبعدت الصحيفة إمكانية الاحتلال الإسرائيلي على تدمير المشاريع النووية الإيرانية دون إسناد من الولايات المتحدة لعدة أسباب.



وتاليا الترجمة الكاملة للتقرير::

عندما سُئل الرئيس الأمريكي جو بايدن عما إذا كان سيدعم ضربات إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، كانت إجابته واضحة: "الإجابة هي لا".

ومع ذلك، تناقش بعض الشخصيات المتطرفة في إسرائيل ما إذا كان يجب على سلاح الجو الإسرائيلي القيام بمثل هذه الضربة رداً على قصف 180 صاروخًا باليستيًا أطلقتها طهران نحو إسرائيل هذا الأسبوع.

لكن بدون دعم أمريكي، ستكون الضربة الجوية الإسرائيلية المنفردة على المنشآت النووية الإيرانية محفوفة بالمخاطر، وقد تؤجل البرنامج النووي بدلاً من تدميره، وفقًا للمحللين.

لماذا ستكون العملية الإسرائيلية صعبة؟
السبب الأول هو المسافة. تفصل أكثر من ألف ميل بين إسرائيل وأهم القواعد النووية الإيرانية، وللوصول إليها، سيتعين على الطائرات الإسرائيلية عبور الأجواء السيادية للسعودية والأردن والعراق وسوريا وربما تركيا.

السبب الثاني هو الوقود. ستحتاج الرحلة إلى الأهداف والعودة إلى استخدام كل قدرات إعادة التزود بالوقود الجوية لدى إسرائيل، مما يترك هامش خطأ ضئيل أو معدوم، وفقًا لتقرير من خدمة الأبحاث بالكونغرس الأمريكي.

السبب الثالث هو الدفاع الجوي الإيراني. مواقع إيران النووية الرئيسية محصنة بشكل كبير، وستحتاج القاذفات الإسرائيلية إلى حماية من مقاتلات. وهذا يتطلب مجموعة ضربة تضم حوالي 100 طائرة، وفقًا لتقرير خدمة الأبحاث.



هل المنشآت النووية محمية جيدا؟
تدمير منشأتي التخصيب النووي الرئيسيتين في إيران سيكون أكبر تحدٍ لإسرائيل. حيث إن مصنع تخصيب الوقود في نطنز يقع تحت الأرض بعمق كبير، بينما يقع المصنع الثاني الأكبر في محطة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم داخل أحد الجبال.

يتطلب تدمير هذه المنشآت أسلحة قادرة على اختراق عدة أمتار من الصخور والخرسانة المسلحة قبل الانفجار.

تمتلك إسرائيل قنابل مخصصة لتدمير المخابئ، مثل قنابل GBU-31 التي أسقطتها الأسبوع الماضي على أربعة مبانٍ في بيروت لقتل زعيم حزب الله حسن نصرالله. ومع ذلك، تشير التقارير الإسرائيلية إلى أنه تم استخدام 80 قنبلة في تلك الضربة — ومن غير المحتمل أن تؤدي ضربة بحجم مشابه إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية الأكثر تحصينًا.

قال المحللون إنه يوجد سلاح تقليدي واحد فقط يمكنه القيام بالمهمة: قنبلة GBU-57A/B Massive Ordnance Penetrator (MOP).

هذه القنبلة العملاقة الموجهة بدقة يبلغ طولها حوالي 6 أمتار وتزن 30,000 رطل، ويمكنها اختراق 60 مترًا من الأرض قبل أن تنفجر.

هل طورت إسرائيل قنابل مخصصة لتدمير المخابئ؟
من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل تمتلك مثل هذه القدرات. وقد اقترح بعض صناع السياسة الأمريكيين السابقين بشكل متكرر أن واشنطن ينبغي أن تزودها بها. ومع ذلك، قال إيهود إيلام، الباحث السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إنه حتى إذا تمكنت إسرائيل من الحصول على الـ MOP، فإن "مقاتلاتها من طراز F-15 وF-16 وF-35 لن تستطيع حملها". علاوة على ذلك، ليس هناك "فرصة" أن تتمكن إسرائيل من شراء قاذفة استراتيجية أمريكية مثل B-2 Spirit، اللازمة لإسقاط مثل هذه القنبلة، كما قال إيلام.

يمكن أن تستخدم إسرائيل بدلاً من ذلك إحدى طائرات C-130J Hercules لنقل قنبلة MOP من أبواب الشحن الخاصة بها، وهو إجراء غير فعال يعرف باسم "إسقاط من المنحدر". لكن الـ MOP ليست مصممة لهذا النوع من التسليم.



هل هناك بدائل لإسرائيل؟
يمكن أن تعطل الطائرات الإسرائيلية المواقع النووية من خلال قصف فتحات الهواء والبنية التحتية الداعمة لها. قد يعيق ذلك درجة الدقة العالية التي تحتاجها الطرد المركزي المستخدم في تخصيب اليورانيوم للعمل بشكل صحيح، رغم أنه لن يدمرها.

التخريب هو الاحتمال الأخير. في عام 2021، تعرض نظام الطاقة الداخلي في نطنز، الذي يمد الطرد المركزي تحت الأرض، لعطل كهربائي، يُعتقد أنه ناجم عن انفجار مخطط. في عام 2010، زُعم أن الولايات المتحدة وإسرائيل أوقفتا البرنامج النووي الإيراني باستخدام فيروس Stuxnet. لكن مثل هذه الهجمات لم تنجح في إيقاف العمل بشكل دائم.

في النهاية، فإن حجم القوة المطلوبة لإلحاق الضرر الجاد بالمرافق الرئيسية في إيران "سيتطلب دعمًا أمريكيًا واسع النطاق، إن لم يكن تدخلًا مباشرًا"، كما كتب داريا دولزيكوفا وماثيو سافيل من معهد الخدمات المتحدة الملكي في ورقة حديثة. حتى ذلك لن يضمن "التدمير التام".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإيرانية الاحتلال نطنز بيروت إيران بيروت الاحتلال المفاعل النووي نطنز صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المنشآت النوویة الإیرانیة مثل هذه

إقرأ أيضاً:

إيران تعلق على الضربات الإسرائيلية الأخيرة في اليمن

وصفت إيران، الخميس، الهجمات الإسرائيلية على موانئ ومنشآت للطاقة في اليمن بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي" ردا على هجوم صاروخي، على ما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي.

وقال بقائي، في بيان، إنّ الهجمات الإسرائيلية تشكل "انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي وأعرافه"، منددا بـ"الدعم غير المشروط الذي توفره الولايات المتحدة" لإسرائيل.

في وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نفذ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية للحوثيين منها موانئ وبنية تحتية للطاقة في صنعاء، فيما أفادت مصادر محلية بمقتل واصابة 12 شخصا من العاملين في القصف الذي طال ميناء الحديدة ورأس عيسى غربي اليمن.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الإيرانية: مزاعم بريطانيا وأستراليا حول إيران لا أساس لها من الصحة
  • ليبرمان يدعو للخروج من غزة وضرب منشآت إيران النووية
  • ما قصة نسيم خليبات الفلسطيني الحامل للجنسية الإسرائيلية الذي سلمه المغرب لإسرائيل؟
  • إيران: الضربات الإسرائيلية على اليمن "انتهاك صارخ" للقانون الدولي
  • إيران تعلق على الضربات الإسرائيلية الأخيرة في اليمن
  • “منشآت” تطلق رابع جولات الامتياز التجاري في محافظة جدة
  • إيران تدين الضربات الإسرائيلية على الموانئ ومواقع الطاقة في اليمن
  • بالفيديو... إسرائيل تزعم تدمير مقرّ قيادة لـحزب الله في الجنوب
  • وزير الصحة: سوهاج كانت تعاني.. وأقمنا 4 منشآت صحية لخدمة المواطن بها
  • الأمم المتحدة تطلق نداء عاجلا لاستئناف المفاوضات النووية مع إيران