زرياب عوض الكريم

[الدولة العميقة او صراع علاقات التابعية tributary -المواطنة و تراتبية الامتيازات في دولة 1956]

المفاصلة الاجتماعية هي شكل من اشكال الانتقال المتعثر او المتعسر (من امثال اثنيات العطاوة Pan Attawism ان يد الحرب عسراء) - Troubled transition. او شكل من اشكال نقل الصراع الاجتماعي من درجة الي اخرى من مكان الى اخر.



ولاننا لا نريد ان نقول عن دعاة الكراهية العرقية المتوحدين مع جيش الدولة العميقة في حربه القذرة 15 ابريل انهم مناضلين من اجل العبودية (عبيد منازل demostic slaves) بل توصيف علاقات التابعية tributary.

تاريخ 26 سبتمبر 2024 في حي فيصل بالقاهرة المنفى السياسي للطبقة المخملية من القومية الشمالية او حي غبيرا - السعودية المنفى الاختياري للطبقة البروليتارية منها , كتظاهرة اجتماعية مختزنة لطبقات من الوعي الباطن الرافض للتحول السياسي والتغيير والتسوية الاجتماعية مع القوميات الاخرى. الرافض لنقل السلطة المحتكرة والمتمركزة (الميراث الكولونيالي) colonial legacy او تفويضها.

- مجتمعات الوعي (العنفي) الذي ينتخب الديكتاتورية والشمولية والحكم العسكري للدفاع عن مصالحه غير المشروعة ويرى في وجودها ضمانة سياسية (أمننة إثنية) securitization.

- مجتمعات الوعي التبريري الذي يدافع عن جرائم دولة 1956 ويمارس الانكار لفظائعها 70 عاما من الانكار وتشوهاتها 200 عام من الفظائع و التفاوتات الهيكلية منذ حملات الاسترقاق في القرن التاسع عشر التي تمت لمصلحة مجتمعات الجغرافيا المفيدة ورخاءها وصولا الى صور الاستغلال الحديثة في القرن العشرين التي من بينها ظاهرة الكنابي (نمط الانتاج العبودي الموريتاني (القنانة)) وظاهرة عمالة (الالتة) الذين يحملون النفايات البشرية من اثنيات جبال النوبا (كرنقو) krongu الخ.

- مجتمعات تبرئة المجرمين الشماليين او الفخر بهم حينا اخر كأبطال إثنيين (النموذج البدئي للجلابي كمجرم قومي national criminal) identification with the aggressor او نموذج التوحد مع المجرم الجاني (نموذج التكتل) كواحد من ميكانيزمات وحيل الدفاع الذاتي.

مثلا الدفاع عن مجرم مثل القاتل (طه كمال) احد اعضاء مليشيات الموت المجتمعية الشمالية وتسمى كتيبة البراء بن مالك الذي سبق له اخذ صور فوتوغرافية وهو يدوس على جمجمة مقاتل من قوة الدعم السريع بقدمه , وحصد موته تعاطف طيف واسع من الشماليين كجمهور وكنخبة حتى انه شاع مساومتهم على استرداد جثته.

** مجتمعات تدافع عن دولة 1956 رغم وعيها باشكالية تاريخ الاستقلال المزيف وصوريته وتدافع عن مجازر جيش هذه الدولة البريتوريانية.

* مجتمعات ترفض خوض التجربة الاولى وهي تجربة الخضوع للحكم او بالضبط حكم القوميات الاخرى اي ان تكون محكومة.

*مجتمعات تملك وعيها الباطني حول مركزية العنف وسياسة الجدار الحديدي في دولة 1956 غير الوطنية وتملك وعيها الباطني ان الخرطوم او الكارتيل اللصوصي للنخبة الشمالية هي (سبارطا) سوداء sparta عاجزة عن اثبات وجودها من غير حروب ضد القوميات الاخرى عاجزة عن تحقيق رخاء اقتصادي من غير نهب واستغلال للشعوب الوطنية الاخر وانها لم تكن يوما (اثينا) كما انتهى الى ذلك جعفر محمد علي بخيت 1969.

تلك السمات الثلاثة هي سمات لمجتمعات سلوك جنائي criminal behavior متنافرة ادراكيا.

مجتمعات ليست مدمنة على الكراهية فقط بل متواطئة بوعيها المجرد نحو عدم القبول بالاخر او التسامح معه و مع جريمة جماعية ومنظمة او سلسلة من الجرائم الاجتماعية مثل الاستغلال والاستعمار الداخلي والاستعباد.

ذلك التاريخ الذي هو تاريخ مفاصلة اجتماعية وهوياتية رمزية يشبه كثيرا احداث انقلاب النيجر العسكري (المسكون بوعي الثورة المضادة) في 25 يوليو 2023 ضد الرئيس المدني المنتخب والاقتصادي محمد بازوم حين قامت اثنيات قومية الهوسا داخل وخارج النيجر في الدول المجاورة لها بالاصطفاف خلف الانقلابيين والنظام الفاسد لنخب اثنيات الهوسا المهيمنة على مفاصل الدولة منذ الستينيات والمعيقة لتطورها الطبيعي وضد التدخل الاقليمي والخارجي لاسترداد الديمقراطية.

كان لدى اثنيات الهوسا قناعة اكيدة ومتجذرة ان النظام الفاسد الذي تمثله عصابة العسكري الصفوفي محدود التعليم عبدالرحمن تشياني والسياسي الفاسد (يوسفو) يحمي وجودهم وان محاسبته او التدخل الخارجي لازالة الدولة العميقة للمافيا الاثنية من نخبتهم يعني محاسبتهم او استهداف وجودهم او تهميشهم ، رغم أن حجمهم الديمغرافي يجعل هذا الهاجس بعيدا.

خرج فقراء الهوسا للدفاع عن فاسديهم ومجرميهم السياسيين وعن جنودهم سيئي السمعة في الجيش في مظاهرات استمرت فعالياتها لشهور طويلة انقذت الانقلاب من مأزقه. مارسوا خلالها الكثير من التحدي الاثني وتخويف الغرب من التدخل بل قامت نخبتهم في نيجيريا باثناء الرئيس النيجيري قائد الايكواس الدوري عن التدخل و الاصرار علي ارسال قوات كانت قادرة على تحرير الرئيس المختطف حتى اللحظة والذي هددت عصابة نخبة الهوسا الفاسدة في النيجر بقتله حال اي انزال بري او جوي.

حينها احجمت الاثنيات الاخرى عن الدفاع عن النظام الديمقراطي لانها كانت تعرف حجم العنف والعسف الذي ستتعرض له.

اعتبرت اثنيات الهوسا المهيمنة في النيجر منذ الاستقلال (الانتقال النيوكولونيالي) ان نقل السلطة الى الرئيس بازوم هو نقل لها من اثنيتهم الي تحالف السونغاي والطوارق الذين يمثلهم بازوم. وان الاصلاحات التي اعتزمها بازوم هي مهدد ستراتيجي لوجودهم في مؤسسة الدولة ومصالحهم غير المشروعة.

ماحصل في 26 سبتمبر و مظاهرات المجتمعات الشمالية في الداخل والخارج لابراز كراهيتهم لقوة الدعم السريع بذريعة انتهاكات حقوقية ظلوا يدافعون عنها في حق الاثنيات الاخرى منذ قرن من الزمن .

كمحاولة مجتمعية لابراز توحدهم مع جيش الابادة الجماعية الذي اقترف فعلا قتل ثلاثة ملايين جنوبي لحمايتهم من القوميات الاخرى منذ 1955 هو ثورة مضادة counter change يتدثر اصحابه او يتقمصون النزعة التصحيحية political correctness لكنها لا تخرج عن سيناريو 25 اكتوبر 2021.

المشكلة الاساسية التي تواجه هذا النوع من الانقسام الاجتماعي حول التغيير هي تفاوت الوعي الادراكي بين اطراف الصراع war parties.

1.النموذج البدئي صراع أسلاف الاستعمار وأحفاد الاستعمار

أحفاد الإستعمار colonial descendants أو مخلفاته ظاهرة إجتماعية مرتبطة بتلاشي الانظمة الاجتماعية (نمط الانتاج) او بعثها.

مقابل ان ظاهرة أسلاف الاستعمار colonial ancestors هي ظاهرة تاريخية مرتبطة بالتأسيس الاستعماري واستئناف ذلك التأسيس.

يمكن القول ان تاريخ مابعد الحرب العالمية الأولى وصولا إلى عام 1925 هو تاريخ تاسيس السودان المفيد او الجغرافيا المفيدة Useful geography لدولة 1956 التي لم تكن موجودة في القرن التاسع عشر (التركومصري). كقاعدة اجتماعية ولائية (زبونية) وتجسيد سياسي اجتماعي لنفوذ احفاد الاستعمار.

في دولة 1956 تمثل الفترة من 1898 حتى 1938 التاريخ الاصلي لظاهرة اسلاف الاستعمار او العائلات الكولونيالية التي إرتبطت بتاسيس هربرت كتشنر - وينجت باشا. مثل عائلات المهدي و الميرغني والهندي في الحقل السياسي الى جانب عائلات اقطاعية اخرى مهمة في الحقل الاقتصادي. الي جانب عائلات الاقطاع الهامشي او الريفي peripheral feudalism عائلات الإدارة الاهلية (بضع وثلاثين ادارة) و البيوتات الدينية التاريخية المعترف بها إجتماعيا (بضعة عشر عائلة دينية) clergy houses.

منذ 1938 التأسيس الوجودي لظاهرة أحفاد الإستعمار من خلال ماسمي مؤتمر الخريجين المستنسخ عن النموذج الهندي (حزب المؤتمر الهندي) او التنظيم البرجوازي للقومية الشمالية( جمعيتي الهاشماب و أبي روف ) ، وتعزيزه بعملية صناعة النخبة النيوكولونيالية 1945 (بعثة حنتوب التي افرزت النخب المدنية - بعثة وادي سيدنا التي افرزت النخب العسكرية - بعثة خور طقت الهامشية والاخيرة لم تنتج نخبة حكم) التي كانت بداية للتنظيم البروليتاري للقومية الشمالية (يسار ماركسي ويمين ديني).

أحفاد الاستعمار هم ساكنة مدن وكيبوتزات السودان المفيد او الجغرافيا المفيدة المسماة مجازا مثلث حمدي 2008 . الذين صودرت كما وظفت موارد الهامش الريفي العقارية - الاقتصادية وفائض انتاج المهمشين والمضطهدين من الاقنان (دارفور - كردفانيا) وغيرهم من الفلاحين peasantry (اقليم برثا -انقسنا) والرعاة pastoral (من اثنيات رفاعة) لخدمة رخائهم واستيطانهم. حتى ولو كان ذلك الرخاء هامشيا لراسمالية هامشية او طرفية.

ايضا في عالم مابعد الاستعمار مقارنا يمكن الوقوف طويلا عند مخلفات الانظمة الاجتماعية المنحلة السابقة (الرق المشاعية الاقطاع الخ ) واللاحقة حتى على مستوى التركة الثقافية والذاكرة الاجتماعية الاستعماريتين من الاسماء الى النعوت الي اللغة نفسها الي العادات الخ.

مثلما ان هناك انثربولوجيا مابعد استعمارية تناقش هذه المخلفات , هناك ادب مابعد استعماري يناقش فيه المرتبطون بتجربة الاستعمار من داخلها وليس من خارجها اي اولئك الذين كانوا معزولين عنها او استبعدوا منها (الاثنيات الوطنية- القبيلة titular citizenship في حالة السودان التركو مصري 1820) يناقشون ذاكرتهم و تجربتهم مع وضعية الاستعمار كخلاسيين mestizos كما هو في حالة ليلى ابوالعلا , كأقنان ( كنابي cannabi) - خلاسيين سود (black or mestizo) في حالة عبد العزيز بركة ساكن , او كريول(ملكية) Creole حالة إستيلا قايتانو Stella Gaitano وإسحاق أحمد فضل الله.

اثنية (طبقة) الجلابة /الموندكورو/ البلويت في الترمنولوجيات المحلية او الكمبرادور comprador - القومية الشمالية لاحقا (بعد التأسيس السياسي 1898) رغم دورها التاريخي في منظومة الاستعمار لم يتعدى وعيها بالتركة الكولونيالية الازدواج السيسو اقتصادي الى وعي اجتماعي (خالص) او ادبي كما هو في حالة ليلى ابوالعلا مثلا والدكتورة خديجة صفوت (كلاهما من الخلاسيين أو أولاد ريف).

يمثل الطيب صالح (او من يمكن ان نطلق عليه جوزيف كونراد معكوسا) الصوت الوحيد الذي عبر عن وعي الكمبرادور او الجلابة في كتاباته الكسولة وغير المتحفزة لغويا وذهنيا انطلاقا من موسم الهجرة إلى الشمال وليس نهاية دومة ود حامد (الطيب صالح نسي الاشارة الى رمزية - العركوكباي في تمثلات ثقافة بدويت الجنوب /تقريت Tigre/ الذين تفترض إثنيته ثقافتها التاريخية من ثقافتهم الام).

رواية الطيب صالح (صوت مؤسسة الكمبرادور - الجلابة الذي لم يتكرر) تحمل كل اشارات الاقتراض الثقافي والالسني من هوية البدويت beja الي الطوطمية الافريقية للهوية الجذر ( cushitic) الي الهوية التركية المتاخرة.
تحمل ايضا في ثناياها الدالة كل اصوات الانا والعقدة المازوخية للكمبرادوري او الشمالي (التركي الاسود ثم الانكليزي الاسود) كما تراميز وتمثلات الاستعلاء والهيمنة و الازدراء المركب في داخل غضاريف النصوص (إثنية العاهرة الجنسانية بت محجوب x , الاشارة الي اثنيات دار الريح الكبابيش ودار حامد بنساءهم المتسولات العاهرات).

بايجاز غير مخل مثلت تلك الطبقات السابقة في نظام الاقطاع الاوربي (التركومصري) الاثنيات اللاحقة في ما يمكنني وصفه نظام الاستبدال البريطاني British Metalepsis . مثلت طبقات الاستعمار التي يشملها تكوين الادب مابعد الاستعماري.

ينسى الكثيرون ايضا ان القومية (السودانية) نفسها واحدة من مخلفات الإستعمار البريطاني (الأنغلو مصري) colonial vestiges التي تجاوزت فيها الفلسفة الإستشراقية الكولونيالية نظام الإستبدال الى الإحتجاب (اللاطبيعي) خلف طبقة الحكم النيوكولونيالية المعدة للاستبدال.

2.من النموذج البدئي الى مفاصلة الهويات

تلعب التمثلات الاجتماعية دورا مهما في صوغ الوعي بالذات و بتحفيز ميكانيزمات مفاصلة الهوية كالمسكوت عنه unspoken / الغبن (المظلومية المضادة) / المكبوت Repression او التكوين العكسي Reaction formation / التواطؤ او التكتلidentification.

لكن اللاتعقل (اللامعقول) كهروب عكسي هو ايضا واحدا من تلك الميكانيزمات واذا اعتبرنا ان تاريخ دولة 1956 هو سبعين عاما من التحولات الخاطئة والتعسفية وان انقلاب 30 يونيو 1989 العسكري الذي انتخبته القوى اليمينية و الاقطاعية في القومية الشمالية كقومية دولتية مصنوعة لكنها تعبر عن مصالح مجتمعات ليست زبونية بل ريعية هاجرت من جغرافيا طاردة الى جغرافية السودان المفيد وترفض تقاسم السلطة او التركة الاستعمارية مع القوميات الاخرى ، فان تاريخ 26 سبتمبر هو ايضا تاريخ هروب للامام وانتاج لمجموعة من مزاعم وبراديغمات الهروب يؤسس لمفاصلة اجتماعية هوياتية partition.

3.بدلا عن مفاصلة الهويات إعادة هيكلة تركة ومخلفات الاستعمار

في المقالة السابقة عن ضرورة هيكلة دولة 1956 بوصفها واحدة من مخلفات الاستعمار الي جانب القومية السودانية والدولة البريتوريانية (مركزية الجيش في السياسة) التي حولت دولة مابعد الاستعمار الي دولة يمتلكها جيش بالتعبير الاسرائيلي والباكستاني والمصري والتايلندي وبورما ميانمار.

هيكلة القومية (السودانية) المختلقة فلسفيا كهوية تكتيكية لا تاريخية للقومية الاقليمية الشمالية الي سبعة قوميات اقليمية Regional nationalism تقع تحتها 32 اثنين وثلاثين قومية ثقافية cultural nationalism . وهيكلة الدولة البريتوريانية بتوزيع فائض القوة العسكرية وفدرلتها نحو جيش فدرالي وتفويض الحماية الذاتية او الدفاع الذاتي self defense forces وصولا الى قومية اقتصادية Economic Nationalism اسوة بجنوب أفريقيا ونيجيريا مابعد المصالحة والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا .. وحتى ماليزيا التي هي الان تمثل وحدة قومية اقتصادية لثلاثة قوميات هي الملايو والصينيين والهنود السيخ ، يقتضي الاعتراف بالاخر وبضرورة تحديث البنى الاجتماعية الي نموذج ويستفاليا 1648 - (الاعتراف بسيادة القوميات على اراضيها ومواردها وفصل الدين عن الدولة فصلا غير يعقوبي كما هو في المثال الفرنسي). وللحديث هنا تتمة.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدولة العمیقة دولة 1956 فی حالة

إقرأ أيضاً:

الخلافات تعصف بالكيان الصهيوني حزب نتنياهو يتّهم رئيس “الشاباك” بتحويل الجهاز إلى مليشيا خاصة للدولة العميقة

الثورة / متابعة/حمدي دوبلة

مع فشل جيش الاحتلال الصهيوني في تحقيق أي اختراق على صعيد أهدافه المعلنة من عدوانه الغاشم على قطاع غزة بدعم مطلق من الولايات المتحدة الامريكية أصبحت الخلافات تتفاقم في الداخل الاسرائيلي ووصلت إلى الحكومة ومختلف المؤسسات والاجهزة العسكرية والأمنية .

وفي أحدث الخلافات بين أركان الحكم الصهيوني اتهم حزب “الليكود” اليميني المتطرف الذي يقوده رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، رئيس ما يسمى جهاز الأمن العام “الشاباك المدعو ” رونين بار، بتحويل أجزاء من الجهاز إلى “مليشيا خاصة للدولة العميقة”.

ويحاول نتنياهو منذ مدة إقالة بار بذريعة إخفاقه في عدد من الملفات الأمنية، بينها هجوم “طوفان الأقصى” .

وسبق أن أقالت حكومة نتنياهو بار قبل أن تعلق المحكمة العليا القرار.

وبينما يصر نتنياهو والداعمون له على وجود ما سموه “دولة عميقة” في إسرائيل، تعمل على إسقاط الحكومة، اتهم “الليكود”، امس، بار بأنه “قام بالتعاون الكامل مع المستشارة القانونية السابقة للحكومة (غالي بهاراف ميارا) بتحويل أجزاء من جهاز الشاباك إلى مليشيا خاصة للدولة العميقة”.

وفي مارس الماضي، صوتت حكومة نتنياهو على حجب الثقة عن بهاراف ميارا جراء خلافات بينهما.

وفي السياق، ادعى البيان أن ما أسماها “الدولة العميقة” تعمل على “تقويض سيادة القانون وأسس الديمقراطية” عبر اعتقال واستجواب صحفيين، وابتزاز ضباط شرطة بالتهديدات، وإطلاق تحقيقات سياسية عبثية ضد وزراء وأعضاء في الكنيست من الائتلاف الحاكم.

وزعم البيان أن ممارسات بار ومعاونيه في الدولة العميقة المزعومة، هدفها “منع إقالته”.

وصدر بيان “الليكود” عقب رفع حظر النشر عن قضية اعتقال مسؤول في الشاباك بتهمة “تسريب وثيقة سرية عن تحقيق بشأن تغلغل اليمين المتطرف في جهاز الشرطة”.

ووصف البيان تلك الواقعة بأنها “صادمة وخطيرة”، مضيفا: “في جهاز الشاباك تم اعتقال مسؤول، بعدما شعر بأن المنظمة التي يرأسها بار تحولت إلى هيئة سياسية”.

وذكر بيان “الليكود” أن التحقيق مع المشتبه به في تلك القضية “تم في أقبية الشاباك”، على حد قوله.

وسبق أن قرر رئيس الشاباك إبقاء التحقيق في تغلغل اليمين المتطرف بمراتب الشرطة “سريا” قبل أن يسرب المسؤول الوثيقة المتعلقة بهذا التحقيق إلى الصحفي في القناة 12 عميت سيغال المعروف بقربه من اليمين.

وفي وقت سابق أمس، أفادت هيئة البث العبرية الرسمية بإلغاء أمر حظر النشر في تلك القضية بـ”طلب من الشاباك، وإدارة التحقيق مع الشرطة”.

ويعتبر وزير الأمن القومي وزعيم حزب “القوة اليهودية” الارهابي المتطرف إيتمار بن غفير الأكثر استخداما لتعبير “الدولة العميقة” في إشارة إلى معارضي الحكومة.

وتعيش دولة الاحتلال انقسامات حادة بسبب العدوان «الاسرائيلي» المستمر على قطاع غزة وفشله في اعادة الاسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية رغم مرور أكثر من 18 شهراً من حرب الابادة الجماعية بحق المدنيين في القطاع.

وفي هذا السياق تناولت صحف ومواقع عالمية عدة أبعاد متشابكة للحرب الجارية في قطاع غزة، من تحذيرات عسكرية «إسرائيلية» داخلية ضد خطط احتلال القطاع، إلى انتقادات من عملاء سابقين في جهاز «الموساد» لاستمرار الحرب، وصولا إلى تحليلات أمريكية ترى أن «إسرائيل» باتت قوة مهيمنة تواجه مأزق تحويل نفوذها العسكري إلى حلول سياسية.

وبحسب ما نقلته صحيفة «جيروزاليم بوست»، فقد أبلغ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أعضاء مجلس الأمن القومي مؤخرا بأن فكرة احتلال قطاع غزة تمثل «وهما» يتعين التخلي عنه، في ظل نقص القوات البرية المتاحة وتعقيد الظروف الميدانية.

وأشار زامير -وفق الصحيفة- إلى أن الاعتماد الحصري على القوات «الإسرائيلية» دون دعم دبلوماسي مواز أو حشد دولي، يجعل أي عملية اجتياح شاملة هدفا غير واقعي في السياق الحالي، وهو ما يعكس تباعدا بين الطموحات السياسية والقدرات العسكرية.

لكن الصحيفة لفتت إلى أن مصادر حكومية «إسرائيلية» سارعت إلى نفي هذه التصريحات، ووصفتها بأنها «مختلقة»، في محاولة لاحتواء تداعيات محتملة على الجبهة الداخلية والقرار السياسي، دون أن تقدم تفاصيل إضافية.

بدورها، أوردت صحيفة «غارديان» أن مئات من العملاء السابقين لجهاز الموساد أعربوا عن غضبهم من استمرار العمليات العسكرية «الإسرائيلية» في قطاع غزة، واعتبروا أنها لا تسهم في استعادة الرهائن وإنما تخدم أهدافا سياسية ضيقة.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن أكثر من 250 من قدامى الجهاز، بينهم 3 رؤساء سابقين، انضموا إلى رسالة مفتوحة بدأت بمبادرة من قدامى المحاربين، رفضت استئناف الحرب بعد انهيار الهدنة الأخيرة في مارس الماضي. وتضمّن نص الرسالة انتقادات مباشرة لنتنياهو، اتهمته بتوظيف العمليات العسكرية لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الأرواح الإسرائيلية والفلسطينية، في ظل فشل واضح في استعادة من تبقى من الرهائن.

أما صحيفة «نيويورك تايمز» فنشرت مقالا تحليليا مشتركا لكل من آرون ديفد ميلر وستيفن سيمون، وهما مسؤولان سابقان في الإدارة الأمريكية، دعوَا فيه واشنطن إلى تعديل سياستها تجاه تل أبيب على ضوء المتغيرات الإقليمية.

ورأى الكاتبان أن «إسرائيل» باتت تمثل «القوة المهيمنة» في الشرق الأوسط، وهو ما يفرض على الولايات المتحدة الاعتراف بهذا الواقع والتصرف على أساسه بدلا من مواصلة ضغوط لم تعد فعالة لتحريك عجلة المفاوضات.

كما أشار المقال إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مثل سابقاتها لم تنجح حتى الآن في دفع إسرائيل نحو ترجمة هيمنتها العسكرية إلى تفاهمات سياسية مع الأطراف العربية، مما يطيل أمد النزاع ويعمق أزماته.

وفي السياق الإقليمي، سلط موقع «أوريون 21» الضوء على تداعيات التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان، ونشر تقارير موسعة من بلدة كفركلا الحدودية، التي قال إنها «مُسحت عن الخريطة» خلال الأشهر الماضية بفعل القصف الإسرائيلي.

ونقل الموقع عن عدد من سكان البلدة وصفهم للدمار الشامل الذي حلّ بمنازلهم وبنيتهم التحتية، حيث أكدوا أن إسرائيل لم تقتل فقط مظاهر الحياة، بل «قتلت الخوف بداخلنا»، في تعبير عن حالة من الصدمة والتحدي المتداخلة.

ورغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، فإن التقرير أشار إلى أن القرى الأقرب إلى خط التماس الجنوبي ما تزال في وضع هش، حيث يتعذر استئناف الحياة الطبيعية في ظل استمرار التهديدات.

مقالات مشابهة

  • رئاسة الجمهورية: بيان صحفي حول اللقاء الرسمي الذي جمع السيد الرئيس أحمد الشرع مع رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني بوساطة من دولة قطر الشقيقة
  • رئيس تشاد يصل الدولة في زيارة رسمية
  • دولة فلسطينية موعودة
  • الرئيس عون شكر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الدعم الذي قدّمته دولة قطر للبنان
  • حقيقة فيديو البرق الغاضب الذي حصد ملايين المشاهدات عبر الشبكات الاجتماعية
  • الخلافات تعصف بالكيان الصهيوني حزب نتنياهو يتّهم رئيس “الشاباك” بتحويل الجهاز إلى مليشيا خاصة للدولة العميقة
  • عبدالله بن زايد: الإمارات تدين بشدة المخططات التي تستهدف المساس بأمن الأردن
  • إخوان الأردن: مصلحة المملكة فوق كل اعتبار ولا علاقة لنا بالخلية التي اعتقلتها المخابرات
  • أمير الحدود الشمالية يستقبل مدير بنك التنمية الاجتماعية بالمنطقة المُعيّن حديثًا
  • بنسبة 25%.. بدء صرف معاشات تكافل وكرامة بالزيادة التي أقرتها الدولة