مُذَكِّرَات مُغتَرِبٍ في دُوَلِ الخَلِيجِ العَرَبي (٢٨)
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
عَلِمتْ الوالدةُ بما تَوصلتُ إليه من خَيارٍ فاستَبشرتْ به خاصةً وأنَّ هنالك صلةُ رَحِمٍ تَربطُها بأُمّ البنتِ المُزمَع خِطبَتُها ،فهي - أي أمها - ابنةُ خالِ الوالدة إلا أنهم يَسكُنون مَنطقةَ الحَلاوين غرب مدينةِ الحَصاحِيصا . باركَتْ أُمي هذا الاختيارَ وحَثَّتنِي بالإسراعِ في الاتصالِ بِصاحبةِ الشأنِ إذ هي وَلِّيةُ نفسِها ما دامتْ ثَيِّباً .
وهكذا الأقدارُ تَنسِج لك مِمَّا هو مَكتُوبٌ في الأزَل خُيوطاً بلْ ثياباً ما كنتَ تدري أنَّ اللهَ سَيَكْسُوكَها وتكونَ لباساً لك بعد أنْ اجتَزْتَ امتحانَ الصَّبرِ بِحِكمةٍ ورَوِيّة " هُنَّ لِباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهُن " .
أسفَرتْ الاتِّصالاتُ عن المُوافقةِ بل التَّرحِيب بعودةِ العلاقاتِ مِن جديدٍ والتَّطبِيع في أبهَى صُوَرِه :
[ ] وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً[ (سورة الروم: الآية 21).
ثمَّ امتَدّتْ المُوافقةُ لِتَشملَ أسرَتها بدءاً بالوالِدين مُروراً بالأخِ الوَحِيد ثم الأخَوَات . وحتى لا تكونُ الحِبالُ مُعَلقةً ، فقد أبلغتُ أهلي بأنْ يقومُوا بالّلازِم مِن إتمامٍ الخِطبةِ ثم كتابةِ عَقدِ النِّكاحِ بِحُضورِ الشُّهودِ من الأُسرَتين . وقد تمَّ كلُّ ذلك في ظرفٍ وَجِيز وسَط فرحةِ الأهلِ بالسُّودان وفرحةِ الوالدةِ وابنِها بالسَّعودية وفرحةِ الأصدِقاء .
ارتَحَلنا إلى البيتِ الذي استَأجَرتُه في شِمالِ الجبيل قبلَ السَّفر بعد أنْ قُمنا بِنقلِ ما لدينا من أثاثٍ وحقائِبَ من الشقةِ في شارعِ القطيف . وكان ذلك بِحُضُورِ الوالدة وبعضِ جارَاتِها حتى يُساعَدنَنا في التَّرتيبِ والتَّصفِيف والدِّيكور الدَّاخِلي وذلك لتَجِدَ صاحبةُ الدَّار الجَديدة ما يَشرَحُ صَدرَها عند دُخُولِها بيتَ الزَّوجِيّة . ثم ذهبتْ أمي بِصُحبةِ عمر وأحمد إلى الرياض على متنِ القِطار في زيارةٍ لِعَمِّها الذي يعملُ مُستشارا قانونياً هناك . وطَفِقتُ انا في التَّبضُّعِ والتَّسوُّق من أسواقِ الدمام لشراءِ كلِّ ما يَتطَلبُه الزَّواجُ بالإضافةِ إلى هدايا أخواني وأخواتي .
عادتْ الوالدة وأبناؤها من الرياض ووجَدتْ عدداً من الهدايا في انتظارِها . بعضٌ النِّسوةِ من أهلِنا ومعارِفنا من الخُبر والدمام أعْقَبنَها إحساناً بزيارةٍ وحَملنَ مَعهُن تلك الهدَايا .
محمد عمر الشريف عبد الوهاب
m.omeralshrif114@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات ينظم برنامجا في الاتصال الحكومي
انطلق أمس الإثنين “برنامج التعليم التنفيذي في الاتصال الحكومي” الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، بالتعاون مع كلية “لي كوان يو” للسياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية، وذلك ضمن سلسلة البرامج والمبادرات التي ينظمها المكتب بهدف الارتقاء بقدرات فرق الاتصال الحكومي وتمكينها من مواكبة مستجدات وتطورات العمل الإعلامي والاتصالي، وبما يلبي مستهدفات الاتصال الحكومي في دعم المبادرات الوطنية والقرارات والسياسات الحكومية بشكل فعال.
ويستمر البرنامج على مدار 4 أيام، ويشارك فيه 25 منتسبا من مدراء ومسؤولي الاتصال الحكومي في الجهات الاتحادية، ويضم أجندة حافلة بالمساقات التدريبية التي يقدمها الخبراء والمتخصصون من الهيئة الأكاديمية في كلية “لي كوان يو”، إضافة إلى زيارات تفاعلية إلى الوزارات والهيئات المتخصصة في مجال الإعلام والاتصال الحكومي والاجتماع مع مسؤوليها وفرق العمل فيها للاطلاع على تجاربها وأفضل الممارسات فيها.
كما يتضمن البرنامج في ختامه تقديم مشروع تطبيقي لتعزيز الاستفادة لدى المشاركين.
وقال سعادة سعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، إن البرنامج يستهدف التطوير المستمر لفرق الاتصال الحكومي في الوزارات والهيئات الاتحادية، ومتابعة أفضل الممارسات العالمية في قطاع الاتصال الحكومي، مؤكداً أن التدريب والتطوير المستمر لقدرات الكوادر الوطنية في الاتصال الحكومي مهم، وينعكس إيجاباً في نجاح رسالة حكومة الإمارات الإعلامية وخدمة المستهدفات والقضايا الوطنية بشكل أكثر فاعلية وتأثيراً.
وأشار العطر، إلى أن التحولات العالمية المتسارعة خصوصاً في المجال الإعلامي، على مستوى المحتوى والتقنيات، تتطلب مواكبة فورية لكل المستجدات، وهو ما يعمل عليه المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات باستمرار ضمن برامج متعددة يتقدمها تعزيز معارف فرق الاتصال الحكومي.
وتشمل أجندة البرنامج مساقات تدريبية ودراسات تطبيقية حول إستراتيجيات إنشاء حملات فعالة تشجع التحولات الإيجابية لدى الجمهور وتصميم رسائل تصل إليه وتؤدي إلى تغييرات قابلة للقياس، ومساقات حول وضع أهداف محددة وقابلة للقياس لحملات الاتصال وكيفية توجيه مسار الحملة وتقييم نجاحها، إضافة إلى مساقات حول التشريعات والإستراتيجيات المصممة لمواجهة المعلومات المضللة.
ويتضمن البرنامج زيارات ميدانية تشمل وزارة التنمية الرقمية والمعلومات، التي تشرف على سياسات الاتصالات والمعلومات الخاصة بحكومة سنغافورة وعلى تنظيم قطاعي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام، والاجتماع مع إدارة “REACH” المعنية بالتواصل مع مواطني سنغافورة والحصول على آرائهم وردود فعلهم تجاه القضايا الرئيسية، إضافة إلى الاجتماع مع المكتب المسؤول عن قانون الحماية من الأخبار المضللة والتلاعـب عبـر الإنترنـت “POFMA” المعني بحماية الجمهور السنغافوري من الأذى عبر الإنترنت من خلال مكافحة انتشار الأخبار المضللة، ومع فريق “Open Government Products” المسؤول عن بناء التكنولوجيا التجريبية من أجل الصالح العام.وام