سودانايل:
2024-11-07@16:06:38 GMT

الحرب والوطنية وضياع المصالح

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

قال المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو في نيروبي و هو يخاطب مجموعة من السودانيين هناك، أنهم فتحوا قنوات إتصال مع الاتحاد الأفريقي بخصوص تهيئة لإعداد و تجهيز قوات للتدخل بهدف حماية المدنيين في السودان، و أن هناك إجماعا كبيرا من دول العالم برز خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، على وقف الحرب في السودان و العودة إلي مسار الحكم المدني الديمقراطي.

. درج المبعوث الأمريكي منذ تعينه في هذه الوظيفة، و طوافه على السودانيين في نيروبي و كمبالا و أديس أبابا أن يطلق التصريحات و الوعود و التلويح بالعصى، و يقول المثل السوداني " السواي ما حداث" و ربما يكون كثرة حديثه بسبب الضغط عليه من قبل الذين اعتمدوا على الرباعية و المجتمع الدولي أن يكون لهم رافعة للسلطة، لذلك يحاول طمأنتهم بشتى الصور..
أن المبعوث الأمريكي بهذه التصريحات التي يطلقها يوميا، يبين أن سعي أمريكا من أجل وقف الحرب ليس بهدف رحمة و شفقة على الذين تحصدهم يوميا الآلة العسكرية، و لكنها بهدف مصالحها الخاصة، و الآن بعد ما بدأت الكفة تميل لصالح القوات المسلحة، بدأت تخرج التمثيليات من الدولة الداعمة للميليشيا بالقول " أن طيران الجيش السوداني قصف سفارتها في الخرطوم" أن العديد من الدول العربية التي تعلم يقينا أن الأمارات هي التي تزود الميليشيا بالسلاح الذي يقتل عشرات السودانيين و يشردوا من منازلهم، و رغم معرفتها قد التزمت الصمت لكنها خرجت لكي تدين قصف لم يحدث إلا في خيال حكام الأمارات.. أن تمثيلية الأمارات هي للتمويه، لآن العالم أصبح مقتنعا أن الأمارات شاركت مشاركة فاعلة في الحرب بعناصرها الذين قتلوا في مطار نيالا، و أيضا الجيش يحاصر المصفى و أحياء الخرطوم " الرياض و المعمورة و الطائف و المجاهدين و غيرها و ربما يكون هناك عملاء لهذه الدولة يديرون المعارك مع ما تبقى من قيادات الميليشيا، أو حتى البعض ربما يكونوا بالفعل قد قتلوا و تريد أن تجادل أن هؤلاء كانوا في سفارتها، رغم أن الخرطوم خالية تماما من البعثات الديلوماسية، أن قلق الأمارات يؤكد أن لها عملاء يعملون مع الميليشيا و سوف يقعون في الأسر لا محال، لذلك تبحث عن التبرير منذ الآن..
أن توم بيرييلو عاد مرة أخرى للمنطقة بهدف إيجاد مخرج للأمارات التي تعتبر الداعم الرئيس للميليشيا، و ظهر ذلك عندما أصرت أمريكا أن تشارك الأمارات في مفاوضات جنيف كوسيط ، و الآن رجع المبعوث مرة أخرى لكي يلوح بالعصى، و التدخل العسكري في السودان بهدف الضغط لإيجاد مخرج تفاوضي يعيد البلاد مرة أخرى إلي الجدل العقيم " الإتفاق الإطاري" و هذا الملف قد تجاوزته الأحداث تماما ،و الحرب سوف تشكل واقعا جديدا في البلاد.. أن الولايات المتحدة رغم كل شعارات الديمقراطية التي ترفعها لم تحقق إنجازا واحدا في أية دولة في العالم لكي تحولها من الشمولية إلي الديمقراطية.. أن قضية الديمقراطية و التحول الديمقراطي مسألة مرتبطة بالمجتمع في أي دولة، و مرتبطة بوعي القيادات السياسية المؤمنة بعملية التحول الديمقراطي، لأنها قضية سوف تصطدم بمصالح للقوى المحافظة، و القوى التي ارتبطت مصالحها بالنظم الشمولية.. و أن القيادات التي يقع عليها عبء عملية التحول الديمقراطية يجب أن تكون مدركة لدورها، و التحديات التي سوف تواجهها، و يكون نفسها طويلا و صدرها واسعا و ذهنها متقدا يؤهلها أن تقبل الأراء المخالفة لها، و تخضعها للحوار المستمر حتى لا تكون عقبة في عملية التحول.. قيادات يجب أن يكون إيمانها قوي بالجماهير، لأنها هي صاحبة المصلحة في التغيير، لكن قيادات تعتقد أن خدمة الأجندة الخارجية هي التي سوف تقنع أصحاب الأجندة أن يشكلوا لها رافعة للسلطة لا اعتقد أنها قيادات صالحة لعملية التحول الديمقراطي، لأنها هي نفسها تبحث عن مصالحها و ليس عن الديمقراطية، و جعلت لها جيشا من ضاربي الدفوف الذين أيضا يبحثون عن مصالحهم من أصحاب أجندة الخارج..
أن الحرب الدائرة الآن في السودان هي لم تدمر فقط البنيات الأساسية في الدولة و تشريد المواطنين من منازلهم و مناطقهم، و لكنها كشفت أيضا كل السوء المختزن في المجتمع، و كشفت هشاشة النخب أيضا الذين يلهثون وراء مصالحهم الخاصة حتى إذا كان ذلك بيع الوطن، و كشفت كيف تسرق ثروات البلاد و كيف تهرب خارجها و لا يعود ريعها للوطن لكي يعمر، أن الذين وراء نهب الثروات هم أكثر عداء للشعب إذا كانوا أفرادا أو حتى مؤسسات في الدولة، الحرب كشفت ضعف التربية الوطنية عند البعض، أن ثروات البلاد تنهض بها دول أخرى و شعبنا لا يجد خبز حاف يقوي به صلبه.. الحرب بينت أن هناك شباب في البلاد مستعدون أن يدفعوا أروحهم من أجل نصرة الوطن.. و هناك فئة تهرب من وطيس المعارك، و يا ليتها التزمت صمدت على ذلك، و تجدهم أصبحوا أبواق داعمة للميليشيا، و مساندة لها تحت شعارات زائفة، لا وجود لها في ثقافتهم و وعيهم إذا كان لهم وعي، و قد كشفت ممارساتهم تحالفهم مع الميليشيا و دعم الأجندة الخارجية الطامعة في ثروات البلاد.
كل الدول تعمل من أجل مصالحها، ما عدا شعب السودان الذي لا يعرف كيف يبني علاقاته وفقا لمصالحه، شارك السودان عام 1956 في التصدي لنظام عبد الكريم قاسم في العراق عندما أراد غزو الكويت. و شارك السودان في الحروب ضد إسرائيل، و شارك السودان في حرب اليمن إلي جانب الأمارات و السعودية، و عرفت الأمارات كيف ترد الجميل الذي يستحقه السودان.. و وقف السودان بقوة في تلك المشاركات من الذي وقف معنا الآن غير مصر و القليل من العرب و دولة اريتريا.. يجب أن نتعلم من تجاربنا و نعرف كيف ندير مصالحنا و نقوي علاقاتنا وفقا لهذه المصالح... و نتوقف تماما عن إرسال أي قوة عسكرية لمساندة أي دولة مهما كانت العلاقات معها.. و قد أثبت الشعب السوداني أنه جدير بالدفاع عن أرضه و عرضه و وحدة بلده.. و نسأل الله النصر و التوفيق و حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التحول الدیمقراطی فی السودان

إقرأ أيضاً:

مصر تعيش أجواء الهزيمة.. فما الحرب التي خاضتها؟

"أنا عايز أقول لكم: اللي انتو بتشوفوه دِ الوقتي (من غير تفسير كتير وتوضيح كتير) تقريبا زي الظروف اللي كنا بنعيشها بعد هزيمة 67 في مصر"!

هذا ما قاله الجنرال المنقلب ياسر جلال، قبل أيام (بعد عشر سنوات، من الإنجاز، والرخاء، والازدهار، حسب أبواقه ولجانه) أمام حشد جماهيري سيق "قسرا" إلى ملعب المدينة الأولمبية، الكائن في قلعة "ألَموت" الجديدة، أو العاصمة الإدارية الجديدة؛ للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر 1973، برعاية كيان يحمل اسما "رجعيا ظلاميا غامضا" ألا وهو "اتحاد القبائل العربية"، يترأسه شخص آت من المجهول، غارق في الفساد، يُدعى إبراهيم العرجاني!

ومما تجدر الإشارة إليه، أن هذا الاحتفال تأخر عن موعده (الطبيعي) نحو ثلاثة أسابيع! وفي ظني (وليس كل الظن إثم) أن الاحتفال تم تأخيره عمدا؛ مراعاة لمشاعر "أولاد العم"، أو بعبارة أدق "أولاد الخال"! فذكرى "نصر أكتوبر" المصري يسبق (بيوم واحد) ذكرى "طوفان الأقصى" الفلسطيني التي باتت "ذكرى أليمة" لهزيمة استراتيجية حلت بالكيان الصهيوني، على أيدي المقاومة الفلسطينية، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لن يتعافى من آثارها..

كان هذا السؤال يتردد على منصات التواصل الاجتماعي كافة، بصيغ مختلفة: عن أجواء أي هزيمة يتحدث ياسر جلال ومصر لم تخض حربا، منذ بضع وخمسين عاما؟!
في اليوم التالي لكلمة ياسر جلال التي لم تستغرق سوى سبع دقائق، وهو المولع بالكلام، كان هذا السؤال يتردد على منصات التواصل الاجتماعي كافة، بصيغ مختلفة: عن أجواء أي هزيمة يتحدث ياسر جلال ومصر لم تخض حربا، منذ بضع وخمسين عاما؟!

السؤال يبدو وجيها ومنطقيا جدا، غير أنه مع التأمل وإمعان النظر، يجد المتأمل أن ياسر جلال كان "صادقا" على غير عادته، لكنه لم يكن "شفافا" كعادته، وقد بدا ذلك واضحا في قوله: "من غير تفسير كتير وتوضيح كتير".. فمن غير الممكن أن يفسر أكثر، ويوضح أكثر، لكن اللبيبَ بالإشارةِ يفهمُ!

فهل كان ينتظر المصريون من ياسر جلال أن يقول لهم بوضوح: أنا كنت في حرب معكم (يا مصريين) على مدى عشر سنوات، وأنا الذي انتصرت فيها، أما أنتم فتعيشون (اليوم) أجواء هذه الهزيمة؟! بالطبع كلا..

خمسة قواسم مشتركة بين الهزيمتين!

حتى تزول الدهشة عنك (عزيزي القارئ) إليك خمسة قواسم مشتركة تجمع بين هزيمة يونيو 1967 التي هُزم فيها الجيش المصري أمام العدو الصهيوني، وهزيمة يوليو 2013 التي هُزم فيها الشعب المصري أمام سلطة الانقلاب، بعد عدوان دام عشر سنوات، ولا يزال مستمرا..

القاسم الأول: الجيش والشعب لم يحاربا في هاتين الحربين.. الحربان كانتا "عدوانا" من طرف على طرف، ولم تكن مواجهة بين طرفين!

ففي يونيو 1967، شن الكيان الصهيوني عدوانا واسعا على مصر وسوريا.. أما الجيش المصري، فتفرق في صحراء سيناء بين أسير بيد العدو، وشهيد في مقبرة جماعية، وهائم على وجهه، ومنسحب بلغ منه الإعياء مبلغه.. وأما صواريخ "الظافر" و"القاهر" التي تصدَّرت أخبارها الصحف الرئيسة حينئذ، فلم نر لها أثرا؛ ذلك لأنها لم تكن موجودة أصلا، إلا في بروباجندا عبد الناصر التي كان يدير منصاتها الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل!

وفي يوليو 2013، شن السيسي عدوانا منظما (ولا يزال مستمرا) على عدة جبهات: جبهة الحريات العامة (حرية التعبير، حرية السفر والانتقال، حرية التملك)، جبهة مؤسسات المجتمع المدني (النقابات، الأحزاب، الجمعيات الأهلية، اتحادات الطلبة)، جبهة الاقتصاد الوطني (بيع الأصول، وإغراق مصر في الديون)، جبهة السيادة المصرية (التنازل عن تيران وصنافير للسعودية، توقيع معاهدة 2015 مع إثيوبيا التي حرمت مصر من حصتها في مياه النيل، بيع رأس الحكمة ورأس بناس لدولة الإمارات.. إلخ)، جبهة الحقوق الأساسية للمواطن المصري (لا أمن، لا تعليم، لا علاج، لا وظائف، لا دخل مادي يفي بأقل القليل من متطلبات الحياة)، وجبهات أخرى.

القاسم الثاني: معاداة المنفرد بالسلطة (في كلا النظامين) للدين والأزهر؛ فعبد الناصر سلب الأزهر استقلاله، ولم يعرف الشارع المصري تخلي المرأة عن اللباس المحتشم إلا في عهد عبد الناصر.. أما في عهد ياسر جلال فقد شهدت مصر انتشاراً واسعا لشتى أنواع الانحرافات، بتشجيع من الإعلام الذي تستحوذ عليه السلطة، كما شهدت تدخلا شخصيا منه (أكثر من مرة) في الأمور الدينية، وهو الذي لا يحسن قراءة آية واحدة من كتاب الله، وقد تصدى له شيخ الأزهر في قضايا كثيرة.

القاسم الثالث: نشأة المستحوذ على السلطة في كلا النظامين، ونظرته للكيان الصهيوني؛ فكلاهما (عبد الناصر وياسر جلال) نشأ في حارة اليهود، وكلاهما تثور حول أصولهما شبهات كثيرة، وكلاهما لا يرى العدو الصهيوني عدوا.. وكلاهما خطط للهزيمة (هزيمة الجيش والشعب)؛ ليتربعا على عرش مصر دون منازع!

فمن الأمور التي بات مقطوعا بها، أن عبد الناصر قام بكل ما من شأنه أن يشجع الكيان الصهيوني ويحرضه على شن عدوان يونيو 67، على مصر، رغم علمه ويقينه بأن الجيش المصري غير مستعد لرد العدوان، ناهيك عن إحراز نصر؛ نكاية في قائد الجيش عبد الحكيم عامر الذي قرر عبد الناصر تصفيته معنويا بالهزيمة؛ ليسهل عليه التخلص منه شخصيا بالنحر، ومن ثم الانفراد بالسلطة!

ومن الأمور التي بات مقطوعا بها أيضا، أن ياسر جلال لم يدع شخصا يشكل له تهديدا "محتملا" إلا وألقى به في غياهب السجن، دون سند من القانون!

القاسم الرابع: وجود الآلاف من الإخوان المسلمين، ومن المغضوب عليهم من قِبَل النظام، في السجون، بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية!

القاسم الخامس: تأميم النظامين (الناصري والسيساوي) للمنصات الإعلامية كافة؛ ليكون صوت السلطة هو الصوت الوحيد المسموع! وإذا كانت عملية التأميم قد أثمرت، في عهد عبد الناصر، فإنها لم تثمر إلا قليلا، في عهد ياسر جلال؛ لأسباب باتت معروفة بالضرورة..

عدا هذه القواسم الخمسة المشتركة بين الهزيمتين (1967 و2013) فإن كل شيء مختلف!

ففي الهزيمة الأولى (1967).. كان الجنيه المصري يساوى 3 دولارات (الدولار كان يساوي 33 قرشا، أي ثلث الجنيه).. كانت الطبقة المتوسطة هي الأكثر عددا، وكان لدى كثير من أسر هذه الطبقة "خادمة".. كان راتب الموظف يكفيه، بل ويدخر منه.. كان المصريون يحصلون بواسطة بطاقات التموين على السلع الأساسية مدعمة.. كان تلاميذ المدارس يحصلون على وجبة غداء صحية مجانا.. كانت تُصرف للفلاحين أحذية بلاستيكية وأقمشة مجانا، أو بأسعار زهيدة أحيانا، من خلال الجمعيات التعاونية.. كانت المياه العمومية التي تصل إلى البيوت صالحة للشرب.. وأخيرا وليس آخرا، كان المصريون ينادون بالحرب؛ لمحو عار هذه الهزيمة النكراء.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل هذه المظاهر، وهذه الإجراءات، لم تكن لحنكة عبد الناصر، أو لحسن إدارة وتخطيط منه، ولكن لأن مركز مصر المالي القوي (الذي ورثه من العهد الملكي البائد) كان يسمح بذلك، وبما هو أكثر من ذلك..

أما في الهزيمة الثانية (2013) التي أعلن ياسر جلال عن حلولها بالشعب المصري، قبل أيام، والتي يعيش أجواءها اليوم، فإن الجنيه المصري يساوي سِنتين اثنين (الدولار يساوي 50 جنيها).. الطبقة المتوسطة في طريقها للانقراض، والطبقة المعدمة هي الأكثر عددا، وكثير من نساء الطبقة (التي كانت متوسطة) يعملن "خادمات" في بيوت "الإيجيبتيين" أصحاب المداخيل المليونية؛ لتوفير الحد الأدنى من متطلبات أسرهن المعيشية.. راتب الموظف لم يعد يغطي نفقات أسرته لمدة أسبوع واحد.. تم حرمان ملايين الأسر من بطاقات التموين.. تم رفع الدعم عن كل السلع.. تم فرض ضريبة (إتاوة) على كل إجراء روتيني تقوم به المصالح الحكومية، لا غنى للمواطن عنه.. لم يعد هناك شيء مجاني، أو بأسعار زهيدة؛ فكل شيء يباع، حتى أرجل الدجاج وأحشاؤها.. لم تعد المياه العمومية صالحة للشرب، ولا حتى لغسل الأواني.. بات المصريون يعيشون أجواء الهزيمة، حقيقة لا مجازا، تلك الهزيمة التي يسوّقها إعلام السلطة على أنها إنجاز وطني عظيم قام به القائد المظفر ياسر جلال!

تحرير، أم تحريك، أم استسلام؟
كيف سيتعامل الشعب مع هزيمة يوليو 2013 التي ألحقتها به سلطة الانقلاب التي هي الجيش الذي يعتبر نفسه في حالة "سلام دافئ" مع "إسرائيل"، رغم كل ما ترتكبه من مجاز
بعد عدوان يونيو 67، كان المصريون (جيشا وشعبا) يتحرقون شوقا للثأر، ومحو العار الذي ألحقه عبد الناصر بمصر والمصريين، وكان على عبد الناصر أن يستجيب مرغما، لا راضيا ولا مقتنعا، فأعلن حرب الاستنزاف، ثم خلفه السادات الذي كان يريد تثبيت شرعيته التي لم يعترف بها حواريو عبد الناصر (مراكز القوى).. غير أن السادات كان يفكر تحت السقف الأمريكي.. "حرب تحريك، لا حرب تحرير"، وكان له ما أراد، وكان لأمريكا ما أرادت؛ عبَر الجيش المصري قناة السويس، وأحدث ثغرات في "جدار بارليف"، وأصبح له موطئ قدم على الجانب الشرقي للقناة، بعمق كيلومترات معدودة.. انسحبت "إسرائيل" من سيناء شكليا، وبقي نفوذها عليها عمليا، حتى اليوم.. أما السادات، فكان بوسعه أن يتكلم عن إحراز "نصر"، يعقبه "سلام"؛ ليكون "بطل الحرب والسلام"!

هكذا تعامل الشعب المصري، والجيش، والسلطة، مع هزيمة يونيو 1976، فكيف سيتعامل الشعب مع هزيمة يوليو 2013 التي ألحقتها به سلطة الانقلاب التي هي الجيش الذي يعتبر نفسه في حالة "سلام دافئ" مع "إسرائيل"، رغم كل ما ترتكبه من مجازر، وتمارسه من عربدة، في الإقليم؟!

تحرير، أم تحريك، أم استسلام؟

x.com/AAAzizMisr
aaaziz.com

مقالات مشابهة

  • سياسي: حمدوك فشل سياسيا في السودان وعودته للمشهد غريبة
  • هناك فرق – منى أبوزيد – مهزلة العقل البشري!!!
  • بحضور وسائل الاعلام الفرنسية .. سفير السودان بباريس يعقد موتمرا صحفيا حول الأوضاع في البلاد
  • السودان: إعفاء وحدات الطاقة الشمسية من الجمارك لأغراض الزراعة
  • حتى يكون لنا مايسمى “وطني السودان أحب مكان وأعز مكان”
  • "المجاهدين": إقالة غالانت لن تمحو العار والهزيمة التي تلاحقه
  • سمو أمير البلاد يتسلم رسالة خطية من رئيس جنوب السودان تسلمها وزير الخارجية
  • مصر تعيش أجواء الهزيمة.. فما الحرب التي خاضتها؟
  • خاصة الطلاب.. السيسي يوجه بإزالة العقبات التي تواجه السودانيين في مصر
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. من المتوقع أن يكون هناك إقبال كبير جدًا في بنسلفانيا