سودانايل:
2025-05-01@17:51:43 GMT

الحرب والوطنية وضياع المصالح

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

قال المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو في نيروبي و هو يخاطب مجموعة من السودانيين هناك، أنهم فتحوا قنوات إتصال مع الاتحاد الأفريقي بخصوص تهيئة لإعداد و تجهيز قوات للتدخل بهدف حماية المدنيين في السودان، و أن هناك إجماعا كبيرا من دول العالم برز خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، على وقف الحرب في السودان و العودة إلي مسار الحكم المدني الديمقراطي.

. درج المبعوث الأمريكي منذ تعينه في هذه الوظيفة، و طوافه على السودانيين في نيروبي و كمبالا و أديس أبابا أن يطلق التصريحات و الوعود و التلويح بالعصى، و يقول المثل السوداني " السواي ما حداث" و ربما يكون كثرة حديثه بسبب الضغط عليه من قبل الذين اعتمدوا على الرباعية و المجتمع الدولي أن يكون لهم رافعة للسلطة، لذلك يحاول طمأنتهم بشتى الصور..
أن المبعوث الأمريكي بهذه التصريحات التي يطلقها يوميا، يبين أن سعي أمريكا من أجل وقف الحرب ليس بهدف رحمة و شفقة على الذين تحصدهم يوميا الآلة العسكرية، و لكنها بهدف مصالحها الخاصة، و الآن بعد ما بدأت الكفة تميل لصالح القوات المسلحة، بدأت تخرج التمثيليات من الدولة الداعمة للميليشيا بالقول " أن طيران الجيش السوداني قصف سفارتها في الخرطوم" أن العديد من الدول العربية التي تعلم يقينا أن الأمارات هي التي تزود الميليشيا بالسلاح الذي يقتل عشرات السودانيين و يشردوا من منازلهم، و رغم معرفتها قد التزمت الصمت لكنها خرجت لكي تدين قصف لم يحدث إلا في خيال حكام الأمارات.. أن تمثيلية الأمارات هي للتمويه، لآن العالم أصبح مقتنعا أن الأمارات شاركت مشاركة فاعلة في الحرب بعناصرها الذين قتلوا في مطار نيالا، و أيضا الجيش يحاصر المصفى و أحياء الخرطوم " الرياض و المعمورة و الطائف و المجاهدين و غيرها و ربما يكون هناك عملاء لهذه الدولة يديرون المعارك مع ما تبقى من قيادات الميليشيا، أو حتى البعض ربما يكونوا بالفعل قد قتلوا و تريد أن تجادل أن هؤلاء كانوا في سفارتها، رغم أن الخرطوم خالية تماما من البعثات الديلوماسية، أن قلق الأمارات يؤكد أن لها عملاء يعملون مع الميليشيا و سوف يقعون في الأسر لا محال، لذلك تبحث عن التبرير منذ الآن..
أن توم بيرييلو عاد مرة أخرى للمنطقة بهدف إيجاد مخرج للأمارات التي تعتبر الداعم الرئيس للميليشيا، و ظهر ذلك عندما أصرت أمريكا أن تشارك الأمارات في مفاوضات جنيف كوسيط ، و الآن رجع المبعوث مرة أخرى لكي يلوح بالعصى، و التدخل العسكري في السودان بهدف الضغط لإيجاد مخرج تفاوضي يعيد البلاد مرة أخرى إلي الجدل العقيم " الإتفاق الإطاري" و هذا الملف قد تجاوزته الأحداث تماما ،و الحرب سوف تشكل واقعا جديدا في البلاد.. أن الولايات المتحدة رغم كل شعارات الديمقراطية التي ترفعها لم تحقق إنجازا واحدا في أية دولة في العالم لكي تحولها من الشمولية إلي الديمقراطية.. أن قضية الديمقراطية و التحول الديمقراطي مسألة مرتبطة بالمجتمع في أي دولة، و مرتبطة بوعي القيادات السياسية المؤمنة بعملية التحول الديمقراطي، لأنها قضية سوف تصطدم بمصالح للقوى المحافظة، و القوى التي ارتبطت مصالحها بالنظم الشمولية.. و أن القيادات التي يقع عليها عبء عملية التحول الديمقراطية يجب أن تكون مدركة لدورها، و التحديات التي سوف تواجهها، و يكون نفسها طويلا و صدرها واسعا و ذهنها متقدا يؤهلها أن تقبل الأراء المخالفة لها، و تخضعها للحوار المستمر حتى لا تكون عقبة في عملية التحول.. قيادات يجب أن يكون إيمانها قوي بالجماهير، لأنها هي صاحبة المصلحة في التغيير، لكن قيادات تعتقد أن خدمة الأجندة الخارجية هي التي سوف تقنع أصحاب الأجندة أن يشكلوا لها رافعة للسلطة لا اعتقد أنها قيادات صالحة لعملية التحول الديمقراطي، لأنها هي نفسها تبحث عن مصالحها و ليس عن الديمقراطية، و جعلت لها جيشا من ضاربي الدفوف الذين أيضا يبحثون عن مصالحهم من أصحاب أجندة الخارج..
أن الحرب الدائرة الآن في السودان هي لم تدمر فقط البنيات الأساسية في الدولة و تشريد المواطنين من منازلهم و مناطقهم، و لكنها كشفت أيضا كل السوء المختزن في المجتمع، و كشفت هشاشة النخب أيضا الذين يلهثون وراء مصالحهم الخاصة حتى إذا كان ذلك بيع الوطن، و كشفت كيف تسرق ثروات البلاد و كيف تهرب خارجها و لا يعود ريعها للوطن لكي يعمر، أن الذين وراء نهب الثروات هم أكثر عداء للشعب إذا كانوا أفرادا أو حتى مؤسسات في الدولة، الحرب كشفت ضعف التربية الوطنية عند البعض، أن ثروات البلاد تنهض بها دول أخرى و شعبنا لا يجد خبز حاف يقوي به صلبه.. الحرب بينت أن هناك شباب في البلاد مستعدون أن يدفعوا أروحهم من أجل نصرة الوطن.. و هناك فئة تهرب من وطيس المعارك، و يا ليتها التزمت صمدت على ذلك، و تجدهم أصبحوا أبواق داعمة للميليشيا، و مساندة لها تحت شعارات زائفة، لا وجود لها في ثقافتهم و وعيهم إذا كان لهم وعي، و قد كشفت ممارساتهم تحالفهم مع الميليشيا و دعم الأجندة الخارجية الطامعة في ثروات البلاد.
كل الدول تعمل من أجل مصالحها، ما عدا شعب السودان الذي لا يعرف كيف يبني علاقاته وفقا لمصالحه، شارك السودان عام 1956 في التصدي لنظام عبد الكريم قاسم في العراق عندما أراد غزو الكويت. و شارك السودان في الحروب ضد إسرائيل، و شارك السودان في حرب اليمن إلي جانب الأمارات و السعودية، و عرفت الأمارات كيف ترد الجميل الذي يستحقه السودان.. و وقف السودان بقوة في تلك المشاركات من الذي وقف معنا الآن غير مصر و القليل من العرب و دولة اريتريا.. يجب أن نتعلم من تجاربنا و نعرف كيف ندير مصالحنا و نقوي علاقاتنا وفقا لهذه المصالح... و نتوقف تماما عن إرسال أي قوة عسكرية لمساندة أي دولة مهما كانت العلاقات معها.. و قد أثبت الشعب السوداني أنه جدير بالدفاع عن أرضه و عرضه و وحدة بلده.. و نسأل الله النصر و التوفيق و حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التحول الدیمقراطی فی السودان

إقرأ أيضاً:

50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم

لم يكن 30 أبريل/نيسان 1975 يوما عاديا في التاريخ الفيتنامي، فقد انتصرت فيتنام الشمالية آنذاك، وأُعيد توحيد شطري البلاد بعد حربين مع إمبراطوريتين أودتا بحياة نحو مليوني فيتنامي، وفقدت فرنسا كامل نفوذها تقريبا بالمنطقة، بينما خسرت الولايات المتحدة -التي تورطت بعدها- نحو 58 ألف جندي و120 مليار دولار في الحرب التي باتت الأكثر "إذلالًا" في تاريخها.

وبدت حرب فيتنام -أو حروبها- بتشابكاتها الدولية والإقليمية تجسيدا لنظرية "الحرب التي تلد أخرى" في ظل صراع ساخن في بواكير الحرب الباردة. فقد أدت معركة ديان بيان فو (13مارس/آذار-7 مايو/أيار 1954) عمليا إلى نهاية الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية في منطقة الهند الصينية برمتها، وخسرت أيضا مستعمراتها الأخرى في أفريقيا بفعل صعود حركات التحرير التي تأثرت بالمقاومة الفيتنامية، وبمفاعيل "نظرية الدومينو" العسكرية والسياسية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كوارث بيئية لا تنسى.. "العامل البرتقالي" الأميركي بفيتنامlist 2 of 4الجزيرة نت في فيتنام.. احتفالات عارمة في "هو تشي منه" بخمسينية النصر والوحدةlist 3 of 4حرب فيتنام.. خمسينية النصر والوحدةlist 4 of 4هو شي منه قائد ثورة فيتنام ضد فرنسا وأميركاend of list

كانت حرب فيتنام نتاج سنوات من مقاومة الاحتلال الفرنسي للبلاد (منذ عام 1883) ثم الغزو الياباني الذي انتهى بهزيمتها في الحرب العالمية الثانية، والمد الشيوعي في المنطقة وصراع الأيديولوجيات، ومحاولات تقسيم البلاد، وبلغت أوجها مع التدخل الأميركي العسكري المباشر لمحاولة صد التوغل الشيوعي السوفياتي الصيني.

إعلان

وعمليا، لم تكن حرب الهند الصينية الأولى (بين عامي 1946 و1954) معركة الولايات المتحدة، لكنها كانت تمول فعليا نحو 78% من تكلفة تلك الحرب -وفق أوراق البنتاغون المنشورة عام 1971- وتقدم مساعدات عسكرية ولوجستية ضخمة لفرنسا، خوفا من التمدد الشيوعي وسيطرة الصين على المنطقة وصعود الاتحاد السوفياتي إذا هزمت القوات الفرنسية.

كما ناقش المسؤولون الأميركيون -تبعا لهواجسهم تلك- دعما إضافيا لفرنسا ضمن ما عرف بـ"عملية النسر" (Operation Vulture) وهي مقترح خطة عسكرية كبيرة، من أجل إسناد الفرنسيين في معركة ديان بيان فو، وضعها الرئيس دوايت آيزنهاور (حكم بين 1953 و1961) ومستشاروه.

وتضمنت العملية -اعتمادا على وثائق رفعت عنها السرية- قصفا مركزا ومكثفا مع احتمال استخدام قنابل ذرية اقترح تقديمها لفرنسا، وتدخلا بريا. لكن العملية لم تنفذ في النهاية وانسحبت فرنسا بخسائر فادحة، بعد توقيع اتفاقية جنيف للسلام في يوليو/تموز 1954 التي نصت على تقسيم فيتنام إلى شطرين، ولم توقع الولايات المتحدة وحكومة سايغون الموالية لها على الاتفاق رغم حضورهما. وبدأ التورط الأميركي العسكري تدريجيا لحماية النظام الموالي لها في فيتنام الجنوبية ومحاربة المد الشيوعي، إلى حد التدخل المباشر والمعلن عام 1963.

الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون (يمين) ووزير خارجيته هنري كيسنجر (أسوشيتد برس) نظرية الرجل المجنون

في منتصف عام 1968، وتحت ورطة الفشل في حرب فيتنام، اعتمد الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون (1969-1974) على مبدأ تحقيق "السلام بالقوة" عبر "المزيد من قاذفات بي 52" التي أوصاه بها وزير خارجيته هنري كيسنجر، مبتدعا ما سماها "نظرية الرجل المجنون".

ويكشف رئيس موظفي البيت الأبيض بوب هالدمان في مذكراته عام 1994 عن إستراتيجية الرئيس نيكسون لإنهاء حرب فيتنام التي أسرّ له بها قائلا "أنا أسميها نظرية الرجل المجنون، بوب.. سنرسل لهم رسالة مفادها يا إلهي، أنتم تعلمون أن نيكسون مهووس بالشيوعية لا يمكن كبح جماحه عندما يكون غاضبا ويده على الزر النووي.. سيصل هو شي منه (الزعيم الفيتنامي) بنفسه إلى باريس في غضون يومين ويطلب السلام".

إعلان

وكتب هالدمان أن الرئيس نيكسون سعى إلى تنفيذ إستراتيجية التهديد باستخدام القوة المفرطة لتقويض خصومه، وإجبارهم على الاستسلام أو التسوية. وبهذه الطريقة، يصبح عدم يقين الفيتناميين بشأن الخطوات المستقبلية للزعيم "أداة إستراتيجية في حد ذاتها".

وفي 4 أبريل/نيسان 1972 قال نيكسون لهالدمان والمدعي العام جون ميتشل "لم يُقصف الأوغاد قط كما سيُقصفون هذه المرة" عند اتخاذه قرارا بشن ما أصبح يُعرف باسم عملية "لاينباكر التي مثلت تصعيدا هائلا في المجهود الحربي، الذي شمل قصف ميناء هايفونغ، وحصار ساحل فيتنام الشمالية، وحملة قصف جديدة ضخمة ضد هانوي.

ولا تثبت الوقائع التاريخية أن الزعيم الفيتنامي هو شي منه خضع لنظرية "الرجل المجنون" عندما تم توقيع اتفاق السلام في باريس يوم 23 يناير/كانون الثاني 1973، لكن الولايات المتحدة استخدمت قوة هائلة ومفرطة لمحاولة إخضاع الفيتناميين، وفكرت في استعمال السلاح النووي.

كانت نظرية "الرجل المجنون" تجسيدا للإحباط الذي أصاب الإدارة الأميركية من صمود المقاومة الفيتنامية والخسائر الفادحة في صفوف الجيش الأميركي، ومن حركة الرفض الواسعة للحرب في المجتمع الأميركي، واهتزاز الضمير العالمي من المشاهد المؤلمة للمجازر البشعة، سواء في مذبحة "ماي لاي" في 16 مارس/آذار 1968 التي قتل فيها 504 من المدنيين العزل، وغيرها من المجازر.

وفي المقابل، كانت نظرية الجنرال فو نغوين جياب قائد قوات قوات "الفيت منه"(رابطة استقلال فيتنام) تراوح بين خطتي "هجوم سريع.. نصر سريع" و"هجوم ثابت.. تقدم ثابت" واعتماد الحرب الشعبية وحروب العصابات الخاطفة واستنزاف العدو، حيث يقول في مذكراته "إن كل واحد من السكان جندي، وكل قرية حصن" وكانت نظريته أن حرب العصابات هي "حرب الجماهير العريضة في بلد متخلف اقتصاديا ضد جيش عدواني جيد التدريب".

الزعيم الفيتنامي الراحل هو شي منه رفض التخلي عن فكرة توحيد فيتنام (غيتي) ) الورطة والمقاومة

بدأ التورط الأميركي عمليا في حرب فيتنام بعد خروج القوات الفرنسية، ومنذ عام 1961 أرسلت واشنطن 400 من الجنود والمستشارين لمساعدة حكومة سايغون الموالية في مواجهته قوة هو شي منه الشيوعية، ومع التوصيات بزيادة المساعدات استجاب الرئيس جون كينيدي. وبحلول عام 1962 زاد الوجود العسكري الأميركي في جنوب فيتنام إلى نحو 9 آلاف جندي.

إعلان

ومع بداية عهد الرئيس ليندون جونسون (1963-1969) -الذي منحه الكونغرس صلاحيات واسعة في الشؤون الحربية- بدأت القاذفات الأميركية تنفيذ عمليات قصف منتظمة على فيتنام الشمالية وقوات "الفيت- كونغ" (الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام). وفي مارس/آذار 1965، بدأ تدفق القوات الأميركية إلى فيتنام الشمالية، حتى وصل إلى 200 ألف عام 1966، ثم نحو 500 ألف في نوفمبر/تشرين الثاني 1967.

وكانت قوات الزعيم هو شي منه، وقائد العمليات الجنرال جياب، تعتمد على التكتيكات الحربية النوعية والهجمات الخاطفة والكمائن والأنفاق والحرب الطويلة الأمد كما كانت تعتمد على الإمدادات القادمة من كمبوديا ولاوس المجاورتين، وعلى الدعم النوعي الذي تتلقاه من الصين ومن الاتحاد السوفياتي، خصوصا منظومات الدفاع الجوي التي أسقطت عشرات قاذفات "بي-52". ومع بداية عام 1968 بلغت الخسائر الأميركية 15 ألف قتيل و109 آلاف جريح.

وفي المقابل، زادت الولايات المتحدة من وتيرة القصف الجوي العنيف واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا مثل "النابالم" وما سمي "العامل البرتقالي" -الذي يحتوي على "الديوكسين" وهو أكثر تلك المبيدات ضررا وفتكا- على فيتنام ولاوس وكمبوديا، ومازالت آثاره البيئية الخطيرة قائمة.

فتاة النابالم اعتبرت وثيقة تدين الحرب الأميركية في فيتنام (أسوشيتد برس) صورة الهزيمة

لم تكن الخسائر البشرية لوحدها ذات التأثير الأكبر فيما اعتبر هزيمة أميركية عسكرية وأخلاقية في فيتنام، فقد مثلت تلك الحرب أول "حرب تلفزيونية" مع بروز سطوة التلفزيون والصورة، وكانت للتقارير الإعلامية عن المجازر في فيتنام ذات تأثير واسع في الرأي العالم الأميركي والعالمي وفي قرارات الإدارة الأميركية لاحقا، خصوصا صورة "طفلة النابالم" التي كانت تجري عارية بعد أن أسقطت طائرة أميركية مادة النابالم الحارقة على قريتها في 8 يونيو/حزيران 1972.

إعلان

وفي 29 أبريل/نيسان 1975، ألقى الرئيس الأميركي جيرالد فورد (1974-1977) بيانا أعلن فيه إجلاء الموظفين الأميركيين من فيتنام قائلا "تعرض مطار سايغون لقصف صاروخي ومدفعي متواصل، وأُغلق بالكامل. تدهور الوضع العسكري في المنطقة بسرعة. لذلك، أمرتُ بإجلاء جميع الموظفين الأميركيين المتبقين في جنوب فيتنام" وكانت تلك نهاية الوجود الأميركي في هذه البلاد، ودخول قوات الجنرال جياب إلى المدينة اليوم التالي.

ولا تزال مجريات حرب فيتنام، بمآسيها وصمود مقاومتها وتوحيد شطريها، من بين أحداث العالم الفارقة خلال القرن العشرين، وواحدة من الحروب التي غيّرت وجه الولايات المتحدة والعالم بأبعادها العسكرية والسياسية وآثارها الإنسانية، كما باتت تكتيكاتها وأساليبها تدرس في الكليات العسكرية، وتتبعها حركات مقاومة أخرى حول العالم.

وبينما تحتفل بالذكرى الخمسين ليوم تحرير الجنوب وإعادة التوحيد الوطني، لم تعد مدينة سايغون (عاصمة فيتنام الجنوبية سابقا) -التي باتت تسمى هو شي منه نسبة إلى الزعيم الأسطوري لفيتنام- رهينة جراحات الماضي الأليم وأهواله، فقد تحولت على مدى الـ50 عاما الماضية إلى مدينة ناطحات سحاب براقة، وأعمال مزدهرة ومركز صناعي حيوي ونقطة جذب سياحية عالمية.

مقالات مشابهة

  • الوزير الشيباني: إن أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام، وتجارب المنطقة والعالم شاهدة على الكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب جراء التدخلات الخارجية، والتي غالباً ما تُبنى على حساب المصالح الوطنية، وتخدم أ
  • هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
  • مصدر أمني بدمشق لـ سانا: قواتنا بدأت عملية تمشيط واسعة في منطقة أشرفية صحنايا، بهدف إلقاء القبض على العصابات الخارجة عن القانون التي اتخذت هذه المنطقة منطلقاً لعملياتها الإرهابية ضد الأهالي وقوات الأمن
  • الجيش الإسرائيلي يستدعي عشرات آلاف عناصر الاحتياط بهدف توسيع الحرب
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • زيلينسكي: نرفض تقديم أراضينا "كهدايا" إلى بوتين بهدف إنهاء الحرب
  • أشرف زكي: هناك بعض الصور التي لا نرضى عنها جميعا في تغطية الجنازات
  • السودان.. تحديات جسيمة تعرقل عودة الجامعات إلى البلاد
  • قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه... الرئيس عون: لن يكون سبباً لاضطرابات امنية في البلاد
  • البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها