قمة التعاون الآسيوي بالدوحة تحذّر من اشتعال المنطقة وتدعو لمحاسبة القتلة
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
الدوحة- حثّ المشاركون في "القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي" على منع اندلاع حرب شاملة، ووقف إطلاق النار في فلسطين ولبنان، وحل النزاعات المسلحة بطريقة سلمية من أجل إنهاء المعاناة الإنسانية.
وانعقدت القمة على مستوى رؤساء الدول الأعضاء، أمس الخميس، في العاصمة القطرية الدوحة، بظل ظروف استثنائية تشهدها المنطقة التي تعيش في قوس مفتوح من الأزمات المعقدة، ويواجه مواطنوها ظروفا سياسية واقتصادية وأمنية بالغة الخطورة.
ودعت هذه الظروف غير الاعتيادية المتحدثين في القمة إلى انتهاز فرصة الاجتماع الذي تحضره دول فاعلة في قضايا الشرق الأوسط، لتعزيز الحوار لمواجهة التحديات بطريقة مشتركة، خاصة في ظل الوضع المقلق للغاية في المنطقة.
دعوة لاحتواء التصعيدوقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته بافتتاح القمة، "إننا نؤمن بأهمية تكثيف العمل على احتواء التصعيد والتوتر وحقن الدماء عبر الاحتكام للحوار العقلاني وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية بما يكفل لسائر الأقطار والشعوب حق العيش في أمان وسلام وكرامة".
وأشار أمير قطر إلى أن إسرائيل تستغل العجز الدولي لتطبيق مخططات الاحتلال في توسيع الاستيطان في الضفة الغربية تمهيدًا لضمها، أو ضم أجزاء منها على الأقل، وقال "يعتقد حكام إسرائيل أن الفرصة متاحة لتطبيق مخططاتها في لبنان".
ووصف الشيخ تميم مؤسسات المجتمع الدولي بأنها تقف عاجزة إزاء التصعيد الخطير للعدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي تتسع رقعته يومًا بعد يوم، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية.
وأضاف "سبق أن حذرنا من عواقب عدم محاسبة إسرائيل على ما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية، وعلى رفضها تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بإنهاء الاحتلال وحل القضية الفلسطينية حلًّا عادلًا. الأمر الذي جعلها لا تقيم وزنًا للقانون الدولي، وأطلق أيدي حكامها في فلسطين ولبنان".
ودعا الشيخ تميم إلى إلى العمل الجاد لوقف إطلاق النار والاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
بدوره، قال سفير قطر السابق في فرنسا عبد الرحمن الخليفي إن إصرار دولة الاحتلال الإسرائيلي على نهج العدوان والعنف أوصل المنطقة إلى حالة حرجة يصعب فيها تنفيذ المبادرات السياسية أو الدبلوماسية، منوها إلى ضرورة عدم إفلات القتلة من عواقب جرائمهم وما ارتكبوه من فظائع.
وأضاف الخليفي أن القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي جاءت في وقت حساس جدا، خاصة بعد الرد الصاروخي الإيراني على إسرائيل والتهديدات برد من تل أبيب، "الأمر الذي إن تواصل على هذه الوتيرة فربما نصل إلى حرب شاملة ستدفع ثمنها المنطقة برمتها".
وعن الاجتماع الاستثنائي الـ45 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي انعقد في الدوحة أمس الأول الأربعاء، قال سفير قطر السابق إن هذا الاجتماع يعدّ الأهم على صعيد منطقة الخليج في هذا التوقيت.
ووفق السفير، تناول الاجتماع في الغرف المغلقة أهم المواضيع الخطيرة التي تشغل ساحة الشرق الوسط بداية من التصعيد المتزايد المزعزع لأمن واستقرار المنطقة في لبنان وقطاع غزة، والانتهاكات الخطيرة في الضفة الغربية، وتهديد المسجد الأقصى الشريف والمقدسات الدينية، والتصعيد بين إسرائيل وإيران.
الحد من التصعيد
من ناحيته، قال الباحث السياسي في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" أحمد قاسم حسين إن القمة تأتي في ظل عجز المنظمات الدولية والإقليمية عن وضع آليات فعالة للحد من التصعيد.
وأشار إلى أن قطر لا تزال، على مستوى الخطاب والممارسة، تؤمن بأهمية الحوار وأهمية استخدام القنوات الدبلوماسية في التخفيف من حدة الأزمات الإقليمية والدولية عبر الاحتكام للحوار العقلاني وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وقال حسين، في حديثه للجزيرة نت، إن الدبلوماسية القطرية، ومن خلال هذه الاجتماعات، تدفع إلى ضرورة التحرك الدبلوماسي واقتراح آليات وحلول للأزمات في المنطقة إيمانا منها بأن تداعياتها ليست محصورة في نطاقها الجغرافي، بل تتعداه إلى جميع دول المنطقة التي تتأثر بها سلبًا.
بدوره، رأى السفير الإيراني في قطر علي صالح آبادي أن القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي تشكل فرصة لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين دولة قطر وإيران وكذلك التشاور بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، خاصة في ظل الظروف المعقدة الراهنة والأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة والعالم.
وقال آبادي لوكالة الأنباء القطرية (قنا) إن المحادثات الاقتصادية بين دولة قطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت من أهم محاور قمة حوار التعاون الآسيوي، لا سيما أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا مستمرا ووصلت إلى مستويات متقدمة في السنوات القليلة الماضية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التعاون الآسیوی
إقرأ أيضاً:
«التعاون الإسلامي» تقدم مرافعة للعدل الدولية حول عدم التزام إسرائيل تجاه المنظمات الأممية
جدة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعربت منظمة التعاون الإسلامي، أمس، عن رفضها القوانين الإسرائيلية التي تحظر عمل وكالة «الأونروا»، ووصفتها بأنها «باطلة».
جاء ذلك في مرافعة خطية قدمتها المنظمة إلى محكمة العدل الدولية، ضمن الإجراءات التي تتخذها المحكمة لإصدار فتوى قانونية بشأن التزامات إسرائيل حيال وجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكدت المنظمة، في بيان، أنها «شددت في مرافعتها على أهمية هذه الجهود القانونية لمواجهة إجراءات إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، وقوانينها الباطلة التي تمنع (الأونروا)، اعتباراً من 30 يناير 2025، من مواصلة عملها في الأرض الفلسطينية المحتلة».
كما جددت المنظمة «دعمها الثابت للوكالة الأممية، التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين، إلى حين التوصل إلى حل عادل ودائم لقضيتهم».
وفي 19 ديسمبر 2024، صدّقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يطالب محكمة العدل الدولية بإصدار فتوى قانونية بشأن التزامات إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال وعضوا في الأمم المتحدة، فيما يتعلق بوجود وأنشطة وكالات الأمم المتحدة وهيئاتها، إضافة إلى المنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة، في الأرض الفلسطينية المحتلة.
تم اعتماد القرار الذي قدمته النرويج، آنذاك، بأغلبية 137 صوتاً مقابل 12، مع امتناع 22 عضواً عن التصويت.