مدينة صور اللبنانية عراقة تعود للعهد الفينيقي
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
مدينة صور رابع أكبر مدينة لبنانية، تقع في ساحل البحر الأبيض المتوسط، تأسست في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وكانت واحدة من أهم حواضر العالم في العهد الفينيقي. تعاقبت عليها الحضارات والأمم، وأصبحت جزءا من دولة لبنان عام 1920.
الموقع الجغرافيصور مدينة لبنانية ساحلية، تبعد حوالي 83 كيلومترا جنوب العاصمة بيروت، ترتفع عن سطح البحر نحو 10 أمتار، وتمتد على مساحة تُقدَّر بـ6.
يحدها من الشمال قضاء صيدا-الزهراني، ومن الشرق قضاء بنت جبيل، ومن الجنوب الحدود المشتركة مع فلسطين ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط.
مدينة صور دخلت تحت حكم الدولة العثمانية في بداية القرن السادس عشر (مواقع التواصل الاجتماعي) تسمية مدينة صوراشتق اسم "صور" من الجذر الفينيقي "صُر"، الذي يعني "الصخرة"، وفي ذلك إشارة إلى الصخرة التي بنيت عليها المدينة.
ويعود أقدم ذكر مكتوب لاسم مدينة صور إلى رسائل "تل العمارنة" المصرية، وقد ذكر فيها اسم صور بـ"سورّو". كما ذكرت في النقوش الآشورية باسم "سور".
التاريختأسست المدينة في الألف الثالث قبل الميلاد، وتكونت من قرية مزدوجة، جزؤها الأول على الساحل والآخر على جزر صخرية تقابل الشاطئ.
وقد وصلت المدينة إلى عصرها الذهبي في القرن العاشر قبل الميلاد، حين أصبحت تحت حكم الملك حيرام الأول، الذي وسّعها وطوّر بنيتها التحتية، ووصل الجزر المحيطة بها بالمدينة على الشاطئ.
وقد أشار الباحثون إلى أن صور كانت من أشهر حواضر العالم في الحقبة الفينيقية، إذ كانت مركز التجارة البحرية، وساهم بحّارة المدينة ببناء مستعمرات في جميع أنحاء الشواطئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط مثل قرطاج، التي تأسست على يد الأميرة الفينيقية إليسار.
خلال القرون التالية واجهت المدينة تحديات عديدة من القوى الكبرى في المدينة، وحاصرها الآشوريون والبابليون، وكذا الإسكندر الأكبر، ثم تمكن من احتلالها بعد حصار دام 7 أشهر، وذلك عام 332 قبل الميلاد.
ومع الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي، استمرت المدينة في الازدهار تحت الحكم الأموي والعباسي، ثم احتلها الصليبيون عام 1124م، وعادت بعدها إلى سيطرة الممالك عام 1291م.
بعد الحرب العالمية الأولى أصبحت صور جزءا من دولة لبنان التي أسسها الفرنسيون عام 1920 (شترستوك)في بداية القرن السادس عشر دخلت صور تحت حكم الدولة العثمانية عندما توسعت هذه الإمبراطورية لتشمل معظم الأراضي في منطقة الشام، وذلك بعد معركة مرج دابق عام 1516م.
وخلال تلك الفترة بقيت صورة مدينة ساحلية صغيرة نسبيا، لكنها لم تستعد مكانتها السابقة، ولم تشهد تطورا في تلك الحقبة.
وبعد الحرب العالمية الأولى أصبحت صور جزءا من دولة لبنان التي أسسها الفرنسيون عام 1920.
الاقتصادأدى اقتصاد المدينة دورا مهما في تطورها وازدهارها، فقد اشتهرت بصناعة المنتجات اليدوية الفاخرة، كما تميزت بتجارتها البحرية.
ومن أبرز صناعاتها الأرجوان أو الصبغة الأرجوانية، المستخرجة من أصداف الموريكس البحرية، واستخدمت لاحقا رمزا للملوك والأباطرة في العالم القديم.
كما اشتهرت المدينة بصناعة الزجاج الشفاف والنسيج والأعمال الحرة التي جذبت التجار من مناطق بعيدة مثل مصر وبلاد ما بين النهرين.
وبحكم موقعها الجغرافي على البحر المتوسط أصبحت مركزا تجاريا دوليا في العهود القديمة وصدر الفينيقيون عن طريقها الأقمشة المصبوغة والزجاج إلى مختلف دور العالم.
مدينة صور أصبحت مركزا تجاريا دوليا في العهد الفينيقي بسبب موقعها الجغرافي على البحر المتوسط (شترستوك) معالم مدينة صور الأثريةتحتضن مدينة صور عددا من المعالم الأثرية التي تظهر تعاقب الحضارات عليها، ومنها:
الآثار الرومانية والبيزنطية: إذ تحتوي على مجمعات سكنية وحمامات عامة، وحوض سباحة روماني، ومجمعات رياضية، وشوارع مرصوفة بالفسيفساء، التي تعود جميعها إلى العصرين الروماني والبيزنطي. كما تم العثور في سواحلها على بقايا مرفأ فينيقي قديم. الهيبودروم الروماني: ثاني أكبر ميدان سباق عربات في العالم القديم، ويبلغ طوله 480 مترا وكان يتسع لنحو 30 ألف مشاهد. كاتدرائية صور الصليبية: بناها الصليبيون باستخدام أعمدة من الغرانيت الأحمر وأحجار رومانية قديمة. محمية شاطئ صور الطبيعية: تمتد على مساحة 3.8 كيلومترات مربعة، وتشتهر بتنوعها البيئي، إذ تجمع بين الكثبان الرملية والشاطئ البحري وبساتين الحمضيات المحيطة بها. وتعد من أكبر الشواطئ الرملية في لبنان وأبرز مناطق الجذب السياحي.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قبل المیلاد مدینة صور
إقرأ أيضاً:
الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟
نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا يسلط الضوء على الاستراتيجيات التي يعتزم الجيش الأمريكي تطبيقها في السنوات القادمة لتطوير قدراته وتعزيز هيمنته، وأبرز الأسلحة التي ستكون تحت تصرف رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب خلال ولايته الثانية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب سيمتثل في البداية لميزانية الدفاع لسنة 2025، والمقدرة بـ865 مليار دولار، واستراتيجية الدفاع الوطني التي اعتُمدت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2022.
وترجح الصحيفة إجراء تعديلات جذرية في استراتيجيات الجيش الأمريكي خلال السنوات القادمة، استنادًا إلى دراسات وتجارب من أهمها تلك المتعلقة بالخبرة المكتسبة من الحرب الروسية الأوكرانية.
الردع الشامل للأعداء
أوضحت الصحيفة أن مسألة الردع الاستراتيجي تمثل أولوية بالنسبة لوزارة الدفاع الأمريكية، وأضافت أن البنتاغون يرى أن الأسلحة النووية ستكتسب في المستقبل القريب تأثيرا ردعيا لا يمكن لأي عنصر آخر من عناصر القوة العسكرية أن يحل محله.
لذلك يعتزم البنتاغون -وفقا للصحيفة- تحديث قدراته النووية الاستراتيجية والبنية التحتية الإنتاجية والقاعدة العلمية والهندسية.
وقد تم إنشاء معظم أنظمة الردع النووي في الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن العشرين وما قبل ذلك. وبعد عدة عمليات تحديث، من المنتظر أن تنتهي صلاحية جميع الأنظمة العاملة حاليًا في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.
وحسب الصحيفة، تعتقد وزارة الدفاع الأمريكية أن إعادة تمويل المنصات النووية وأنظمة التسليم وأنظمة الدعم المرتبطة بها سوف تتطلب استثمارات كبيرة على مدى العشرين عاماً المقبلة.
ومن المقرر أن يحل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" محل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "مينتمان 3" والذي تم تطويره في سبعينيات القرن العشرين.
وحسب المطورين، سيحتفظ صاروخ "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" بخصائص التكيف السابقة، مع توفير قدرات وأمان وموثوقية أكبر. كما سيتم استبدال صاروخ "إيه جي إم 86" الذي دخل الخدمة سنة 1982.
ومن المنتظر أن يتم تطوير الغواصة النووية الاستراتيجية "كولومبيا" لتعويض الغواصات النووية الاستراتيجية من طراز "أوهايو" انطلاقا من تشرين الأول/ أكتوبر 2030. وقد انطلقت أشغال بناء السفينة الأولى من هذا المشروع في أيلول/ سبتمبر 2020.
وأضافت الصحيفة أنه من المقرر تخصيص أموال إضافية للصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات من طراز "يو جي إم-133 ترايدنت 2". ومن المقرر أن تظل هذه الصواريخ في الخدمة مع البحرية الأمريكية طوال فترة خدمة الغواصات من طراز "أوهايو"، أي إلى أوائل أربعينيات القرن الحادي والعشرين، وهو الموعد المحدد لنشر أولى الغواصات النووية من طراز كولومبيا.
كما دخلت القاذفات الاستراتيجية من طراز "نورثروب غرومان بي-21 رايدر" مرحلة الإنتاج الكامل في السنة المالية 2024. وتؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن هذه الطائرات، عند دخولها الخدمة، ستكون طائرات منخفضة التكلفة مجهزة بتقنيات متطورة. كما تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن القاذفة ستشكل عنصرا رئيسيا في ترسانة مشتركة من الأسلحة التقليدية والنووية.
ومن المنتظر أن تحل مقاتلات "إف 35" القادرة على حمل الأسلحة النووية والعادية محل المقاتلات القديمة من الجيل الرابع، بما في ذلك "إف 15 إي"، وستكون مخصصًة لتنفيذ مهمات الردع النووية لحلف الناتو.
وقد حصلت بعض مقاتلات "إف-35 إيه" التي تمتلكها الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين على شهادة القدرة التشغيلية النووية في بداية السنة المالية 2024.
التفوق الجوي
ذكرت الصحيفة أن المجمع الصناعي الدفاعي الأمريكي يستمر بالتركيز في المجال الجوي على تنفيذ مشروع "الجيل المقبل من الهيمنة الجوية"، والذي يقوم على نشر مجموعة كاملة من الأنظمة المتصلة، والتي يمكن أن تشمل المقاتلات والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية ومنصات الفضاء الإلكتروني.
في هذه المرحلة، يتمثل الاستثمار الرئيسي في الطائرة المقاتلة من طراز "لوكهيد مارتن إف-35 لايتنينغ الثانية"، والتي ستكون العمود الفقري للقوات الجوية.
في إطار برنامج "إف-35"، يتم تطوير وإنتاج وتوريد ثلاثة أنواع من مقاتلات الجيل الخامس الضاربة، وهي النسخة التقليدية للإقلاع والهبوط "إف-35 إيه" والمخصصة لسلاح الجو، ونسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي "إف-35 بي" لمشاة البحرية، و"إف-35 سي" الخاصة بالقوات البحرية.
وفقًا للبنتاغون، فإن خاصية التخفي التي تتميز بها طائرة "إف-35"، وأجهزة الاستشعار المتطورة والتكامل الوظيفي الذي يسمح بتبادل المعلومات بشكل سلس، كلها مميزات تجعل هذه الطائرة أذكى وأكثر فتكًا وقدرة على الصمود في ساحات المعارك.
كما يستمر تمويل نظام الطائرات المسيرة التابع للبحرية الأمريكية من طراز "بوينغ أم كيو-25 ستينغراي"، التي ستوفر لوزارة الدفاع ناقلة وقود مسيرة من شأنها مضاعفة القوة الضاربة لجناح حاملة الطائرات مع توفير المراقبة البحرية.
وأضافت الصحيفة أن ميزانية السنة المالية 2025 تتضمن أيضًا شراء طائرة نقل من طراز "بوينغ كيه سي-46 بيغاسوس"، والتي ستحل محل الناقلات القديمة. كما تتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويل جهود القوات الجوية الأمريكية لاستبدال أسطول طائرات الإنذار المبكر المحمولة جوا من طراز "بوينغ إي 3 سينتري" بأخرى من طراز "بوينغ 737".
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة خصصت مبالغ لتمويل مختلف أنظمة الحرب الإلكترونية. بالإضافة إلى التعديلات الحالية على طائرة الحرب إلكترونية من "بوينغ إي إيه-18 جي غرولير"، فإن جهاز التشويش من الجيل القادم سيضمن إمكانيات متقدمة في مجال الهجوم الإلكتروني الجوي ضد رادارات الدفاع الجوي المتقدمة.
وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 أيضًا تخصيص أموال لتعزيز قدرة نظام التحذير في طائرة "إف-15 إيغل"، ونظام الإجراءات الإلكترونية المضادة المتكامل في طائرة "إف/إيه-18 هورنت".
التفوق على الأرض
وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لاتخاذ القرار النهائي بشأن الصورة المستقبلية والهيكل التنظيمي للقوات البرية الأمريكية في سنة 2040 خلال العامين المقبلين.
وتخطط المؤسسة العسكرية الأمريكية لمعرفة ماهية ساحات المعارك والبيئة التشغيلية في المستقبل المنظور، ومما لا شك فيه أن هذه الدراسات سوف تتأثر إلى حد كبير بالخبرة القتالية المكتسبة من النزاع المسلح في أوكرانيا، وفقا للصحيفة.
ويعد مشروع التقارب التابع للجيش الأمريكي، والذي انطلق في 2020 ويهدف إلى تحسين قدرات الجيش، منصة للقيام بهذه التجارب.
ينص المشروع على استبدال الدبابات التقليدية بدبابات روبوتية ونقل جزء كبير من الأعمال العسكرية الشاقة، وخاصة المهام عالية المخاطر، إلى الآلات والروبوتات بدلاً من الجنود. وقد خصصت ميزانية 2025 حوالي 13 مليار دولار لتحديث الأسلحة والمعدات العسكرية للجيش الأمريكي وسلاح مشاة البحرية، بما في ذلك المركبات المدرعة متعددة الأغراض ومركبات القتال البرمائية ومركبات المشاة القتالية.
الهيمنة في البحار والمحيطات
تتضمن طلبات الميزانية للسنة المالية 2025 تخصيص 48.1 مليار دولار للاستثمار في القوة البحرية الأمريكية، ببناء ست سفن جديدة، بينها غواصة نووية متعددة المهام من طراز "فيرجينيا"، ومدمرتين من فئة "آرلي بيرك" مزودة برادار متطور، وسفينة إنزال من فئة "سان أنطونيو"، وسفينة إنزال متوسطة الحجم.
وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويلًا إضافيًا لبناء حاملات طائرات جديدة تعمل بالطاقة النووية من فئة "جيرالد فورد" و"يو إس إس جون إف كينيدي"، المقرر تسليمها إلى البحرية في 2025، و"يو إس إس إنتربرايز" المقرر دخولها الخدمة في 2028، فضلا عن حاملة أخرى من فئة "يو إس إس دوريس ميلر".
ومن المقرر وضع حجر الأساس للناقلة "دوريس ميلر" في كانون الثاني/ يناير 2026، وإطلاقها في تشرين الأول/ أكتوبر 2029، ودخولها الخدمة في 2032.
ما المتوقع من ترامب؟
وذكرت الصحيفة أن من المتوقع تخصيص حوالي 143.2 مليار دولار للبحث والتطوير والاختبار والتقييم، ويشمل ذلك الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس ومختلف أنواع التجارب.
ومن المنتظر تخصيص 17.2 مليار دولار للعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك الاستثمارات في البحوث الأساسية بقيمة إجمالية تبلغ 2.5 مليار دولار.
وحسب البنتاغون، تتيح هذه الإجراءات للقوات المسلحة الأمريكية تحقيق مزايا مستدامة في إدارة العمليات العسكرية.
وختمت الصحيفة أنه من المستبعد أن يتخذ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أي قرارات في المستقبل القريب بمراجعة البرامج والتمويلات المعتمدة سابقا لتطوير قدرات الجيش الأمريكي.