مقال بهآرتس يحذر من حرب أهلية في إسرائيل
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تفاقمت الصراعات الداخلية بين الإسرائيليين بشكل ملحوظ بسبب التوترات السياسية والمجتمعية التي تصاعدت مع تطور الأحداث العسكرية، مثل السيطرة على السلطة القضائية والتعامل مع المتظاهرين المعارضين للسياسات الحكومية، ومع استمرار المواجهات العسكرية وازدياد التوترات بين الفصائل المختلفة في المجتمع، هناك مخاوف متزايدة من أن هذه الاختلافات قد تتطور إلى نزاع داخلي، وربما إلى حرب أهلية بين الإسرائيليين أنفسهم.
هذا ما يمكن أن يلخص ما جاء في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، أشار كاتبه ديفيد أوهانا في بدايته إلى قصيدة للشاعر الإسرائيلي حاييم غوري بعنوان "أنا حرب أهلية"، وصف فيها الشاعر الصراع الداخلي الذي يشبه الحروب الأهلية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقال لبلينكن حول الإستراتيجية الأميركية من أجل عالم جديدlist 2 of 2باحثة أميركية: إلى أين تمضي حرب إسرائيل المتعددة الجبهات؟end of listوأفاد الكاتب بأن الهوية اليهودية المشتركة بين الإسرائيليين تتعرض لتصدعات كبيرة في الفترة ما بين رأس السنة العبرية الماضية ورأسها الحالي.
وعبّر عن تخوّف العديد من الإسرائيليين من أن الاحتجاجات ضد الحكومة قد تؤدي في النهاية إلى تمرد مدني وربما حتى حرب أهلية، مشيرًا إلى أن هناك بالفعل مجموعتين من المواطنين تقفان على جانبي الصراع: مجموعة تسعى لتغيير النظام الديمقراطي من جذوره، ومجموعة تعارض ذلك.
وأوضح الكاتب أن هذا الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي قد يؤدي إلى تصعيد محتمل نحو حرب أهلية، خاصة إذا شعرت مجموعة معينة أن الحكومة لا تتعامل بشكل صحيح مع المظاهرات.
وذكر أوهانا أن هناك مراحل تسبق الحرب الأهلية، مثل العصيان المدني الذي يعدّ نوعًا من الاحتجاج السلمي داخل حدود الديمقراطية، والتمرد المدني الذي قد يؤدي إلى استخدام العنف ضد الحكومة؛ حيث يستخدم بعض المستوطنين هذا النوع من التمرد في دعوتهم لتدمير المحكمة العليا.
وتساءل الكاتب عما إذا كانت الحرب في الشمال قد تؤدي إلى إعلان حالة الطوارئ وتأجيل الانتخابات المقررة لعام 2026، وما إذا كان ذلك سيؤدي إلى احتجاجات عنيفة، لافتًا إلى أن الحروب الأهلية ليست فقط ضد الحكومة، بل بين أجزاء مختلفة من الشعب على السلطة.
واستشهد بحروب أهلية من التاريخ الحديث مثل الحرب الأهلية الأميركية والحرب الأهلية الإسبانية، وأشار إلى أن الفاشية لا تظهر فجأة، بل تتطور عبر مراحل، مستشهدًا بما يحدث حاليًا في إسرائيل من تسييس الشرطة وتشكيل مليشيات في الضفة الغربية.
وأبرز الكاتب اختراق المتظاهرين قاعدة "سدي تيمان" العسكرية، وتطرق إلى الدعاية التي وصفها بـ"الغوبلزية" لمؤيدي الحكومة.
ولفت أوهانا إلى المشاهد المشابهة للاحتجاجات الفاشية في أوروبا، والتي انتهت بإحراق منازل المهاجرين، موضحا أنها بدأت بالظهور أيضًا في إسرائيل، حيث أحرق شباب المستوطنين منازل العرب، في حين لم تتخذ السلطات أي خطوات فعلية لاعتقال المسؤولين عن هذه الجرائم.
وأعرب عن قلقه من احتمال أن يستغل النظام الحالي هذه الأزمات لفرض قوانين طوارئ وتأجيل الانتخابات المقبلة في عام 2026. وتساءل عما إذا كانت هذه الخطوات ستؤدي إلى احتجاجات عنيفة من قبل المعسكر الليبرالي؛ حيث يرى البعض أن إسرائيل قد تعيد تكرار أخطاء الفاشية الأوروبية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.
واستنتج أوهانا مما سبق أن إسرائيل تواجه تحديات خطيرة بسبب الحرب المستمرة في غزة، حيث بدأت تظهر علامات على تحولها إلى "دولة ثكنة"، أي تعتمد في هويتها على العسكرة والحروب.
وأفاد الكاتب بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية تحث المواطنين على الاستمرار في التضحية والسعي لتحقيق "نصر مطلق" رغم الخسائر الفادحة، مشيرا إلى أن هذا النهج قد يؤدي إلى تكرار ما حدث في ألمانيا في عام 1933، حيث تحول المجتمع إلى "مجتمع نضال"، وكانت النتيجة تعزيز إيمان الألمان بأنهم يحققون أهدافهم من خلال الحرب والتضحية، رغم اقتراب الهزيمة.
ورغم الخطر الواضح لاندلاع حرب أهلية، وفقا لأوهانا، فإنه ذكر أن ثمة كذلك شعورا بالأخوة بين أفراد المجتمع الإسرائيلي قد يمنع هذا الصراع، إذ في نهاية المطاف يتقاسم الجميع روابط مشتركة تتعلق بالتاريخ والقيم.
وبحسب الكاتب، فهذا ليس مجرد نقاش شكلي حول النظام الديمقراطي أو الفاشي، بل هو انقسام جوهري يعكس صراعًا وجوديا بين رؤيتين متناقضتين للحياة والتاريخ.
واختتم أوهانا مقاله بأن حاييم غوري قد يكون قصد في سطوره الخالدة "هناك يطلق الصالحون النار على الصالحين الآخرين" أن يعبر عن هذا الصراع الوجودي بين رؤيتين متناقضتين لا يمكن التوفيق بينهما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات حرب أهلیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
محافظ القليوبية: الجمعيات الأهلية شريك أساسي في التنمية
شارك المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، في المؤتمر الذي نظمه الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية تحت عنوان "مصر قوية ومستقرة"، والذي انعقد بقصر ثقافة مدينة القناطر الخيرية.
شهد المؤتمر حضوراً من القيادات والشخصيات الهامة، على رأسهم الدكتورة إيمان ريان نائب المحافظ والدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، وأميمة رفعت، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، والمهندسة فاتن إبراهيم، رئيس مدينة القناطر الخيرية، وممثلي الجمعيات الأهلية والمهتمين بالشأن العام.
أكد محافظ القليوبية على أهمية الدور المحوري الذي تقوم به الجمعيات الخيرية في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي في المجتمع، مشيراً إلى أن هذه الجمعيات، بما تملكه من طاقات بشرية مخلصة ومتفانية، تعد شريكاً أساسياً للحكومة في جهودها الرامية إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين وتلبية احتياجاتهم في مختلف المجالات.
وأشاد المحافظ بالمبادرات القيمة التي تطلقها الجمعيات الخيرية في محافظة القليوبية، وعلى رأسها القوافل الطبية والغذائية التي يتم تنظيمها بشكل دوري للوصول إلى القرى الأكثر احتياجاً، وتقديم المساعدات اللازمة للأسر المتعففة، مؤكداً على أن هذه الجهود المباركة تجسد أروع معاني التكافل الاجتماعي والتلاحم الوطني.
وتطرق المحافظ إلى القضية الفلسطينية، مؤكداً على موقف مصر الثابت والداعم للشعب الفلسطيني في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها، مشيراً إلى أن مصر، قيادةً وشعباً، لن تتوانى عن تقديم كل ما يلزم للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم اللازم له في مواجهة التحديات.
أكد المحافظ على أن مصر ستظل قوية بشبابها وجيشها، وأن الاستقرار الذي تشهده البلاد هو ثمرة تكاتف الشعب والقيادة السياسية الحكيمة، مشيراً إلى أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تشهد طفرة كبيرة في جميع القطاعات الخدمية، مما يجعلها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
و وجه المحافظ نصائحه للشباب، داعياً إياهم إلى الحفاظ على الوطن، والتمسك بالقيم الدينية السمحة التي تحث على الاتحاد والتآخي، والمساهمة الفعالة في بناء مستقبل مشرق لمصر.
و أكد الدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، على أن مصر تشهد إنجازات كبيرة في مختلف المجالات، وأنها ستظل قوية بشعبها وجيشها، مشيراً إلى أن الشعب المصري يعد نسيجاً واحداً على مر التاريخ، وأن هذا النسيج هو سر قوة مصر ووحدتها.
كما أكد الدكتور عبد القوي على رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مشيراً إلى أن هذا الموقف هو موقف ثابت وراسخ عبر التاريخ، وأن مصر لن تسمح بأي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني.