نشر مركز الأزهر للفتوى تقريراً عن مصعب بن عمير بمناسبة اليوم العالمي للشباب ، واسمه مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب العبدري.

وأهم جوانب القدوة في شخصية ومسيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه مايلي

قبول الحق

كان رضي الله عنه من أوائل من أسلم، ورغم أنه كان ثريًّا وجيهًا، عنده من متع الدنيا ما يشغله؛ إلا أنَّه تنبه لصدق دعوة سيدنا النبي ﷺ، واستجاب لها مسرعًا، ووهب نفسه للدعوة إليها ونصرتها بكل ما أوتي من مواهب وجهد.

التضحية والمثابرة  

كان رضي الله عنه قبل إسلامه شابًّا مدللًا مترفًا غنيًّا، لا يمنع عنه أهله شيئًا، وكان من أحسن شباب مكة ثيابًا ومظهرًا وعطرًا، فلما أسلم حجز عنه أهله النعمة، وتركوه دون مال ولا متعة، وقست عليه أمه؛ رجاء أن يرجع عن إسلامه؛ فما زاده ذلك إلا إصرارًا على الحق، وتحملًا لضيق العيش، حتى هاجر من مكة إلى الحبشة، ثم رجع إليها، فاختاره سيدنا رسول الله ﷺ ليكون رسوله إلى المدينة، فهاجر إليها دون أن يأخذ من أمواله أو ممتلكاته شيئًا.

الهمة العالية وتحصيل العلم وتطوير المهارات

صاحَبَ مصعبُ سيدنا رسول الله ﷺ بعد إسلامه، وحفظ عنه الوحي، وتلقى بين يديه العلم، حتى رأى فيه سيدنا رسول الله ﷺ الصدق والنبوغ والذكاء والحكمة؛ الأمر الذي أهَّله ليكون سفير الإسلام الأول إلى أهل يثرب، قبل أن يهاجر إليهم رسول الله ﷺ؛ حتى يُمهِّد أرض الهجرة لاستقبال النبي ﷺ ونصرة دعوته، ويُعلِّم من آمن منهم ما نزل من شرائع الإسلام.

البراعة في الحديث والمحاورة والإقناع

استطاع مصعب رضي الله عنه بعد هجرته للمدينة وعدد المسلمين فيها قلة أن يُحسن عرض قضيته، وأن يتمثل الإسلام في أخلاقه وكلماته، بلباقة وحسن سمت يُضفي على كلماته البهاء والإقناع، وأنزَلَ الناس منازلهم، وخاطبهم على قدر عقولهم، في براعة محاورة، وبلاغة حجة، وأناقة عرض؛ فأسلم على يديه خَلْق كثير -من السادة والعامة-؛ حتى إن الشخص كان ليدخل عليه وهو حامل حربته يريد قتله فيخرج من عنده مؤمنًا مسلمًا لله سبحانه.

الحكمة والقدرة على تجميع المختلفين

لتوجه رضي الله عنه إلى المدينة سفيرًا، وأهلها حديثو عهد بحروب طويلة -بين الأوس والخزرج-،  ورغم أن الإسلام قد وحدهم وجعلهم إخوة، وقضى على الضغائن والنزاعات بينهم، إلا أن مصعب كان ممن ساهم في ذلك في بداية الأمر؛ إذ استطاع التقريب بينهم بما حظي به لدى الجميع من احترام ووجاهة، وهم من لقبوه بـ «المقرئ»، حتى إن الأوس والخزرج لما اختلفوا حول من يؤمهم في صلاة الجماعة، اتفقوا على أن يكون مصعب هو إمامهم.

الفدائية والشجاعة والثبات

عاش مصعب لحُلمِه، وهو نشر دعوة الإسلام، وسعى إليه بكل ما امتلك من مواهب، بإقدام وثبات وحكمة.

ولم يكتفِ أن يكون أحد فرسان الكلمة والحُجَّة، بل أيَّد قوله بالفِعال، وكان فارس النِّزال كذلك، وتحمَّل المسئولية في أصعب المواقف، فهو حامل راية الإسلام في غزوتي بدر وأُحُد.

وهاهو مشهد البطولة الأخير الذي ختم به هذا البطل حياته، والذي بدأ بحمل راية الإسلام في غزوة أحد، فكان منه الثبات وحسن البلاء في الله سبحانه، حتى إنه لما أُشيع كذبًا أن رسول الله ﷺ قُتل واضطرب الجيش؛ ثبتَ هذا البطل، وردد قائلًا قول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}. [آل عمران: 144]

وكان همّه الأكبر هو الحفاظ على راية الإسلام مرفوعة، حتى إنه جعل عمره فداء هذه الراية، تلك المسئولية التي حمله إياها رسول الله ﷺ.

استهدف المشركون الراية؛ فقُطعت يده اليمنى، فأخذها بيده اليسرى، فقُطعت، فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره، وجعل نفسه فداء له، وظل على هذه الحال حتى لقي ربه شهيدًا رضي الله عنه وعمره 40 عامًا.

فلما مر عليه سيدنا النبي ﷺ بعد المعركة قال فيه وفي إخوانه ممن أكرمهم ربهم بالشهادة: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}. [الأحزاب: 23]

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رسول الله ﷺ

إقرأ أيضاً:

احصل على ثواب صلاة الجماعة خلف رسول الله في دقائق.. اعرف هذه العبادة

الذكر من أعظم العبادات التي دعا إليها الإسلام، وحثّ عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في مختلف الأحوال والهيئات.

 ومن أبرز الأذكار التي رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم، كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، إذ قال عنها: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله".

 فالذكر له فضل عظيم في حياة المسلم؛ فهو يلين القلب، ويزيل الذنوب، ويبعث الطمأنينة في النفس، كما أنه يحمي المسلم من وساوس الشيطان وأذى الجن، ويقيه شرور الإنس والجن على حد سواء. 

ومن يداوم على الذكر بصدق وإخلاص، يحقق الفلاح في الدنيا والآخرة.

فضل الأذكار بعد الصلاة

الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو لجنة الدعوة بالأزهر الشريف، تناول في تصريح حديث له أهمية الالتزام بالأذكار عقب الصلوات المكتوبة، مؤكدًا أن من يُصلي جماعة ثم يجلس ليذكر الله بالأذكار المأثورة، ينال أجرًا عظيمًا يعادل صلاة الجماعة خلف النبي صلى الله عليه وسلم نفسه. 

كما أضاف أن الله تعالى يغفر له جميع ذنوبه، ويمنحه ثواب المجاهد في سبيل الله، بالإضافة إلى فتح أبواب الجنة الثمانية أمامه ليدخل من أيها شاء.

واستشهد عبد الرازق بما ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سبَّح الله في دُبُر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".

حكم تغيير النية في الصلاة

سؤال شائع ورد عن جواز تغيير نية الصلاة، حيث أوضح العلماء حكم هذه المسألة بالتفصيل. على سبيل المثال، إذا دخل المصلي المسجد بنية أداء سنة العصر القبلية، ثم انضم إليه آخرون بنية الصلاة الفرضية فغيّر نيته من السنة إلى الفريضة، فإن هذا التصرف يُعتبر غير جائز. 

وأكد العلماء أن تغيير النية في الصلاة يُخرج المصلي عن الهدف الأساسي منها، وبالتالي فإنه لن ينال ثواب الفريضة التي أداها، بل يحصل فقط على ثواب السنة التي نواها في البداية.

أما المصلون الذين وقفوا خلفه بنية أداء الفريضة، فصلاتهم صحيحة لأنهم غير معنيين بنية الإمام. ومع ذلك، يجب على الإمام في هذه الحالة إعادة الصلاة لاحقًا، لأن الفرض يتطلب نية واضحة وصريحة لا لبس فيها.

الجهر بالأذكار بعد الصلاة

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الذكر عقب الصلاة، سواء كان جهرًا أو سرًا، يعد من الأمور الواسعة التي تركها الإسلام لاختيار المصلي. واستدلت الدار بقول الله تعالى: "فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ" [النساء: 103]، موضحة أن الآية جاءت بصيغة مطلقة دون تحديد.

كما أشارت إلى الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته".

وأضافت الدار أن العلماء اختلفوا في فهم هذا الحديث؛ فمنهم من رأى أن الجهر بالذكر عقب الصلاة مشروع لأنه ظاهر النص، ومنهم من اعتبر أن الجهر كان للتعليم في بداية الإسلام، وأن الإسرار به أولى. إلا أن الجميع اتفقوا على أن كلا الأمرين جائز.

بذلك، تبقى أبواب الذكر مفتوحة أمام المسلم، ليختار ما يناسب حاله وظروفه، مستحضرًا نية التقرب إلى الله ونيل رضاه.

مقالات مشابهة

  • من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه
  • الإفتاء تكشف فضل التبكير لحضور صلاة الجمعة
  • ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة ؟
  • عالمة أزهرية لـ«ياسمين عز»: خمسة وخميسة لمنع الحسد خرافات
  • جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"
  • كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • احصل على ثواب صلاة الجماعة خلف رسول الله في دقائق.. اعرف هذه العبادة
  • علي جمعة: ما ترك لنا رسول الله طريقا يؤدي الى النار إلا وحذرنا منه
  • دعاء سيدنا موسى لفك الكرب: «رب اشرح لي صدري»