CNN Arabic:
2025-03-15@14:15:01 GMT

عمره مئات السنين.. كيف أصبح هذا الحي القديم رمزا مهيبًا في الهند؟

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كان حي"تشاندني تشوك" ذات يوم من الأحياء التي يتحدث عنها الناس بدهشة في الهند.

ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الـ17 على يد الإمبراطور شاه جهان، وقد عكس ثروة الإمبراطورية المغولية العظيمة ذات يوم، وسرعان ما أصبح واحدا من أكثر المناطق المرغوبة في الهند، حيث أقام الأثرياء داخل منازل أنيقة.

واليوم، تتمتع هذه الزاوية من المدينة التاريخية المسورة، أي دلهي القديمة، بأجواء مختلفة، إذ تجذب الزوار إلى مشهد طعام الشارع النابض بالحياة. ولا تزال التذكيرات المعمارية تبرز بمجدها السابق، لكن منازل الأثرياء الفخمة لم تعد موجودة، نظرا لأن العديد منها تحوّل إلى فنادق أو منشأت تجارية أخرى، ورحل عنها سكانها منذ فترة طويلة، باستثناء شخص واحد، وهو أجاي بارشيد.

يجلس أجاي بارشيد في فناء منزله التقليدي الفخم الذي يضم 120 غرفةCredit: Aishwarya S. Iyer/CNN

ويجلس بارشيد، الذي يبلغ من العمر 80 عاماً، في فناء قصره الضخم الذي يضم 120 غرفة، وهو آخر من تبقى في "تشاندني تشوك"، متمسكاً بروعة عصر مضى.

وقال بارشيد، وهو من نسل تشونا مال، الذي كان تاجرا بنى المنزل في عام 1864، وفقاً للوحة ذهبية منقوشة داخل رواق المبنى إنه "القصر الوحيد الحيّ في شارع تشاندني تشوك التاريخي".

يأتي الناس من أميال بعيدة للصلاة في معبد "Shri Digambar Jain Lal" المكرس للديانة الجاينيةCredit: Aishwarya S. Iyer/CNN

وبعد مرور 160 عاماً، ورغم تمسك بارشيد بإرث أسلافه، إلا أن الكثير من بريق القرون السابقة قد اختفى، حيث أُغلقت غالبية غرف القصر، فيما تراكم الغبار على التحف الموجودة بداخلها.

ومن بين ورثة تشونا مال البالغ عددهم 32 فردا، لم يبق سوى بارشيد وعائلته المكونة من 10 أفراد، إذ أوضح أنه الوحيد الذي يرغب بالاحتفاظ بالمكان، قائلًا: "تخطط الأسرة لبيعه (القصر)، لكنني ضد ذلك. لقد كنت أحاول أن أجمعهم على الطاولة ذاتها". 

ويأمل بارشيد بعدم تحويل أحد القصور الخاصة القليلة في المنطقة إلى فندق.

وبالنسبة لرامين خان، وهو مؤسس شركة "City Tales" التي تنظّم جولات ورحلات تراثية في دلهي وخارجها، فإن أهمية هذا الشارع تمتد إلى ما هو أبعد من عروضه المادية.

وفي حديثه عن مجد الشارع، أشار خان إلى أنه كان هناك في السابق مسبح مثمن الشكل يعكس صورة القمر في مياهه ويتلألأ. ومن هنا جاء اسم "تشاندني تشوك"، أي "المعبر المضاء بالقمر".

سائقو عربات "الريكشا" يستريحون على طول أحد شوارع "تشاندني تشوك" في دلهي القديمة، بتاريخ 6 أغسطس/ آب 2023Credit: Pradeep Dambarage/Nurphoto/Getty Images

وخلال أيام إمبراطورية المغول، التي تأسست في القرن الـ16 وازدهرت لتسيطر على جزء كبير من شبه القارة الهندية قبل أن تتلاشى وتتفكك في عام 1857، اكتسب التراث الثقافي والمعماري في الهند العديد من الهياكل الأيقونية.

وفي دلهي، تشمل هذه الأماكن ضريح "هميون"، والمسجد الجامع، والقلعة القديمة. كما حصلت مدينة أغرا المجاورة على ضريح تاج محل، الذي يُعد واحدا من عجائب الدنيا السبع، ويجذب الآلاف من الزوار كل يوم.

ويُضاف إلى هذه المعالم شارع "تشاندني تشوك"، الذي بُني كجزء من العاصمة الجديدة للإمبراطور شاه جهان، التي تُعرف اليوم باسم دلهي القديمة.

وتعرضت أجزاء عديدة في هذا الشارع للتدمير عندما ثار السكان ضد الاحتلال البريطاني في عام 1857. وقام البريطانيون بإنهاء التمرّد، وبالتالي أنهوا حكم المغول في دلهي، وشكّلوا بداية الحكم البريطاني.

ومع ذلك، لم يتم المساس بالقصور مثل القصر الذي تملكه عائلة تشونا مال، حيث ذكر بارشيد: "كان تشونا مال مؤيدًا للبريطانيين. لقد استمتعنا بالكثير من الامتيازات بسبب ذلك"، لافتًا إلى أن جدّه عيّن كأول مفوض بلدي لدلهي القديمة.

واليوم، أصبح قصر بارشيد رمزًا لمجد القرن الـ17، حيث تتناقض الرحابة الكئيبة داخل القصر المترامي الأطراف بشكل صارخ مع شارع "تشاندني تشوك" الحديث بالخارج.

ويبدأ أقدم شارع في المنطقة، في قلب دلهي، عند مدخل القلعة الحمراء التي تعود إلى عصر المغول، حيث يُرفع علم يوم الاستقلال السنوي تحت إشراف رئيس وزراء الهند، ويمتد لمسافة 1400 ياردة إلى مسجد "فاتحبوري" الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر.

هذا الشارع الذي يعج بالتجّار وعربات "الركشا"، والمتسوقين الذين يأتون لشراء الملابس، والمجوهرات، أو تناول الطعام اللذيذ، يجذب الآلاف من السياح والزوار كل يوم.

في الشارع لا تتشابك عصور متعددة من التاريخ فحسب، بل تتعايش العديد من دور العبادة، منها معبد هندوسي، ومسجد، ومزار سيخي، وكنيسة معمدانية.

وقال خان: "هذا يدل على قدرة الهند للتعايش السلمي كدولة علمانية، رغم التحديات العديدة".

وأكدّت شيتال ساكسينا، البالغة من العمر 23 عامًا، وهي ربة منزل ومقيمة محلية، إن الشعور بالمودة لا يزال قائمًا بين المجتمعات المختلفة هنا، موضحة: "حقيقة أن هذا المكان يستوعب الجميع  تجعله رمزًا حقيقيًا في الهند".

الهندنشر الجمعة، 04 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: فی الهند فی دلهی

إقرأ أيضاً:

معرض مؤقت عن الطعام المصري القديم بالمتحف المصري بالتحرير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم المتحف المصري بالتحرير معرض مؤقت تحت عنوان "الطعام المصري القديم: بين الحياة والموت والعبادة"، يبرز أهمية الطعام لدى المصري القديم سواء فى الحياة الدنيوية أو فى الحياة الدينية.

يضم المعرض مجموعة متنوعة من القطع الأثرية المتميزة بالمتحف والتى جاء من بينها نماذج مصغرة للخبز الذى كان يتناوله المصري القديم بأشكال وأحجام مختلفة، ونموذج  للمطبخ المصري القديم ومراحل إعداد الطعام المختلفة وأطباق تقدمة الطعام ونماذج من قرابين الطعام و الأدوات المستخدمة في صناعة الطعام وطحن الحبوب بالإضافة إلى لوحات تصور مشاهد من الولائم والاحتفالات الدينية المختلفة.

ويُعد تمثال حاملة القرابين من أبرز القطع الأثرية في المعرض حيث يجسد أهمية القرابين في الحياة الدينية للمصريين القدماء. 
ويُعتبر هذا التمثال مثالًا رائعًا للفن المصري القديم، حيث يُظهر مهارة الفنان المصري فى إظهار التفاصيل الدقيقة ويُقدم معلومات قيمة عن الملابس والحلي التي كانت ترتديها المرأة المصرية القديمة.

وأوضح الدكتور مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، أنّ المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الطعام في حياة المصريين القدماء، وكيف كان جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية ومعتقداتهم الدينية، بالإضافة إلى إبراز مهارة المصريين القدماء في الزراعة والصيد وإعداد الطعام، حيث تميزت مائدة المصريين القدماء بتنوعها وغناها بالعناصر الغذائية، فقد اعتمدوا على الزراعة والصيد وتربية الحيوانات لتأمين غذائهم. وكان الخبز، المنتج من القمح والشعير، أساسيًا في نظامهم الغذائي واقتصادهم.

واكد الدكتور على عبد الحليم مدير عام المتحف، أن المصادر الأثرية كشفت عن طرق تحضيره المختلفة، سواء العجينة المتماسكة التي تُشكل باليد أو العجينة السائلة التي تُصب في قوالب طينية. ولم يكن الخبز مجرد طعام فقط، بل كان له دور محوري في الطقوس الدينية والجنائزية حيث اعتبره المصريون وسيلة للتواصل مع الآلهة وكسب رضاهم.

فقد كان يُقدم في المعابد والمقاصير المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، وتنوعت هذه التقدمات ما بين الطعام والشراب والمواد الثمينة، وكل منها يحمل دلالة رمزية. ولم تقتصر القرابين على الآلهة فقط، بل كانت تُقدم أيضًا للموتى في قبورهم، لضمان حصولهم على الغذاء في الحياة الأخرى. حيث كانت موائد القرابين تُنحت على جدران المقابر، وتُزخرف بصور الأطعمة، اعتقادًا بأنها ستتحول إلى غذاء حقيقي للمتوفى في العالم الآخر.
كما يقدم المعرض تجربة فريدة من نوعها ، حيث يضم المعرض ڤاترينة بها نماذج حديثة لأنواع  مختلفة من الخبز المصري القديم تم انتاجها باستخدام المصادر المختلفة المتاحة من نقوش جدران المعابد والمناظر الطقسية ومناظر الحياة اليومية للمصري القديم.
نأمل أن يجذب هذا المعرض الزوار من جميع أنحاء العالم، وأن يساهم في زيادة الوعي بأهمية الطعام المصري القديم كجزء هام من التراث المصري .

المعرض مقام بقاعة 43 بالدور العلوي ويستمر لمدة ثلاثة أشهر، ومتاح للزيادة دون أي رسوم إضافية على تذكرة المتحف.

IMG-20250314-WA0014 IMG-20250314-WA0012 IMG-20250314-WA0013 IMG-20250314-WA0011 IMG-20250314-WA0010 IMG-20250314-WA0009

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تسعى للتفاوض مع سوريا بشأن عودة مئات الآلاف من اللاجئين
  • مئات المكاتب الحكومية الأمريكية مهددة بالإغلاق هذا الصيف
  • معرض مؤقت عن الطعام المصري القديم بالمتحف المصري بالتحرير
  • انطلاق فعاليات مسابقة العباقرة بمركز شباب سليم الحي بمحافظة السويس
  • عمره 43 سنة.. مصري يسحب قطارا يزن 279 طنا وسط القاهرة
  • بعد تعادل بيراميدز..مهيب : هل الأهلي أخطأ في عدم لعب القمة ؟
  • تجميد الحسابات الرقمية في فلسطين.. أزمة اقتصادية تطال مئات المواطنين
  • 70 ثانية أشعلت السوشيال ميديا.. ماذا حدث في الحي الراقي بأكتوبر وسط ذ عر وغضب السكان؟
  • يسري الفخراني يكشف قصة أقدم محل رفا عمره 90 سنة فى باب رزق
  • سيدة تتهم سائق بإحدى شركات النقل الذكي بالتحرش بها في الحي الراقي