CNN Arabic:
2024-10-04@09:30:27 GMT

عمره مئات السنين.. كيف أصبح هذا الحي القديم رمزا مهيبًا في الهند؟

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كان حي"تشاندني تشوك" ذات يوم من الأحياء التي يتحدث عنها الناس بدهشة في الهند.

ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الـ17 على يد الإمبراطور شاه جهان، وقد عكس ثروة الإمبراطورية المغولية العظيمة ذات يوم، وسرعان ما أصبح واحدا من أكثر المناطق المرغوبة في الهند، حيث أقام الأثرياء داخل منازل أنيقة.

واليوم، تتمتع هذه الزاوية من المدينة التاريخية المسورة، أي دلهي القديمة، بأجواء مختلفة، إذ تجذب الزوار إلى مشهد طعام الشارع النابض بالحياة. ولا تزال التذكيرات المعمارية تبرز بمجدها السابق، لكن منازل الأثرياء الفخمة لم تعد موجودة، نظرا لأن العديد منها تحوّل إلى فنادق أو منشأت تجارية أخرى، ورحل عنها سكانها منذ فترة طويلة، باستثناء شخص واحد، وهو أجاي بارشيد.

يجلس أجاي بارشيد في فناء منزله التقليدي الفخم الذي يضم 120 غرفةCredit: Aishwarya S. Iyer/CNN

ويجلس بارشيد، الذي يبلغ من العمر 80 عاماً، في فناء قصره الضخم الذي يضم 120 غرفة، وهو آخر من تبقى في "تشاندني تشوك"، متمسكاً بروعة عصر مضى.

وقال بارشيد، وهو من نسل تشونا مال، الذي كان تاجرا بنى المنزل في عام 1864، وفقاً للوحة ذهبية منقوشة داخل رواق المبنى إنه "القصر الوحيد الحيّ في شارع تشاندني تشوك التاريخي".

يأتي الناس من أميال بعيدة للصلاة في معبد "Shri Digambar Jain Lal" المكرس للديانة الجاينيةCredit: Aishwarya S. Iyer/CNN

وبعد مرور 160 عاماً، ورغم تمسك بارشيد بإرث أسلافه، إلا أن الكثير من بريق القرون السابقة قد اختفى، حيث أُغلقت غالبية غرف القصر، فيما تراكم الغبار على التحف الموجودة بداخلها.

ومن بين ورثة تشونا مال البالغ عددهم 32 فردا، لم يبق سوى بارشيد وعائلته المكونة من 10 أفراد، إذ أوضح أنه الوحيد الذي يرغب بالاحتفاظ بالمكان، قائلًا: "تخطط الأسرة لبيعه (القصر)، لكنني ضد ذلك. لقد كنت أحاول أن أجمعهم على الطاولة ذاتها". 

ويأمل بارشيد بعدم تحويل أحد القصور الخاصة القليلة في المنطقة إلى فندق.

وبالنسبة لرامين خان، وهو مؤسس شركة "City Tales" التي تنظّم جولات ورحلات تراثية في دلهي وخارجها، فإن أهمية هذا الشارع تمتد إلى ما هو أبعد من عروضه المادية.

وفي حديثه عن مجد الشارع، أشار خان إلى أنه كان هناك في السابق مسبح مثمن الشكل يعكس صورة القمر في مياهه ويتلألأ. ومن هنا جاء اسم "تشاندني تشوك"، أي "المعبر المضاء بالقمر".

سائقو عربات "الريكشا" يستريحون على طول أحد شوارع "تشاندني تشوك" في دلهي القديمة، بتاريخ 6 أغسطس/ آب 2023Credit: Pradeep Dambarage/Nurphoto/Getty Images

وخلال أيام إمبراطورية المغول، التي تأسست في القرن الـ16 وازدهرت لتسيطر على جزء كبير من شبه القارة الهندية قبل أن تتلاشى وتتفكك في عام 1857، اكتسب التراث الثقافي والمعماري في الهند العديد من الهياكل الأيقونية.

وفي دلهي، تشمل هذه الأماكن ضريح "هميون"، والمسجد الجامع، والقلعة القديمة. كما حصلت مدينة أغرا المجاورة على ضريح تاج محل، الذي يُعد واحدا من عجائب الدنيا السبع، ويجذب الآلاف من الزوار كل يوم.

ويُضاف إلى هذه المعالم شارع "تشاندني تشوك"، الذي بُني كجزء من العاصمة الجديدة للإمبراطور شاه جهان، التي تُعرف اليوم باسم دلهي القديمة.

وتعرضت أجزاء عديدة في هذا الشارع للتدمير عندما ثار السكان ضد الاحتلال البريطاني في عام 1857. وقام البريطانيون بإنهاء التمرّد، وبالتالي أنهوا حكم المغول في دلهي، وشكّلوا بداية الحكم البريطاني.

ومع ذلك، لم يتم المساس بالقصور مثل القصر الذي تملكه عائلة تشونا مال، حيث ذكر بارشيد: "كان تشونا مال مؤيدًا للبريطانيين. لقد استمتعنا بالكثير من الامتيازات بسبب ذلك"، لافتًا إلى أن جدّه عيّن كأول مفوض بلدي لدلهي القديمة.

واليوم، أصبح قصر بارشيد رمزًا لمجد القرن الـ17، حيث تتناقض الرحابة الكئيبة داخل القصر المترامي الأطراف بشكل صارخ مع شارع "تشاندني تشوك" الحديث بالخارج.

ويبدأ أقدم شارع في المنطقة، في قلب دلهي، عند مدخل القلعة الحمراء التي تعود إلى عصر المغول، حيث يُرفع علم يوم الاستقلال السنوي تحت إشراف رئيس وزراء الهند، ويمتد لمسافة 1400 ياردة إلى مسجد "فاتحبوري" الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر.

هذا الشارع الذي يعج بالتجّار وعربات "الركشا"، والمتسوقين الذين يأتون لشراء الملابس، والمجوهرات، أو تناول الطعام اللذيذ، يجذب الآلاف من السياح والزوار كل يوم.

في الشارع لا تتشابك عصور متعددة من التاريخ فحسب، بل تتعايش العديد من دور العبادة، منها معبد هندوسي، ومسجد، ومزار سيخي، وكنيسة معمدانية.

وقال خان: "هذا يدل على قدرة الهند للتعايش السلمي كدولة علمانية، رغم التحديات العديدة".

وأكدّت شيتال ساكسينا، البالغة من العمر 23 عامًا، وهي ربة منزل ومقيمة محلية، إن الشعور بالمودة لا يزال قائمًا بين المجتمعات المختلفة هنا، موضحة: "حقيقة أن هذا المكان يستوعب الجميع  تجعله رمزًا حقيقيًا في الهند".

الهندنشر الجمعة، 04 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: فی الهند فی دلهی

إقرأ أيضاً:

أسامة عبد الحي يفتتح المقر الجديد لمشروع علاج اتحاد المهن الطبية

افتتح نقيب الأطباء ورئيس اتحاد المهن الطبية الدكتور أسامة عبد الحي، المقر الجديد المخصص لمشروع العلاج، داخل المقر الرئيسي لاتحاد المهن الطبية بجاردن سيتي، الذي جرى تنفيذه خلال أسبوعين، لتسهيل عملية الاشتراك والتجديد، وتوفير سبل الراحة للأعضاء الراغبين في الاشتراك بالمشروع.

مشروع علاج اتحاد المهن الطبية

دعا أسامة عبد الحي، الأعضاء من النقابات المهنية أعضاء الاتحاد «الأطباء البشريين - أطباء الأسنان - الصيادلة - الأطباء البيطريين» وأسرهم، للاشتراك بالمشروع باعتباره مظلة تأمينية طبية تكافلية بين الأعضاء.

حضر الافتتاح أمين عام الاتحاد الدكتور محمد علاء الدين، والأمين العام المساعد للاتحاد أمين صندوق نقابة الأطباء الدكتور أبو بكر القاضي، وعضو مجلس الاتحاد أمين عام نقابة الأطباء الدكتور محمد فريد حمدي.

مقالات مشابهة

  • العلماء يحددون أسباب انقراض حيوان بيسون السهوب القديم
  • ضياء رشوان: حرب أكتوبر المجيدة رمزاً خالداً لقوة الإرادة المصرية
  • «الوطنية للصحافة» تهنئ السيسي بذكرى انتصارات أكتوبر
  • سر عمره 20 سنة سبب تخلص المتهمين من طالب الرحاب.. تفاصيل
  • محافظ أسوان يتابع تركيب الممشى الزجاجى بمشروع أهل مصر بكورنيش النيل القديم
  • أسامة الغزالي حرب: مصر دولة قومية بالمعنى الحرفي منذ آلاف السنين
  • أسامة عبد الحي يفتتح المقر الجديد لمشروع علاج اتحاد المهن الطبية
  • في موكب جنائزي مهيب الحديدة تُشيع شهداء العدوان الإسرائيلي على محطات الكهرباء
  • عمره قرن من الزمان.. الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر يحتفل بالذكرى المئوية لملاده