تجربة فنية مميزة في رحاب كلية الشارقة للفنون
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
قدّم الفنان محمد صادق شافعي ورشة فنية بعنوان (نحت حروف عربية مباشر على القلم) في كلية الشارقة للفنون، تأتي الورشة ضمن فعاليات اليوم الثاني من ملتقى الشارقة للخط في دورته الـ 11 تحت شعار “تراقيم”، وشكّلت تجربة فنية مميزة تجمع بين الخط العربي وفن النحت.
حضر الورشة عدد من طلاب الكلية الذي تعرفوا عن كثب كيفية نحت الحروف العربية بدقة على القلم باستخدام أدوات خاصة.
تحدّث شافعي في بداية الورشة عن العلاقة بين فن النحت والخط العربي، موضحاً أهمية الخط العربي وتاريخه، بالإضافة إلى كيفية دمجه مع فن النحت
أكد على أن هذا الفن يتطلب الصبر والدقة، و يعتبر وسيلة رائعة لتعلم مهارة جديدة وتعزيز التواصل بين الفن والثقافة العربية، وأن هذا النوع من الفنون قد يتنوع بين الكتابة العادية للحروف أو تصميم أشكال معقدة تحتوي على نقوش وزخارف مميزة.
انتقل شافعي بعد ذلك، إلى تعريف الطلاب على الأدوات المستخدمة في نحت الحروف مثل أقلام الرصاص الخشبية، السكاكين الدقيقة، والمبارد الصغيرة، وشرح لهم بصورة عملية كيفية الإمساك بالأدوات واستخدامها بأمان، وتطبيق الحركات المناسبة لنحت الحروف بشكل دقيق وجميل.
قام شافعي أيضاً، بتقديم نصائح حول كيفية تحسين مهاراتهم في النحت وإبداع تصاميم فنية خاصة والسماح للمشاركين بتطبيق ما تعلموه عبر نحت حروفهم الخاصة على القلم.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ناقشوا الفكرة وادرسوها! (4)
أقولها للمرة الرابعة.. من حق أطفال الصعيد دخول الكونسرفتوار ومعهد الباليه، مثلهم مثل أطفال القاهرة والإسكندرية، بل ومن حق كل أطفال محافظة فى مصر أن يكون بها أكاديمية للفنون تعلمهم الموسيقى والبالية، وليس من حق أحد أن يمنع عنهم هذا الحق!
والصعايدة كلهم شعراء.. وهذه حقيقة قد يراها البعض موهبة فى الجينات يولد بها كل صعيدى.. والمفاجأة أن ذلك غير حقيقى وأن السبب الوحيد الذى يجعل من معظم الصعايدة شعراء هو الفقر ولا شىء سوى الفقر ولا تصدق غير ذلك!
.. لأن أرخص آلة يتعلمها الطفل فى الصعيد هى القلم.. نعم القلم هو الآلة أو الأداة الوحيدة التى يتعلمها ويعرف كيف يمسكه ويكتب به، وبعدها لا يحتاج سوى ورقة بيضاء حتى لو لم تكن كذلك ليخط عليها ما يجيش فى صدره من احاسيس ما فيكتب شعرًا.. وربما هو ليس شاعرًا ولكن يشعر أن لديه موهبة ما ولا يعرف التعبير عنها لأن الآلة الوحيدة والرخيصة التى تعلمها هى القلم.. فليست لديه إمكانيات لشراء ألوان ليرسم أو شراء آلة موسيقية ليعزف.. ومن فى معظم مدن وقرى الصعيد لديه الامكانية ليشترى أورج أو كمان أو اكورديون.. وماذا تفعل فتاة صغيرة إذا ارادت أن تلعب باليه؟!
ربما يقول أحد إن هذه رفاهية بالنسبة لأبناء الصعيد لا يمكن الحديث عنها قبل أن تتوفر الضروريات مثل مدرسة يتعلمون فيها أو فصل يسع من 50 إلى 60 طفلا وأن هناك مدارس فى الصعيد تلزم أولياء الأمور بشراء «تختة» ليجلس عليها طفله.. وأنت تريد أن تعلمهم الموسيقى والباليه!!
لكن.. هنا يأتى دور الدولة التى تريد أن تهيأ بيئة حضارية تنويرية وأن يكون هناك بديل من الظلام الثقافى الذى يعيشه أبناء الصعيد حتى يمكن استيعاب طاقات الأطفال والشباب التى لا تجد شيئًا بديلًا عن التطرف الفكرى والدينى لتفريغ هذه الطاقات والتى قد تصل إلى حد الكفر بالنظام وبالدولة.. وإذا كان البعض يتساءل عن أسباب انتشار التحرش أو التطرف أو المخدرات وكذلك الإلحاد.. فإن السبب الوحيد هو عدم قدرة أو عدم معرفة هؤلاء الشباب من الصغر طريقة لإفراغ وتوجيه وتنمية قدراتهم وطاقاتهم ومواهبهم داخل اكاديمية علمية تنقذهم من هذا الفراغ الحضارى والثقافي!
وأعتقد أن أبناء الصعيد الذين أصبحوا الآن فى مواقع مسئولية عليهم واجب ودور كبير تجاه أطفال الصعيد.. لأنهم أكثر الناس معرفة بواقع أطفال الصعيد ومدى حاجتهم لأكاديمية للفنون فقد عان الكثير منهم فى الصغر بسبب ذلك، واضاعوا سنوات كثيرة من عمرهم للحصول على فرصة.. ولهذا أناشد الزميل الصحفى الكبير محمود مسلم، عضو مجلس الشيوخ، ورئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بالمجلس، أن يتبنى من موقعه مقترح انشاء فرع لأكاديمية الفنون بالصعيد، فهو من أبناء الصعيد وعاش سنوات هناك وما زال على تواصل واتصال بالحياة القاسية الجافة فى الصعيد!
وإننى على ثقة أن الأستاذ محمود مسلم، وفى إطار مسئولياته الصحفية والإعلامية والنيابية، يدرك مخاطر الفراغ الثقافى والفنى بالصعيد ويعلم مدى حاجة أبناء الصعيد لمثل هذه الاكاديمية، ويعرف سياسيًا وثقافيًا أهمية وجود بيئة ثقافية تنويرية فى الصعيد تستوعب طاقات أبنائه وامكانياتهم ومواهبهم بعيدًا عن فقر الشعر وشعر الفقر!
[email protected]