قلّل المحلل السياسي والباحث في معهد الشرق الأوسط الدكتور حسن منيمنة من فرص نشوب حرب نووية بالمعنى التقليدي بين إسرائيل وإيران وقال إنها تبقى محدودة، رغم احتمالات التصعيد العسكري بين الطرفين.

وأوضح منيمنة -خلال مقابلة مع الجزيرة- أن مفهوم "الحرب النووية" في هذا السياق لا يعني بالضرورة استخدام الأسلحة النووية، بل قد يشير إلى استهداف المنشآت النووية للطرف الآخر.

وأضاف منيمنة: "ليس المقصود هنا استخدام السلاح النووي، ولكن إذا ضربت إسرائيل إيران، يمكننا توقع أن تستهدف إيران المنشآت النووية الإسرائيلية، وهذه تعتبر حربًا نووية، ولكن ليس بمعنى استعمال السلاح النووي، وإنما باستهداف المنشآت النووية".

وأكد أن الموقف الأميركي لا يزال يدعو لعدم الدخول في حرب على مستوى المنطقة، ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تحمّل إيران مسؤولية أي تصعيد محتمل.

ويقول منيمنة: "عندما تقول الولايات المتحدة إنها ترى أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، فهي تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لمهاجمة إيران، ولكن مع التحذير من التسبب بحرب إقليمية".

الموقف الأميركي

ويضيف المحلل: "الموقف الأميركي الثابت هو دعم إسرائيل، ويريد فعليا في نهاية المطاف إذلال إيران من خلال إرغامها على تلقي الضربات دون رد فعل قوي، أي بعبارة أخرى، الرسالة الأميركية لإسرائيل هي: اضربوا إيران، وإن ردت عليكم، فهي المسؤولة عن اندلاع حرب إقليمية".

ويرى منيمنة أن الضربة الإسرائيلية لإيران باتت شبه حتمية، لكن السؤال يدور حول توقيتها وحجمها، ويقول: "لا أعتقد بأن هناك مفرا من ضربة إسرائيلية، ولكن السؤال هو ما إذا كانت هذه الضربة ستحدث قبل الذكرى السنوية الأولى للسابع من أكتوبر/تشرين الأول، أم ستتأخر بسبب الأعياد الدينية في إسرائيل، وهل يستطيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يقول إنه أجّل الضربة بسبب الأعياد؟ حقيقة لا أعتقد ذلك".

ويضيف أن "سقف هذه الضربة ليس المؤسسات العسكرية وحسب، بل قد يشمل البنية التحتية، ولا سيما قطاع النفط، رغم أن هناك تمنيا أميركيا بألا يستهدف الضرب المنشآت النووية، ولكن في حال حصل ذلك، سنرى تلقائيا الولايات المتحدة تدعم إسرائيل وتصف ذلك بأنه جزء من حق الدفاع عن النفس".

ولم يستبعد إمكانية التدخل الأميركي المباشر في حال نجحت إيران في استهداف البنية التحتية الإسرائيلية، ولو بشكل رمزي.

وقال "في حال نجحت إيران، ولو شكليا ورمزيا، في استهداف البنية التحتية الإسرائيلية بصاروخ أو صاروخين، لا نستطيع أن نستثني إمكانية أن تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر لضرب المنشآت الإيرانية".

إمكانية التصعيد

ويضيف أن "الحجة الأميركية ستكون أنها مضطرة لفعل ذلك لتقديم المساعدة لإسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وكما شهدنا في غزة، قد تتيح الولايات المتحدة المجال أمام إسرائيل للتصعيد بحجة تجنب حرب إقليمية أوسع".

ولفت إلى أن الموقف الأميركي قد تطور منذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث باتت واشنطن راضية بتسريع إسرائيل لعملية تبديل خارطة الشرق الأوسط، وقال "نحن هنا لا نتحدث عن مشروع إسرائيلي بحت، ولكنه مشروع بزخم إسرائيلي وبدعم أميركي".

ويضيف المحلل "التوقعات الإسرائيلية هي أنه بغض النظر عمن يأتي في البيت الأبيض، سواء كانت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس أو المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فإن الإدارة القادمة ستكون داعمة لهذا المشروع".

وشكّك منيمنة في صدق الجهود الأميركية للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة، مستشهدًا بتصريحات أحد الدبلوماسيين الأميركيين الذي قال إن بلاده "لم تكن تريد حلا دبلوماسيا".

وتوقع إمكانية حدوث تصعيد من الجانب الإسرائيلي في المرحلة المقبلة، خاصة بعد الانتخابات الأميركية، بغض النظر عن هوية الفائز، وقال "علينا أن نتوقع في المرحلة المقبلة، ولا سيما بعد الانتخابات، بغض النظر عن الفائز، إمكانية التصعيد من الجانب الإسرائيلي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة الموقف الأمیرکی المنشآت النوویة

إقرأ أيضاً:

سوريا تمنع مواطني إسرائيل وإيران من دخول البلاد

أصدرت الخطوط الجوية التركية مجموعة من القواعد التي يجب على الركاب الالتزام بها إذا أرادوا السفر الي سوريا حيث قالت " بناء على القرارات الصادرة عن السلطات في الجمهورية العربية السورية، تم تحديد بعض القواعد التي يجب على الركاب الالتزام بها للدخول إلى سوريا.

وتمثلت القواعد في " يُسمح لمواطني جميع الدول بدخول البلاد باستثناء مواطني إسرائيل وإيران بجانب انه يكفي لمواطني سوريا تقديم وثيقة تثبت أنهم يحملون الجنسية السورية.  


ونصت القواعد كذلك على " يمكن لمواطني لبنان دخول سوريا إذا كان أحد الوالدين يحمل الجنسية السورية، أو إذا كانوا يحملون تصريح إقامة أو تأشيرة في دولة أخرى.  


وتضمنت كذلك: يمكن للصحفيين الدخول إلى سوريا والعمل فيها بعد الحصول على إذن خاص.

ولاحقا ، أعلنت الخطوط الجوية التركية  بدء تسيير 3 رحلات أسبوعياً إلى العاصمة السورية دمشق اعتباراً من 23 يناير الجاري.

جاء ذلك بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الي تركيا حيث أكد علي رفض الإدارة الجديدة في دمشق لأي "تهديد" يستهدف تركيا من أراضيها، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

مقالات مشابهة

  • محلل مخابرات أمريكي يعترف بتسريب معلومات حول هجوم إسرائيلي مخطط له على إيران
  • السلطات الأمريكية تكشف كيف سرب محلل سابق في CIA خطط إسرائيل لمهاجمة إيران
  • في ظل الحظر المرتقب.. هل سيشتري إيلون ماسك تيك توك؟
  • سوريا تمنع مواطني إسرائيل وإيران من دخول البلاد
  • هيومن رايتس: استهداف إسرائيل المنشآت الحيوية باليمن ترقى إلى مستوى جريمة حرب
  • خلال تدريبات حماية المنشآت النووية.. إيران تكشف عن "العين الساهرة"
  • عبر وسطاء.. إسرائيل تصدر لإيران معدات مفخخة لتفجير مفاعلاتها النووية
  • عبر وسطاء.. إسرائيل تصدر لإيران معدات مفخخة لتفجير مفاعلاتها النووية - عاجل
  • إيران تكشف عن سفينة استطلاع عسكرية خلال تدريبات لحماية المنشآت النووية
  • عراقجي: الدول الأوروبية جادة في سعيها لاستئناف المحادثات النووية