تقرير: إسرائيل تحقق انتصارات "دون نتائج"
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
عندما اخترق آلاف من مسلحي حماس حدود غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وتغلبوا على التجمعات الإسرائيلية والقواعد العسكرية ومهرجان موسيقي، بعث الضحايا برسائل يائسة إلى أقاربهم من مخابئهم يسألون فيها "أين الجيش الإسرائيلي؟"، بينما انتظروا ساعات طويلة لإنقاذهم. وبالنسبة لكثيرين، فقد وصل الجيش متأخراً.
يمكن لإسرائيل أن تتورط بالقدر ذاته في لبنان
وكتبت مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز" في القدس إيزابيل كيرشنر، أنه بعد مرور عام على أسوأ كارثة عسكرية واستخباراتية في تاريخ إسرائيل، يعيد الجيش تأهيل صورته كقوة إقليمية هائلة.
وفي قصف الجمعة الماضي، قتلت إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في غارة على مخبأ تحت الأرض في منطقة حضرية كثيفة قرب بيروت حيث يسيطر الحزب. وكان الاسم الرمزي العسكري للعملية هو "النظام الجديد"، مما يشير إلى أهداف إسرائيل الطموحة المتمثلة في تغيير الواقع عبر حدودها، وتقويض استخدام إيران لوكلاء لتطويقها، بما يسمى بدائرة النار.
After Successes, Israel’s Military Is in a ‘Long Game’ With No Clear Outcome https://t.co/t373lEnyDx
— Dr Martin Juneau MD, MPs,FRCPC (@DocteurJuneau) October 3, 2024وتقاتل إسرائيل الآن على جبهات متعددة، وقد منعت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بمساعدة الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة، إلى حد كبير، هجوماً انتقامياً ضخماً، الثلاثاء، عندما أطلقت إيران وابلاً من نحو 200 صاروخ على إسرائيل.
ويشير تعهد إسرائيل بتدفيع إيران ثمناً باهظاً لهذا الهجوم، إلى أن الجيش الإسرائيلي بات أقل تردداً في الانخراط بحرب إقليمية أوسع.
وبحسب البريغادير الإسرائيلي المتقاعد عساف أوريون، الذي يعمل الآن باحثاً بارزاً في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن "إسرائيل القوية والذكية التي كانت قبل 7 أكتوبر الأول، قد عادت".
وأضاف أن مقتل نصر الله كان بمثابة رسالة خاصة إلى أعداء إسرائيل مفادها: "أنتم تفهمون أن إسرائيل قادرة على الوصول إليكم".
وأظهر استطلاع أجراه هذا الأسبوع معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أن 87 في المائة من السكان اليهود في إسرائيل لديهم ثقة عالية أو عالية جداً في الجيش. وأعرب 37 في المائة فقط عن هذه المستويات من الثقة برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وبصرف النظر عن النشوة الإسرائيلية الأولية، قال أوريون إن العمليات العسكرية كانت "لعبة طويلة" دون نتيجة واضحة. وأضاف إنه بعد سلسلة من النجاحات التي حققتها إسرائيل في لبنان في الأيام الأخيرة، فإن السؤال هو: "ماذا بعد؟".
After Successes, Israel’s Military Is in a ‘Long Game’ With No Clear Outcome https://t.co/jzu2sYGNiG via @nytimes
— Nino Brodin (@Orgetorix) October 3, 2024
وخلال العام الماضي، وبعد التعافي من الصدمة الأولية للهجوم الذي قادته حماس، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً مضاداً مدمراً ومميتاً في غزة. وقالت إسرائيل مؤخراً إنها فككت البنى التحتية العسكرية لحماس إلى حد كبير، الأمر الذي أدى إلى تقليص قدرات المسلحين إلى مجرد قوة لحرب العصابات.
وتحقق ذلك بثمن باهظ. وقُتل أكثر من 41 ألف من سكان غزة، وفقاً للسلطات الصحية المحلية، التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين.
وأثارت هذه الخسائر استنكاراً دولياً. وعلى رغم إصرار نتانياهو على "النصر المطلق"، فإن الناطق باسم الجيش الأدميرال دانيال هاغاري، يقول إنه من غير الممكن القضاء على حماس، كأيديولوجية وكحركة.
ومنذ الهجوم الذي أودى بحياة نصر الله، واصلت إسرائيل الضربات في محاولة لتدمير أكبر عدد ممكن من أصول حزب الله، إلى جانب بعض الأهداف الأخرى في لبنان، حيث بدأت عملياتها البرية هذا الأسبوع.
وبينما فاجأت حماس إسرائيل في أكتوبر الماضي، كانت قواتها مستعدة للحملة في لبنان. ومنذ نحو عقد من الزمن، حذر الجيش من البنى التحتية العسكرية لحزب الله في قرى جنوب لبنان القريبة من الحدود مع إسرائيل.
ومع ذلك، يقول الخبراء، إن نهاية اللعبة بالنسبة لإسرائيل باتت غير واضحة.
وفي غزة، لا يزال أكثر من 100 شخص تم أسرهم خلال الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر محتجزين، بعضهم أحياء وبعضهم ميت، ولا تلوح في الأفق نهاية وشيكة للحرب. وتقول إسرائيل إن نحو 350 جندياً قتلوا في غزة، منذ بدء الغزو البري في أكتوبر الماضي.
وبالنظر إلى التاريخ، يمكن لإسرائيل أن تتورط بالقدر ذاته في لبنان. وبعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، استغرق سحب القوات من الجانب اللبناني من الحدود 18 عاماً.
وبعد 6 سنوات، عام 2006، أدت غارة عبر الحدود شنها حزب الله، إلى اندلاع حرب مدمرة استمرت شهراً مع إسرائيل.
وكان قرار الأمم المتحدة الذي أنهى تلك الحرب ودعم وقف إطلاق النار، يهدف إلى إبعاد قوات حزب الله عن الحدود، لكن لم يتم تنفيذه على النحو الصحيح.
والأربعاء، بعد اشتباك الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله في قتال متلاحم بجنوب لبنان، أعلنت إسرائيل مقتل 8 من جنودها.
ويرى الخبراء إن السؤال الذي يواجه إسرائيل هو كيفية ترجمة الانتصارات العسكرية، إلى تسويات ديبلوماسية طويلة الأمد.
وقال أوريون إن الحيلة هي العثور على مخرج قبل نقطة الانعطاف، عندما يمكن أن تبدأ الأمور في الاتجاه الخاطئ. وأضاف: "في الوقت الحاضر، لا نزال في منتصف الفيلم".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الجیش الإسرائیلی نصر الله فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار ويشنّ غارات على لبنان (شاهد)
استشهد شخص في ضربة شنّتها مسيرة للاحتلال الإسرائيلي على سيارة في منطقة صور، المتواجدة في جنوب لبنان، على الرغم من سريان وقف لإطلاق النار بين "حزب الله" اللبناني ودولة الاحتلا الاسرائيلي، وذلك وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وأوضحت الوكالة الوطنية للإعلام أنّ: "مسيرة اسرائيلية" قد استهدفت سيارة "في بلدة رشكنانية في قضاء صور كانت مركونة إلى جانب منزل، ما أدّى إلى سقوط شهيد". فيما نشرت صورة توثّق لهيكل السيارة التي اندلعت فيها النيران.
وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر بوساطة أمريكية، عقب مواجهة استمرت لأكثر من عام، إلا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تزال متواصلة في شنّ غارات على عدّة مناطق في جنوب لبنان وشرقه.
Israeli ???????? army targeted a vehicle in Rechknanay رشكنانيه, a village in Southern Lebanon, located in Tyre District, Governorate of South Lebanon ????????
Israeli Army Radio reported a senior official in Hezbollah's Radwan unit was assassinated by an Israeli drone strike in the town of… https://t.co/zMHWKJn1Qf pic.twitter.com/944zbF3gfd — Saad Abedine (@SaadAbedine) March 4, 2025 جالت مسيّرة إسرائيلية فوق قرى في #جنوب_لبنان وبثّت مقطعاً صوتياً يحرّض على حزب الله، وينتهي بالتهديد بـ«فتح أبواب جهنّم». وقد تزامن ذلك مع مواصلة خرق الجيش الإسرائيلي اتّفاق #وقف_إطلاق_النار، عبر إطلاق نار في #كفركلا أدّى إلى إصابة مواطن بجروح، وتوغّل دورية إسرائيلية في سهل بلدة… pic.twitter.com/6Zi19EyK5o — Megaphone (@megaphone_news) March 3, 2025
وتزعم دولة الاحتلال الإسرائيلية أنّها تستهدف مواقع ومنشآت لـ"حزب الله"، وأنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب. حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، عبر بيان، أنه: "قتل مهرب أسلحة ينتمي لحزب الله في غارة على شرق لبنان، الخميس، كان ينسق تعاملات إرهابية لشراء أسلحة".
وخلال الأسبوع الماضي، استشهد شخصان آخرين، أيضاً جرّاء ضربة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت منطقة حدودية في شرق لبنان، وذلك وفقا للوكالة الوطنية، فيما زعم جيش الاحتلال أنه: "قصف عناصر من حزب الله تم رصدهم داخل موقع لإنتاج وتخزين وسائل قتالية إستراتيجية، في منطقة البقاع".
تجدر الإشارة إلى أنه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، قد كان من المفترض أن تنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، خلال 60 يوما، وذلك قبل أن يتمّ تمديدها حتى 18 شباط/ فبراير. غير أنه مع انقضاء المهلة، قد أبقى جيش الاحتلال الإسرائيلي على وجوده في خمس نقاط إستراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، وفي المناطق المقابلة في جانب الاحتلال الإسرائيلي للتأكد من عدم وجود تهديد فوري" بحسب ما يزعمون.
وفي السياق نفسه، اعتبر لبنان أنّ "استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية هو احتلالاً".