جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-07@00:37:15 GMT

الفتنة المقدسة

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

الفتنة المقدسة

التسامح الديني وأهمية إنهاء خطاب الكراهية بين المذاهب الإسلامية: قراءة معمّقة في الماضي والحاضر.

أحمد بن محمد العامري


منذ نشوء الخلافات المذهبية في العالم الإسلامي، باتت الأمة تواجه تحديات جسيمة تمزق وحدتها وتضعف قوتها، مما جعلها عرضة لاستغلال الأعداء الخارجيين، وفي الوقت الذي تتواصل فيه هذه الصراعات، يبرز خطاب الكراهية بين المذاهب كأحد أكبر التهديدات التي تواجه الأمة.


 باتت الحاجة ماسة اليوم شرعاً إلى إعادة النظر في هذه الخلافات والبحث عن طرق فعالة لإنهائها، لوقف التشتت وإعادة بناء جسور الوحدة بين مختلف أطياف المجتمع الإسلامي.، ومن خلال استقراء التاريخ واستشراف المستقبل، يتضح أن الاتحاد القائم على التسامح وقبول الآخر هو السبيل الوحيد لمواجهة المؤامرات الخارجية والحملات العدائية التي تستهدف الأمة.
تعود جذور الخلافات المذهبية في الإسلام إلى الفتنة الكبرى التي وقعت بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبدأت الأمة الإسلامية تتفكك سياسياً ومذهبياً مع مرور الزمن. رغم ذلك، شهدت فترات من التاريخ الإسلامي تعايشاً سلمياً بين المذاهب المختلفة، حيث كانت المدارس الفكرية تتفاعل وتتبادل الآراء بطريقة حضارية. من أبرز الأمثلة على هذا التعايش كان العصر الذهبي في بغداد خلال الخلافة العباسية، حينما كان العلماء من مختلف المذاهب والمدارس الفكرية يجتمعون ويتحاورون، مثلما حدث بين الإمام أبي حنيفة رحمه الله والإمام جعفر الصادق عليه السلام.

لكن مع تراجع هذه الفترة الذهبية، بدأت الخلافات تأخذ منحى سياسياً، حيث تم استغلال المذاهب الدينية لأغراض سياسية من قبل الحكام والسلاطين.
 على سبيل المثال، في العصور اللاحقة وخاصة خلال العصر الصفوي في إيران والعثماني في تركيا، استخدمت المذاهب (السني والشيعي) كأدوات سياسية لتوطيد السلطة وتبرير النزاعات مع القوى الإقليمية الأخر، لم تكن الخلافات المذهبية مجرد مسألة عقائدية، إنما أصبحت سلاحاً سياسياً بيد الطامعين في السلطة، مما فتح الباب أمام تدخلات خارجية استغلت هذه الانقسامات لتحقيق مكاسبها.
من الدروس المستفادة في التاريخ الإسلامي ما حدث خلال الحملات الصليبية في القرون الوسطى، كانت أوروبا تعاني من صراعات داخلية ومذهبية في ذلك الوقت، لكنها توحدت خلف فكرة استعادة الأراضي المقدسة تحت لواء "الصليبية". وكون العالم الإسلامي كان يعاني من خلافات مذهبية وسياسية، مثل الصراع بين الفاطميين في مصر والعباسيين في بغداد، هذه الانقسامات جعلت من الأمة هدفاً سهلاً للصليبيين، ولكن من أبرز الدروس في هذا السياق هو التحول الذي حدث في مراحل متقدمة من الحروب الصليبية، حينما أدرك القادة المسلمون أهمية الوحدة، على سبيل المثال، تمكن صلاح الدين الأيوبي رحمه الله من توحيد الجبهة الإسلامية بمختلف مذاهبها وقومياتها لمواجهة الصليبيين، وكان نجاحه في تحرير القدس عام 1187 ليس فقط نصراً عسكرياّ، بل كان انتصاراً للوحدة والتسامح. فصلاح الدين لم يفرق بين المسلمين من المذاهب المختلفة، كما أنه تعامل بروح التسامح مع أبناء الوطن من المسيحيين وكذلك حمى اليهود.

واليوم، ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، تعود إلينا بعض صور الحروب الصليبية، لكن هذه المرة تحت غطاء سياسي واقتصادي معقد. ما يُعرف بـ"الحملة الصهيوصليبية" هنا نشير إلى التحالف بين الصهيونية السياسية وبعض القوى الغربية الكبرى، والتي تسعى إلى فرض سيطرتها على العالم العربي والإسلامي، هذه الحملة لا تستهدف ديناً واحداً أو مذهباً واحداً، بل تسعى إلى زرع الفتن الطائفية والمذهبية لتمزيق المجتمعات الإسلامية، وكذلك أفريقيا والقارة اللاتينية لهما نصيب من هذه الحملة.

في العراق، شهدنا بعد عام 2003 كيف تم تأجيج الفتنة السنية-الشيعية بشكل منهجي من قبل الاحتلال الأمريكي والقوى الغربية المتحالفة معه، كان الهدف واضحاً: تمزيق النسيج الاجتماعي للبلاد وإضعاف وحدتها الوطنية بخلق محصاصة مقيتة، والنتيجة كانت سنوات طويلة من الحروب الأهلية والعنف الطائفي الذي لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا. وبالمثل، شهدت سوريا واليمن ولبنان تدخلات خارجية استغلت الخلافات المذهبية والسياسية لتفجير الحروب الداخلية، وهذه الحملة الصهيوصليبية تنفذ أمامنا تحت صمت عربي مطبق.

إن دعم بعض القوى الغربية لما يمكن تسميته بالتحالف الصهيوصليبي لا يقتصر على دعم إسرائيل فقط، بل يمتد إلى دعم الأنظمة والمليشيات التي تساهم في زعزعة الاستقرار في العالم العربي. هذه القوى المتصهينة تستغل الفتن المذهبية لتبرير تدخلاتها السياسية والعسكرية في المنطقة. على سبيل المثال، دعم الغرب لبعض الأنظمة الاستبدادية أو الجماعات المسلحة التي تتبنى خطاباً مذهبياً متطرفاً هو جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى خلق حالة من الفوضى المستمرة التي تضعف القوى الإقليمية.

في ظل هذه التحديات الكبرى، يصبح التسامح الديني والوحدة بين المذاهب الإسلامية أمراً أكثر إلحاحاً وملزماً شرعاً من أي وقت مضى، يجب أن نعيد إحياء روح التسامح التي كانت تسود في العصور الإسلامية الذهبية، حيث كان الحوار بين المذاهب المختلفة وسيلة للإثراء الفكري والتطور الثقافي، فالمبادرات التي تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين المذاهب مثل "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية" في مصر، يجب أن تكون حجر الأساس في إعادة بناء الوحدة الإسلامية.

كما ينبغي على أهل الحكمة من قادة المجتمعات الإسلامية أن يلعبوا دوراً أكثر فاعلية في توجيه الرأي العام بعيداً عن خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، فالإعلام الاجتماعي، الذي أصبح اليوم ساحة رئيسية لتشكيل الرأي العام، يجب أن يُستخدم بشكل أفضل لنشر قيم التسامح والتعايش، وليس لإشعال الفتن.

إذا ما نظرنا إلى التجربة الأوروبية، نجد أن أوروبا أيضاً عانت من حروب طاحنة بين الطوائف المسيحية، خاصة خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر. هذه الحروب، التي عُرفت بحروب "الإصلاح البروتستانتي"، أدت إلى سفك دماء الملايين، لكن أوروبا خرجت من هذه الفتن المذهبية بعد أن أدرك قادتها أهمية الوحدة والتسامح وقاموا بتأسيس نظام سياسي يسمح بحرية الأديان ويمنع التمييز المذهبي.

هذا الدرس يمكن أن يكون مرشداً لنا في العالم الإسلامي، إذ إن الاتحاد لا يعني التخلي عن الهوية أو الانتماء المذهبي، بل يعني قبول الآخر والعمل على بناء مستقبل مشترك يقوم على مبادئ التسامح والعدالة.

إن مسؤولية إنهاء خطاب الكراهية بين المذاهب الإسلامية تقع على عاتق الجميع، بدءاً من علماء الدين والقادة السياسيين، مروراً بالمفكرين والمثقفين، وصولاً إلى الأفراد في المجتمع.
لا يمكن لأمة أن تحقق قوتها ووحدتها وهي ممزقة داخلياً. التاريخ والواقع يثبتان أن الاتحاد هو الحل الوحيد لمواجهة التحديات الكبرى، فقط من خلال التسامح والتفاهم نستطيع التصدي لهذا الإرهاب الفكري والسياسي الذي يسعى إلى استعبادنا وتفتيت مجتمعاتنا، يجب أن ندرك أن وحدة المصير ليست خياراً ثانوياً، بل هي ضرورة وجودية. بدونها، ستظل الأمة العربية والإسلامية ضعيفة ومستباحة.

ahmedalameri@live.com

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: بین المذاهب الإسلامیة خطاب الکراهیة یجب أن

إقرأ أيضاً:

"البوابة" ترصد فرحة الأسر المسيحية في لحظات المعمودية المقدسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تمتلئ الكنائس الأرثوذكسية، اليوم الأحد، بالزغاريد،  في "أحد التناصير"، حيث تُفتح أبواب المعمودية لاستقبال نفوس جديدة في أحضان الكنيسة.

وشاركت “البوابة” أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فرحتهم بمعمودية أطفالهم في يوم أحد التناصير، في أجواء مملوءة بالروحانية والبهجة، ووسط لحظات إنسانية مؤثرة عايشناها وسط العائلات، وهم يشهدون أولادهم يولدون من جديد في حضن الكنيسة.

المعمودية ليست مجرد طقس ديني، بل هي أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتي تُعد "باب الأسرار"، فلا يمكن للمسيحي أن ينال أيًا من الأسرار الأخرى (الميرون، التناول، الاعتراف، الزواج، الكهنوت، ومسحة المرضى) ،إلا بعد أن يُولد روحيًا في مياه المعمودية

من قلب الحدث، رصدت “البوابة” مشاعر الآباء والأمهات، فرحة الأجداد، وزغاريد الأمهات، ودموع الامتنان التي سالت في عيون الجميع، لتُخلّد لحظات لا تُنسى في حياة كل أسرة مسيحية.

في أحد أركان الكنيسة، جلست أسرة أبانوب صفوت تحتضن طفلها الصغير، وعيونهم تفيض بمشاعر ممزوجة بين الفرح والترقب. يحيط بهم أفراد العائلة، . ينتظرون اللحظة التي سيُحمل فيها إلى جرن المعمودية ليصبح عضوًا في الكنيسة،  بينما وقف الكاهن بثوبه الأبيض، مستعدًا لإتمام السر المقدس. ومع تصاعد الألحان والترانيم، تقدمت الأم بحنان، تحمل طفلها "جوناثان "نحو جرن المعمودية، ليبدأ الكاهن صلاة التقديس، قبل أن يُغمر جسد الطفل في الماء المقدس ثلاث مرات، رمزًا لدفنه مع المسيح وقيامته معه، ليخرج إلى الحياة الجديدة ،وبعدها دهنه بزيت الميرون 36 مرة ، الذي يُمثل حلول الروح القدس عليه. ثم ارتدى جوناثان  ثوبًا أبيض رمزًا للنقاء والبراءة.

"اليوم أصبح ابننا مسيحيًا "، بهذه الكلمات بدأت ، والدة الطفل  جوناثان ، حديثها معنا وهي تحمله بفرح تضيف: "لطالما انتظرنا هذا اليوم بفارغ الصبر بعد أكثر من 40 يوما، فالمعمودية ليست مجرد طقس ديني، بل هي ميلادٌ جديد في المسيح

كان أبانوب ممسكًا بيد زوجته، يدرك أنها متأثرة بشدة، وقال "عندما وقفت أشاهد الكاهن وهو يرفع صلواته فوق الماء، كنت أشعر وكأنني أضع ابني بين يديّ الله، أسلمه له ليباركه ويحفظه. إنه إحساس غريب، بين الفرح والخشوع .".

"واختتم أبانوب وسأحكي له عن هذا اليوم عندما يكبر، سأخبره كيف ولد من جديد هنا، في بيت الله، أتمنى أن يظل هذا اليوم محفورًا في قلبه، كما سيظل محفورًا في ذاكرتنا إلى الأبد."

 

قال الشماس ريمون رفعت، إن أحد المولود أعمى هو الأحد الخامس من الصوم الكبير. يتميز هذا اليوم بإقامة معموديات فردية او جماعية، خاصة للأطفال الذين لم تتم معموديتهم بعد، استعدادًا لعيد القيامة المجيد. يُطلق عليه "أحد التناصير" نسبة إلى كلمة "التناصير"، التي تعني المعمودية أو "التغطيس

وأوضح أن الكنيسة اختارت لهذا اليوم فصلا من إنجيل معلمنا يوحنا البشير وهو الإصحاح التاسع بأكمله الذي  يروي معجزة شفاء السيد المسيح للمولود أعمى والسبب في اختيار هذا الفصل أنه يصف حالة المعتمد قبل نوال سر المعمودية وبعده.

فمن يتقدم للمعمودية يعتبر مولودا أعمى بالخطية الأصلية ومن خلال المعمودية واغتساله بالماء يطهر من خطاياه وانفتحت عيون قلبه ونال بصير،  والمعمودية في إشارتها للميلاد الثاني كما في تفيح عيني المولود أعمى استخدم السيد المسيح تراب الأرض بأن تفل على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام فمضى واغتسل واتى بصيرا.

وأكمل أن المعمودية تعد في الإيمان المسيحي "ميلادًا ثانيًا"، حيث يؤمن الأقباط أن الإنسان يولد بالخطيئة الأصلية، التي ورثها عن آدم، ولا يتمكن من الانضمام إلى الكنيسة إلا بعد المعمودية، التي تُطهره وتمنحه نعمة بنوة لله.

وأضاف ولهذا، تُجرى المعمودية للأطفال في أيامهم الأولى للذكر بعد 40 يوما وللأنثى بعد 80 يوماً

الشماس ريمون رفعت 

 

وكان لنا أيضًا لقاء مع أسرة ثانية نالت بركة معمودية ابنها البكري في هذا اليوم المقدس. التقينا بهم عقب انتهاء القداس، وبدت على وجوههم ملامح الفرح والامتنان. في حديثهم معنا، شاركونا مشاعرهم التي امتزجت بين التأثر والفرحة، مؤكدين أن لحظة نزول طفلهم إلى جرن المعمودية كانت بالنسبة لهم بمثابة ميلاد روحي جديد، لا يقل أهمية عن ميلاده الجسدي

وقالت يوستينا “كنت حاسة إن قلبي بيترجف من الفرحة والخوف في نفس الوقت.. كأنّي بسلمه لربنا علشان يباركه ويحفظهفي كل أيام حياته. اللحظة كانت مهيبة بجد، كأنها ولادة تانية، بس ولادة روحية مش جسدية.”

تصف يوستينا لحظة نزول ابنها في الماء المقدس بعيون ممتلئة بالدموع قائلة: “لما الكاهن أخده بين إيديه بعد المعمودية،حسيت إن نور جديد بيشع من وشه.. كأنه ابتدى صفحة جديدة بيضا مع ربنا.”

أما الأب، يوسف، فوقف إلى جوار زوجته، صامتًا للحظات قبل أن يبدأ الحديث. كان صوته مزيجًا من الرهبة والدهشة:

“أنا شوفت طقس معمودية الأطفال كتير طول حياتي، وكنت بشوفه حاجة جميلة وبس، لكن لما جيه الدور على يوناثان،حسيت إن اللي بيتعمد مش هو لوحده.. أنا كمان كنت باتعمد معاه، كنت باتطهر من جوّا.”

يتوقف قليلًا ويسترجع اللحظة قائلاً: “لما غمروه في الماء، لقيت دموع في عنيّ يوستينا، ودموعي أنا كمان نزلت من غير ماأخد بالي. ماكنتش بعيط حزن، دي كانت رهبة وفرحة في نفس الوقت. حسيت إن ربنا حط إيده على ابني، وبيرحب بيه في كنيسته.”

“كنت حاسس كأني أنا اللي اتولدت من جديد، كأني أنا اللي أخدت سر المعمودية.”

وعن الأب لم يكن يتوقع أن يعيش هذه اللحظة بهذه المشاعر الجارفة. كأب، كان يتوقع أن يكون موقفه أكثر اتزانًا، لكنه اكتشف أن اللحظة أقوى من كل توقعاته.

وقال يوسف الأب: " كنت أرى معمودية الأطفال في الكنيسة طوال حياتي، وأعتبرها طقسًا دينيًا جميلًا، لكنه لم يكن يعني لي الكثير على المستوى الشخصي، حتى جاء اليوم الذي عُمدت فيه "يوناثان". فجأة، شعرت أن الأمر مختلف تمامًا. رأيت طفلي الصغير يحمل إلى جرن المعمودية ويغمر داخل الماء المقدس، وفجأة، شعرت أنني أنا من يُغمر في الماء، وكأنني أعيش لحظة تطهير روحي."

يسترجع المشهد ويتوقف للحظة قبل أن يكمل: "عندما غُمر طفلي في الماء، رأيت الدموع في عيون والدتها، ووجدت دموعي أنا أيضًا تنهمر دون أن أدرك، لم يكن بكاءً حزينًا، بل كان رهبة وفرحًا في آن واحد. شعرت أن الله يضع يده على ابنتي، يمنحها بركته، ويؤكد لها أنها أصبحت جزءًا من كنيسته."

بعد انتهاء الطقس يقول يوسف "لقد اصبحت صامتًا لعدة دقائق، لأستوعب ما حدث. كنت أشعر وكأنني عدت طفلًا مرة أخرى، وكأنني أنا من نلت سر المعمودية.

واختتمت يوستينا: “رأيت والديّ ينظران إلى ابني بحب وفخر، وكأنهما يسترجعان ذكريات معموديتي منذ سنوات، كانت السعادة تملأ قلوب الجميع، والتفّ أفراد العائلة حولنا ووقفنا جميعًا لالتقاط صور تذكارية، بينما كان يوناثان يرتدي ثوبه الأبيض الناصع، ويبدو كأنه ملاك صغير هذا اليوم لن أنساه طوال حياتي”.

 

أما مارينا يوسف، فقد عاشت تجربة مختلفة تمامًا عند تعميد ابنها بيتر. كانت تسمع دائمًا أن الأطفال قد يبكون أثناء المعمودية بسبب الماء أو إحساسهم بالغربة في هذه اللحظة، لكنها فوجئت بردة فعل غير متوقعة تمامًا من صغيرها.

"كنت متوترة قليلًا قبل الطقس، وكنت خائفة أن يبكي بيتر أو يشعر بالخوف. لكن المفاجأة أن ابني لم يتوقف عن الضحك طوال الوقت! حتى عندما غمره الكاهن في الماء ثلاث مرات، لم يبكِ، بل ابتسم وكأنه يشعر بالأمان التام."

تضحك مارينا وهي تسترجع المشهد: "حتى الكاهن نفسه ابتسم وقال لي: 'هذا الطفل سعيد بعماده أكثر من أي طفل رأيته'، كان الجميع يضحكون معنا، وكأن روحًا من الفرح قد ملأت الكنيسة."

بالنسبة لها، كان هذا اليوم مميزًا بكل تفاصيله. "أشعر أن ابني بدأ كنت أخشى أن يظل هذا اليوم عالقًا في ذاكرتي بمشاعر توتر، لكنه تحول إلى أحد أجمل الذكريات في حياتي."

مقالات مشابهة

  • المثالية بين الوهم والواقع.. عندما يكون العدل أولى من التسامح
  • البنك الإسلامي للتنمية يعزز تعاونه مع بنك الجزائر لدعم الصيرفة الإسلامية
  • "البوابة" ترصد فرحة الأسر المسيحية في لحظات المعمودية المقدسة
  • هل يجب قضاء الصلوات الفائتة بالترتيب؟.. الإفتاء توضح آراء المذاهب الأربعة
  • موقفنا لله وحده
  • عُمان التسامح
  • أبواق الفتنة تتصدع
  • حتى الساعة الثامنة .. أمطار خفيفة إلى متوسطة على العاصمة المقدسة
  • صيام الست من شوال .. فضلها وحكم صومها متتابعة.. اعرف أحكامها وآراء المذاهب الفقهية
  • استئناف العدوان على غزة يُجدّد الخلافات داخل دولة الاحتلال