أعربت "فرنسا"، عن خالص تعازيها لأسر ضحايا حرائق الغابات في جزيرة ماوي بولاية هاواي الأمريكية، والتي أودت بحياة 80 شخصا على الأقل، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، مساء اليوم السبت.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان اليوم، إن باريس "تعرب عن تعازيها لأسر وأقارب الضحايا وتعرب عن تضامنها الكامل مع حاكم ولاية هاواي جوش جرين وسكان جزيرة ماوي بالولاية التي دمرتها الحرائق والتي تستمر فيها عمليات الاجلاء".

 

إدارة الطوارئ الفيدرالية الأمريكية

ووفقًا لوكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية الأمريكية، أدت هذه الحرائق إلى تدمير وتضرر نحو 2207 مبنى، معظمها سكنية. 

تأتي هذه الحرائق المدمرة في منتصف فصل الصيف الذي شهد سلسلة من الظواهر الطبيعية القاسية في العالم أجمع من بينها موجة الحر الشديد في جنوب الولايات المتحدة، وهي ظواهر مرتبطة بالاحترار العالمي وفقا للخبراء، وانتشرت بشكل أكبر لأن الأمطار في جزيرة ماوي أقل من المعتاد هذا العام. ويعاني الجزء الغربي من الجزيرة حاليا من جفاف شديد إلى معتدل، وفقا لمرصد الجفاف الأمريكي.

وارتفعت حصيلة الحريق الذي أتى في شكل شبه كامل على بلدة سياحية في جزيرة ماوي الأمريكية إلى 80 قتيلا، وفق ما افادت السلطات المحلية السبت. وأكدت مقاطعة ماوي - في تعداد جديد - أن "عدد القتلى 80"، موضحة أنه تم إجلاء نحو 1418 شخصا إلى ملاجئ. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فرنسا الغابات حرائق الغابات جزيرة ماوي هاواي وزارة الخارجية الفرنسية جزیرة ماوی

إقرأ أيضاً:

هل تعيد فرنسا سيناريو عام 2002؟

بداية الأسبوع المقبل ستكون حاسمة لتحديات سياسية - وربما وجودية - خطيرة تمر بها فرنسا اليوم؛ وهي تحديات من تلك القماشة التي لا تهدد السلطة السياسية وتحولاتها الطبيعية بين يمين ويسار الوسط فحسب، بل تهدد كذلك ما تمثله هوية فرنسا وكيانيتها في العالم الحديث.

فأمام النتائج المفزعة في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي أسفرت بداية هذا الأسبوع عن تقدم كبير لأقصى اليمين المتطرف، وأفزعت الكثيرين في أوروبا والعالم من احتمالات خطرة أمام مستقبل فرنسا الوجودي، يبدو الوضع اليوم - والقياس مع الفارق - أشبه بحال فرنسا العام 2002 حين أسفرت الانتخابات الرئاسية، لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، عن حصد الجبهة الوطنية لليمين المتطرف بقيادة جان ماري لوبين (والد مارين لوبين الزعيمة الحالية لحزب التجمع الوطني) ما نسبته 18% من أصوات مقترعي الانتخابات الرئاسية، فكان ذلك الحدث، بحد ذاته، مؤشرا خطيرا اضطرت معه كل القوى السياسية الفرنسية بيمينها - غير المتطرف - ويسارها إلى الاصطفاف خلف برنامج الرئيس الديغولي جاك شيراك، ونجح المجتمع السياسي الفرنسي آنذاك في الحد من وصول اليمين المتطرف إلى السلطة.

اليوم، هل يمكن القول إن ذلك السيناريو في صيف العام 2002 قابل للتجديد في ظل مياه كثيرة جرت تحت الجسر؟ لعل الإجابة على هذا السؤال تبدو أكثر صعوبةً حيال السيولة السريعة لتقلب الأوضاع السياسية في فرنسا، وهي سيولة نتوقع معها تحالفات دراماتيكية قد تسفر عنها ترتيبات القوى السياسية المختلفة للحيلولة دون وصول اليمين المتطرف إلى السلطة.

تنهض الدعاية السياسية لليمين المتطرف على تمثيلات شعبوية تتوهم صفاءً للهوية الفرنسية كنموذج احتذائي للتميَّز الذي عكس فرادة الشعب الفرنسي في مخيال محازبي ذلك اليمين، إلى جانب تسويق الضجر من الوعود غير المتحققة لسياسات الرئيس الفرنسي ماكرون، والزعم بطرح برنامج اقتصادي ذي سياسات إنفاق تختلف عن أولويات الإنفاق على قضايا الاندماج وسياسات الهجرة، والتخفف من الالتزام بقضايا الاتحاد الأوروبي، حيث وعد اليمين المتطرف في برنامجه السياسي «بإنهاء سيادة القوانين الأوروبية،» فضلاً عن قضايا أخرى مثل؛ الإسلاموفوبيا والعولمة وغيرها من القضايا التي تعكس طابعًا للإثارة والقابلية للتهييج الإعلامي الشعبوي، لكنها في الوقت ذاته، لا تنطوي على تصورات تضمر حلولاً واقعية أو موضوعية في محتوى البرنامج السياسي لليمين المتطرف، فضلاً عن أن تلك المشكلات المعقدة؛ مشكلات ذات طابع عمومي في أوروبا جميعا.

هكذا سنجد في بعض وعود البرنامج السياسي لمرشح اليمين المتطرف جوردان بارديلا ما يقوم على رفض تعيين الفرنسيين مزدوجي الجنسية الذين قال عنهم: «إنه يريد منعهم من تولي مناصب استراتيجية حسّاسة» واصفا إياهم بـ «أنصاف الوطنيين» وهو أمر يضمر تمييزا خطيرا نابعا من توهم صفاء الهوية!

سياسي «التيك توك» هذا (جوردان بارديلا) - كما يطلقون عليه في فرنسا - يحرك بسهولة وسائل التواصل الاجتماعي «التي قاد حزبه خلالها حملات ناجحة تحت شعارات وأفكار بسيطة، تلعب على مخاوف بسطاء الناس من خسارة هويتهم الفرنسية» قال عنه بعض الأكاديميين الفرنسيين: «لا تعلم تحديدا ما الذي يقترحه، لكنك تجد الكثير من مقترحاته». ولعل في هذا الوصف - تحديداً - يكمن خداع الدعاية السياسية لليمين الشعبوي المتطرف، فذلك اليمين إذ يستهلك قيم الديمقراطية دون أن يلتزم بقيمها واستحقاقاتها، فهو كذلك يعجز عن وضع الحلول المعقدة للمشكلات المعقدة.

ولعل فشل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في معالجة تحديات وباء كورونا الذي كان في قائمة أهم أسباب عدم التجديد له لولاية ثانية في انتخابات العام 2020 بالولايات المتحدة، خير دليل على ذلك.

هناك مشكلات حقيقية لعبت فيها سياسات العولمة الاقتصادية دورا كبيرا في تقليص دور الرعاية والرفاهية للدولة القومية في أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهي مشكلات يزعم اليمين المتطرف وعودا لمعالجتها في دعايته الشعوبية خلال الانتخابات، لكنها أبعد ما تكون عن ذلك.

من يطلع على كتاب «المثقفون المزيفون» للمفكر الفرنسي باسكال بونيفاس الذي وضع له عنوانا جانبيا: «الانتصار الإعلامي لصناعة الكذب» وتعرض فيه لنقد التزييف الذي يمارسه «فلاسفة» شعبويون في الإعلام الفرنسي، ربما سيدرك طرفا من طبيعة ذلك الرواج الذي تنهض عليه الدعاية السياسية لليمين المتطرف.

محمد جميل أحمد كاتب من السودان

مقالات مشابهة

  • ما لا تعرفه عن حرائق الاحتلال الإسرائيلي.. صواريخ «حزب الله» تشعل 21 ألف فدان
  • تحذير للشركات المصنعة لأجهزة الكمبيوتر.. ينتهكون قواعد الحق في الإصلاح
  • حرب لبنان.. إسرائيل: 25 فريق إطفاء يخمدون حرائق بـ 10 بؤر
  • فرنسا.. هدف بـ «نصف مليار يورو»!
  • هيئة أبوظبي للدفاع المدني: 10 إرشادات للوقاية من حرائق المحاصيل الزراعية
  • إجلاء آلاف الأشخاص شمال كاليفورنيا بسبب حرائق الغابات
  • هل تعيد فرنسا سيناريو عام 2002؟
  • الخارجية الروسية: بيان البنتاجون الذي يسمح لأوكرانيا بضرب شبه جزيرة القرم بالأسلحة الأمريكية قد يوسع الصراع
  • السيطرة على حريق شقة سكنية في إمبابة
  • أمنستي تندد بفشل سلطات الإقليم في حماية النساء ضحايا العنف المنزلي