تسمية شارع باسم معين لم يكن يوما من أهداف المحاهدين
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
الانشغال بمواضيع جانبية إنصرافية لشغل الناس عن قضيتهم الكبرى لا يكون صدفة بل هو في الغالب من الغرف الإعلامية المضللة
تسمية شارع باسم معين أو شيء من هذا القبيل لم يكن يوما من أهداف المحاهدين و لا الذين يقاتلون الآن
الناس دي كلها الآن واقفة في صف واحد لهدف واحد لا ثاني له وهو تحرير البلاد من هؤلاء الأوباش .
مصطفى ميرغني
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
اصنع لنفسك يوما جميلا ولا تنتظره من غيرك
في أحيان كثيرة، الإنسان هو من يبني نفسه بنفسه خاصة عندما يفتقد إلى من يسنده في رحلة الحياة، لذا هو من يبث السرور إلى روحه ليصنع شيئا مختلفا عن الآخرين، فاليتم ليس معناه الاستسلام أو التوقف عن صناعة الذات.
لكن البعض لا يصنع له حاضرا مشرقا، بل يضع أمام مستقبله «شبحا مخيفا» يعينه على الفشل والتوقف عن الحركة، ففي كل زاوية يجد ثمة شيئا يطارده ويشغل جل تفكيره ويعيق حركته متحججا بالظروف والمشاكل، يكبل جسده بالأغلال والأصفاد متبعا خطوات الشيطان ليظله عن طريق الحق والاستمتاع الصحيح بالحياة؛ لأنه يبحث عن بواطن الهزائم القديمة ليعيش في بوتقة «الهم والكرب» بحيث يتخيل بأنه الشخص الوحيد الذي لا يستطيع أن يتخلى عن هذه الأفكار بسهولة؛ لأن مجال تفكيره يظل مغلقا بالأوهام والخرافات والتخيلات التي لا أساس لها في الواقع.
الحياة جميلة أيها الرائعون.. فقط علينا أن نتعامل معها بلطف ونعرف كيف نتأقلم مع أحوالها المتقلبة، ونعي بأن ثمة لحظات خاطفة تكشف لنا سوء نيتها وغدرها المفاجئ، لكن هذا لا يجعلنا نحمل سيوفا نغرزها في صدورنا لأننا أشخاص محزونون.
قد تسلبنا الحياة في لحظة ما بعضا من مباهجها ونعتقد أن لا انفراجة لهذه المحن، ويزداد إحباطنا عندما نعتقد أيضا بأن ما نحن فيه سيظل خالدا إلى الأبد، فتصبح الحياة أشبه بلوحة يلفها السواد من كل جانب، قاتمة في معانيها وألوانها وتزداد الأمور تعقيدا إذا ما أمسكنا بسحائب الأحزان من أطرافها، لنجعلها تمطر على رؤوسنا مدادًا أسود.
عندها لن يستطيع الشخص منا أن يرى ضوءا في ذاته؛ لأن الظلام سيحل بكل الأماكن في الروح والجسد ويصبح الضعف جزءا مهما من الهزائم النفسية المتسلسلة وهذا ما يؤذي الإنسان ومشاعره.
تقول الروائية والشاعرة الأمريكية أليس والكر: «لا تنتظر من الآخرين أن يسعدوك، بل اصنع سعادتك بنفسك؛ لأنه إذا لم تتعلم كيف تسعد نفسك، فلن يسعدك أحد، ولن تسعد أيضا أحدًا»، أما الحكماء والفلاسفة يقولون: «إن أحببت أن تكون أسعد الناس بما علمت فاعمل.. فلو كانت السعادة تعني الحياة بلا قلق، لكان المجانين هم أسعد الناس».
لذا عليك أيها الإنسان، ألّا تمكّن الأعداء منك؛ فتصبح فريسة سهلة يسيطر عليها خيال التمني في الهروب من الواقع، أو تتوقع أن تتركها الوحوش لتعيش من جديد بعد أن وقعت بين أنيابهم الحادة.
من المفيد أيضا ألا تجعل الأوهام تلف حبالها الغليظة حول عنقك فتصح كمشنقة توقف كل نبض في جسدك، فأنت لم تخلق لتغلق على نفسك أبواب الحياة لتصبح شخصا ضعيفا غير قادر على مواجهة ظروف الحياة والعيش بسلام معها.
من النصائح الخالدة التي تركها العظماء والأقوياء لنا هو أن لا نجعل من صفحات الماضي عبارة عن أوراق تذروها الرياح وتنتهي، بل علينا أن ندقق في العبر التي تمنحنا إياها ونتعلم الدروس المستفادة منها، فما ذهب لن يعود إلينا بنفس التفاصيل الماضية، وإن عاد قدر منها، فلن نشعر بتلك البهجة التي اعتدنا عليها أول مرة.. كما لا تدع الحزن يسيطر على مجريات حياتك أو يكون سببا في ضياع الفرص أو حاجزا يمنعك من القيام ببعض الأعمال الجميلة التي يمكن أن تقوم بها لتسعد نفسك والآخرين.
حتى الذين خدعوك على حين غرة، ثق بأن الأيام كفيلة بأن تذيقهم بعضا مما أذاقوك إياه، وربما أكثر بكثير، فقط ليشعروا بجرمهم تجاهك، وسيثبت لك القدر بأن العقاب الذي أنزلوه عليك لم تكن تستحقه وإنما ألصقت بك التهم لتكون أن الضحية التي ينتظرها الجزار منذ زمن.
أحيانا قد توجه نوعا من اللوم إلى نفسك الضعيفة، وتؤنبها على ما سولت لك من أعمال كانت سببا في دفعك ثمنا باهضا لأشياء كان يجب ألّا تدفعها لأشخاص لا يستحقون عطاءك، ولكن ثق أيضا بأن ثمة شيئا عظيما ينتظرك وهو «أن ما عند الناس يفنى، وما عند الله باق، وعند الله تجتمع الخصوم».
لا تتصور في كل مرة، أن الآخر يجتهد من أجل إسعادك أو الاهتمام بك، عندها ستصل إلى بعض الحقائق المهمة متأخرا، ولكن لا بأس من ذلك؛ لأن هذا هو القدر الذي ينتظرك، والثمن الغالي الذي تدفعه لتعيد جدولة ديونك وحساباتك أو معرفة كل ما عليك فعله من أجل أن تعيش حياتك بهدوء دون أن توجد خلافات مع الآخرين.
قبل أن تترجل نحو البعيد، ضع في سجل حياتك مبدأ مهما وهو «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا»؛ لأن هذا السلوك هو الأصل في كل الأشياء التي تسير عليها، وغير ذلك سيكّون منك شخصا «واهما» تستحق ما تلقاه آجلا أم عاجلا، الحياة مدرسة تتجاوز مدى الأشياء المنظورة، ضع في ذهنك بعضا من المعادلات الحسابية التي كنت تظن بأنها لن ترافقك في حياتك مثل الكسر والجبر والطرح والجمع والقسمة وغيرها؛ لأنك ببساطة ستحتاج إلى أن تعيد حسابات الأشياء مع كل مفترق طريق جديد ومرحلة أخرى تدخل فيها سواء في العمل أو الحياة بشكل عام.
من الأشياء التي لن تستطيع أن تخفيها هو خوفك من المستقبل، خوفك من الوحدة والعزلة والشغف لكل شيء كان يمثّل لك الحياة بما فيها من زينة ومتاع لا تشبع منه أبدا.
لذا نقول وبصوت مرتفع كما قال غيرنا منذ زمن: «عش حياتك وابحث عما يسعدك، فالأيام لن تعود، اصنع لنفسك عالما جميلا ويوما جميلا ولا تنتظر جمال يومك من أي أحد».. ورسّخ قواعد إسعاد الذات في عموم حياتك والبعد عن كل ما يعكر صفو أيامك، وتأكد أن الحياة ما هي إلا لحظات وتنقضي مهما تآلفت وتشكلت فيها الظروف وتغيرت بداخلها الأشياء.