الثورة نت:
2024-10-04@08:21:20 GMT

المستجدات ومنطق السياسة

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

 

حركة التوازنات في المنطقة العربية والعالم تتغير وبشكل متسارع وسوف تترك التداعيات من جراء اغتيال سيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصرالله – أمين عام حزب الله في لبنان، واقعا جديدا ومتغيرا، كما أن ملامح المرحلة التي يوحي بها الواقع اليوم تقول أن القوة ستكون هي الفيصل في رسم معالم المستقبل وبالتالي فقواعد اللعبة السياسية ستأخذ مسارات لم نكن نتوقعها، فقادة المرحلة وأبرز رموز محور المقاومة الإسلامية يتعرضون للاغتيالات والتصفية الجسدية وهذا في حد ذاته مؤشر خطير وسياسة قمعية غير مسبوقة ونقول غير مسبوقة لأنها تحدث بشكل متواتر وبمباركة النظام الدولي وتحت مظلة الصمت العربي والعالمي، فالذين فرحوا باغتيال هنية وسيد المقاومة وقادة الصف الأول للمقاومة في لبنان هم في قائمة التصفيات المؤجلة، فإسرائيل تتحرك بجنون لبلوغ غايتها في دولة إسرائيل الكبرى .

وتحت سماء اليمن ثمة شيء قد تغير اليوم، وفهم أبعاد التغير والتبدل يجعلنا على أعتاب الصناعة، وبعدنا عن فهم مجريات الأحداث يجعلنا في ذات الدائرة دون الوصول إلى غاية، لذلك فالمرحلة تتطلب فهم التداعيات والأبعاد من كل جانب حتى نتمكن من صناعة التوازن لتحقيق المصالح العامة والمرسلة .

السياسة صناعة نستطيع توفير خاماتها من الفرص التي تتركها بين أيدينا، ونحن فيها أمام خيارين: إما الاقتناص واستغلال اللحظات، أو التفويت، ومن فاتته الفرص ولم يستغلها ترمد في ميدان السياسة .

اليوم نحن أمام واقع جديد في اليمن وفي الوطن العربي وفي العالم كله، فالذي حدث ويحدث هو تحول كبير في المسارات، وتلك التحولات سوف تترك آثارا عميقة في البناءات وفي مسارات اللحظة والمستقبل، تترك آثارا على اللحظة من خلال ما تتركه من ظلال على النظام العام والطبيعي، وتترك ظلالا على المستقبل من خلال ما تقوم به اللحظة من تأسيس لقضايا ستكون هي ملامح المستقبل، ولذلك فالصناعة تبدأ من اللحظة التي نعيش ونشهد تبدلاتها وتحولاتها العميقة سواء في المسار اليمني أم في المسار العربي والدولي، فكل المسارات تتكامل وتترك أثرا واضحا على الصناعة وعلى المستقبل .

فحين تفرد النظام الرأسمالي بحكم العالم والتحكم بمصالحه سعى جاهد على القضاء على حركات التحرر أو ذات النزعة الاستقلالية في العالم أو في الوطن العربي وبالرغم من جهوده الحثيثة في هذا الاتجاه إلا أنه لم يتوقع أو لم يدر في بال قادة النظام العالمي الرأسمالي أن ثمة صانع وثمة قوة خفية عظمى تدير العالم وتحفظ مصالح العباد بقدر كاف من التدافع خوف الفساد في الأرض، وهو الأمر الذي نشأ بالتوازي مع حالة التفرد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي وهو اليوم يسير في نفس المسار وقد يبلغ غايته.

حاولت أمريكا ومن شايعها القضاء على الحركات القومية وتفكيك النزعة الاستقلالية وعلى هدم المثاليات وهدم الإسلام من داخله من خلال الحركات الأصولية التي تصنع في الجامعة الإسلامية في إسرائيل والتي تتبع الموساد مباشرة فيكون أفرادها قادرين على السيطرة على الوجدان العام من خلال خطاب العصبية الدينية الذي تنتهجه وتسيطر به على عامة المسلمين، وقد رأينا كيف سيطروا على موجهات الإخوان وما تناسل عن الإخوان من جماعات مثل الجهادية والقطبية وغيرهما من الجماعات الذين نشطوا في اغتيال الكثير من رموز التنوير في الوطن العربي خوف الوعي واليقظة، فالنظام الرأسمالي يعتبر التظليل وتسطيح الوعي بالقضايا المصيرية للأمم طريقا للوصول إلى غاياته .

ومن الملاحظ منذ سقط المعسكر الشرقي بيد الغرب سقطت في المقابل المدارس النقدية والفكرية والفلسفية والثقافية فالصراع المحموم الذي شهده العالم وكانت من نتائجه الكثير من المدارس الفكرية والفلسفية والأدبية والثقافية اختفى فجأة مع رغبة الرأسمالية في تسطيح الوعي، ولذلك خلقوا بدائل تلامس القشور وتلهي العالم وفي ذات اللحظة تدر مالا كثيرا مثل البرامج والمسابقات التي يسمح بتعميم تجاربها في الفضائيات مثل مسابقات الشعر ومسابقات الصوت أو مسابقات المعلومات وهي أعمال تديرها في الوطن العربي قنوات(mbc) ويمكن مراجعة قائمة البرامج التي تبثها أو بثتها ومقارنتها مع مماثل لها يخرج أو خرج من غرف الاستخبارات العالمية والقيام بدراسة ولو محدودة ليكتشف المرء الدور الذي يقوم به النظام الرأسمالي الذي تقوده أمريكا في استغلال الشعوب وتسطيح وعيها واستغلال مقدراتها دون أن تدرك حجم الكارثة .

بالمختصر المفيد.. ما وصل إليه العرب والمسلمون اليوم من ذبول وهوان وانكسار كان بسبب حالة الاستغلال والغبن الذي مارسته أمريكا ونظامها الرأسمالي القذر الذي خدع الناس بالقيم ومبادئ الحقوق والحريات فكان أبشع وأفظع من انتهكها، ومع التداعيات الجديدة التي سوف تسفر عن واقع جديد في العالم لا بد من الانتباه إلى فكرة الصناعة فهي الأقدر على التحكم بمقاليد المستقبل، ولا ننسى نظام التفاهة الذي يدار اليوم عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث نجد التفاعل مع السطحي والمبتذل وكل فكرة غير ذات قيمة كبيرا في مقابل تقييد الحسابات الجادة ذات القيمة وذات المعنى والحد من التفاعل معها عبر نظام الخوارزميات .

العالم اليوم يتعرض لمؤامرة كبرى من قبل الصهيونية العالمية والتعامل مع هذا العالم لا بد أن يكون وفق منطقه، فالدواء في الغالب لا يكون إلا من عنصر الداء.

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مغربيتان ضمن عشرة متنافسين من سبع دول عربية على لقب قارئ العالم العربي

تشارك مغربيتان في الحفل الختامي للنسخة التاسعة من مسابقة (أ قرأ) التي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) ، إحدى مبادرات أرامكو السعودية، تحت شعار "القراءة جسر عبور"، والتي تهدف إلى نشر ثقافة القراءة وتقدير المعرفة في المجتمع.

 

ويتعلق الأمر بمريم أحمد بوعود، وفاطمة عمار الكتاني اللتان ستشاركان في هذا الحدث إلى جانب ثمانية قر اء من العالم العربي من سبع دول في مسار النصوص الختامية، وثمانية قر اء من العالم العربي في مسار المناظرات، للظفر بلقب قارئ العالم العربي خلال الحفل الذي سيقام يومي 11 و12 أكتوبر في مقر المركز في مدينة الظهران.

 

وسيشهد الحفل مشاركة فائزي ن بجائزة نوبل للآداب، هما عبد الرزاق قرنح، وأولغا توكارتشوك، الفائزي ن بالجائزة عامي 2021 و2018 على التوالي، إلى جانب مجموعة واسعة من القر اء والكت اب والأدباء في العالم العربي ضمن برنامج ثقافي مصاحب يتضمن لقاء مع الناقد السعودي عبد الله الغذامي، وعرض ا شعري ا لمحمد عبدالباري، بالإضافة إلى معرض الكتبية لمقايضة الكتب، وعدد من منصات توقيع الكتب.

 

وبلغ عدد المشاركين في هذه الدورة 106 الاف مشاركة ومشارك من جميع الدول العربية، تأهل منهم للتصفيات النهائية عشرة مشاركين من سبع دول، هي: السعودية وسوريا والمغرب وتونس والجزائر ومصر والعراق؛ حيث سيقدمون عروضهم الختامية للمنافسة على لقب "قارئ العام". وسي تاح للجمهور التصويت لاختيار الفائزة أو الفائز بجائزة الجمهور.

 

وبهذه المناسبة، قال طارق الخواجي، المستشار الثقافي لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) إن "مسابقة "أ قرأ" تعد مثال ا ساطع ا على دور "إثراء" الرائد في تعزيز القراءة بوصفها إحدى أهم وسائل الإثراء المعرفي للأجيال القادمة، وهي تجربة صانعة للتحول تعمل على رفع مهارات المشاركين في البحث والقراءة والكتابة والتحرير والنشر والتحدث أمام الجمهور".

 

وأضاف أن هذه المشاركة تعكس نجاح هذه المسابقة في تطوير المواهب المحلية والعربية في مجالات القراءة النقدية والكتابة الإبداعية وتمكينها، كما يعزز دور "إثراء" بوصفه صانع محتوى عربي يسعى إلى تحقيق هدف إلهام 100 ألف شاب وشابة بحلول عام 2030".

 

وعلى مدار الدورات التسع، شارك في المسابقة أكثر من 225 الف متقدمة ومتقدم، وشهدت 48 الف ساعة تعليمية، ومشاركة أكثر من 600 متحدثة ومتحدث من 30 دولة حول العالم.

مقالات مشابهة

  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • العالم العربي والخرائط الجديدة.
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • المستقبل بعد الحرب على حماس وحزب الله : العالم تحت أقدام الصهيوينة !!
  • فريد زكريا: السعودية تواكب تغيّرات وتطورات النظام العالمي
  • منسق منتدى شباب العالم: الشباب قوة دافعة أمام صناع القرار بقمة المستقبل
  • أستاذ علوم سياسية: النظام الدولي ينهار بكل قواعده ومؤسساته
  • الحرب و السياسة و المتغيرات التي أحدثتها
  • مغربيتان ضمن عشرة متنافسين من سبع دول عربية على لقب قارئ العالم العربي