موقع 24:
2025-01-30@07:14:11 GMT

خروج بلا عودة

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

خروج بلا عودة

يغادر اللبناني بلاده يافعاً، ويحن إليها ثم يعود إليها كهلاً. وما بين العمرين -اليفاعة والكهولة- يتعرّف إلى جميع ديار الأرض. ويحطُّ في مطارات العالم وموانئها وقطاراتها، وكأنه يعبر عتبة المنزل ذاهباً أو عائداً. الأرض الوحيدة التي لا يعرفها جيداً ولا يملك الوقت للتعرّف إليها، هي أرضه الصغيرة، التي لا تزيد مساحتها على عشرة آلاف كيلومتر.


كشفت لنا الحرب الحالية إلى أي مدىً نجهلُ لبنان في جهاته الأربع. أنا على سبيل المثال، لا أعرف أي مناطق نعني بالإشارة إلى شمال شرقي البلاد. ومثل الشمال؛ كذلك الجنوب، والغرب والشرق. فإنني أجهل مدنها وقراها جميعاً، بالرغم من أنني أستقلُّ السيارة المستأجرة وأقودها لحظة وصولي إلى أي مطار أميركي أو أوروبي.
يقدم لنا الإسرائيلي، هذه الأيام، في الصباح والمساء، دروساً في الجغرافيا لا يمكن نسيانها. يعدد لنا القرى التي لا نعرفها واحدةً واحدة، ويدعو أصحابها إلى إخلاء منازلهم على الفور، لأنه سوف يقصفها على الفور. ولم يخلف في وعده مرة واحدة.
فرمَّد الورود وردةً وردة، وشرَّد العائلات عائلةً عائلة، وقتل بعض أفرادها فرداً فرداً. وكل ذلك كان على عجلةٍ من أمره، لم يترك وقتاً للجنازات، والصحف خالية من إعلان الوفيات، لأن الموت مباحٌ دون إذن بالتشييع.
الجغرافيا لا تقل حزناً ولا وحشيةً عن التاريخ. والإسرائيلي يكتب اليوم أسماء ضحاياه، وشهدائنا، بحبرٍ أحمر قاتمٍ، حتى صار لونها لون حدادنا، ممتداً على خريطة بلاد بأكملها. وليس ذلك صعباً على ما يبدو، لقد امتلأ، مثل وعاء ألماسي، بجثث الأحلام وأصحابها.
وصار الحلم الأكبر والوحيد لدى البائسين هو البُعد عن هذا البلد الصغير، الذي كانوا يغادرونه طوعاً في الماضي، بحثاً عن الثروة، أو الكفاية، أو ما يستطيعون جمعه، من أجل أن يعودوا ويتمتعوا به في جبال لبنان، وعلى ضفاف الأنهر.
لا بيوت يعودون إليها، فقد تفتتت جدرانها مثل الرماد. وطمر ركامها الصور التذكارية عن الطفولة والحقول والأعراس.
كثيرٌ كل هذا على بلدٍ بهذا الحجم، وكثير عليه، خصوصاً أن الفازعين إليه من بلدان الجوار، اعتادوه وطناً دائماً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عام على حرب غزة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

إن جالك الغصب خدو بالرضا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استوقفتنى مقولة «إن جالك الغصب خدو بالرضا» التي يرددها بعض الناس..  في البداية، لفتت انتباهي بشكل إيجابي ولكن بعد تفكير عميق أيقنت مدى جهلها، فكيف على الإنسان أن يستقبل ما سيؤذيه برضا؟ هل من الممكن أن يعيش الإنسان  مغصوبًا وراضيًا في آنٍ واحد؟.

في الأرياف وفي المناطق التى يسود فيها الجهل والجوع، أعتقد أن هذا شعارهم بل شعار أى عائلة أنجبت أنثى «إن جالك الغصب» والغصب هنا هو العريس الذي بلغ سن اليأس لكنه «مقرش» أى يمتلك عشة تمليك  (شقة)  وحقيبة داخلها بعض الأموال شاملين  الجحود والجهل والضعف الجنسي، فيصبح في عيون أهل العروس الفقيرة (لؤطه) يفرض نفسه على عائلة أقسى طموحاتها أن تتناول الثلاث وجبات كاملين فطار، وغداء وعشاء، كي يناموا من الشبع وليس من قرصة الجوع فتوافق العائلة على أن تبيع له السلعة.. ومصطلح السلعة نسبةً إلى هذه المرأه بل نصف امرأة لأنها فقط بلغت جسمانيًا ولكن عقليًا ونفسيًا ما هي إلا طفلة، صار جسدها ونهداها مطمعًا لمجتمع يعانى من هياج جنسي وأتفه الأسباب تثيره فى مجتمع يحرم الزنا لأنه متدين ويخشى من النار ويقدر الاغتصاب والتحرش. 

وعلى الطفلة البالغة فقط جسمانيًا أن ترضى بذلك العريس المعاق فكريًا وجنسيًا  كي تنام عائلتها  الفقيرة عقليًا وماديًا وهى مطمئنة أنها ستحصل على الثلاث وجبات كاملين بفضل العريس (اللؤطه).

مقالات مشابهة

  • في مدينة لبنانية.. عائلة تتعرّض لـالتسمم
  • دوري الأبطال.. تشكيل هجومي متوقع للسيتي أمام كلوب بروج
  • دموعهم وجعتنا.. تعليق مثير لـ شوبير على خروج منتخب مصر لكرة اليد من بطولة العالم
  • ماذا يحتاج باريس سان جيرمان للتأهل لدوري أبطال أوروبا؟
  • جعجع التقى وفد عائلة الأب ألبير شرفان
  • إن جالك الغصب خدو بالرضا
  • حادث مروع في الوضيع: وفاة 3 من عائلة واحدة وإصابة 6 بجروح
  • ألبانيا تنفي وجود خطة لتهجير 100 ألف فلسطيني إليها
  • بالفيديو .. تزامناً مع عودة أهالي شمال غزة وتفكيك محور نتساريم .. نتنياهو في جلسة محاكمة جديدة على قضايا الفساد التي تلاحقه
  • بسبب الزواج.. حمام دم في عائلة سورية جنوب تركيا