كتب- محمد سامي:

تتوالى بطولات ومعارك حرب أكتوبر، وفي كل لقاء مع أحد أبطال هذه الحرب، نكتشف المزيد من القصص البطولية التي تجسد معاني التضحية والفداء.

ومن أبرز المعارك، معركة مضيق وادي سدر، حيث قامت إحدى كتائب الصاعقة المصرية بتنفيذ عملية إبرار جوي بواسطة طائرات الهليكوبتر في منطقة مضيق وادي سدر وقلعة الجندي.

وقد تمكنت هذه الكتيبة من السيطرة على المضيق، مما حال دون تدخل دبابات اللواء المدرع الإسرائيلي في القتال ضد الجيش الثالث، ونجحت في تكبيد العدو خسائر فادحة.

في لقاء خاص مع "مصراوي"، تحدث اللواء أ.ح. محمد سامي فضل، أحد أبطال سلاح المشاة، والذي كان قد تم إلحاقه بالصاعقة وكان برتبة نقيب خلال ملحمة العبور. عبّر في بداية حديثه عن فخره بكونه أحد أفراد القوات المسلحة المصرية في معركة السادس من أكتوبر 1973، موضحًا أنه تولى قيادة معركة مضيق وادي سدر بعد استشهاد البطل رفعت عبدالوهاب عامر.

وأضاف "فضل"، أنه قبل التطرق لما قام به هو وباقي أفراد الجيش المصري في هذه الملحمة العظيمة، يجب عليه الحديث عن جهود القوات المسلحة في الإعداد والتجهيز، حيث تم تدريب رجال الصاعقة بشكل متقدم وقاسي، خصوصًا من حيث اللياقة البدنية والرماية.

كما أشار إلى أهمية الجانب النفسي، إذ كانت الحالة النفسية للضباط والجنود في تدهور بسبب آثار حرب 1967، وبسبب انتشار أسطورة جيش العدو الذي لا يُقهر. ومع ذلك، استطاعت القيادة العامة للقوات المسلحة التغلب على هذه العوامل من خلال إعداد مقاتل يتمتع بروح معنوية عالية، قادر على دخول المعركة بثقة وتنفيذ المهام الموكلة إليه.

وعن مهام الكتيبة 143 صاعقة التي كان ينتمي إليها اللواء سامي فضل خلال معركة مضيق وادي سدر، قال إنه تم تكليف الكتيبة بإنشاء كمائن متعددة على محور سدر في جنوب سيناء، الذي يتضمن عدة نقاط مثل "قلعة الجندي، عين كسار المالح، عين سدر، بئر أم جرد، وبئر أبو جراد".

وبفضل الله، تمت عملية الإبرار الجوي للكتيبة على مجموعتين، حيث قاد المجموعة الأولى قائد الكتيبة مع قائد العمليات وسرية في منطقة أبو جراد، وكان من بينهم الشهيد رفعت عبدالوهاب عامر. وقد هبطوا بسلام في منطقة قلعة الجندي، حيث قاموا بتنفيذ المهمة الموكلة إليهم في منطقة مضيق وادي سدر، محققين نتائج مبهرة، منها مقتل القائد الإسرائيلي إبرهام مانديلر، قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي، و36 جنديًا إسرائيليًا، بالإضافة إلى تدمير عربة جيب وأربع عربات نصف جنزير وسبع دبابات.

كما حصلوا على خرائط توضح أوضاع القوات الإسرائيلية على الجبهة المصرية، واستشهد في هذه العملية 12 مقاتلاً من مجموعتهم، من بينهم قائد السرية.

وأشار إلى أن العملية تم تنفيذها بكفاءة عالية، حيث مكثت القوات في مضيق وادي سدر لمدة 17 يومًا، رغم أنه كان مقررًا لها يومين فقط. وتطلبت الضرورة بقاءهم في هذا الموقع لفترة أطول دون أي إمدادات، مما يعكس قدرة وكفاءة وعزيمة المقاتل المصري، خاصة في القيام بالمهام الصعبة. وعاشت القوات على الزواحف والجرابيع الصحراوية حتى وصلت إليهم إمدادات من أبناء قبائل سيناء المخلصين.

أكد اللواء محمد سامي فضل أنه خلال الفترة التي مكث فيها مع قواته في المضيق، لم يسمحوا بمرور أي أحد وقاموا بتأمينه بشكل عالي المستوى. كان من المقرر مرور لواء مدرع إسرائيلي من هذا المضيق، وكان هدفه توجيه ضربات ضد القوات المصرية التي عبرت القناة، لكنهم تمكنوا من منع مرور اللواء الإسرائيلي تمامًا، مما أتاح للواء الأول من الفرقة السابعة للقوات المصرية المرور بسلام. وقد أرجع فضل ذلك إلى كفاءة وقوة رجال الصاعقة المصرية الذين نفذوا مهمتهم على أكمل وجه.

مؤكدًا أن أهمية تلك المعركة تكمن في أنها لو كانت قد شهدت اختراقًا من القوات الإسرائيلية، لكانت هناك عواقب وخيمة على عبور القوات المصرية. ومع ذلك، نجحت قواتنا في إفشال مخططهم، وتمكنت من تحقيق العبور العظيم.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني حكاية شعب حسن نصر الله سعر الدولار الطقس أسعار الذهب الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدوري الإنجليزي محور فيلادلفيا التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي حرب أكتوبر ذكري نصر أكتوبر القوات المسلحة سلاح المشاة الصاعقة المصرية الجيش المصري إسرائيل حكاية شعب محمد سامی فی منطقة

إقرأ أيضاً:

وزير الطيران الأسبق: شاركت في تدمير 7 دبابات للعدو وقتل قائد «لواء مدرع».. ولم تنجح دبابة إسرائيلية في العبور من «ممر سدر».. (حوار)

أكد اللواء مهندس حسين مسعود، وزير الطيران المدنى الأسبق، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، أن قوات الصاعقة المصرية ضربت أعظم ملاحم البطولة والفداء خلال الفترة من 6 أكتوبر وحتى 19 أكتوبر فى تنفيذ مهمة التصدى للواء مدرع إسرائيلى، موضحاً أنه شارك فى تلك العملية، وتم خلالها قتل قائد اللواء المدرع الإسرائيلى ومفرزة الأمن و7 دبابات، مؤكداً أنهم نجحوا فى مهمتهم ولم تنجح أى دبابة إسرائيلية فى العبور من ممر «سدر» لإجهاض محاولة منع عبور قواتنا المسلحة إلى سيناء.. وإلى نص الحوار:

كنت أحد أبطال القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر المجيدة، وشاركت فى عمليات التصدى للمدرعات الإسرائيلية، فما أبرز ذكرياتك عنها؟

- شاركت فى حرب أكتوبر المجيدة ضمن صفوف القوات الجوية، وكنت حينها برتبة نقيب مهندس، وأعمل على الطائرات الهليكوبتر، كنا نعمل مع القوات الخاصة من صاعقة ومظلات، حيث كانت الصاعقة تقوم بعمليات إبرار من الأرض للأرض، بينما كنا نعمل مع المظلات على إسقاط القوات فى المناطق الصعبة.

هل يمكنك إخبارنا عن إحدى العمليات التى شاركتم فيها؟

- كنت موجوداً فى سرب مكلف بنقل قوات الصاعقة من خليج السويس إلى خلف خطوط العدو، كانت مهمتنا تنفيذ كمين لقوات العدو لإعاقة تقدمهم المدرع، ومنعهم من إجهاض عمليات عبور رجال قواتنا المسلحة الباسلة من غرب قناة السويس إلى سيناء، وأُصيبت الطائرة التى كنت على متنها، واضطررت لإكمال المهمة مع قوات الصاعقة، تم تنفيذ الكمين بنجاح يوم 11 أكتوبر، وعدنا إلى مواقعنا يوم 19 أكتوبر.

لكن التصدى للواءات المدرعة كان من المخطط أن يتم فور العبور لمدة 18 ساعة فقط.

- هذا أمر حقيقى، لكن تأخر الجيش الإسرائيلى فى استدعاء قوات الاحتياط أدى إلى تأخر وصول دباباتهم من يوم 6 إلى يوم 11 أكتوبر.

وما أبرز نتائج هذا الكمين؟

- تم التصدى للواء إسرائيلى مدرع، وأُصيب وقُتل قائد هذا اللواء، كما تم تدمير مفرزة الأمن للعدو، و7 دبابات أخرى، وتوقف العدو عن العبور، وبدأوا فى سحب خسائرهم، وكانت هناك مناورات من الجانب الإسرائيلى وقوات الصاعقة المصرية للعبور، لكن لم تنجح دبابة أو مدرعة إسرائيلية واحدة فى العبور من «ممر سدر»، طوال فترة الحرب.

كنتم تواجهون الدبابات وأنتم مشاة.. هل كنتم خائفين؟

- لم يكن هناك خوف، كنا ننتظر هذا اليوم منذ سنوات طويلة للأخذ بثأر هزيمتنا فى حرب 1967، وكانت الروح المعنوية عالية جداً، والأداء كان على مستوى راقٍ، فعلى الرغم من استشهاد بعض زملائنا، لكن الروح القتالية كانت دائماً عالية، وتم استدعاؤنا وعدنا، وبعض زملائنا من رجال الصاعقة عادوا لاستكمال مهامهم مرة أخرى لتصفية ما عُرف بـ«الثغرة».

وما رأيك فى معركة «الثغرة»؟

- هى كانت بمثابة «موضوع إسرائيلى دعائى».

ماذا تقصد بذلك؟

- لم يكن ليجلس الإسرائيليون على طاولة المفاوضات لو كان لديهم أمل بأن «الثغرة» ستستمر، فالقوات الإسرائيلية الموجودة فيها كانت «محاصرة»، ويتم تصفيتها، ولا يوجد إمداد أو تموين لهم.

ماذا عن ملف الطيران المدنى الذى كنت تتولى مسئوليته؟

- لم تتوقف رحلة طيران واحدة، وتعاونا مع وزارة السياحة لاستقدام وفود من الخارج للتأكيد على أن مصر آمنة، كما تم تكليفنا بإجلاء 90 ألف مصرى من ليبيا، لكننى طبقت فى الإخلاء ما تعلمته فى القوات الجوية.

مثل ماذا؟

- كانت الأراضى الليبية فى فوضى شديدة، وكانت طائراتنا من الممكن أن تُضرب على الأرض، فكنا نضع طائرتين على الأرض، وأخريين تنقلان الركاب، واثنتين فى الهواء، وتم تنفيذ المهمة على أكمل وجه، كما عاصرنا تحدى الانتخابات ونقل المشرفين على اللجان الانتخابية وأتممنا مهامنا على أكمل وجه.

مقالات مشابهة

  • اللواء درويش حسن: معركة المزرعة الصينية تحولت من ثغرة للعدو إلى فخ
  • ???? العبور من الجسر إلى السماء.. كيف قاد الشهيد إبراهيم حسين أخطر معركة في منطقة المقرن ؟ “1”
  • اقتحمناه في 4 ساعات.. اللواء محمد فكري: معركة جبل المر أصابت العدو بالذعر
  • السيسي وبن زايد يشاهدان عروضا مختلفة لكافة أفرع وأسلحة القوات المسلحة المصرية
  • اللواء محمد القادري: القوات المسلحة اليمنية فرضت واقعاً جديداً للحرب في البحار
  • اللواء أركان حرب حمدي بخيت: إسرائيل لم تعلن حتى اللحظة عن خسائرها في حرب أكتوبر (حوار)
  • وزير الطيران الأسبق: شاركت في تدمير 7 دبابات للعدو وقتل قائد «لواء مدرع».. ولم تنجح دبابة إسرائيلية في العبور من «ممر سدر».. (حوار)
  • اللواء الغباري يكشف كواليس 6 أكتوبر: السادات وحد الشعب خلف الجيش لتحقيق النصر
  • باعتراف «ناتو».. مصر نفّذت أعقد عمليات تاريخياً في حرب أكتوبر لتعطيل الدبابات الإسرائيلية