عربي21:
2024-10-04@06:31:38 GMT

حتمية لجم الإرهاب الصهيوني المنفلت من عقاله

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

التحولات الاستراتيجية لدى محور المقاومة لطالما شكلت عاملا يعقّد المشهد الإقليمي لدى الإدارة الأمريكية، ويفقدها القدرة على ترميم الردع الذي تحاول أن تؤمنه دائما إلى جانب كيانها الصهيوني.

وجبهة إسناد غزة من لبنان إلى اليمن رفعت من التهديدات على الممرات الجيوستراتيجية وعلى مجمل المشاريع الاقتصادية الأمريكية في المنطقة.

وهذا ما دفعها إلى دعم عسكري واستخباراتي مطلق، ومشاركة فعلية في مواجهة حركات المقاومة لمساعدة إسرائيل على استعادة ما تعتقد أنه ردع استراتيجي، يعيد لها ترميم ما تحطم بفعل عملية طوفان الأقصى في تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي من قبل المقاومة في غزة المحاصرة. ذروة ممارسات إسرائيل وسياساتها تعبّر عن نية خلق وجود إسرائيلي دائم لا رجعة فيه في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولا يمكن للاحتلال أبدا أن يبرر للقوة المحتلة أن تكون بمثابة مصدر ملكية للأراضي، أو يبرر اكتسابها من قبل القوة المحتلة.

الاتهام بمعاداة السامية بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، أصبح مبرر الدعم الأمريكي لإسرائيل، على زعم أن الدولتين تواجهان تهديد الجماعات الإرهابية التي تنطلق من الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ومجموعة من الدول المارقة التي تدعم الإرهابيين. وعلى هذا الأساس وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة في غزة خلّفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة. هي تتلقى ردّا إيرانيا على عنجهيتها وعربدتها الأخيرة، وانتشائها بعمليات الاغتيال التي طالت حسن نصر الله، الذي لعب دور الزعيم الديني والاستراتيجي والقائد العسكري الأعلى لأكبر قوة مقاومة لإسرائيل في المنطقة.

مقتله، وهو شخصية بارزة بين القوى المعادية لإسرائيل في الشرق الأوسط، وجّه ضربة موجعة لحزب الله، الذي قاتل إسرائيل لعدة عقود. وهناك تداعيات لما حدث هذا مؤكد، وإن كانت الصورة التي تصدرها أمريكا وإسرائيل للعالم، أنّ الهجوم الإيراني لم يكن فعالا. وبالتالي هو استعراضي بنية غطاء رفع المعنويات وتخفيف الضغط على تأخر الرد، قد يكون هدف أمريكا ألا ترد إسرائيل، وهي تبدو غير مستعدة لحرب شاملة.

الدعم النادر في خريطة العلاقات الدولية، الذي يجعل واشنطن تلتزم بدعم إسرائيل لما يزيد عن سبعة عقود لن يتغير في حرب الإبادة، التي تتالى فيها مجازر كيان الاحتلال في حق المدنيين. كذلك اغتيال القادة وتغلغل إسرائيل في عملها الإرهابي دون رادع، وحين تستشعر خطر الرد تهرع للاستنجاد بالولايات المتحدة، وتستدعي مدمراتها وبوارجها الحربية لحمايتها.

ربما لو حدث رد ايراني إثر اغتيال إسماعيل هنية، ولم يتأخر كل هذا الوقت لما تجرأت إسرائيل على الخطوات التالية وكل ما حدث من اغتيالات.
إسرائيل تعتقد أن المقاومة سترتبك بعد تصفية قادتها، ولكنها تتوهم
إسرائيل تعتقد أن المقاومة سترتبك بعد تصفية قادتها، ولكنها تتوهم، فهذا لم يحدث في السابق ولن يحدث الآن. المقاومة ستعيد هيكلة نفسها وستكمل المسيرة وتحقق الإنجازات والانتصارات، ولن يهنأ المحتل الصهيوني بأفعاله الإجرامية في فلسطين ولبنان وفي أنحاء العالم العربي. وإن كان يقصف من الجو بأسلحة أمريكية فهو يفشل وينكسر ويتكبد الخسائر لو تجرأ على المواجهة البرية مع المقاومة اللبنانية، وستكون خسائره في مواجهات كهذه أكبر مما كبده إياها أبطال المقاومة في غزة. إنجازات المقاومة الفلسطينية في غزة واستمرار اشتعال الجبهة اليمنية واللبنانية منذ بداية الحرب الهمجية على الفلسطينيين، مقابل محدودية الإنجازات الإسرائيلية، ورغبة نتنياهو في عدم إيقاف الحرب والهروب إلى الأمام، جميعها معطيات جعلت الأمريكيين يعتمدون على آليات ترابط قوية مع العدو الصهيوني، تهدف من خلاله إلى تحقيق أهداف دون مستوى الدخول في وحل الشرق الأوسط. العمل الأمني والاستخباراتي المشترك مع الكيان، وإدارة الوقت بالتوازي مع العمل الدبلوماسي والتطورات الميدانية، وضبط جبهة الشمال، لحين انتهاء حرب غزة، وإدارة الهدن والصفقات الدبلوماسية على وقع التطورات الميدانية.

ماذا بعد الآن، هل باستطاعة أمريكا أن تدير الحرب الإسرائيلية بعد التطور الذي حدث في لبنان، وتمنع اشتعال المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة بعد الرد الإيراني؟

 نجح محور المقاومة بتنفيذ مبادرة استراتيجية عظيمة تركت تداعيات على وجودية كيان الاحتلال ومشروعه نحو فرض نفسه في المنطقة عبر مشروع التطبيع. وترك أيضا تأثيرات على المصالح الأمريكية في المنطقة.

تهشّم الدور الوظيفي الإسرائيلي نتيجة طوفان الأقصى، وعملية إدارة التصعيد دون مستوى الحرب يبدو أنها تنفلت من الجميع بما فيها أمريكا، التي يذهب مركز دراسات غرب آسيا إلى أن الدور الجزئي الذي نجحت واشنطن في تثبيته عبر اتفاقيات التطبيع والتفوق العسكري الإسرائيلي، تعرّض لضربة قوية مع الفشل الإسرائيلي وانهيار العقد الاجتماعي والردع الإسرائيلي على المستويات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية.

ما استدعى المبادرة والمسارعة الأمريكية لحماية الكيان. والأهم، أن التفوق العسكري الإسرائيلي، عقدة الاستراتيجية الأمريكية في ربط الدول العربية بالكيان مع الانكفاء الأمريكي النسبي نحو الشرق، تهشّم هو الآخر. تشكّل الصين بالدرجة الأولى ومن بعدها روسيا التحدّي الأول بالنسبة للولايات المتحدة على القيادة العالمية. حاليا الوضع الأمريكي أكثر قلقا من السابق بسبب الوقت المستهلك، والإمداد المستنزف دون تغيّر استراتيجي في مسار الحرب وتورط إدارة بايدن بالحملة على اليمن إلى جانب بريطانيا، ومشاركتها في الحرب على لبنان وحرب الابادة على غزة، وربما تصعيد عسكري مع إيران أيضا.

المشهد التصعيدي الأخير بتفاصيله المعقّدة والمتداخلة يُنتج خطرا على المصالح الأمريكية في المنطقة وكيانها الوظيفي الذي يعمل ضمن الأجندة الأمريكية. وكل خطوات تل أبيب تتم بعلم مسبق من واشنطن، وكل أعمالها الإجرامية تنفذ بسلاح أمريكي. الولايات المتحدة التي تعتقد أنها ستحيّد الشرق الأوسط نحو هيمنة استراتيجية لكيانها الصهيوني، وتهتم بالصراع مع روسيا وفي بحر الصين الجنوبي ومنطقة المحيط الهادئ، ستغرق مرة أخرى في مستنقع الحروب الفاشلة ومغامراتها التي تنتهي بالفشل كما حدث في السابق.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة لبنان الاحتلال الولايات المتحدة لبنان الولايات المتحدة غزة الاحتلال طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمریکیة فی الشرق الأوسط فی المنطقة تعتقد أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

ما هي مواصفات الصواريخ الإيرانية التي استهدفت الكيان الصهيوني؟

يمانيون – متابعات
استخدمت القوات الجوفضائية الإيرانية، في هجومها الصاروخي الكبير على إسرائيل، مساء الثلاثاء، ثلاثة أصناف من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية تمثل الجيل الصاروخي المتطور في إيران.

وذكر التلفزيون الإيراني أن الصواريخ التي استخدمها سلاح الجو في الحرس كانت من أصناف فتاح وعماد وقدر.

صواريخ فتاح الفرط صوتية

في تموز/يوليو 2022، أزاحت إيران الستار عن صواريخ فتاح الفرط صوتية. مدى هذه الصواريخ يبلغ 1400 كليومتر، وهي مزوّدة برؤوس حربية قادرة على المناورة. وصواريخ فتاح 2، هي النسخة الأحدث للصواريخ الباليستية الفرط صوتية ومداها يقدر بين 1800 و2200 كيلومتر. أهم ميزة لهذه الصواريخ هي القدرة على إطلاقها من داخل السفن التجارية والغواصات والسفن الحربية ومقاتلات سوخوي 24 الروسية وإف 4 الإيرانية. طول صاروخ فتاح 2 الفرط صوتي يبلغ 12 مترًا بقُطر جزئه الأول 80 سنتيمترًا وجزئه الثاني 50 سنتيمترًا، وبرأس حربي يزن 500 كيلوغرام، وبسرعة تصل إلى نحو ستة آلاف كيلومتر في الساعة.

هذه الصواريخ قادرة على تجاوز جميع أنظمة الدفاع الجوي، سواء داخل الفضاء أو خارجه، ولن تكون هناك تقنية حتّى بعد عشرات السنوات لمواجهة هذه الصواريخ، والتي تستهدف أيضًا أنظمة الدفاع الجوي للأعداء وهي تمثل نقلة كبيرة في أجيال الصواريخ.

بهذه الإنجازات تكون إيران قد دخلت نادي دول الصواريخ الفرط صوتية في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، بعدما كشف قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة عن أن إيران أصبحت تمتلك هذا الصاروخ. والصواريخ الفرط صوتية أو (هايبرسونيك hypersonic) هي صواريخ باليستية إيرانية تزيد سرعتها عن نحو ستة آلاف كيلومتر في الساعة، ما يعادل خمسة أضعاف سرعة الصوت.

صاروخ قدر
أما صاروخ قدر الإيراني بعيد المدى الذي يمكنه استهداف إسرائيل، فهو صاروخ أرض – أرض باليستي، يبلغ مداه 2000 كيلومتر. وهذا الصاروخ يعد نسخة متطورة من صاروخ شهاب 3 الإيراني، ويبلغ طوله 15.86 مترًا، وقطره 1.25 متر ويزن رأسه الحربي 700 إلى ألف كيلوغرام. وتبلغ سرعة الصاروخ نحو 9 ماخ. ويعمل قدر بالوقود السائل في المرحلة الأولى، والوقود الصلب في المرحلة الثانية، وهو قادر على التخفي عن الرادارات، ويمكن إطلاقه من منصات متحركة.

صاروخ عماد
صاروخ عماد يصل مداه إلى 1700 كلم، وطوله إلى 5.15 أمتار وقطره 2.18 متر. ووزن الصاروخ يصل إلى 1750 كيلوغرامًا، وهو صاروخ باليستي أرض أرض، وهو النموذج المتطور من صاروخ قدر. والصاروخ يتمتع بقدرات توجيه وتحكم عالية منذ إطلاقه، ويمكنه إصابة الهدف بدقة؛ وهو من صنع وزارة الدفاع الإيرانية التي كشفت عنه في 5 تشرين الأول/ أكتوبر 2015

—————————————-
موقع العهد الاخباري

مقالات مشابهة

  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • ما هي مواصفات الصواريخ الإيرانية التي استهدفت الكيان الصهيوني؟
  • تظاهرات في شيكاغو الأمريكية ضد العدوان الصهيوني على لبنان وغزة
  • نبارك الرد الإيراني الذي طال بضربة قاصِمة على رؤوس الاحتلال المُجرم
  • حركة فتح الانتفاضة: نبارك الرد الإيراني الذي شكل لحظة تاريخية في مسار الصراع مع الكيان الصهيوني
  • لجان المقاومة في فلسطين: نبارك الرد الإيراني الصاعق الذي استهدف عمق الكيان الصهيوني
  • قطع ذراع إسرائيل الطويل
  • بالفيديو.. الـفيفا يحسم في الجدل الذي رافق تنظيم مونديال الأندية بالولايات المتحدة الأمريكية