كتبت بولا اسطيح في" الشرق الاوسط": طَرَح قيام الجيش مؤخراً بتنفيذ عملية إعادة انتشار في المناطق الحدودية الجنوبية، بالتزامن مع إطلاق إسرائيل عملية برية للتوغل داخل الأراضي اللبنانية، أكثر من علامة استفهام حول الدور الذي يضطلع به الجيش في هذه المرحلة وماهية القرار السياسي المتخَذ بهذا الخصوص. ورغم محاولة الجيش تحييد نفسه، فإنه تم تسجيل استشهاد 3 عسكريين في الأيام الماضية نتيجة استهدافهم من إسرائيل، وآخر هذه الاستهدافات كان الخميس؛ إذ أعلنت قيادة الجيش «استشهاد أحد العسكريين نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركزاً للجيش في منطقة بنت جبيل - الجنوب، وقد ردَّ عناصر المركز على مصادر النيران».


وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال جلسة لمجلس الوزراء، الأربعاء، أنه كلّف قائد الجيش العماد جوزف عون بـ«القيام بما يراه مناسباً من أجل حماية لبنان والمؤسسة العسكرية، في ضوء العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له لبنان».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن القرار السياسي المتخَذ، وبالتحديد على صعيدَي رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب يقول بـ«تحييد الجيش عن المواجهة المباشرة مع إسرائيل نتيجة قدراته المحدودة، مع تأكيد وجوب الدفاع عن النفس والتصدي لأي اعتداء، أياً كان نوعه، على موقعه وثكناته».
وبحسب المعلومات، فإن القيادة السياسية تعتبر أن هناك «دوراً أساسياً يلعبه الجيش في هذه المرحلة لجهة التصدي لأي محاولات إسرائيلية بتحريك فتنة داخلية من بوابة ملف النزوح؛ ما يتطلب استنفاراً ويقظة دائمة في مختلف المناطق اللبنانية».
وأوضح مصدر أمني لبناني حقيقة الدور الذي يقوم به الجيش جنوباً، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «تم تخفيف تحركات الآليات والعناصر، وتمت إعادة التموضع والتمركز، أي أنه تم تجميع العسكر في الثكنات والمراكز الكبيرة بانتظار أي أوامر جديدة».وشدد المصدر على أن «أي اشتباك أو مواجهة مع العدو تحتاج لقرار سياسي»، مشيراً إلى أن «الرئيسين ميقاتي وبري، ومن خلال حرصهما على المؤسسة العسكرية، ولعلمهما أن أي حرب مع إسرائيل ستكون حرب إبادة، فهما يدعوان لتحييده للحفاظ عليه أولاً، وليحفظ الأمن في الداخل في ظل التحديات الجمة، كما ليكون جاهزاً في مرحلة لاحقة لتطبيق القرار (1701)».
من جهته، أشار النائب ميشال ضاهر إلى أنه «في ظل إمكانيات الجيش المحدودة عسكرياً، باعتبار أنه طوال السنوات الماضية لم يتم تسليحه كما يلزم، المطلوب منه الحفاظ على وضعه الحالي بانتظار جلاء المشهد، خاصة أن هناك أدواراً كثيرة يؤديها في الداخل اللبناني لدرء أي فتنة يخطط لها العدو، وفي المرحلة اللاحقة في إطار تطبيق القرار 1701 ونشر 15000 جندي جنوب الليطاني، مع العلم بأن عدد العناصر الحاليين هناك لا يتجاوز 4500 جندي».
وأكد ضاهر لـ«الشرق الأوسط» وجود قرار سياسي بتحييد الجيش «من دون أن يعني ذلك أنه سيقف متفرجاً في حال التعرض له ومحاولة العدو استهداف ثكناته والدخول إليها»، مضيفاً أنه «في حال طالت الحرب، وبالتالي بقي النازحون فترات طويلة خارج مناطقهم وبلداتهم. ومع اقتراب فصل الشتاء وتحدياته، فسنكون معرضين لإشكالات داخلية شتى وفتنة، وحده الجيش قادر على وأدها».  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ضربة صاروخية من إيران نحو إسرائيل.. هل هي بداية المواجهة الكبرى؟

خلال الساعات الماضية، حدثت ضربة صاروخية من إيران أسفرت عن سقوط إصابات وهروب ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وتوعدت إسرائيل بالرد، ما ينذر بحدوث تصعيد خطير في المنطقة. 

ضربة صاروخية من إيران نحو إسرائيل 

وبحسب تقرير بصحيفة معاريف العبرية، شنت إيران هجوما استمر لمدة ساعة، حيث تم القصف على موجتين، الأولى تضمنت نحو 102 صاروخ وفي الثانية نحو 100 صاروخ، وبعد انتهاء الهجوم الإيراني، قالت الصحيفة العبرية إنه تم إطلاق 180 صاروخ.

وبعد مرور ساعة، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية أنه يمكن للمستوطنين مغادرة الملاجئ، وتم فتح المجال الجوي الإسرائيلي، الذي كان مغلقا عندما بدأ الهجوم، أمام حركة الطيران، وفق ما نقلت قناة القاهرة الاخبارية.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل هاجاري إنه في هذه المرحلة لم يتم تحديد أي تهديدات إضافية من إيران، مؤكدًا أن هذا الهجوم سيكون له عواقب، قائلا: «لقد أعددنا خططًا». 

هل بدأت المواجهة الكبرى؟.. الرد الإيراني لم ينتهي

وجاء الرد في بيان الحرس الثوري الإيراني والذي نقلته قناة القاهرة الاخبارية، الذي جاء فيه أن الهجوم الإيراني هو رد قانوني ومشروع على الهجوم وعملية الاغتيال التي طالت حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وقائد فيلق القدس الذي كان برفقته. 

وأضاف أن إيران مستعدة تمامًا لأي تصعيد، مؤكدين أن أي إطلاق صواريخ من إسرائيل ستواجه بهجوم أكبر وأعنف مما حدث اليوم الثلاثاء. 

وأوضح الحرس الثوري الإيراني أنه جرى إطلاق عشرات الصواريخ البالستية تجاه إسرائيل، مشيرًا إلى أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وافق على قرار استهداف إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • ميقاتي: مستعدون لنشر الجيش اللبناني جنوب الليطاني
  • استشهاد عسكري لبناني جراء اعتداء إسرائيلي على الطيبة جنوب لبنان
  • باحث سياسي: جيوش ومليشيات تستعد للحرب الإقليمية في الشرق الأوسط
  • الجيش الأوكراني يعلن سحب قواته من منطقة فوليدار الاستراتيجية على خط المواجهة بين روسيا وأوكرانيا
  • خارجية إيران: المواجهة مع إسرائيل قد تستمر ومستعدون لها
  • نقطة الغليان: كيف تغير نمط “الحرب الثالثة” بين إسرائيل وحزب الله اللبناني؟
  • ضربة صاروخية من إيران نحو إسرائيل.. هل هي بداية المواجهة الكبرى؟
  • الإجتياح البريّ للبنان... ما الذي ينتظر الجيش الإسرائيليّ؟