مواقف لافتة أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بوي من الاستحقاق الرئاسي، عكست مرونة أكبر لئلا يقال تراجعاً أو تنازلاً، لا يمكن عدم ربطها بعامل الحرب الاسرائيلية المستجدة والمستمرة من دون هوادة منذ أسبوعين.
 
وكتب سابين عويس في" النهار":تأتي هذه المواقف غير المسبوقة لرئيس المجلس متزامنة مع حركة سياسية تكثفت في الأيام القليلة الماضية، بعد صمت ثقيل فرضه اغتيال الأمين العام ل" حزب الله" السيد حسن نصرالله، فضلاً عن ترقب ما ستكون عليه خطوات الحزب بعد هذا الاغتيال، والمسار الذي ستسلكه، سواء على محور الجبهة الجنوبية ومدى استمراره على الخط الذي رسمه نصرالله نفسه بإبقاء جبهة الإسناد لغزة هدفاً محورياً للحزب في حربه ضد إسرائيل، أو على المحور الداخلي لتبيّن ما إذا كان الحزب أصبح جاهزاً للسير بتسوية سياسية تفضي إلى انتخاب رئيس للبلاد يستتبع بتأليف حكومة جديدة، بعدما أنهكت حكومة تصريف الأعمال بأعباء وأثقال تعجز عن مواجهتها، وهي في جانب منها مبتورة بمقاطعة وزراء "التيار الوطني الحر"، ومكبّلة بواقع كونها مستقيلة، فضلاً عن عجزها الآن عن الانعقاد إذا استمر غياب وزراء الثنائي عن الصورة، وبالتالي عن المشاركة في أي نشاط سياسي.


 
أطلق بري أكثر من موقف، إما مباشرة، وإما عبر ما نقله زواره أخيراً، فُهم منها أنها تحمل تنازلاً في الشروط السابقة التي أعاقت عملية الانتخاب.
لكن هل كل هذه التنازلات صحيحة؟ وهل تعكس فعلاً موقف رئيس المجلس؟

عن هذا السؤال يجيب بري "النهار" بأن موقفه الثابت هو ما أعلنه عقب الاجتماع الذي عقد في عين التينة وصدر عنه بيان تلاه رئيس الحكومة. ويقول: "منذ عام وأنا أنادي بالحوار من أجل التوافق على الاستحقاق الرئاسي، ثم شذبنا آلية الحوار ولم تقبل معي المعارضة. واليوم وصلنا إلى ما نحن عليه، وقد خلصنا في الاجتماعات الأخيرة إلى العمل للتوافق على شخصية يرضى عنها الجميع".
 
ولكن فهم من هذا الكلام أنه تنازل عن مرشح الثنائي؟ يردّ: "غير صحيح، نحن تحدثنا عن رئيس توافقي. من قال إن مرشحنا لا يحظى بالتوافق؟ كل شيء معقول".
 
ويضيف رداً على سؤال عن موقف المعارضة، أنه طلب "إلى إخواننا في المعارضة أن يقترحوا أسماء قابلة لأن تحظى بالحلحلة والتوافق لدى الجميع، ونحن في الانتظار"، كاشفاً أن الأجواء جيدة.
 
مواقف بري، على إيجابيتها، دونها عائقان وفق مصادر سياسية، يمكنهما أن ينسفاها ويعيدا الأمور إلى مربعها الأول، ربما عن قصد. فبري اشترط أن يحظى الرئيس المقبل بأصوات 86 نائباً، أي أكثرية الثلثين التي للمفارقة، لا يمتلكها أي فريق. وهذا يقود إلى الاعتقاد أن كل الجهود الداخلية لن تؤدي إلى إنضاج تسوية رئاسية تحظى بثلثي أصوات النواب، ما لم تأتِ من ضمن التسوية الدولية التي تسعى إليها باريس وحيدة في ظل انشغال واشنطن، وإلى جانبها الغرب، برصد الحرب.
 
أما العائق الثاني فيكمن في لجوء بري إلى رمي كرة اختيار المرشح في مرمى المعارضة عموماً والمسيحيين خصوصاً، عندما قال للنواب الذين زاروه أول من أمس واقترحوا عليه تحديد اسمين أو ثلاثة يمكن السير بها، "ليش بدكم تبلشوا فينا، بلشوا من عندكم!"
 
وقد أثار هذا الكلام خشية في أوساط مسيحية أن يكون بري في صدد رمي الكرة عند المسيحيين، لعلمه أنهم لن يتفقوا على اسم، بحيث يبقى اسم فرنجية المرشح الأقرب إلى الثنائي!

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مدبولي ونظيره الكويتي يستعرضان سُبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، و الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، رئيس مجلس وزراء دولة الكويت، جلسة مباحثات رسمية، بمبنى المؤتمرات بقصر بيان الأميري، حيث استعرضا سُبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وحضر المباحثات كلٌ من: معالي شريدة عبدالله المعوشرجي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الكويتي (رئيس بعثة الشرف)، و عبدالعزيز دخيل الدخيل، رئيس ديوان رئيس مجلس الوزراء الكويتي، وعبدالله علي اليحيا، وزير الخارجية الكويتي، ومعالي المهندسة/ نورة سليمان الفصام، وزيرة المالية، وزيرة الدولة للشئون الاقتصادية والاستثمار، وعدد من كبار المسئولين بدولة الكويت، والسفير المصرى بالكويت، أسامة شلتوت.

واستهل رئيس وزراء الكويت جلسة المباحثات بالترحيب بالدكتور مصطفى مدبولي والوفد المرافق له، مؤكدًا عُمق العلاقات الثنائية التي تجمع بين مصر والكويت، ومُرحبًا بالجهود المبذولة لدعم الاستثمارات الكويتية في مصر، وكذا دعم التعاون المشترك في شتى المجالات.

وأكد الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح أهمية العمل المشترك بين حكومتي مصر والكويت من أجل زيادة التبادل التجاري؛ بما يرقي للعلاقات السياسية القوية بين البلدين، مشيرًا إلى دعمه وجود أكبر للمصارف والاستثمارات الكويتية في مصر بما يُسهم في زيادة الاستثمارات المشتركة في البلدين الشقيقين.

وأضاف رئيس وزراء الكويت: نتطلع للتعاون المشترك مع مصر في مجال صناعة الدواء والأمن الغذائي.

وخلال جلسة المباحثات، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تقديره لحسن استقبال رئيس الوزراء الكويتي له والوفد المرافق، مؤكدًا تطلعه للعمل المشترك من أجل دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين؛ بما يرقى لمستوى الروابط الوثيقة التي تجمع القيادة السياسية في البلدين الشقيقين.

وأعرب عن تطلعه لاستقبال رئيس وزراء الكويت في مصر في أقرب فرصة ممكنة.

واستعرض رئيس الوزراء جهود الحكومة المصرية في مجال الإصلاح الاقتصادي ودورها في تحسين مناخ الاستثمار، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مشيرًا إلى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي أعطى أولوية  لدعم دور القطاع الخاص عبر تحديد سقف للاستثمارات العامة، إذ من المستهدف الوصول باستثمارات القطاع الخاص إلى ما نسبته 65% من إجمالي الاستثمارات الكلية، قائلًا: وصلت نسبة استثمارات القطاع الخاص حاليا  إلى 60%.

وفي هذا الصدد،  أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر تتطلع لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في ضوء توافر فرص استثمارية مهمة بالسوق المصرية، يمكن من خلالها تحقيق عائد مُجز للمستثمرين، مُستعرضًا عددًا من الفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف القطاعات ومواقع هذه المشروعات في عدد من المحافظات على مستوى الجمهورية.

وفي سياق متصل، عرض رئيس الوزراء جهود الحكومة لتذليل الإجراءات أمام المستثمرين من خلال العديد من التيسيرات، وعلى رأسها إمكانية حصول المستثمر على "الرخصة الذهبية" التي تصدر من مجلس الوزراء مباشرة لتسهيل أعمال المشروعات ذات الأولوية.

كما تناول أيضا جهود الحكومة لخفض مستويات الدين الخارجي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، وكذا جهود تحسين مؤشرات الاقتصاد الكلي؛ بما يُسهم في استدامة وجود اقتصاد قوي ومرن.

وتطرق رئيس الوزراء إلى الحديث عن تداعيات الأزمات الإقليمية على الاقتصاد المصري، لا سيما تبعات هذه الأزمات على عائدات قناة السويس التي تأثرت بصورة كبيرة.

وخلال جلسة المباحثات، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلعه إلى سرعة انعقاد مجلس رجال الأعمال المشترك بين البلدين، كما تحدث عن دور وخبرة الشركات المصرية في تنفيذ المشروعات بدولة الكويت، واستعدادها لتنفيذ المزيد من المشروعات في البلد العربي الشقيق، فى ظل الجهود التنموية الحالية.

وعرض رئيس الوزراء، خلال الاجتماع،  عددا من الفرص الاستثمارية بالساحل الشمالى والبحر الأحمر، وكذا على النيل مباشرة، كما استعرض إمكانية الاستثمار فى قطاعى الزراعة والأمن الغذائى وصناعة الدواء، مشيرا إلى أن العائد على الاستثمار فى السوق المصرية مجز، والدولة تعمل حاليا على جذب المزيد من الاستثمارات الداخلية والخارجية.

مقالات مشابهة

  • كيف يعمل النظام الانتخابي في ألمانيا؟ وما أبرز التعديلات الجديدة التي طرأت عليه هذا العام؟
  • مدبولي ونظيره الكويتي يستعرضان سُبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • رئيس الجمهورية “هذه هي الجزائر التي نحبها ويحبها جميع الجزائريين.. جزائر رفع التحديات”
  • مصر والصين تعززان التعاون الثنائي وتبحثان تطورات الشرق الأوسط
  • رئيس جامعة الأزهر السابق: ناقة صالح عليه السلام معجزة تثبت عظمة الله
  • إسبانيا تُجدد دعمها للجزائر وتبحث تطوير التعاون الثنائي
  • برنامج الامم المتحده الانمائي : الاقتصاد السوري بحاجه الى 55عاما للعوده الى المستوى الذي كان عليه في 2010قبل الحرب
  • نيوكاسل يجدد عقد «الثنائي»
  • حماس : ننتظر تنفيذ إسرائيل كل بنود البروتوكول الإنساني