خلال السنة الجارية، انتقلت إيران من مجرد التهديد واستخدام أذرعها في المنطقة ضد إسرائيل إلى مهاجمة الدولة العبرية مباشرة مرتين في غضون 6 أشهر. وينطوي هذا التغير في الاستراتيجية على رسالة تريد إيران إيصالها إلى لعالم، وفق تقرير لمجلة "فورين بوليسي".

في الأول من أكتوبر 2024، أطلقت إيران ما يقرب من 200 صاروخ نحو إسرائيل، ما مثل تصعيدا كبيرا في الصراع الأوسع في الشرق الأوسط.

وجاءت الهجمات بعد مقتل قادة بارزين مثل زعيم حماس إسماعيل هنية، وحسن نصر الله قائد حزب الله، والجنرال الإيراني عباس نيلفروشان، في هجمات تبنت بعضها إسرائيل.

وقبل ذلك، استهدفت طهران إسرائيل في 13 إبريل الماضي، بعد ضربة قاتلة نسبت إلى إسرائيل على قنصلية إيران في دمشق.

وأطلقت إيران باتجاه إسرائيل حوالي 350 مسيرّة متفجرة وصواريخ تمّ اعتراض غالبيتها من جانب إسرائيل بمساعدة دول أخرى بينها الولايات المتحدة.

الهدف الأوسع

لم يكن هدف إيران مجرد الانتقام، بل أيضا إظهار قدرتها على ردع إسرائيل التي حققت نجاحات عسكرية ضد حزب الله، وفق تقرير المجلة.

My take in @ForeignPolicy on what #Iran wanted out of its missile attack on Israel. "Iran’s goal is not so much to deter Israel, but to compel the United States to do so." https://t.co/5EXHLIpxTu

— Vali Nasr (@vali_nasr) October 3, 2024  

يرى التقرير أيضا أن الهجوم الصاروخي أظهر قدرة إيران على اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية، ما يدل على استعدادها لمواجهة إسرائيل مباشرة.

أما الهدف الأوسع لطهران وفق المجلة، فقد يكون الضغط على الولايات المتحدة لدفع إسرائيل نحو التهدئة، إذ تسعى إيران لتجنب حرب إقليمية أكبر قد تشمل مواجهة مباشرة مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

ولكن إيران تواجه تحديا صعبا، وفق التقرير، إذ أن التصعيد المتزايد قد يؤدي إلى صراع أكبر، خاصة إذا تدخلت الولايات المتحدة لدعم حليفتها إسرائيل.

تعليق من بايدن على موعد الرد الإسرائيلي على إيران قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، إن "لا شيء سيحصل" الخميس بشأن رد إسرائيل على إيران بعد هجومها بالصواريخ الباليستية الثلاثاء على إسرائيل.

من جانب آخر، يُعقّد هذا الوضع جهود واشنطن لتجنب التورط العسكري العميق في الشرق الأوسط.

ومع استمرار التصعيد، تزداد احتمالية حدوث صراع إقليمي أكبر يشمل إيران وإسرائيل وحزب الله والولايات المتحدة، مما سيؤثر على الجهود الدبلوماسية، بما في ذلك المفاوضات النووية المحتملة مع إيران. 

وبحسب ذات التقرير، ستشهد الأشهر المقبلة تصعيدات محسوبة، مع وجود خطر "سوء التقدير" الذي قد يرتكبه أي طرف، ويؤدي إلى اندلاع حرب أشمل.

المعادلة الجديدة

على مدى سنوات، كان التهديد الذي تشكله إيران على إسرائيل يعتمد على ركيزتين أساسيتين وفق تقرير لصحيفة "الغارديان": ترسانتها الواسعة من الطائرات المسيّرة والصواريخ، وقدرات قواتها بالوكالة، وخاصة حزب الله في لبنان.

وهذه الاستراتيجية، المعروفة بعقيدة الدفاع الأمامي لإيران، سعت إلى إسقاط قوتها وردع خصومها خارج حدودها دون مواجهة مباشرة.

وكانت هذه الاستراتيجية ركيزة أساسية لنفوذ إيران في المنطقة، لكنها تعرضت لضغوط شديدة بسبب تراجع قواتها بالوكالة والنجاح المحدود على ما يبدو لضرباتها في إبريل في تغيير الحسابات الاستراتيجية لإسرائيل.

وجاءت هجوم إبريل بعد ضربة إسرائيلية استهدفت مجمعا دبلوماسيا إيرانيا في دمشق.

وتضمن الهجوم مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة، وكان الحدث أكبر عملية عسكرية إيرانية منذ الحرب العراقية الإيرانية وأول ضربة مباشرة ضد إسرائيل من الأراضي الإيرانية.

وبعد الهجوم، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي: "قررنا خلق معادلة جديدة... من الآن فصاعدا، إذا هاجم النظام الصهيوني مصالحنا وأصولنا وشخصياتنا ومواطنينا في أي مكان، فسوف يُرد عليه بهجوم مضاد". 
 

بعد "إضعاف" حزب الله وحماس.. "لا خيارات جيدة" أمام إيران ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنه مع وجود اثنين من أقوى حلفاء إيران، حزب الله وحماس، في صراع مصيري للبقاء، فقدت طهران ركيزة أساسية من استراتيجية الردع التي تتبعها، مما أعطى إسرائيل فرصة لضرب من تراه أخطر أعدائها.

ومن خلال استهداف أهداف إسرائيلية بشكل مباشر، سعت إيران إلى ردع أي تحرك إسرائيلي مستقبلي، ووضع خطوط حمراء، ومنع مزيد من الخسائر العسكرية مثل تلك التي حدثت في دمشق، وفق الصحيفة البريطانية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

تركيا تسلم الأمم المتحدة رسالة مشتركة تطالب بحظر الأسلحة على إسرائيل

قدمت تركيا رسالة مشتركة إلى الأمم المتحدة موقعة من 52 دولة ومنظمتين، تطالب فيها بوقف توريد وتسليم الأسلحة لإسرائيل، وفق ما أعلن وزير خارجيتها الأحد.

وقال هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي في جيبوتي حيث عقد مؤتمر الشراكة التركية الإفريقية، « لقد وضعنا رسالة مشتركة ندعو فيها جميع الدول إلى وقف بيع الأسلحة والذخائر لإسرائيل، وقمنا بتسليم هذه الرسالة التي تحمل 54 توقيعا إلى الأمم المتحدة في الأول من نوفمبر ».

وأضاف فيدان « علينا أن نكرر في كل فرصة أن بيع الأسلحة لإسرائيل يعني المشاركة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها »، موضحا أن الرسالة هي « مبادرة أطلقتها تركيا ».

وقعت الرسالة 52 دولة، من بينها السعودية والبرازيل والجزائر والصين وإيران وروسيا، ومنظمتان هما الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دعا منتصف أكتوبر الأمم المتحدة إلى إصدار قرار بحظر الأسلحة على إسرائيل، معتبرا أنه « حل فعال » لإنهاء النزاع في قطاع غزة.

(وكالات)

 

 

 

 

 

كلمات دلالية اسرائيل اعتداء تركيا حظر الأسلحة غزة

مقالات مشابهة

  • أكدت حدوثه قطعا.. إيران تكشف طبيعة ردها القادم على إسرائيل
  • للمرة السادسة خلال يوم واحد.. فصائل عراقية تهاجم إسرائيل بالمسيرات
  • إيران توجه رسالة جديدة إلى إسرائيل: لنا الحق مرة أخرى في الرد على هجومكم الأخير
  • بأسلحة حزب الله.. هذا ما تريد إسرائيل فعله!
  • تركيا تسلم الأمم المتحدة رسالة مشتركة تطالب بحظر الأسلحة على إسرائيل
  • رسالة موقعة من 52 دولة إلى الأمم المتحدة لوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة
  • الولايات المتحدة حذرت إيران من مهاجمة إسرائيل.. لن نقدر على كبح جماح الرد
  • أميركا تحذر إيران: لن نستطيع كبح جماح إسرائيل
  • رسالة تحذير أميركية لإيران إن هاجمت إسرائيل مرة أخرى
  • أميركا تحذر إيران: لن نستطيع "كبح جماح" إسرائيل