بعد مجزرة طولكرم.. إضراب بالضفة ودعوات للتصعيد ضد الاحتلال
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
أعلنت القوى الوطنية والإسلامية بالضفة الغربية المحتلة، الإضراب الشامل، اليوم الجمعة، في مختلف المحافظات، حدادا على أرواح ضحايا المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم طولكرم (شمال)، وأسفرت عن استشهاد 18 فلسطينيا في قصف هو الأول من نوعه الذي تشنه مقاتلة إسرائيلية في الضفة منذ الانتفاضة الثانية عام 2000.
ودعت القوى في بيان مساء أمس الخميس إلى الخروج بفعاليات في كل مناطق التماس والحواجز العسكرية، والتمسك بالوحدة والنضال لإنهاء الاحتلال، وذلك أمام ارتكاب مجزرة جديدة في مخيم طولكرم، واستمرار حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في كل الأرض الفلسطينية المحتلة.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القصف الجوي الإسرائيلي على مخيم طولكرم تصعيدا خطيرا في عدوان الاحتلال المتواصل على الضفة الغربية ودليل على وحشيته وإفلاسه في ظل فشله الميداني في كسر عزيمة الشعب الفلسطيني ومقاومته المتصاعدة.
ودعت الحركة في بيان مساء أمس الخميس الفلسطينيين بالضفة الغربية للخروج بمسيرات غضب جماهيرية بجميع المحافظات، والعمل على تصعيد المواجهة والاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه بكل المناطق.
من جانبها، دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في بيان، إلى جعل الجمعة، يوما للغضب والتصعيد والإضراب الشامل في كافة نقاط التماس، انتقاما لأرواح شهداء مخيم طولكرم.
وقد طالبت الحكومة الفلسطينية، مساء الخميس، المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لجرائم إسرائيل، في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلين.
وأكدت في بيان لها المضي في جهودها لفضح جرائم الاحتلال دوليا وفي المحاكم الدولية، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها المتصاعدة.
في السياق، حمّل متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة البشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ.
وقال إنها تأتي استمرارا للحرب الشاملة التي تشنها هذه الحكومة اليمينية (برئاسة بنيامين نتنياهو) بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، الأمر الذي جرّ المنطقة إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار.
وحمل أبو ردينة، الإدارة الأميركية تبعات العدوان المتواصل والمتصاعد ضد الشعب الفلسطيني منذ نحو عام، وطالبها بالتدخل الفوري لوقف هذه المجازر الإسرائيلية، التي تدعمها بالسلاح والمال والغطاء السياسي.
مصادر صحفية: شهداء ومصابون في قصف الاحتلال مقهى داخل حارة الحمام بمخيم طولكرم#طوفان_الأقصى #قطاع_غزة #لبنان pic.twitter.com/bPbRbk7Zay
— وكالة قدس برس (@QudsPress) October 3, 2024
تفاصيل المجزرةجاء ذلك بعد مجزرة خلفت 18 شهيدا فلسطينيا وأصيب آخرون بقصف جوي، هو الأول من نوعه بالضفة منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، استهدف بطائرة مقاتلة مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن الغارة استهدفت مناطق سكنية تضم مقهى شعبيا في المخيم.
وأفاد الوكالة بأن طائرات الاحتلال قصفت بصاروخ واحد على الأقل حارة الحمام بمخيم طولكرم أثناء وجود عدد من المواطنين، ما أدى أيضا إلى إصابة العشرات بجروح متفاوتة، بحسب وزارة الصحة.
وأشارت إلى أن مركبات الدفاع المدني والإسعاف هرعت إلى المكان، حيث جرى نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم.
أما الجيش الإسرائيلي منفذ المجزرة، فقال في بيان، إن طائرة مقاتلة نفذت غارة في طولكرم بالتعاون بين الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وادّعى أنه قام بتصفية مسؤول العمليات في حركة حماس بمدينة طولكرم زاهي ياسر عبد الرزاق عوفي.
وقال الإعلام الإسرائيلي إنها المرة الأولى منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000 – 2005)، التي تشن فيها طائرة حربية غارة على مخيم طولكرم.
وبموازاة حربه المدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
وأسفرت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة عن مقتل 723 فلسطينيا، بينهم 160 طفلا، وإصابة أكثر من 6 آلاف و200 آخرين، بالإضافة إلى اعتقال ما يزيد على 11 ألف فلسطيني، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.
وبدعم مطلق من الولايات المتحدة تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة أسفرت عن أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الشعب الفلسطینی منذ الانتفاضة الضفة الغربیة مخیم طولکرم
إقرأ أيضاً:
بهجة غائبة.. ألم الفقد والنزوح يلف عيد الفلسطينيين بالضفة الغربية
بأوضاع مأساوية تستقبل عائلة الفلسطيني مروان أبو كباش عيد الفطر، بعدما نزحت قسرا من مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة، جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة بالمنطقة.
ومنذ أكثر من شهرين تقيم العائلة في غرفة داخل مبنى "نادي طولكرم الثقافي" وسط ظروف إنسانية صعبة بلا أي مقومات للحياة، حيث باتت تعتمد بشكل كامل على المساعدات.
حال هذه العائلة لا يختلف كثيرا عن مصير أكثر من 40 ألف فلسطيني قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إنهم نزحوا من مخيمات شمالي الضفة جراء تواصل الهجوم الإسرائيلي.
وتواصل إسرائيل عملياتها في محافظتي جنين وطولكرم (شمال) منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، ما أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينيين، وتخللت ذلك عمليات "اعتقال وتحقيق ميداني ممنهج طال عشرات العائلات، إضافة إلى احتجاز مواطنين رهائن، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية" وفق مصادر محلية.
وتحذر السلطات الفلسطينية من أن ذلك يأتي "في إطار مخطط لحكومة بنيامين نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلانا رسميا لوفاة حل الدولتين".
إعلان عيد بلا طقوسرب الأسرة مروان أبو كباش يقول إنه يعيش مع أبنائه وبناته وأحفاده وأصهاره في "النادي الثقافي" منذ ما يزيد على 63 يوما عندما نزحوا من منزلهم.
وتابع عن ظروف الحياة داخل هذا المكان: "الوضع صعب جدا وكارثي، فمهما كان السكن، لا شيء يشبه البيت وخاصة في شهر رمضان والعيد".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر منزله المكون من 3 طوابق ومحاله التجارية داخل المبنى وحوّله إلى مكان غير صالح للسكن.
يقول أبو كباش إنه سيكون مختلفا وبلا مظاهر بعدما تشتت الأهل والأقارب في أماكن متفرقة بالضفة حيث لم يعد يعرف أين توجهوا.
وأكمَل "العيد في المخيم يكون مختلفا عنه في بيتك وبين أهلك وناسك، تزور الأهل والأقارب، اليوم الجميع تشتت لا تعرف أين هم".
ورغم هذه الظروف، يسعى أبو كباش للتخفيف عن أحفاده مع اقتراب العيد، لافتا إلى أنه يحاول "لم الشمل" قدر المستطاع وبث روح التفاؤل في نفوسهم.
واستدرك أن العيد سيكون دون مظاهر الفرحة وطقوسه المعتادة حيث تصنع النساء الكعك ويجهزن الحلوى والقهوة كما هو معتاد كل عام.
ويختم بحالة من الأسى قائلا، سنقضي العيد "وسط الحزن والألم على ما حل بنا، وعلى مصيرنا المجهول".
في هذا الوقت من كل عام، كان مخيم طولكرم بشوارعه وأزقته يشع بالزينة ابتهاجا بقرب حلول العيد، إلا أنه يأتي هذا العام وسط ظروف كارثية جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل عليه.
مصطفى أبو غزالة، زوج ابنة أبو كباش، قال "في المخيم كنا نعيش أجواء روحانية واحتفالية برمضان والعيد، الشوارع تتزين والناس تسهر، لكن اليوم لا شيء من ذلك موجود".
إعلانووصف شهر رمضان والعيد بـ"الأصعب" على مدى سنوات حياتهم.
وأشار إلى أن العيد يحل عليهم وسط ظروف صعبة حيث يفتقدون لأبسط مقومات الحياة، معربا عن حزنه لما حل بهم ولمصيرهم المجهول، كما قال.
وعبر النازح الفلسطيني عن مرارة فقدانه لمنزله بأنه "أصعب شعور يمكن أن يمر به الإنسان".
فرحة مفقودةوعن طقوس العيد، قال أبو غزالة إن العيد بشكل أساسي هو فرحة للأطفال حيث يقضونه بالنزهات واللعب لكنهم اليوم باتوا مشردين بلا شيء.
زوجته "ميرا" قالت بحسرة "في مثل هذا الوقت (في الأعياد السابقة) كنت مع أقاربي نحضّر كعك العيد".
وأضافت "الكعك فرحة للأطفال وحتى الكبار، له أجواء خاصة من لمة العائلة وإعلان فرح، لكن هذا العام لم نصنع الكعك".
وأشارت إلى أن العدوان الإسرائيلي حوّل حياتهم إلى لحظات حزن، لافتة إلى أنهم "سيفتقدون خلال العيد الكعك والفرحة والبهجة".
ومنذ بدئه الحرب على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 938 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 164 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.