بوابة الفجر:
2024-10-04@00:27:16 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: الغراب والقوة الشيطانية

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT


 

لماذا تكره مصر تركيا ؟ لماذا يكره " أردوجان" مصر وقائدها.
للإجابة على هذين السؤالين يجيب عالمنا الكبير المرحوم الأستاذ الدكتور " جمال حمدان" فى كتاب ( وصف مصر) وفى كتاب "شخصية مصر  وتعدد الأبعاد" والجوانب وتحديدًا فى الصفحتين أرقام (74،73) حيث إستطاع توصيف " الدولة التركية" خير وصف.
يقول الدكتور " جمال حمدان" تركيا وريثة الدولة العثمانية: بين تركيا ومصر مشابهات على السطح قد تغرى بالمقارنة، فتركيا بين آسيا وأوروبا، مثلما مصر جسر بين آسيا وإفريقيا، بل إن الجسم الأكبر فى كل منهما يقع فى قارة، بينما لا يقع فى القارة الأخرى إلا قطاع صغير «سيناء وتراقيا» على الترتيب، وفى كلا الحالين إنما يفصل بينهما ممر مائى عالمى خطير، أضف إلى ذلك التناظر القريب فى حجم السكان.


ويضيف الدكتور جمال حمدان: «لقد تمددت تركيا فى أوروبا حتى فيينا، كما وصلت مصر إلى البحيرات فى إفريقيا، واندفعت كل منهما فى آسيا من الناحية الأخرى».
ويفجر الدكتور جمال حمدان، قنبلة، عندما يؤكد أنه ورغم كل هذا التشابه بين البلدين، فإنه تشابه مضلل لأنه سطحى، وسطحى لأنه جزئى، فربما ليس أكثر من تركيا نقيضا تاريخيا وحضاريا لمصر من الاستبس كقوة «شيطانية» مترحلة، واتخذت لنفسها من الأناضول وطنا بالتبنى، وبلا حضارة هى، بل كانت «طفيلية» حضارية خلاسية استعارت حتى كتابتها من العرب.
ويسترسل جمال حمدان فى وصف الدولة المشوهة ومنزوعة الجذور الحضارية والتاريخية، عندما قال نصا فى كتابه: «ولكن أهم من ذلك أنها تمثل قمة الضياع الحضارى والجغرافى، غيرت من جلدها وكيانها أكثر من مرة، الشكل العربى استعارته ثم بدلته بالشكل اللاتينى والمظهر الحضارى الآسيوى نبذته وادعت الوجهة الأوروبية، أنها بين الدول بلا تحامل، الدولة التى تذكر بـ«الغراب» يقلد مشية الطاووس، وهى فى كل أولئك النقيض المباشر لمصر ذات التاريخ العريق والأصالة الذاتية والحضارة الانبثاقية... إلخ.
هنا وَضح الدكتور جمال حمدان رؤيته واستطاع التوصل إلى توصيف علمى موثق للدولة التركية، فى كتاب صدر عام 1967 أى منذ ما يقرب من 58 عاما، حتى لا يخرج البعض ليؤكد أن سبب هذا التوصيف لوريثة الدولة العثمانية، الآن ويأتى فى ظل احتضانها جماعة الإخوان، وحلفائها وكل أعداء مصر..!!
بالطبع، مصر ظلت وستظل تمثل للأتراك كل العقد وليس عقدة وحيدة، فهى الدولة التى يحتسب عمرها بعمر هذا الكون، بينما تركيا بلا تاريخ، ووطن بالتبنى، فاقد الهوية، وغيرت جلدها أكثر من مرة، بالشكل العربى تارة، ثم استبدلته بالشكل اللاتينى تارة أخرى، وأخيرا إلى الشكل الأوروبى.
أيضا جيش مصر العظيم يمثل أبرز العقد للأتراك، فقد أعطى دروسا قوية فى الفنون العسكرية للجيش التركى، وسحقه أكثر من مرة فى معارك ضروس، والبداية كانت عندما اندلعت ثورة ضد الحكم العثمانى عام 1824 وطلب حينذاك السلطان العثمانى من محمد على التدخل لإخماد تلك الثورة التى انطلقت شرارتها فى الحجاز واليونان، وأسدى له وعدا أنه فى حالة نجاحه سيمنحه حكم الشام، وافق محمد على، ودفع بجيش مصر تحت قيادة ابنه إبراهيم باشا للقضاء على الثورة عام 1824، وبالفعل نجح فى ذلك، لكن السلطان العثمانى تنصل من وعده، ومنحه جزيرة كريت فقط، فقرر محمد على أن يستولى على حكم الشام بالقوة، زحف جيش مصر على الشام عام 1831 وبالفعل حاصر عكا، المحصنة بأسوارها العالية، ونجح فى احتلالها، وسيطر على فلسطين، ثم دمشق، ثم التقى الجيش العثمانى من جديد عند «حمص» ولقنه درسا قويا، واستولى على حمص وباقى المدن السورية.

ولن ينسى الأتراك أيضا، خاصة رجب طيب أردوغان، ما فعله الجيش المصرى بأجداده العثمانيين عام 1839 فى معركة «نصيبان»، عندما لقن الجيش المصرى نظيره الجيش التركى «علقة» ساخنة، مستخدما قوته المفرطة، وتسرد بعض الروايات التاريخية أن الجيش المصرى أفنى كل الجيش العثمانى فى تلك المعركة، وأسروا ما يقرب من 15 ألف جندى وضابط، واستولوا على كل الأسلحة والمؤن، وعندما بلغ السلطان العثمانى أمر الهزيمة المنكرة وفناء جيشه مات حزنا، ولم يكتفِ الجيش المصرى بسحق الجيش العثمانى، وإنما حاصر إسطنبول، واستسلم الأسطول التركى لمصر فى الإسكندرية، وأصبحت الدولة العثمانية بلا سلطان أو جيش أو حتى أسطول، ولولا التدخل الأوروبى، لكانت تركيا من بين ممتلكات مصر..!!
تركيا، وطن بالتبنى يفتقد كل القيم الحضارية والمكونات الأخلاقية، وإذن.. كيف نطلب من رجب طيب أردوغان ونظامه وحزبه أن يتدثر بالقيم الأخلاقية فى تعامله السياسى مع الدول ومنها مصر؟! بالطبع، فاقد الشىء لا يعطيه!!
ولك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر...!!!
ورغم التسامح الذي تبديه مصر نحو أعداء الماضي، بزيارات متبادله أو لقاءات شبه وديه، إلا إنه يجب علي المصريين إلا ينسوا التاريخ، فهو راسخ ولن يمحي من الكتب أو الذاكره، فلنحظر،، فلنحظر. 
أستاذ دكتور/حماد عبد الله حماد
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

تقدم للجيش السوداني والقوة المشتركة في دارفور

الفاشر- أعلن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي -اليوم الأربعاء- أن الجيش السوداني و"القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح" استعادوا منطقة في ولاية شمال دارفور من قبضة قوات الدعم السريع.

وفي تغريدة على فيسبوك، أكد مناوي أن القوات المسلحة والقوة المشتركة، إلى جانب الدعم الشعبي، نجحوا في "تحرير" منطقة بئر مزة، التي تقع على تخوم منطقة الزرق ووادي المغرب شمال كتم من الدعم السريع. وأضاف: "أتمنى أن ينتصر الحق ويعم العفو والصفح بين جميع أهل دارفور".

وفي سياق متصل، أفادت مصادر للجزيرة نت باستعادة منطقة مدو وبعض المناطق القريبة من بلدة الصياح قرب الفاشر.

وقال المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى للجزيرة نت إن معركة منطقتي بئر مزة ومدو بدأت صباح اليوم.

وأضاف أن القوات المشتركة تمكنت من القضاء على أول مجموعة من المتمردين بالكامل، واستولت على 35 آلية عسكرية في حالة جيدة، ودمرت أكثر من 20 آلية أخرى.

وأشار إلى أن القوات استمرت في مطاردة ما وصفها بـ"فلول المليشيات الهاربة"، ونجحت في الوصول إلى خط الدفاع الثاني في وادي سُندي، حيث دمرت أكثر من 20 آلية عسكرية ومدرعة، واستولت على 15 آلية أخرى بحالة ممتازة.

وأضاف مصطفى أن القوات واصلت بعد ذلك مطاردتها حتى منطقة الصياح، الواقعة على بعد 30 كيلومترا شمال مدينة مليط الإستراتيجية، حيث شنت هجوما على آخر خطوط دفاع المليشيات.

وقد أسفرت المعركة عن تدمير أكثر من 15 آلية عسكرية، بالإضافة إلى الاستيلاء على 19 آلية أخرى، بعضها محمّل بالمؤن والعتاد.

كما ذكر المتحدث أن القوة المشتركة ستقوم بنشر تفاصيل هذه المعارك بالصوت والصورة لجماهير الشعب السوداني.

ومنذ أيام، أعلن الجيش السوداني تحقيق تقدم كبير في المعارك الدائرة حاليا في البلاد، بعد السيطرة على عدة مناطق إستراتيجية، بما في ذلك أم درمان وأجزاء من مدينة بحري والخرطوم.

مقالات مشابهة

  • د. عبدالمنعم السيد يكتب: الرقمية الصناعية وجذب الاستثمارات
  • بعد اختيار جمال أبو الفتوح وكيلاً لزراعة الشيوخ: تحقيق الأمن الغذائي أهم الملفات على طاولة اللجنة
  • د.حماد عبدالله يكتب: (الروشتة) المؤجل تفعيلها !!
  • بث مباشر.. مشاهدة مباراة التعاون والقوة الجوية في منافسات دوري أبطال آسيا اليوم بدون تقطيع hd
  • تقدم للجيش السوداني والقوة المشتركة في دارفور
  • فيصل الفيتوري: تركيا تعد مثالاً للدولة العظيمة
  • حتا ودبا يتأهلان إلى دور الـ16 لكأس رئيس الدولة لكرة القدم
  • د.حماد عبدالله يكتب: "قدرات" مصر المتنامية!!
  • عبدالله بن طوق: "نمو" محطة مفصلية في تعزيز البنية الرقمية للاقتصاد الوطني