«أبوظبي للخلايا الجذعية» لـ«الاتحاد»: مشروع بحثي لإنتاج تطعيم لعلاج السكري
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
أعلن مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، أن المركز يجري حالياً تجربة سريرية لتقييم فعالية وأمان العلاج الضوئي المناعي لعلاج السكري من النوع الأول، ليكون المركز أول مؤسسة على مستوى الدولة تجري هذا النوع من التجارب السريرية.
وكشف البروفيسور يندري فينتورا، الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية، أستاذ ملحق في جامعة الإمارات، في حوار مع «الاتحاد»، أنه يعمل في الوقت الحالي على مشروع بحثي لإنتاج تطعيم لعلاج مرض السكري، وسيكون المنتج حاصلاً على الملكية الفكرية كاملة لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية، وسيتم الإعلان في وقت لاحق عن تفاصيل ونتائج هذا المشروع العلمي الكبير.
وقال: «حققت الإمارات إنجازات ملحوظة في استخدام الخلايا الجذعية لعلاج مجموعة من الأمراض، بما في ذلك السكري، وتمثل هذه النجاحات جزءاً من رؤية الإمارات 2030، التي تسعى إلى تحقيق نظام صحي مبتكر وفعّال».
وأضاف: «تعود هذه النجاحات إلى أن الحكومة الرشيدة تدعم الأبحاث والتطوير في هذا المجال، مما يسهم في تعزيز مكانة الإمارات مركزاً رائداً في الطب والابتكار الصحي».
أبرز النتائج
وأشار الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية، إلى أن من أبرز النجاحات التي تحققت على المستوى المحلي، ما أعلنه مركز أبوظبي للخلايا الجذعية مؤخراً عن شراكة مع جامعة كيوتو في اليابان ومؤسسة ريجي نيفرو اليابانية لتطوير علاجات مبتكرة لمرض السكري باستخدام خلايا الدم والجلد المعدلة وراثياً.
وأكد أن هذا التعاون الاستراتيجي يشكِّل نقلة نوعية في مجال مرض السكري من خلال تطوير علاج مبتكر جديد باستخدام خلايا بيتا البنكرياسية المشتقة من الخلايا الجذعية متعددة القدرات، وهي خلايا مستخرجة من الجلد أو الدم يُعاد برمجتها (تعديلها وراثياً) باستخدام أحدث تقنيات المختبرات لإنشاء خلايا مستنسخة من الأنسجة المتضررة من مرض السكري.
وذكر أنه لتسهيل هذه المهمة البحثية المشتركة، أُطلِقَ مختبر مركز أبوظبي للخلايا الجذعية في مقر جامعة كيوتو في اليابان.
وأوضح أن هذا البحث المشترك يركِّز على تطوير خلايا بيتا البنكرياسية المشتقة من الخلايا الجذعية متعددة القدرات من خلال التعديلات الجينية، وتقديم خيارات علاجية باستخدام الخلايا الجذعية للمرضى الذين يعانون مرض السكري من النوع الأول، إضافة إلى فحص واختبار الأدوية الحديثة لمرض السكري من النوع الثاني لتطوير أدوية وأساليب جديدة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني.
زراعة النخاع
ورداً على سؤال حول أبرز النجاحات التي تحققت على المستوى المحلي في استخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض، ذكر أن مركز أبوظبي للخلايا الجذعية كان أجرى أول عملية لزراعة نخاع العظم في دولة الإمارات لمريض مصاب بالمايلوما (نوع من أنواع سرطانات الدم) في وقت سابق.
وأضاف: «كان المركز أجرى أول عملية لزراعة نخاع العظم في الشرق الأوسط لمريض مصاب بالتصلب المتعدد عام 2022، وأول عملية لزراعة نخاع العظم في الدولة لمريض مصاب بالثلاسيميا عام 2023».
ولفت إلى إجراء أول عملية لزراعة نخاع العظم في دولة الإمارات لطفلة بلغ عمرها 3 أشهر مصابة بالمرض الوراثي «كرابي»، مشيراً إلى أن المركز صنَّع أول علاج بالخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً والمعروفة بـ CART في الدولة والشرق الأوسط عام 2023، حيث أطلق المركز هذه التكنولوجيا الرائدة الذكية محلياً للحدِّ من السفر إلى الخارج للحصول على هذا المستوى من الرعاية المتقدمة.
«ابتكارات الخلايا»
وحول تجربة مركز أبوظبي للخلايا الجذعية في توفير ابتكارات تتعلق بالخلايا الجذعية، أفاد فينتورا، بأن مركز أبوظبي للخلايا الجذعية تم إطلاقه عام 2018، تماشياً مع الأجندة الوطنية وأولويات القيادة الرشيدة لإنشاء أول مركز لأبحاث الخلايا الجذعية في الدولة.
وقال: «يرّكز المركز على الرعاية المتقدمة وإجراء التجارب السريرية الأولى من نوعها والطب التجديدي والتصنيع المخبري للخلايا الجذعية ورعاية المرضى، مما يسهم في تحقيق رؤية أبوظبي وجهةً رائدةً للرعاية الصحية المتقدمة».
وشدد على أن مركز أبوظبي للخلايا الجذعية اكتسب شهرة واسعة كمؤسسة رائدة في مجال الأبحاث الطبية المتقدمة، وذلك لتميز المنشأة ومرافقها والتي تضم أحدث مختبرات الأبحاث ومختبر معالجة الخلايا الجذعية، وأحدث وحدة للعلاج الضوئي المناعي وفصل مكونات الدم.
كما يضم المركز وحدة جمع الخلايا الجذعية، ومختبر متقدم لممارسات التصنيع الجيدة ومستشفى متكامل، ومن خلال جمع هذه المرافق تحت مظلة واحدة، مما أسهم في الحد من حاجة المرضى للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج.
وأشار فينتورا، إلى اعتماد مركز أبوظبي للخلايا الجذعية من قبل دائرة الصحة - أبوظبي كمركز للتميز في زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم، ويلتزم بأفضل الممارسات العالمية القائمة على الأدلة العلمية، كما أنه الأول في الإمارات العربية المتحدة وواحد من مركزين فقط في الشرق الأوسط يتم الاعتراف بهما من قبل مؤسسة اعتماد العلاجات الخلوية «فاكت»، وهي منظمة الاعتماد الرائدة لبرامج العلاجات الخلوية على نطاق عالمي.
إنقاذ الحياة
وقال الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «وفرنا العلاجات المتقدمة المنقذة للحياة في الدولة، بما في ذلك زراعة نخاع العظم والعلاجات الثورية بالخلايا الجذعية والطب التجديدي. وكون مؤسستنا متخصصة بالعلاجات المتقدمة بالخلايا الجذعية والطب التجديدي والأبحاث، فإننا في طليعة الابتكار الطبي في الإمارات والمنطقة».
وأكد أن رؤية المركز تتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة لدعم الابتكار وتقديم حلول رعاية صحية وقائية مخصصة ومدعومة بالتكنولوجيا، مشدداً على أن التعليم والأبحاث من أهم ركائزنا في المركز.
واعتبر مركز أبوظبي للخلايا الجذعية مركزاً لتبادل المعرفة، ويسهم في تشكيل وإعداد الجيل القادم من الأطباء والممرضات والعلماء والباحثين في الرعاية الصحية في مجالات الطب التجديدي والعلاج بالخلايا الجذعية، وفريق الأطباء والعلماء.
ويضم المركز خبراء من أشهر المؤسسات البحثية في العالم ويبلغ عددهم أكثر من 60 عالماً وباحثاً وتقنياً، والذين يقومون بإجراء دراسات سريرية رائدة ونشر بحوث علمية متخصصة في أفضل المجلات الطبية العالمية.
ويركز المركز على مجموعة من الأمراض ومنها السكري والسرطان والتصلب المتعدد وأمراض الكلى والأمراض العصبية المختلفة وأمراض المناعة الذاتية والوراثية المختلفة.
«إنجاز الصين» نقلة طبية بعلاج السكري
أكد البروفيسور يندري فينتورا، الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية، أن نجاح علاج امرأة تعاني السكري من النوع الأول وإنتاج الأنسولين بشكل طبيعي بعد زراعة خلايا جذعية مأخوذة من جسمها والذي أعلن عنه مؤخراً في الصين، يعد ثورة في مجال علاج السكري والعلاجات الخلوية بشكل عام.
وأشار إلى أن مثل هذه النتائج تعكس مزايا وفوائد الخلايا الجذعية في علاج العديد من الأمراض كعلاج بديل، مما يقلل من الاعتماد على العلاجات التقليدية، ويعزز من جودة حياة المرضى واكتشاف حلول وعلاجات طبية جديدة.
وقال: «بفضل الرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة، تتجه دولة الإمارات نحو مستقبل مشرق من خلال تسريع الابتكار وتعزيز الأبحاث الطبية والدراسات في مجالات طبية مختلقة، ومنها مجال الخلايا الجذعية واكتشاف العلاجات المبتكرة، وتقديم رعاية متقدمة عالية الجودة وفق أعلى المعايير العالمية».
وعن تأثير هذه النتائج على مستقبل علاج مرضى السكري من النوع الأول، أفاد بان هذا يفتح آفاقاً جديدة لعلاج مرضى السكري من النوع الأول، حيث قد يتمكن المرضى من استعادة قدرتهم على إنتاج الأنسولين بشكل طبيعي.
كما أنه إذا تم توسيع نطاق العلاج وتأكيد فعاليته، فقد يؤدي ذلك إلى تطوير علاجات جديدة وأكثر أماناً، مما يحسن من نتائج العلاج، ويقلل من المضاعفات الصحية المرتبطة بالسكري.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السكري مرض السكري الإمارات مرضى السكري علاج السكري مركز أبوظبي للخلايا الجذعية الابتكار الطبي مرکز أبوظبی للخلایا الجذعیة السکری من النوع الأول بالخلایا الجذعیة الخلایا الجذعیة مرض السکری من علاج السکری الجذعیة فی فی الدولة فی مجال من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
نيابة عن رئيس الدولة.. ولي عهد أبوظبي يترأس وفد الدولة المشارك في أعمال القمة الـ17 لقادة دول مجموعة «بريكس»
نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ترأس سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وفد دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك في أعمال القمة الـ17 لقادة دول مجموعة «بريكس»، التي افتتحها فخامة لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، اليوم في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
وتُعقد القمة التي تترأسها البرازيل في دورتها لهذا العام تحت شعار «تعزيز التعاون العالمي بين بلدان الجنوب من أجل حوكمة أكثر شمولاً واستدامة»، بمشاركة قادة ورؤساء حكومات عدد من دول المجموعة ورؤساء وفود الدول المدعوة، إلى جانب ممثلي عدد من المنظمات الإقليمية والقارية والدولية.
وألقى سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان كلمة دولة الإمارات، نقل خلالها تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الدول المشاركة، وتمنياته الصادقة بنجاح أعمال القمة في تعزيز شراكة دولية متوازنة قائمة على التعاون والتنمية والاحترام المتبادل.
وأكد سموّه أهمية المجموعة باعتبارها منصة لتعزيز التفاهم وتحقيق التقارب الاستراتيجي لمواجهة التحديات العالمية الملحّة، سواء كانت اقتصادية أو إنسانية أو متعلقة بتصاعد التوترات الجيوسياسية، مشيراً سموّه إلى أن بناء شراكات قوية قائمة على أسس التنمية المستدامة والازدهار المتبادل سيسهم في خدمة شعوبنا وتعزيز مصالح دولنا.
واختتم سموّه كلمته بالتأكيد على إيمان دولة الإمارات الراسخ بأن الحوار البنّاء والتكامل الاقتصادي من بين أهم الركائز الأساسية لتحقيق الاستقرار الدولي، مشدداً سموّه على دعم الدولة لتوسيع المجموعة لنطاق التعاون الاستراتيجي بين الدول والتكتلات الإقليمية والمنظمات الدولية.
وشهدت القمة عقد جلسة حوارية رفيعة المستوى، بحضور قادة دول المجموعة ورؤساء وفود الدول المشاركة، حيث ناقشت الجلسة أبرز القضايا الاقتصادية والتنموية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي، وإصلاح منظومة الحوكمة الدولية، ودعم استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية، إلى جانب بحث سبل تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتطوير آليات تمويل مبادرات العمل المناخي، وتعزيز الحوكمة المسؤولة لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأكّدت الجلسة الحوارية على أهمية تعزيز الشراكات في مجالات الأمن الغذائي والصحة والتكنولوجيا، من خلال التزام دول المجموعة بدعم التنمية الشاملة والمستدامة، بما يخدم تطلعات الشعوب في مختلف أنحاء العالم.
وتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في أعمال القمة للمرة الثانية بصفتها عضواً في مجموعة «بريكس»، التي تأسست عام 2009 لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الاقتصادات الناشئة.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي