زي النهاردة .. انتصار المسلمين علي الروم في معركة اليرموك
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
تمر علينا اليوم السبت الموافق ١٢ اغسطس،ذكري انتصار المسلمين علي الروم في معركة اليرموك،
في مثل هذا اليوم من عام 636 م انتصر المسلمون بقيادة خالد بن الوليد على الروم في معركة اليرموك، وقتل من الروم 50 ألفًا ومن المسلمين 3 آلاف، وإثر هذه المعركة فتحت باقي بلاد الشام وسقطت الإمبراطورية البيزنطية.
عن معركة اليرموك
مَعْرَكَةُ اليرموك يعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم، لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام، لاسيما أن المعركة اندلعت بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأربع سنوات فقط.
كان خالد بن الوليد تولى القيادة العامة للجيش بعد أن تنازل عنها أبو عبيدة بن الجراح، وبلغ تعداد قوات جيش المسلمين 36 ألف مقاتل، في حين كانت جيوش الروم تبلغ 240 ألف مقاتل.
كان الخليفة أبو بكر بعد أن قضى على المرتدين بعد قد بدأ الفتوحات بالعراق، وكانت المحافظة الأغنى للإمبراطورية الفارسية، وأرسل لها أكثر جنرالاته عبقرية وهو خالد بن الوليد.
استطاع خالد بن الوليد فتح العراق عبر سلسلة من الحملات الناجحة ضد الفرس الساسانيين، وتمكن من تأسيس معقل قوي للمسلمين في العراق وهنا أعلن الخلفية أبو بكر نداء التسلح لغزو الشام في فبراير من سنة 634 م.
نجح الفتح الإسلامي للشام من خلال سلسلة من العمليات العسكرية المخططة بعناية والمنسقة جيدًا للتعامل مع قوة الدفاع البيزنطية.
في يوليو 634 م هُزم البيزنطيون على نحو حاسم بمعركة أجنادين، وسقطت مدينة دمشق في سبتمبر 634 م، وتبعها معركة فحل حيث هزمت وهلكت آخر المعاقل العسكرية المهمة للبيزنطيين في فلسطين.
توفي الخليفة أبو بكر الصديق في أغسطس 634 م، وقرر خلفه عمر بن الخطاب إكمال توسع الخلافة الإسلامية فى إلى الشام.، وتقدمت القوات الإسلامية إلى الطريق التجاري حيث سقطت طبريا وبعلبك دون عناء كبير وبعدها فتح المسلمون مدينة حمص أوائل 636 م. وأكملوا فتوحاتهم عبر الشام.
كواليس معركة اليرموك وأسباب النصر
دامت المعركة ستة أيام، كان المسلمون فيها يردون هجمات الروم في كل يوم، وكان خالد بن الوليد يستخدم «سرية الخيالة المتحركة السريعة» التي يقودها بنفسه ليتحرك بسرعة خاطفة من مكان إلى آخر حيث يكون جيش المسلمين في تراجع تحت ضغط الروم، ويعود كل من الجانبين في نهاية النهار إلى صفوفه الأولية قبل القتال أو إلى معسكراته.
جرى الأمر كذلك خلال الأربعة أيام الأولى كانت فيها خسائر الروم أكبر من خسائر جيش المسلمين، وفي اليوم الخامس لم يحدث الشيء الكثير بعد رفض خالد «هدنة ثلاثة أيام» عرضها الروم بقوله المشهور لرسول الروم «نحن مستعجلون لإنهاء عملنا هذا».
في اليوم السادس تحولت إستراتيجية خالد من الدفاع إلى الهجوم، وتمكن بعبقريته الفذة من شن الهجوم المجازف على الروم واستخدام الأسلوب العسكري الفريد من نوعه آنذاك وهو الاستفادة الصحيحة من إمكانيات سرية الفرسان سريعة التنقل» ليحول الهزيمة الموشكة بالمسلمين إلى نصر كبير وقُتل القائد العام للجيش الامبراطوري ماهان ليفتح خالد بن الوليد مدينة دمشق ثم سائر مدن الشام، وبات الطريق مفتوحا أمام استكمال فتح بلدان الشمال الإفريقي.
أسباب معركة اليرموك
رغبة الجيش الإسلامى فى نشر الدين الجديد، إخضاع مناطق جديدة لنفوذ المسلمين
فى صيف عام 636 م افتتح البيزنطيون المعركة بجيش عظيم يقوده تودز البطريق، فالتقاهم المسلمون في اليرموك وهو رافد من روافد الأردن، منشأة فى حورلن ومصبه بحيرة طبريا، بلغ عدد جيش هرقل من الروم وأهل الشام وأهل الجزيرة وأرمينية مائتى ألف، وبلغ عدد المسلمين أربعة وعشرين ألف،
و بالرغم من قلة عدد المسلمين، إلا أن خالدا رأى العكس فحين قال أحد الجنود: ما أكثر الروم وما أقل المسلمين، انتهره خالد وقال: بل ما أقل الروم وأكثر المسلمين، إنما تكثر الجنود بالنصر، وتقل بالخذلان، لا بعدد الرجال".
من أسباب انتصار المسلمين، الإيمان المتدفق، الخطط العسكرية، اختار المسلمون موضع المعركة، كانت بلاد سوريا مستعمرات بيزنطية مما سهل عليهم تركها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدولة الاسلامية
إقرأ أيضاً:
تعقيب علي مقال د.الوليد ادم مادبو: عن الخديعة الكبرى وذاكرة العنصريين الصغرى
هذا المقال يوجّه نداءً واضحًا إلى مثقفي السودان بأنّ الوقت قد حان لمعالجة الأزمة السودانية بوضوح وشجاعة، بهوية متصالحة مع ذاتها، وهوية تستمد قوتها من عمقها الحضاري والإنساني، لا من التطلعات الزائفة نحو اعترافٍ لا يأتي. فقد أمضينا أكثر من سبعين عامًا ننظر إلى من لا يهتم لأمرنا إلا بمقدار ما يستثمر في هشاشتنا، وأهملنا في المقابل مواردنا الذاتية، وأهدرنا فرص بناء كرامة إنسانية متجذّرة في أرضنا.
لقد رسّخنا دون وعي مفاهيم التبعية والانبهار الزائف، حتى بتنا نُبخس مقاديرنا الذاتية، ونتعامل مع المواطن السوداني كأنه من الدرجة الثانية. وهذه المأساة الفكرية والوجودية نشأت من فقداننا لهويتنا الجامعة، وسعينا المحموم نحو اعترافٍ عروبي، لا يرى فينا إلا تابعًا أو هامشًا. والنتيجة أننا أهملنا تراب قرانا، وخنقنا أصواتنا، ودفنا كنوزنا الروحية والمعرفية بأيدينا.
نعم، كما كتب الدكتور وليد آدم مادبو، نحن سودانيون، أفارقة حاميون، نوبيون، نمتلك تراثًا إنسانيًا وحضاريًا ضاربًا في جذور التاريخ. لسنا بحاجة إلى ختم خارجي يحدد قيمتنا. نحن ورثة كوش ومروي ودنقلا وسوبا، ومن شاء أن يتتبع الأصول، فليبدأ من الأميرة النوبية الحامية هاجر، أم إسماعيل ام القريشيين، وأصل العرب المستعربة ، كما أشار الباحثون الجادّون في أنساب المنطقة وتاريخها.
لقد آن الأوان للاطمئنان بأنّ حوّاء السودانية ليست مسيلمة الكذاب، ولا عبد الله علي إبراهيم، المتذاكي في التبرير للنخب المتسلطة، باسم الحداثة ولا خوارج الإسلامويين الجدد أمثال محمد جلال هاشم، الذين ارتدوا ثوب الثورة ثم باعوا دماء الشهداء في سوق التنازلات.
إنّ هذا المقال يعيد الأمور إلى نصابها، حين يضع الأصبع على الجرح الحقيقي: العقل المركزي المحتكر للامتيازات والمعطوب أخلاقيًا. عقلٌ يتذاكى على الشعب باسم التاريخ، ويتعامى عن تحولات الواقع. والمطلوب الآن هو القطيعة الكاملة مع هذا الخطاب، لا التفاوض معه. المطلوب هو الانطلاق من الريف، من السودان الحقيقي، من غربه وشرقه ووسطه وجنوبه، لبناء وطن لا تُحتكر فيه الوطنية ولا تُباع فيه الذاكرة.
نحتاج إلى مشروع وطني يربط الجنينة ببورتسودان، والفاشر بعطبرة وكوستي بسنار .لا بخطاب القبائل والامتيازات، بل بسكك الحديد، والعدالة الانتقالية، والتنمية المتوازنة، والانتماء المشترك. نحتاج إلى حلف استراتيجي بين الأقاليم المقصيّة، ليُسقط وهم المركز ويُعيد للسودان روحه المخطوفة.
نعم، لقد تغيّر السودان، ومن لم يدرك ذلك من النخب القديمة، فسيجد نفسه خارج المعادلة، يتباكى على وطنٍ لم يعد يشبهه، ولن يُعاد تشكيله وفق خياله المتعالي.
**ملاحظة توضيحية بشأن مفهوم "المركز"**؛
مع كامل التقدير لما ورد في مقال د. وليد آدم مادبو من تحليل نقدي للمركزية السودانية، أجد من الضروري التنبيه إلى أنّ ما يُطلق عليه أحيانًا "المركز الشمالي" لا يُختزل في الجغرافيا وحدها، ولا يجوز اختزاله في الشمال النيلي تحديدًا. فقد أوضحتُ في كتاباتي أن ما نواجهه هو عقلية "خرطومية" لا جهوية؛ عقلية تشكّلت في أروقة الحكم والامتيازات، وارتدت عباءة التمدّن والفوقية، فاستقرت حيث تلتقي السلطة بالريع، لا حيث تنبت الجغرافيا بالضرورة.
إنها حفنة هجينة من النخب، وجدت في الخرطوم بيئة ملائمة لتكريس خطاب الهيمنة، وهي نخب منتشرة بكثافة في مدن مثل الأبيض، الضغين، ود مدني، الرصيرص، وًكوستي ، كسلا، وبورتسودان (قبل أن يستولي عليها الكيزان). إنها ليست نخبًا شمالية بالضرورة، بل نخب استبدادية عابرة للجهات، تستمد شرعيتها من علاقتها بالمركز السلطوي، لا من مشروع وطني عادل.
ولذلك، فإن الحديث عن "المركز" يجب ألا يُفهم باعتباره اتهامًا لجهة جغرافية بعينها، بل بوصفه بنية سلطوية مركبة، سكنت الخرطوم (و بعض المدن (لا باعتبارها عاصمة، بل *كمعقل استراتيجي" للامتيازات الزائفة، و"موقع رمزي" لإعادة إنتاج الخطاب الإقصائي باسم القومية والدولة الحديثة.
نواصل
د احمد التيجاني سيداحمد
٢١ أبريل ٢٠٢٥؛ روما نيروبي
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com