الإمارات تحتفي باليوم العالمي للمعلم
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
دبي: محمد إبراهيم
يمثل المعلم الركيزة الأساسية لبناء الأجيال ونهضة الأوطان. لذلك، تحتفي الإمارات باليوم العالمي للمعلم، الذي يصادف الخامس من أكتوبر في كل عام، ويشاركها العالم كله هذا الاحتفال احتراماً وتقديراً وتبجيلاً لبناة الأجيال.ترصد «الخليج» عن كثب احتفالات هذا العام، فضلاً عن أبرز المستجدات والتحديات التي تواجه رسل المعلم في المرحلة الراهنة، وتطلعاتهم للمستقبل القريب.
احتفلت مدارس الدولة بالمعلمين في مختلف ربوع الميدان التربوي، تقديراً لدورهم المؤثر، إذ أجمعت آراء قيادات وتربويين ومديري مدارس، على أهمية دور المعلم ومكانته في المجتمع، وفي صياغة ملامح الغد، واليوم يستحق أن تقف له المجتمعات احتراماً وتقديراً لجهوده.
منارة العلم
أكدت فوزية غريب، وكيل الوزارة المساعد لقطاع العمليات المدرسية الأسبق، أن المعلم منارة العلم التي تضيء الطريق أمام الأجيال، ومصدر لغرس القيم والأخلاق في نفوس الأبناء، ولخص مكانته أمير الشعراء أحمد شوقي عندما قال: «قم للمعلم وفّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا».
وأضافت أن النهضة التي يشهدها أي مجتمع في مختلف بقاع الأرض، وراءها جهود مخلصة للمعلم الذي يمتلك المهارات والإبداع والشغف للتطوير وإلهام الطلبة بتأثيره الإيجابي، موضحة أن عطاءات المعلمين محل تقدير للجميع، إذ يتمتعون بمكانة كبيرة في المجتمعات.
وهنأت جموع المعلمين على امتداد الوطن، مشيدة بإنجازاتهم ودورهم المؤثر في صقل مهارات الطلبة وتطبيق السياسات التعليمية والخطط والبرامج بدقة وأمانة، ما ينعكس إيجاباً على الميدان التربوي وجودة المخرجات.
حكمة
من جانبها، أكدت المستشارة التربوية علياء الشامسي، أن المجتمع بمضمونه ومخرجاته واتجاهاته، يدار بحكمة المعلم وقدرته ومهاراته في بناء الأجيال، وإخلاصه وحبه لمهنته ورسالته، ونهنئ اليوم كل معلم في الميدان التربوي، ونتمنى له دوام التميز والإبداع. الصورة
وقالت إن إعداد أبناء الدولة والأجيال القادمة للحياة والمستقبل، وتهيئتهم لإدارة المستقبل، يلزمه بالضرورة تمكين المعلم ليأخذ دوره الريادي كونه المحرك الأساسي لتطوير التعليم، والاستفادة من خبراته التي تصب في سياق إحداث الفارق الذي نبحث عنه في القطاع التعليمي.
وأعربت عن امتنانها لكل معلم، مؤكدة أن يومه العالمي يشكل فرصة إيجابية أمامنا كأفراد وكمجتمع للاحتفال بمعلمينا في الوقت الراهن وفي السابق، فكل التقدير لهم عرفاناً بدورهم في حياتنا ومساهمتهم القيمة في صنع حاضرنا ومستقبلنا.
نجاحات ومنجزات
أكدت الخبيرة التربوية آمنة المازمي، أن النجاحات التعليمية التي تحقق في ميادين العلم أساسها المعلم، إذ يعد الوحيد الأقرب للميدان، فضلاً عن قدرته على معرفة التحديات والممكنات والأدوات الكفيلة بالعبور بالطلبة إلى الريادة العلمية.
وأشارت إلى أهمية الاستمرار في دعمه وتطوير مهاراته وربطه بواقع التعليم المعاصر والقدرة على الممارسة الفعلية للأساليب والممارسات التعليمية الحديثة، والتعريف بحلول التعليم والتعلم الرقمي من خلال التدريب التخصصي المستمر.
كما أكدت أن المعلم ليس فقط ناقلاً للمعرفة، بل هو صانع للأجيال وقائد للإبداع، إذ يسهم المعلم الإماراتي في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة التي تولي التعليم أهمية كبرى باعتباره أساساً لبناء مجتمع مستدام ومتطور، ففي هذا اليوم، نُعبر عن شكرنا وتقديرنا للمعلمين على تفانيهم في مهنتهم السامية وجهودهم المستمرة في تنشئة أجيال قادرة على قيادة المستقبل.
رسالة سامية
قال التربوي علي بن محيل: «نحن أمام فرصة للتعبير عن امتناننا العميق للمعلمين الذين يشكلون العمود الفقري لمنظومة التعليم، إذ يساهم المعلم بشكل فعّال في تعزيز الابتكار والتفوق الأكاديمي، من خلال مواكبة أحدث وسائل التدريس وتطبيق أحدث التقنيات التعليمية، بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2030، التي تركز على بناء اقتصاد معرفي متين.
وأفاد بأن المعلم الإماراتي يعد حجر الزاوية في خلق جيلٍ واعٍ ومسؤول، قادر على مواجهة تحديات المستقبل والمشاركة في تحقيق الطموحات الوطنية، موضحاً أن الدور الذي يلعبه يتجاوز حدود الفصل الدراسي، إذ يعد المرشد والداعم لكل طالب، يلهمهم ويغرس فيهم القيم الإنسانية العليا والقدرة على التفكير النقدي والإبداعي.
وأضاف: «إن دور المعلم لا يقتصر على مجرد تعليم المناهج، بل يمتد إلى بناء شخصية الطالب، زرع الثقة في نفسه، وتوجيهه ليكون مواطناً نافعاً لوطنه، إن التكريم الحقيقي للمعلمين يتمثل في دعم جهودهم وتقدير إسهاماتهم التي لا تقدر بثمن في نهضة المجتمع، فلنحتفل بهم اليوم وكل يوم، ولنلتزم بمواصلة دعمهم وتمكينهم لأداء رسالتهم السامية».
مشاهد متنوعة
أجرت «الخليج» لقاءات متنوعة مع معلمين في مختلف مدارس الدولة، للوقوف على بعض التحديات، إذ ترى المعلمة سهام محيي علوان، أن أبرز ما يواجه المعلم من تحديات، يكمن في توفير بيئة تعليمية موازية لطبيعة عملية التعليم والتعلم المعتادة، قبل حدوث المتغيرات التي يمر بها الميدان.
وأوضحت أن المعلم يحتاج لاستمرارية في تطوير إمكانياته وطاقاته ليواكب المستجدات الحديثة، التي تتطلب منه استخدام التكنولوجيا والوسائل التعليمية الإلكترونية، لدعم الطالب، بأقصى صورة ممكنة لتلبية جميع احتياجاته في ظل المتغيرات الحالية والمتوالية والاستعداد بصورة دائمة لحدوث أي منعطفات أو متغيرات جديدة.
أما المعلم إبراهيم القباني من المدرسة الأمريكية رأس الخيمة، فيرى أهمية تركيز المعلم على تطوير مهاراته مهنياً، من خلال الاطّلاع على كافة الطرق والتقنيات الحديثة في التعليم، ومواكبة التحديثات والتطبيقات في مجال التكنولوجيا التي من شأنها أن تسهّل عرض وتوجيه المادة التعليمية للطلاب، بطريقة متميزة، وسهلة، تتيح للطالب التعلم بشكل ذاتي وتعوّده على تحمل المسؤولية.
هيبة
أجمعت آراء الدكتور هاني حمزة، والدكتور كمال فرحات، وريبال غسان العطا، وأسيل الخطيب، ووفاء الباشا، على أهمية المحافظة على هيبة المعلم، وتطبيق مبدأ المساواة في تقييم الأداء وجهود المعلمين، والحرص على حقوق المعلمين والمعلمات في الميدان، من حيث الترقيات أو العلاوات، وتسوية أوضاعهم، وتخفيف أعباء أنصبة الحصص، وسدد الفجوة بين الجانب النظري والتطبيقي.
وطالبوا بالتوسع في برنامج رفاهية المعلم، على أن يحصل على حافز يميزه ويقدر جهوده المبذولة لبناء أجيال المستقبل، على أن يتم حصر إنجازات المعلمين المتميزة في يوم المعلم، ويتم استعراضها أمام جميع العاملين في قطاع التعليم، مقترحين إنشاء منظمات عالمية عربية تختص برعاية المعلم، تقوم بتثقيفه ورعايته في جميع الجوانب.
كما تقدموا بالشكر الجزيل إلى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لرعايتها ودعمها اللامحدود للتعليم والمعلمين، وحرصها على تمكينهم وتلبية احتياجاتهم لأداء رسالة العلم على الوجه الأكمل، مقدرين حفاوة الاحتفالات في مدارسهم.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات اليوم العالمي للمعلم الإمارات أن المعلم
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم يشارك في ندوة تفاعلية حول الشراكة التعليمية بين مصر واليابان
شارك محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم الجمعة، في الندوة التفاعلية حول الشراكة التعليمية بين مصر واليابان، بحضور رفيع المستوى من عدد من المسؤولين اليابانيين وممثلي الشركات والمؤسسات التعليمية ومراكز الأبحاث والجهات التمويلية المتخصصة في مجال التعليم.
التعليم الفني يعد بوابة مصر نحو المستقبلوفي كلمته، استعرض الوزير محمد عبداللطيف الإصلاحات التي تشهدها منظومة التعليم في مصر، مشيرًا إلى الدور المحوري للشراكة بين مصر واليابان في دعم التعليم والتعليم الفني والتقني وتعزيز أساليب التعلم الحديثة، مشيرا إلى أن التعليم الفني يعد بوابة مصر نحو المستقبل، مؤكدا حرص الدولة المصرية على تطويره بالشراكة مع اليابان.
وقال السيد الوزير محمد عبداللطيف إن الشراكة المصرية اليابانية في التعليم تمثل مشروعًا استراتيجيًا يهدف إلى تعزيز منظومة التعليم في مصر بالاستفادة من التجربة اليابانية الرائدة، مشيرا إلى الاتفاقية التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليابان في مارس 2016، حيث وقع الاتفاق مع رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي، ما شكل نقطة انطلاق رئيسية نحو تحديث النظام التعليمي المصري وفقًا لأفضل الممارسات اليابانية.
الجهود المصرية للاستفادة من النموذج الياباني في التعليم،كما تناول الجهود المصرية المبذولة للاستفادة من النموذج الياباني في التعليم، موضحا أن التعاون يشمل توسيع نطاق تطبيق نموذج المدارس المصرية اليابانية الذي يركز على تنمية المهارات الحياتية للطلاب، وتعزيز العمل الجماعي، والانضباط، مما يساهم في بناء شخصية متكاملة للطالب المصري.
كما تطرق إلى الجهود المبذولة لدمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس المصرية، وذلك عبر تطوير المناهج الفكرية، وإنشاء مراكز متخصصة مثل مركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب تأهيل المعلمين لدعم هذه الفئة وتمكينهم من الالتحاق بسوق العمل، مؤكدا على أن دمج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم تمثل أولوية للدولة المصرية.
وفي مجال التعليم الفني، ناقش الوزير خطط التعاون للتوسع في انشاء مدارس تكنولوجية تطبيقية بالشراكة مع القطاع الخاص من الجانب الياباني، والإشراف على جودتها، وتوفير مناهج تعليمية متطورة تواكب احتياجات سوق العمل المصري والدولي.
وأشار الوزير، خلال حديثه، إلى أن مصر تمتلك أكبر نظام تعليمي قبل الجامعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تضم أكثر من 25 مليون طالب، في جميع المراحل التعليمية، و843 ألف معلم وإداري، و60 ألف مدرسة.
كما وجهت كامي هاروكو، المديرة العامة لإدارة تنمية الموارد البشرية بوكالة التعاون الدولي اليابانية (JICA)، كلمة، أكدت خلالها على أهمية التعاون المصري الياباني في تطوير التعليم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
كما تضمنت الندوة عرضًا حول المبادرة المصرية اليابانية للشراكة في التعليم، قدّمه الدكتور هاني هلال، الأمين العام للبرنامج، حيث استعرض أبرز إنجازات المشروع والتحديات التي تواجهه، بالإضافة إلى خطط التطوير المستقبلية.
وسلط الضوء على دور الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST) كنموذج رائد لهذا التعاون، وتضمن الاستعراض الإشارة إلى الحدث الهام الذي شهده يوم 16 سبتمبر 2020، حيث قام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاح الجامعة المصرية اليابانية، رافقه خلالها رئيس الوزراء الياباني و14 وزيرًا يابانيًا، ما يعكس عمق وأهمية التعاون المشترك بين البلدين.
الدعم المستمر من الحكومة اليابانيةكما أشاد الدكتور هاني هلال بالدعم المستمر من الحكومة اليابانية، والذي يعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي
وشهدت الندوة أيضًا عروضًا تقديمية قدمها ممثلو عدة شركات يابانية بارزة، منها شركة كاسيو، إذ تحدثت السيدة ريحانة فاطمة عن دور الشركة في تطوير الأدوات التعليمية الرقمية، وشركة ياماها، التي استعرضت مشاريعها لنشر التعليم الموسيقي في المدارس، وشركة "سبريكس" SPRIX Inc، التي ناقشت تطبيقاتها الحديثة في التعليم الذكي.
وتناولت الندوة أيضا المبادرات التي تعكس التزام اليابان بنقل خبراتها في التعليم إلى مصر، ما يعزز قدرات الطلاب المصريين في مجالات العلوم والتكنولوجيا، ويدعم جهود الحكومة المصرية في تطوير منظومة التعليم بما يتماشى مع المعايير العالمية.