اتفقت صحف عالمية على أن العملية البرية الإسرائيلية المحتملة في جنوب لبنان تنطوي على مخاطر كبيرة وتحديات جمة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" فإن مقتل جنود إسرائيليين في لبنان مؤخرًا يسلط الضوء على حجم المخاطر المحدقة بأي عملية برية على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.

وفي الوقت نفسه، أكدت الصحيفة أن حزب الله قد أثبت سلامة قدراته القتالية رغم مقتل أمينه العام حسن نصر الله الأسبوع الماضي، مؤكدًا قدرته على مواجهة التحدي الإسرائيلي كما فعل مرتين في العقود الأخيرة.

وتعمقت صحيفة "الفايننشال تايمز" في تحليل المخاطر، حيث نقلت عن خبراء تحذيرهم من أن أي غزو بري للبنان، مهما كان محدودًا، سيضع القوات الإسرائيلية في مواجهة مباشرة مع مقاتلي حزب الله.

تحييد التفوق الجوي

وأضاف الخبراء أن هذا السيناريو من شأنه أن يحيد التفوق الجوي الإسرائيلي، مشيرين إلى أنه حتى لو انسحب حزب الله إلى الضفاف الشمالية لنهر الليطاني، فإنه سيظل قادرًا على ضرب إسرائيل بصواريخ غراد التي يصل مداها إلى 40 كيلومترًا.

وفي تحليل مماثل، كتب آموس هاريل في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الدخول البري إلى جنوب لبنان سيكون في غاية الصعوبة، حتى وإن كان محدودًا.

وأشار إلى تحدٍ إضافي يتمثل في صعوبة تدمير البنية التحتية تحت الأرض، بما في ذلك المخابئ والأنفاق التي أنشأها حزب الله على طول الحدود، عن طريق القوة الجوية وحدها.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن 4 مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل لا تخطط حاليًا لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

وأوضحت الصحيفة أن استهداف هذه المواقع سيكون أمرًا صعبًا دون دعم الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن أنه لن يدعم هجوما إسرائيليا على المواقع النووية الإيرانية.

وبينما تركز التحليلات على التحديات العسكرية، سلطت صحيفة "الغارديان" الضوء على التداعيات السياسية للحرب في الشرق الأوسط، خاصة على مكانة الولايات المتحدة عالميا.

اليوم التالي

وأشارت الصحيفة إلى أن التباين الصارخ في موقف إدارة بايدن بين الحربين في أوكرانيا وغزة أدى إلى تفاقم السخط والغضب تجاه المعايير المزدوجة الأميركية، مما أسفر عن استقالة عشرات من مسؤولي الإدارة ذاتها.

وفي ظل هذه التعقيدات، حذرت بيل ترو في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية من صعوبة إيقاف الحرب في الشرق الأوسط، خاصة مع تزايد عدد الجهات المنخرطة في الصراع، ودعت الكاتبة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لمنع "الكابوس" المحتمل، مؤكدة أن الوقت بدأ ينفد بالفعل.

وفي تحليل آخر للوضع، ترى دانيا ساكاي في مجلة "فورين أفيرز" أنه بعد عام من الحرب، لا وجود لمفهوم "اليوم التالي" في غزة أو بقية المنطقة.

وانتقدت ساكاي الحديث في واشنطن عن إعادة تشكيل الشرق الأوسط، معتبرة أنه يذكّر بأسباب غزو العراق عام 2003 وتداعياته الكارثية، وحذرت من احتمال تدحرج الوضع نحو "يوم ثالث" قد يؤدي إلى حرب دائمة، ما لم يحدث تغيير جذري في السياسات الحالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله

إقرأ أيضاً:

مفاجأة استخباراتية عن حزب الله.. صحيفة تعلنها!

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن مخاوف سكان منطقة شمال إسرائيل من العودة إلى مُستوطناتهم المُحاذية للحدود مع لبنان لاسيما بعد إنتهاء مهلة وقف إطلاق النار القائم بين البلدين والمُحددة لغاية 18 شباط 2025.   وفي التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24"، دعا موشيه دافيدوفيتش، رئيس مجلس منتدى بلدات خط المواجهة مع لبنان، الجيش الإسرائيلي إلى البقاء في جنوب لبنان، وأضاف: "لا يمكننا أن نطلب من السكان العودة إلى منازلهم بأمان وذلك في أعقاب نشاط حزب الله".   وأكد دافيدوفيتش أن المطلوب هو حفاظ إسرائيل على تفوقها العسكري، وقال: "لا نستطيع الطلب من السكان العودة إلى منازلهم بأمان، فبعد عام و 4 أشهر من الإجلاء والنزوح، يفقد الكثيرون الثقة. كيف يمكننا أن نتحدث عن العودة إلى الشمال في ظل الوضع الهش واستمرار حزب الله في اختبار صبرنا وجمع المعلومات الاستخباراتية وتحليل سلوك قواتنا على الأرض؟".   وأوضح دافيدوفيتش أنه ما من أحد يستطيع أن يحدد ما إذا كانت الأمور التي تحصل هي مجرد استفزاز أو تحضيرٍ لـ"هجوم"، وقال: "يجب على الجيش الإسرائيلي أن يضع خطة واضحة وسياسية جديدة أساسها الرد على أي انتهاك من قبل حزب الله بردّ حاسم، وآمل أن يكون هذا بالضبط ما نراه الآن".   بدورها، قالت قيادة "القتال من أجل الشمال" التي تمثل مئات عائلات السكان والنازحين من شمال إسرائيل إنه "إذا سمحت إسرائيل لطائرة من دون طيار استخباراتية لحزب الله من الدخول إلى أجوائها ومن دون رد مناسب، فسيكون ذلك بمثابة أمر خطير قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، وبالتالي سيساهم ذلك في مزيدٍ من الانتهاكات والتضييق من قبل الحزب".   وأكملت: "إن الأمر يتطلب ردا غير متناسب يوضح للحزب أن المساس بأمن دولة إسرائيل لن يمر دون أن يلاحظه أحد. لا يجب أن نعود إلى سياسة الاحتواء التي طبقناها قبل أحداث 7 تشرين الأول 2023".   أيضاً، تشير يائيل معاد، وهي من سكان مُستوطنة يفتاح في الجليل الأعلى، إلى إطلاق حزب الله للطائرة من دون طيار، الخميس، وتعرب عن إحباطها من الوضع، وتقول: "أتوقع أن أرى رداً ساحقاً في جنوب لبنان. إن السماح للمدنيين اللبنانيين بالاقتراب من دبابات الجيش الإسرائيلي يشكل هزيمة في حد ذاته، وإذا لم يخشوا الوصول إلى هذه النقطة، فإن هذا يشكل فشلاً، والجيش يسمح بذلك".   وأكملت: "يجب على سكان جنوب لبنان أن يخافوا حتى الإقتراب من الدبابة الإسرائيلية، وإذا لم يخافوا فهذه علامة على أن قدرتنا على الردع قد تعرضت للتقويض".   وأردفت: "الشيء نفسه ينطبق على الطائرة من دون طيار، وحقيقة أنه تم إطلاقها وتمكنها من الصعود إلى الهواء يكشف أن الأمور غير جيدة. ينبغي على حزب الله أن يخاف حتى من محاولة إطلاق طائرته، والوضع الحالي يعزز شعوراً لدى التنظيم بأنه قادر على التصرُّف من دون خوف. إن الحزب يدرس استجابتنا التي ظهرت على أنها غير كافية".   من ناحيته، حذر آفي ناديف، نائب رئيس مجلس المطلة وأحد سكان المستوطنة، من "سياسة ضبط النفس التي تعتمدها إسرائيل" خصوصاً إزاء الأحداث الأخيرة التي شهدها جنوب لبنان، وقال: "إذا استمرت الأمور على ما هو عليه، فإننا سنجد أنفسنا نعود إلى الوضع الذي شهدناه في السادس من تشرين الأول 2023. ما يحصل هو انتهاك صارخ ولا يوجد أي إشارة إلى التزام حزب الله بالقرار 1701"، كما يزعم.   وتابع: "لا ينبغي على إسرائيل أن تبقى صامتة، بل يجبُ أن تردّ وتضرب الحديد وهو ساخن. لا أسمع من المطلة أن الأرض في لبنان تحترق ولا أسمع عن إصابات في صفوف حزب الله. ما يحدث في جنوب لبنان هو نشاط يهددنا بكل ما للكلمة من معنى، وهذا يذكرنا باستفزازات حزب الله قبل 6 تشرين الأول 2023 ويطرح سؤالاً أساسياً وهو: كيف يمكن لسكان الشمال العودة إلى هنا؟". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية تُعلن: حزب الله لم يُهزم!
  • مركز القدس: المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار محفوفة بالمخاطر (فيديو)
  • مركز القدس: المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار محفوفة بالمخاطر
  • رئيس مركز القدس: المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار محفوفة بالمخاطر
  • ‏الشهيد القائد.. رؤية عالمية ومبدأ جهادي شامل
  • مفاجأة استخباراتية عن حزب الله.. صحيفة تعلنها!
  • مركز القدس للدراسات: المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار محفوفة بالمخاطر
  • عباس شومان: الفتوى صناعة صعبة وخطرة.. وليس كل من تخرج في الأزهر قادر على الإفتاء
  • سان جيرمان في مهمة محفوفة بالمخاطر أمام بريست
  • تحليل خطاب نعيم قاسم.. صمود المقاومة والتأكيد على النصر ودغدغة المشاعر العربية