جائحة وباء الكوليرا، لا تزال مثل كثير من الجائحات تشكّل خطراً تفتك بملايين المواطنين، في بلد يرزح تحت أتون الحرب لعقد كامل، أصيب قطاعه الصحي بمقتل، إثر استهدافه العسكري المباشر وغير المباشر، وعجز وزارة الصحة عن تشغيل أي من مرافقه ووحداته الصحية الحكومية، إن لم يكن هناك دعم خارجي أو تمويل من منظمة دولية.

كشفت مصادر طبية لوكالة خبر، الخميس 3 أكتوبر 2024، تسجيل ارتفاع متزايد في حالات الإصابة بوباء الكوليرا في محافظتي عدن ولحج (جنوبي اليمن)، وسط تجاهل غير مبرر أن لم يكن إهمالاً متعمّداً.

وأفادت المصادر، بأن مركز العزل الصحي في مستشفى الصداقة بمدينة عدن، التي تتخذ منها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، عاصمة مؤقتة، يستقبل حالات إصابة مؤكدة بوباء الكوليرا بشكل يومي.

فيما أكد مصدر محلي، أنه فوجئ أثناء زيارة أحد أقاربه إلى مركز العزل، الخميس، بعشرات المصابين في غرف الرقود بالمركز، في حين تتجاهل وزارة الصحة العامة والسكان مخاطر الوباء المتنامي، خصوصاً والمحافظة لم تشهد أمطاراً غزيرة وفيضانات خلال موسم الأمطار، كبقية المحافظات، ما يجعل منها منطقة موبوءة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تقول المصادر، إن العشرات من حالات الإصابة المؤكدة بالوباء ترقد حالياً في غرف خاصة بمركز العزل في مستشفى الصداقة، وسط حالة إرباك يشهدها القطاع الصحي بالمدينة.

وحسب المصادر الطبية، تتفاقم المعاناة الصحية في المدينة، إثر رفض العديد من المشافي الخاصة في عدن والمحافظات المجاورة لها، استقبال الحالات المشتبه إصابتها بوباء الكوليرا، قبل المؤكدة، بحُجّة عدم توفر غرف العزل. كما ترفض مختبرات هذه المشافي والمختبرات الخارجية إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للوباء دون مبرر.

وتقول مصادر أخرى، إن سبب رفض استقبال هذه الحالات يعود إلى مخاوف انتقال الوباء عن طريق العدوى، ما قد يسبب عزوفا لدى زواره، خصوصاً وإمكانات مجابهته ضعيفة جداً لدى جميعها، نتيجة ما يشهده القطاع الصحي من انهيار جراء الحرب التي اندلعت إثر انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية في 21 سبتمبر/ أيلول 2014.

وفي محافظة لحج (شمالي عدن)، أفاد مواطنون، بأن العشرات من المصابين بالوباء يرقدون في مستشفى ابن خلدون، مشيرين إلى أن المحافظة تعاني من الجائحة منذ أشهر.

وأكد عدد منهم لوكالة "خبر"، أن بين المرضى أقارب لهم يرقدون منذ أيام، بعد أن تأكدت إصابتهم بالوباء، موضحين أن المصابين يعانون من اسهالات شديدة وفقدان الشهية، أصيبوا على إثرها بمضاعفات في وظائف الكلى والقلب، خصوصا كبار السن ومرضى الضغط والسكر.

بلاغات يومية

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية “الأوتشا”، قال في تقرير له أول من أمس، إن بيانات صادرة عن وزارة الصحة اليمنية، أكدت تسجيل 680 حالة وفاة بوباء الكوليرا في اليمن، وإصابة 186 ألفاً آخرين في جميع المحافظات اليمنية خلال الستة الأشهر الماضية.

التقرير الأممي ذكر أن محافظات المرتفعات الجبلية وخاصة الغربية، سجلت أعلى حالات إصابة بالكوليرا، في حين جاء معدل الانتشار الاكثر في وباء الكوليرا في محافظات: الضالع، البيضاء، الحديدة، الجوف، عمران، حجة، مأرب وريمة.

ولم يتطرق التقرير إلى مخاطر الوباء الذي يفتك بالمواطنين في محافظتي عدن ولحج، ما اعتبرته مصادر طبية تجاهلا متعمدا، خصوصا وعدن تمثل عاصمة مؤقتة للبلاد، غير أنها رجحت بأن المكتب الأممي ووزارة الصحة يقصدان من وراء ذلك عدم ترويع المواطنين.

وقال تقرير المكتب الأممي، إنه يتلقى يوميا بلاغات من 1050 إلى 1800 حالة جديدة مصابة بالوباء، مرجعا أسباب تفشي الوباء إلى تلوث المياه والغذاء، "ما يؤكد الطبيعة الشديدة العدوى لهذا الخطر" على الصحة العامة، مشيراً إلى أن البلاغات اليومية تراجعت الشهر الماضي إلى ما بين 700 إلى 800 حالة جديدة يومياً، إلا أنه التراجع الذي لا يزال مقلقا، وفقا للمصادر الطبية.

وطالبت وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية تبني ورعاية حملات توعية مكثفة، تشارك فيها وزارات الإعلام والثقافة، والزراعة، والمياه والبيئة.. ووسائل الإعلام الرسمي والمحلي، وخطباء المساجد، والإذاعات المدارسية وغيرها.

ويعد تلوث المياه، نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي، والمياه الراكدة نتيجة الأمطار والسيول، ومكبات النفايات، والتبرز في العراء.. وغيره بيئة خصبة لتفشي الجائحات الوبائية بينها الكوليرا. كما أن الوباء ينتقل عن طريق الخضراوات الملوثة والأطعمة المكشوفة.

 

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: بوباء الکولیرا وزارة الصحة

إقرأ أيضاً:

«الصحة»: إجراء 20 عملية زراعة قوقعة للأطفال بمستشفى الهلال في سوهاج

أعلنت وزارة الصحة والسكان، إجراء 20 عملية زراعة قوقعة للأطفال في وحدة زراعة القوقعة بمستشفى الهلال التابع للهيئة العامة للتأمين الصحي، بمحافظة سوهاج، وذلك على مدار يومي الأربعاء والخميس الموافقين 27، و28 نوفمبر الماضي.

شعار «بداية جديدة لبناء الإنسان»

يأتي ذلك في إطار مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية تحت شعار «بداية جديدة لبناء الإنسان» والتي تستهدف تحسين جودة حياة المواطنين في كافة أنحاء الجمهورية، وذلك من خلال تقديم مختلف الخدمات الحكومية في شتى المجالات، وعلى رأسها القطاع الصحي.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه تم إجراء العمليات الجراحية من خلال فريق طبي متخصص، بهدف مساعدة الأطفال على ممارسة حياتهم بصورة طبيعية وتخفيف الحمل على أسرهم، وتنفيذا لأهداف المبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار.

حالات زراعة القوقعة بالمستشفى إلى 406 حالات

ومن جانبه، أشار الدكتور أحمد محمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي، أنه تم إجراء العمليات بوحدة زراعة القوقعة في المستشفى والتي بدأ العمل بها عام 2019، ليبلغ إجمالي حالات زراعة القوقعة بالمستشفى إلى 406 حالات.

وأكد «مصطفى» أن مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» تمثل خطوة كبيرة نحو تحسين الرعاية الصحية للأطفال، خاصة في مجال زراعة القوقعة، لتوفير فرص حياة أفضل لهم.

يذكر أن العمليات المشار إليها أجريت تحت إشراف الدكتور أحمد محمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي، والدكتور محمد عبد الرحيم، مدير المستشفى.

مقالات مشابهة

  • اجتماع بأمانة العاصمة يناقش آلية السيطرة على الكوليرا بمديرية بني الحارث
  • 12 ألف مكالمة لطلب إسعاف حالات مرضية وحوادث بالشرقية.. خلال شهر
  • النواب يوافق على حالات وقيمة الخصم من الدعم النقدي "تكافل" بقانون الضمان الاجتماعي
  • حالات إلغاء طلبات تخصيص شقق المهندسين 2024.. تعرف عليها
  • تدريب 60 كادراً صحياً على علاج الكوليرا ومكافحة العدوى
  • الحديدة.. تفشي وباء الكوليرا في حيس بشكل غير مسبوق ومناشدات لإنقاذ الأهالي
  • الخدمات الطارئة ورعايات مصر يقدمان الخدمة الطبية لـ 22 ألف مريض بالشرقية
  • «عبدالغفار» يستقبل سفير مصر بالفلبين لبحث فرص التعاون في القطاع الصحي
  • الصحة: إجراء 20 عملية زراعة قوقعة للأطفال بمستشفى تابع للتأمين الصحي
  • «الصحة»: إجراء 20 عملية زراعة قوقعة للأطفال بمستشفى الهلال في سوهاج