يمن مونيتور:
2024-12-22@05:21:37 GMT

‏حل الدولتين أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

‏حل الدولتين أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى

*وزير الخارجية السعودي في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية

في مواجهة المأساة المستمرة في غزة، من الضروري أن ندرك الحاجة إلى وقف إطلاق النار الفوري ويجب أن تنتهي دورة العنف المتواصلة.

إن شن الحرب بينما تتجه المنطقة إلى دورة تصعيدية خطيرة أمر سهل، فيما يتطلب خفض التصعيد وإيجاد الطريق نحو السلام الدائم وسط الخراب واليأس الشجاعة والقيادة.

لقد حان الوقت للانطلاق في السير على طريق لا رجعة فيه نحو الحل، وهو الطريق الذي يتوج بدولتين مستقلتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبًا إلى جنب.

تلتزم السعودية منذ فترة طويلة بالسعي إلى حل عادل لهذا الصراع، وقد أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤخرًا التزامنا بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وأكد أن “القضية الفلسطينية في طليعة اهتمامات المملكة العربية السعودية”، وأدان بشدة جرائم إسرائيل وتجاهلها للقانون الدولي.

ستعمل السعودية بلا كلل من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ولن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون هذا الشرط.

إن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة هو الذي سيحقق العوائد التي نسعى إليها والمتمثلة في الاستقرار الإقليمي والتكامل والازدهار.

إن حل الدولتين ليس مجرد فكرة مثالية؛ بل إنه المسار الوحيد القابل للتطبيق لضمان أمن فلسطين وإسرائيل والمنطقة على المدى الطويل.

إن دورات التصعيد غير المنضبطة تشكل اللبنات الأساسية لحرب أوسع نطاقاً ونشهد هذا بأعيننا في لبنان، ولا يمكن بناء السلام على أساس الاحتلال والاستياء؛ فالأمن الحقيقي لإسرائيل سيأتي من الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومن خلال تبني حل يسمح للشعبين بالتعايش في سلام، يمكننا تفكيك دائرة العنف التي أوقعت الجانبين في الفخ لفترة طويلة للغاية.

من الضروري أن نفهم أن العقبات الحقيقية أمام السلام ليست الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يتوقون إلى الاستقرار والتعايش، بل المتطرفين ومحبي الحرب على الجانبين الذين يرفضون الحل العادل ويسعون إلى نشر هذا الصراع في جميع أنحاء منطقتنا وخارجها، ولا ينبغي لهؤلاء المتطرفين أن يقوموا بإملاء مستقبل شعوبنا أو يفرضوا الحرب عليهم، ولابد أن ترتفع أصوات الاعتدال فوق ضجيج الصراع، ومن مسؤوليتنا الجماعية أن نضمن سماعها.

لقد شهدنا مثابرة السلطة الفلسطينية في الحفاظ على الهدوء في الضفة الغربية المحتلة على الرغم من العقبات التي لا هوادة فيها، ولا بد من دعم التزامها بعدم العنف والتعاون.

كما لا يمكن التوصل إلى حل دائم دون أن تكون غزة والضفة الغربية المحتلة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وقد أصبح من الواضح منذ فترة طويلة أن الدفاع عن النفس ليس الهدف الأساسي لإسرائيل في هذه الحرب بل يبدو أن الهدف هو القضاء على الظروف اللازمة للحياة بأي قدر ضئيل من الكرامة لعقود قادمة.

ان اسرائيل تخلق واقعًا يقلل من احتمالات قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، من خلال مواصلة الهجوم على غزة الذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، ونزوح ما يقرب من مليوني شخص، وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وفرض القيود على الحركة.

إن تعنتها لا يؤدي إلا إلى تفاقم التوترات وتآكل الثقة، مما يجعل المفاوضات الدبلوماسية صعبة بشكل متزايد، ويطيل معاناة الجانبين ويدفع المنطقة نحو الاقتراب من حرب أوسع نطاقًا.

الحق في تقرير المصير هو حق غير قابل للتصرف، وهو ليس فقط حقًا يستحقه الشعب الفلسطيني، بل هو حق له كامل الأهلية في الحصول عليه.

لقد عمل دبلوماسيونا بلا كلل جنباً إلى جنب مع آخرين لضمان الاعتراف بفلسطين كدولة ذات سيادة على مستوى العالم، وأحث الدول التي أعربت سراً عن استعدادها للقيام بذلك على اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة علناً، والآن هو الوقت المناسب للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ.

ولكن مجرد الاعتراف بفلسطين ليس كافياً بل يتعين علينا أن نطالب بمزيد من المساءلة بما يتماشى مع آراء محكمة العدل الدولية، وهذا يشمل تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وفرض تدابير عقابية ضد أولئك الذين يعملون على تقويض الدولة الفلسطينية، وتقديم الحوافز لأولئك الذين يدعمونها.

هناك تحالف عالمي من أعضاء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية يدعم الآن الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار الدائم، والإفراج عن الرهائن والمعتقلين، ومعالجة المعاناة الإنسانية لأولئك في غزة، وسوف يسعى هذا التحالف إلى تعزيز التدابير الملموسة لدعم القانون الدولي، وإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين في إطار جدول زمني واضح.

إن الدولة الفلسطينية شرط أساسي للسلام، وليس نتيجة ثانوية له، وهذا هو المسار الوحيد الذي يمكن أن يقودنا للخروج من دائرة العنف هذه وإلى مستقبل حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش في سلام وأمن واحترام متبادل.

دعونا لا نتأخر أكثر من ذلك.

*نشر أولاً في فايننشال تايمز البريطانية

يمن مونيتور3 أكتوبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الحوثيون يبعثون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني (وكالة).. دول الخليج سعت لطمأنة طهران عن حيادها بشأن الصراع مع "إسرائيل" مقالات ذات صلة الحكومة اليمنية تحذر من استحواذ الحوثيين على أصول وأرصدة شركة التبغ “كمران” 3 أكتوبر، 2024 الصين ترفض دعوات الولايات المتحدة للتعاون في أزمة الحوثيين 3 أكتوبر، 2024 (وكالة).. دول الخليج سعت لطمأنة طهران عن حيادها بشأن الصراع مع “إسرائيل” 3 أكتوبر، 2024 الحوثيون يبعثون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني 3 أكتوبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقف فلسطين واليمن في ماضي السعودية وحاضرها 1 أكتوبر، 2024 الأخبار الرئيسية الحكومة اليمنية تحذر من استحواذ الحوثيين على أصول وأرصدة شركة التبغ “كمران” 3 أكتوبر، 2024 الصين ترفض دعوات الولايات المتحدة للتعاون في أزمة الحوثيين 3 أكتوبر، 2024 (وكالة).. دول الخليج سعت لطمأنة طهران عن حيادها بشأن الصراع مع “إسرائيل” 3 أكتوبر، 2024 ‏حل الدولتين أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى 3 أكتوبر، 2024 الحوثيون يبعثون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني 3 أكتوبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك فلسطين واليمن في ماضي السعودية وحاضرها 1 أكتوبر، 2024 أي حزب وأي لبنان وأي إيران؟ 30 سبتمبر، 2024 وماذا عن فلسطين؟ 28 سبتمبر، 2024 ‏تهامة تقاوم وسبتمبر لا يموت في حضن الخيانة 27 سبتمبر، 2024 سبتمبر الرمز الحي 26 سبتمبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 20 ℃ 20º - 19º 33% 4.62 كيلومتر/ساعة 19℃ الخميس 25℃ الجمعة 25℃ السبت 26℃ الأحد 25℃ الأثنين تصفح إيضاً الحكومة اليمنية تحذر من استحواذ الحوثيين على أصول وأرصدة شركة التبغ “كمران” 3 أكتوبر، 2024 الصين ترفض دعوات الولايات المتحدة للتعاون في أزمة الحوثيين 3 أكتوبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬056 غير مصنف 24٬184 الأخبار الرئيسية 14٬711 اخترنا لكم 7٬019 عربي ودولي 6٬877 غزة 6 رياضة 2٬323 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬232 كتابات خاصة 2٬074 منوعات 1٬990 مجتمع 1٬833 تراجم وتحليلات 1٬767 ترجمة خاصة 52 تحليل 13 تقارير 1٬596 آراء ومواقف 1٬527 صحافة 1٬483 ميديا 1٬391 حقوق وحريات 1٬310 فكر وثقافة 895 تفاعل 813 فنون 477 الأرصاد 305 بورتريه 63 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 21 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات Abdaullh Enan

نور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...

SALEH

تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...

محمد عبدالله هزاع

يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...

.

نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...

issam

عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: البرید الإلکترونی الولایات المتحدة الحکومة الیمنیة دولة فلسطینیة حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

مختص: ‏”البناء الشخصي” أصبح قليلا في المملكة مع كود البناء السعودي

المناطق_الرياض

أكد المتخصص بالقطاع العقاري د. ماجد الركبان، ‏أن المنتجات العقارية تتغير وتطور مع الوقت والسبب في ذلك التغير في ثقافة المجتمع.

وأضاف خلال حديثه في برنامج سيدتي عبر قناة روتانا خليجية، أن “البناء الشخصي” أصبح قليلا في المملكة مع كود البناء السعودي ووجود ضمانات من المطوّرين العقاريين.

أخبار قد تهمك نائب رئيس الوزراء الأسترالي يؤكد أهمية الشراكة مع المملكة 19 ديسمبر 2024 - 8:00 صباحًا مصدر مسؤول بوزارة الداخلية: كشف وضبط مؤسسة لاستيراد النحل تمتهن تهريب المخدرات إلى المملكة والقبض على عناصر الشبكة المكونة من (5) أشخاص 16 ديسمبر 2024 - 1:17 مساءً

وأوضح أن التوقيت المناسب لامتلاك منزل يختلف من شخص لآخر، مشيرا إلى أن العقارات تنمو مع الوقت كقيمة وسعر.

وأفاد بأن هناك أخطاء كثيرة يقع فيها معظم الناس عند البناء، ومنها التكلفة والمبالغة اللازمة في المساحة أو في عدد الغرف.

مقالات مشابهة

  • صادرات مصر تسجل ارتفاعا بنسبة 10.2% في سبتمبر 2024
  • طريقة الاستعلام عن مخالفات المرور 2024.. والرابط الإلكتروني
  • الرقابة المالية: 7 مليارات جنيه أقساطا تأمينية في سبتمبر 2024
  • 2.8 تريليون جنيه قيمة الإشهارات على الأصول المنقولة بنهاية سبتمبر 2024
  • رابط الاستعلام عن موعد الامتحان الإلكتروني للمتقدمين لوظائف البريد
  • بلينكن: اتفاق غزة أصبح قريبا أكثر من أي وقت مضى
  • مركز أبحاث أمريكي يتحدث عن إجراءات أكثر قوة ضد الحوثيين..والشرعية تدرس عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة سلطة الدولة
  • عاجل - "أبو الغيط": نحتاج أكثر من أي وقت مضى لإرادة حقيقة لتنفيذ حل الدولتين
  • أبو الغيط: نحتاج أكثر من أي وقت مضى لإرادة حقيقة لتنفيذ حل الدولتين
  • مختص: ‏”البناء الشخصي” أصبح قليلا في المملكة مع كود البناء السعودي