هل تُقدم إسرائيل على اغتيال خامنئي؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
تواصل إسرائيل البحث في خياراتها عن الرد على الهجوم الإيراني الواسع على قواعد عسكرية للجيش الإسرائيلي، مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وسط محاذر أمريكية للحيلولة دون تحول الرد لدائرة عنف متبادلة قد تؤدي لحرب إقليمية.
ومن بين سلسلة خيارات يدرسها المسؤولون الإسرائيليون مع نظرائهم الأمريكيين، يبرز خيار تصفية المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والذي يعد صاحب القرار الأول والأخير في إيران.وبعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بعد استهدافه في الضاحية الجنوبية، أشارت تقارير عدة إلى تشديد الإجراءات الأمنية حول خامنئي ونقله إلى "مكان آمن" خشية أن يكون الهدف التالي بالنسبة لإسرائيل.
وترى تقديرات إسرائيلية أن الهجوم الإيراني "فرصة" بالنسبة لإسرائيل من أجل تغيير قواعد الاشتباك التي كانت قائمة، لكن حسابات الحرب بالنسبة لإسرائيل مع إيران، مختلفة من موازين القوى، ومن حيث الحاجة للمساعدة الأمريكية التي تتطلب بالتبعية موافقة أمريكية على خطط تل أبيب حيال طهران.
بدعم أمريكي.. #إسرائيل تستعد لرد قاسٍ على هجوم #إيران الأخير! ما هي الخيارات المتاحة؟
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSw15u pic.twitter.com/X69ZRN11Q7
وقال في مقالة على موقع "والا" الإسرائيلي إن "اغتيال خامنئي والمنشآت النووية والنفطية واستهداف الميليشيات الموالية لإيران، يجب أن تكون ضمن دائرة الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية".
تحدٍ لإسرائيل أم جس نبض..#إيران تكشف تنقلات #خامنئي بعد دعوات لاغتيالهhttps://t.co/s8gbIjYJL7
— 24.ae (@20fourMedia) October 2, 2024 وأضاف: "يجب على إسرائيل أن ترد فوراً وبقوة غير مسبوقة ولا يجب أن تنتظر الشرعية الدولية أنه لن تتسامح أي دولة في العالم مع مثل هذا العمل الذي لا يقل بأي حال من الأحوال عن إعلان حرب".وتابع: "يجب أن يفهم خامنئي الرسالة بأنه لن يكون هناك المزيد من الهجمات الرمزية، وأن الهجوم الإسرائيلي يجب أن يلحق الضرر بالنظام الإيراني واستقراره".
وقال الكاتب الإسرائيلي إن "إسرائيل امتنعت عن القيام بأعمال تصعيدية، لأنهم كانوا يخشون أن يثير ذلك ردود فعل واسعة من شأنها أن تعرض الجبهة الداخلية للخطر، لكن إيران لعبت الليلة أوراقها بطريقة متطرفة وصارخة تسمح لإسرائيل بخرق المعادلة والأدوات". إعلان حرب ويرى المحلل السياسي محمد مصلح، أن إسرائيل ستتجنب على الأقل خلال المرحلة الحالية المساس بالقادة السياسيين والعسكريين في إيران، وستكتفي برد قد يطال منشآت اقتصادية، أو بعض العمليات المحدودة في منشآت نووية استراتيجية لإيصال رسالة لطهران.
وقال مصلح لـ24 إن "اغتيال خامنئي سيكون بالنسبة لإيران إعلان حرب وسترد عليه طهران وجميع حلفائها في المنطقة بردود قاسية على إسرائيل"، لافتاً إلى أن مثل هذا الخيار لن تقبل به واشنطن.
#عاجل| دعوات في إسرائيل لاغتيال #خامنئي#لبنان#إسرائيل #إيران#حسن_نصر_اللهhttps://t.co/uMQWDzuCZ9 pic.twitter.com/Hf3O0CM4UU
— 24.ae (@20fourMedia) October 2, 2024 وأضاف: "في حال إقدام إسرائيل على مثل هذه الخطوة، فإنها ستنقل جبهة القتال عسكرياً واستخبارياً تجاه الحرب مع إيران، وهو ما سيؤثر حتماً على الخطط العسكرية في غزة ولبنان".وأوضح أن "الضغوط التي تمارس من أجل رد قاسٍ على إيران، دافعها شعور النشوة الذي تعيشه إسرائيل بعد عمليات الاغتيال الناجحة ضد حزب الله، والتي توجت باغتيال أمينه العام حسن نصرالله"، مشيراً إلى أنه بالنسبة لاغتيال خامنئي أو مسؤولين إيرانيين فإن الحسابات مختلفة تماماً.
وأضاف: "الهجوم الإيراني كان محاولة من قبل طهران لإثارة مخاوف المجتمع الدولي، ودفعه لممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل من أجل التهدئة في لبنان وغزة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية علي خامنئي إيران لحزب الله إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله علي خامنئي اغتیال خامنئی یجب أن
إقرأ أيضاً:
التصدي للاحتلال.. كيف تنعكس تصريحات خامنئي على العراق؟
لاتزال تصريحات المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، عن ضرورة التصدي للاحتلال الأمريكي وإخراجه من العراق، تأخذ مساحة واسعة من وسائل الإعلام العراقية، وذلك بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى طهران الأسبوع الماضي.
وقال خامنئي، عقب استقباله السوداني، الأربعاء، إن "الأدلة والشواهد تؤكد أن الأمريكيين يسعون إلى تثبيت وتعزيز وجودهم في العراق، لذا يجب التصدي لهذا الاحتلال بجدية".
وأضاف خامنئي، عبر سلسلة تغريدات على منصة "إكس" أن "وجود القوات الأمريكية المحتلة في العراق غير قانوني ويتعارض مع مصالح شعب العراق وحكومته".
وجاءت زيارة السوداني إلى إيران، في ظل الضغوط الأمريكية التي تمارس ضد الحكومة العراقية عن تفكيك الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، وتسليم سلاحها إلى الدولة، وفي حال لم يتم ذلك، فإنها ستأخذ جانب القوة في حلّها، حسبما صرّح به مسؤولون عراقيون.
ضوء أخضر
وعن تداعيات تصريحات خامنئي على العراق، قال المحلل السياسي العراقي، كاظم ياور، إن "ما صدر عن المرشد الإيراني سبق أن تحدث به في مناسبات عدة، لكن المشكلة أنها جاءت خلال زيارة السوداني إلى طهران، والمطالبة بإيجاد حلول للفصائل العراقية الموالية لإيران".
وأوضح ياور لـ"عربي21" أن "خامنئي كان يجب عليه أن يحسب حسابات دقيقة للسيادة العراقية، وأن يعامله معاملة الدولة، لذلك هذه التصريحات في بعدها الديني لا تعتبر العراق دولة لديها سيادة مثل سائر البلدان".
وأشار إلى أن "رئيس الوزراء العراقي طالما صرح من بغداد وواشنطن، أن التواجد الأمريكي في البلاد يأتي وفق اتفاقيات وطلبات من الدولة العراقية ذات السيادة، وهناك اتفاقية الإطار الإستراتيجي مع "الولايات المتحدة" وأنه يريد علاقات ثنائية مع واشنطن.
ورأى ياور أن "تصريحات خامنئي تعطي دلالات أن إيران أي تفكيك للفصائل المسلحة في العراق، بل لا بد من إيجاد نوع من الحلول التي تبقيها قائمة بتوجهاتها، وألا تقطع صلاتها الإيديولوجية بإيران، وتوجيهات المرشد الأعلى في البلاد".
وبرأي الخبير العراقي، فإن "ما صدر عن خامنئي ينبئ بأنه لا يتعامل مع العراق كدولة لها سيادة، كما يتعامل مع روسيا أو غيرها من الدول الحليفة، ولا حتى مع سوريا التي خرجت من دائرة حلفائها اليوم".
وأكد ياور أن "هناك مخاوف كبيرة من طبيعة التعامل الإيراني المستقبلي مع العراق، إذا أقدمت الحكومة العراقية على تغيير سياساتها من محور إيران، فإن الأخيرة ستتخذ خطوات ضده عبر فصائلها المسلحة تؤثر على واقعها الاقتصادي والسياسي والأمني".
وخلص الخبير العراقي، إلى أن "الحكومة العراقية الحالية، أمام امتحان عسير في كيفية التعامل مع إيران بكل هذه الملفات التي تمتلكها طهران في الداخل العراقي".
وفي السياق ذاته، قال السياسي والبرلماني العراقي السابق، ظافر العاني، إن "تصريحات خامنئي على أن العراق تحت الاحتلال الأمريكي، وأنه يجب مقاومته، هو إهانة للحكومة العراقية التي لديها اتفاقيات رسمية مع الولايات المتحدة".
وأضاف العاني عبر تدوينة على منصة "إكس" الخميس، أن "تزامن التصريحات مع زيارة رئيس الوزراء محمد شياع إلى طهران فالغرض منها إشعار المجتمع الدولي بوجود وصاية إيرانية على العراق".
ورأت سائل إعلام محلية عراقية، في تصريحات خامنئي بأنها فتوى دينية و"ضوء أخضر" للفصائل المسلحة التي تتبع نظام ولاية الفقيه الإيراني من الناحية العقائدية، بأن تستأنف الهجمات على القوات الأمريكية، خلافا للحديث عن التهدئة في العراق.
مأزق حقيقي
من جانبه، قال الأكاديمي والباحث العراقي، عدي العزاوي، إن "تصريحات خامنئي وضعت حكومة السوداني في مأزق حقيقي، كونها وصفت العراق بأنه بلد لا يزال يقع تحت الاحتلال الأمريكي، رغم أن الحكومة العراقية هي من طلبت قوات أمريكية 2014".
وأوضح العزاوي لـ"عربي21" أن "قطر ودول خليجية أخرى، أيضا تضم قواعد أمريكية وفق اتفاقيات مشتركة، فلماذا لا تتجرأ إيران وتصف هذه الدول بأنها محتلة، والتي هي أيضا حليفة إلى طهران؟".
ورأى الأكاديمي العراقي أن "حديث خامنئي يوحي إلى أن زيارة السوداني فشلت في تحقيق هدفها، وهو الطلب من السلطات الإيرانية بأن تسحب يدها عن الفصائل المرتبطة بها عقائدها، والطلب منها بتسليم سلاحها إلى الحكومة العراقية".
وأشار العزاوي إلى أن "خامنئي أراد إيصال رسائل إلى الولايات المتحدة أن العراق لايزال حليفها، وأنها هي صاحبة القول الفصل فيه، ولاسيما في ما يتعلق بحل الفصائل الشيعية المسلحة، لذلك عليكم الجلوس معي للتفاهم بشأنها وليس مع بغداد".
ولفت الباحث إلى أن "تراجع الدور الإيراني في المنطقة، وخصوصا في لبنان وسوريا، تريد طهران تعويضه في العراق، وتحافظ على مكتسباتها في هذا البلد النفطي، إذا لا تزال الفصائل المسلحة تعد أهم أوراقها الضاغطة هناك".
ورأى العزاوي أن "تصريحات خامنئي يرددها اليوم قادة المليشيات العراقية، بضرورة المقاومة أن الولايات المتحدة تحتل البلد، وهذا ينذر بتصعيد محتمل قد يعجل في استهداف العراق بضربات عسكرية أمريكية وإسرائيلية".
وفي أعقاب تصريحات خامنئي، صرّح زعيم منظمة "بدر" هادي العامري، أحد قادة الفصائل الموالية لإيران، الجمعة، بضرورة "مواصلة طريق المقاومة مهما كان الثمن".
وفي أيلول/ سبتمبر 2024، أعلن التوصل إلى اتفاق بين بغداد وواشنطن لانسحاب مئات من القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى من العراق بنهاية عام 2026.
وينص الاتفاق على أن القوات الأمريكية سيغادرون العراق بحلول أيلول 2025، يتبع ذلك سحب للقوات المتمركزة بمدينة أربيل في كردستان العراق بحلول نهاية عام 2026.
منذ شباط/ فبراير 2024، أوقفت الفصائل العراقية هجماتها ضد القوات الأمريكية في العراق، وذلك بعد هجمات أمريكية استهدفت قادة من هذه الفصائل، وذلك ردا على مقتل جنود أمريكيين في هجوم استهدف قاعدة لها قرب حدود الأردن.