الابيض يتسلم غداً شحنة مساعدات طبية
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
يتسلم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الابيض، يوم غد عند العاشرة صباحاً في مطار بيروت، شحنة مساعدات أدوية ومستلزمات طبية مقدمة من منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحضور ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر ابو بكر وممثل المفوضية السامية ايفو فرايجسن.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الريفية ، النيل الابيض والدويم شمال
(الريفية ، النيل الابيض والدويم شمال) هذا الثالوث شكل معملا تجريبيا عبقريا لمعهد بخت الرضا فقد تميز طلاب هذه المدارس الوسطي الثلاث بالفهم والتجربة والمعلم من المتدربين إذا كان له معهم ( حصة ) فعليه أن يراجع حساباته قبل أن يدخل الي عش الدبابير !!..
لنبدأ اليوم بشهر رمضان المبارك الذي وافقت فيه بدايته مع الشهر الميلادي ونعود بكم للعام ١٩٧٤ الميلادي الموافق للعام ١٣٩٤ الهجري حيث توافق الشهران رمضان ( الشهر التاسع العربي ) وسبتمبر ( الشهر التاسع الميلادي ) مع اختلاف في البداية والنهاية بينهما .
لنبدأ القصة من ذاك الزمان الذي مضي وقد تابطت كراسة تحضيري وكل مايلزم من وسائل الإيضاح لدرس في مادة التاريخ عن طريق السرد وليس عن طريق كتاب التلميذ والفرق أن حصة السرد وانت تدخل علي تلاميذ غاية في اللباقة والمتابعة ولايخلو البعض منهم من ( تعمد لإحراج المتدرب المسكين ) إذا منحهم الفرصة بتردده أو عدم ثقته في نفسه وقد يحدث له كل هذا اذا طارت منه معلومة أو إذا فقد الخيط وهو ماض في دروب الحكي من الرأس مباشرة خاصة وأن مجموعته من زملائه من المعلمين لايقلون عن العشرة بمجرد أن يفتتح برنامجه بالسلام وكتابة التاريخ والعنوان تبدأ أقلامهم في حركة نشطة لا تنقضي إلا بقرع جرس الختام وهنالك الأستاذ المشرف علي المسألة برمتها هو بدوره الأخطر في تدوين الملاحظات التي ستناقش في نهاية المطاف مع المتدرب ويكون النقد من جانبه إن وجدت هنات قاسيا وحتي زملائه يكيلون له كيلا ولن يجد منهم لارافة ولا شفقة والنتيجة أما امتياز أو علي الاقل أن يعود في السنة القادمة بسبب القصور في الأداء وعدم تحقيق مايرجي من معلم الوسطي الذي سيعهد إليه تدريس الصف الاول كمؤسس لهؤلاء الصغار القادمين من المرحلة الأولية وايضا ينال ثقة تدريس الصف الرابع المتطلع لجلوس امتحان الشهادة الوسطي التي ستؤهله للدخول الثانوي الذي كان عبارة عن معركة حامية الوطيس والمنافسة شرسة غاية الشراسة .
دخلت الفصل ووضعت حاجياتي علي الطاولة والقيت بالتحية علي حسب البروتوكول علي الأستاذ المشرف وعلي الزملاء ومن ثم علي الأبناء الصغار وتوجهت الي السبورة وكتبت التاريخ بالهجري وتعمدت أن لا اكتب التاريخ بالميلادي وجاء كالآتي:
١٣٩٤/٩/١٣ ... طبعا كما قلت في البداية كان هنالك تطابق في الشهر ( شهر ٩ في كلا التاريخين ) وهؤلاء الصغار الاذكياء الذين لا تضيع منهم شاردة ولا واردة وقع أحدهم في الفخ مع كامل ارتياحي لما حدث وقد نبهتكم في البداية أن حصة السرد في مادة التاريخ وأمام طلاب غاية في الحصافة ومراقبة لصيقة من زملاء مع استاذ مشرف صارم القسمات يكاد يحاصرك بعيون صقر ويكاد يحصي عليك انفاسك
وكأننا في برلمان ينظر في طرح الثقة علي حكومة أداؤها لم يكن علي حسب المطلوب !!..
وقف التلميذ الصغير وخاطبني بجرأة يحسد عليها :
( يا استاذ التاريخ دا غير صحيح الليلة ما يوم ١٣ الليلة يوم ٢١ ) !!..
قلت له بكل هدوء وقد نسيت مشكلة السرد التي كنا نطلق عليها ( الزرد) بمعني أن الجو اثناء السرد يكون خانقا فيه التوجس مخافة أن يقف حمار الشيخ في العقبة وتطير المعلومات ولا يبق إلا التلفت في بلاهة أمام كتيبة من الطلاب لايرحمون وإشراف أدق من السيف علي عنق الضحية !!..
قلت له بكل هدوء كلامك يكون صحيح لو قصدت شهر سبتمبر الذي نحن فيه الآن نعم اليوم به ٢١ ولكني اقصد شهر رمضان واليوم الذي نحن فيه كما موضح امامك هو يوم ١٣ رمضان والسنة المكتوبة امامك هي ١٣٩٤ وليست ١٩٧٤ واردفت قائلا ووجدتها فرصة للزوغان من السرد وافهمته وكنت في غاية الحماس وانا أتحدث عن اهمالنا لتراثنا العربي الإسلامي وافتنانا بكل ماهو غربي وكان الواجب علي الاقل أن نكتب التاريخ العربي اولا علي اليمين ثم نكتب مايوافقه بالتاريخ الميلادي علي الشمال وذكرت له أن البعض منا لايكاد يعرف التاريخ الهجري إلا في رمضان وحسنا فعلت المملكة العربية السعودية أن جعلت ديوان عملها يسير بالتاريخ الهجري ولكن الشركات الخاصة كانت تعمل بالتاريخ الميلادي.
وفي السعودية علي النطاق الرسمي تصرف المرتبات بالشهر العربي .
المهم أنني قلبت الحصة رأسا علي عقب وهربت من السرد ودوشته وتحدثت بحماس طاغي وصدق عن تراثنا العربي والإسلامي وضرورة الاهتمام به علي الاقل نحن في أي شهر منه أن لم يكن في رمضان المبارك.
وانتهت الحصة وجئنا للنقاش مع لجنة التحكيم المكونة من الأستاذ المشرف والزملاء ... المهم لقد رأيت الرضا باد علي وجوهم وقد استحسنوا هذه المبادرة مني لكي ارسخ للصغار مفهوم الاهتمام بالتراث والعض عليه بالنوجذ ... ويومها اخذت تقديرا جيدا وهربت بجلدي من ( الزرد ) وهذه الكماشة التي كنت ساجد نفسي بين فكيها ولافكاك !!..
التحية لبخت الرضا وقد تعلمنا منها الكثير ونتمني أن تعود مثلما كانت معهدا قدم للتعليم الكثير في تجرد ونكران ذات وخبرة لا تحدها حدود !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com