عملية يافا الكبرى: المقاومة الفلسطينية تضرب قلب تل أبيب بعملية معقدة
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لمعركة “طوفان الأقصى”، تُعيد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة زخم المواجهة ضد العدو الصهيوني بعملية معقدة ونوعية، أسفرت وفق اعتراف العدو إلى سقوط 23 صهيونيا بين قتيل وجريح.
فبينما كان العدو الصهيوني يعيش يوماً عصيباً جراء الدويّ المتواصل لصفارات الإنذار بسبب صواريخ المقاومة في لبنان، ثم صواريخ إيران، نجح مقاومان فلسطينيان مساء الثلاثاء في تنفيذ أكبر عملية تشهدها عاصمة الكيان الغاصب منذ الانتفاضة الثانية عام 2000 .
وفي التفاصيل الخاصة بعملية “يافا” البطولية التي تبنتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس فإن منفذيها تمكنا من التسلل إلى أراضي الداخل المحتل، وطعنا أحد الجنود الصهاينة والاستيلاء على سلاحه قبل تنفيذ عملية إطلاق النار في محطة القطارات بيافا.
وقالت كتائب القسام في بيان لها: “ثم نفذا عملية إطلاق النار في موقعين مختلفين في قلب “تل أبيب” أحدهما داخل محطة للقطارات، وأجهزا على المستوطنين مسافة صفر”، ما أدى الى مصرع سبعة صهاينة، وإصابة 16 آخرين، بينهم إصابات خطيرة.
وبعثت القسّام رسالةً للمحتلين، مفادها أن “قادم الأيام ستحمل في طياتها موتًا سيأتيكم من مختلف مناطق الضفة، على أيدي مجاهدينا الأشداء من أبناء القائدين إسماعيل هنية وصالح العاروري، والذين نُعدُّهم ونجهزهم ليخطّوا ببطولاتهم صفحات عزٍ في معركة طوفان الأقصى ستثلج صدور أبناء شعبنا بعون الله”.
وأكدت “أنه طالما واصل العدو الصهيوني إبادة شعبنا وأطفالنا في غزة فإنه سيعتاد رؤية قتلاه في شوارع مدننا المحتلة بإذن الله”.
وأشارت كتائب القسام في بيانها إلى أن العملية تزامنت مع “ضرباتٍ موجعةٍ تعرض لها قلب الكيان، في ذروة استنفاره الأمني من مختلف جبهات المقاومة، اختتمت بالهجوم الصاروخي الكبير الذي نفذته إيران في عملية الوعد الصادق 2”.
ومن المناسب القول: إن إعلان حماس الواضح عن مسؤوليتها المباشرة عن هذه العملية أكد أن معركة الطوفان مستمرة في إيلام العدو الصهيوني والرد على عدوانه الهمجي المتواصل على غزة والضفة ولبنان وكافة ساحات التصعيد.
وهنا يُجمع المُحللون والخبراء أنّ عملية “يافا” تبشر بنقلة نوعية في عمليات المقاومة الفردية، عنوانها قدرة المقاومين على ضرب العدو من حيث لا يحتسب أو يتوقع.
وفي هذا الصدد، يقول الخبير في الشأن العسكري واصف عريقات: إنّ العملية استهدفت “تل أبيب” المنهكة التي تتعرض لضربات موجعة من أكثر من جبهة، وبذلك هي تمس عاصمة القرار السياسي المستنزف والمتعجرف والمتورط في بحر من الدماء والفشل في تحقيق أهدافه المعلنة.
ويشير عريقات إلى أنّ العدوان الشامل يستفز طاقات الشبان وتدفع الجميع للانخراط في مواجهة العدو الصهيوني، يُحددها الكل بطريقته وبزمانه ومكانه المناسب.
وبتأكيد عريقات فإن ظاهرة “الأبطال المنفردة” تُعبّر بشكلٍ دائم عن حالة قلق صهيوني أكبر، نتاج فشل المنظومة الأمنية في السيطرة عليها، خاصة وأنها لا تخضع لعمل المجموعات التي يُمكن ملاحقتها والقضاء على قدراتها وبالتالي وأدها.
ونوه بأنّ عودة هذا المشهد بقوة يُلزم المؤسسة الأمنية الصهيونية لخوض تجربة استنزاف أخرى داخل أحشاء الدولة خاصة في “تل أبيب”.
من جانبه أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي وسام عفيفة، أن تزامن العملية مع ذكرى معركة طوفان الأقصى، يربطها رمزياً بالمقاومة الفلسطينية الممتدة من غزة إلى الضفة، ويرسخها كجزء من الرد على جرائم العدو الصهيوني المتزايدة.
وأشار في حديثه لوكالة أنباء “صفا” الفلسطينية، إلى أن مكان العملية يعبر عن قدرة المقاومة على اختراق العمق الامني للكيان، واستهداف مناطق يظنها العدو محصنة، مما يبرز ثغرات في منظومة الأمن الصهيوني.
ويضيف عفيفة: إن العملية أسفرت عن مصرع سبعة مستوطنين وإصابة 16 آخرين، ما يؤكد على نجاحها في تحقيق أهداف استراتيجية، خاصة فيما يتعلق بالتخطيط والتنفيذ الدقيقين.
وبحسب عفيفة، تعكس هذه العملية قدرة المقاومة الفلسطينية العالية على جمع المعلومات والتخطيط اللوجستي بما يتجاوز التعقيدات الأمنية التي يفرضها العدو الصهيوني.
وأضاف: إن مثل هذه العمليات العملية البطولية تعزز الضغط النفسي على الاحتلال، مما يجبره على مراجعة استراتيجياته الأمنية والسياسية، وتوجه رسالة قوية بأن المقاومة قادرة على الضرب في العمق وتجاوز التحصينات الأمنية.
سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة العدو الصهیونی تل أبیب
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يفتك بغزة من جديد ولا جديد في المواقف الدولية
يمانيون../
خلال الـ48 ساعة الماضية فقط، ارتقى 130 شهيداً، بينهم عشرات الأطفال والنساء، وأصيب 263 جريحاً وفقاً لبيان وزارة الصحة في غزة، التي أكدت أن عشرات الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، دون قدرةٍ لفرق الإنقاذ على انتشالهم بسبب شحّ الوقود وتدمير معدات الدفاع المدني وآلات رفع الأجسام الثقيلة. ومنذ استئناف الحرب في 18 مارس الجاري، تجاوز عدد الشهداء 634، والجرحى 1172، ليصل إجمالي الضحايا منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023 إلى 49,747 شهيداً و113,213 جريحاً، فيما لا يزال مصير أكثر من 14 ألف مفقود مجهولاً.
يأتي التصعيد الأخير بعد أن خرق العدو الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي بوساطة قطرية مصرية، حيث رفض رئيس وزراء العدو مجرم الحرب “نتنياهو” المضي في المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي كانت تقضي بإطلاق سراح أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، استجابةً لدعوات مجرمي الحرب شركاء الإبادة في حكومته، والأهم والأخطر أنها بموافقة أمريكية الطرف الذي يفترض أن يكون وسيطاً وضامناً لتنفيذ وقف إطلاق النار، إلا أن العدو الإسرائيلي شنّ هجومه الجديد فجر الثلاثاء 19 مارس، مستهدفاً المدنيين بشكل ممنهج، مفتتحاً أولى مجازره بمذبحةِ السحر والتي ارتكبها أثناء تناول الاهالي وجبة السحور في رمضان.
تفاصيل المجازر الأخيرة:
من شمال القطاع إلى جنوبه، تطالعك مشاهد الدمار اليومية. ففي بيت لاهيا، شمال غزة، استشهدت طفلة ومواطنان بعد قصف مدفعي إسرائيلي استهدف خيام النازحين قرب مدرسة، بينما سقط شهيدان آخران في غارة جوية على مسجد “عماد عقل” بحي الشجاعية شرق مدينة غزة. وفي حي الزيتون جنوب شرق المدينة، ارتفع عدد شهداء قصف إسرائيلي على منازل المدنيين إلى خمسة، بينما تواصل الطائرات الحربية غاراتها على دير البلح ورفح، حيث أصيب العشرات بجروح خطرة.
ولا يقتصر القصف على المناطق السكنية، بل يتعمّد العدو الإسرائيلي استهداف عمال الإغاثة والصحفيين، فقد ارتقى 9 من كوادر الإغاثة في غارة جوية على بيت لاهيا شمال غزة في 15 مارس، بينما قُتل موظف في منظمة “أطباء بلا حدود” الجمعة الماضي خلال قصفٍ على دير البلح. وبحسب الأمم المتحدة، فإن عدد عمال الإغاثة الذين قُتلوا منذ أكتوبر الماضي تجاوز 300 شخص، في استهدافٍ ممنهج يُعطّل وصول المساعدات إلى المحتاجين.
على الأرض، توسّعت القوات البرية للعدو الإسرائيلي في عملياتها داخل القطاع، حيث توغلت في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، فيما أعلنت وسائل إعلام العدو عن نيتها دعم القوات بمزيد من التعزيزات خلال الساعات المقبلة، في إشارة إلى أن التصعيد العسكري قد يدخل مرحلةً أكثر دموية سيما أ، المناطق التي يهدد باقتحامها تحتوي آلاف الأسر النازحة ويلجأ اليها منذ فترات التصعيد السابقة كمناطق آمنة
تشديد قبضة الحصار وتفاقم الأزمة الإنسانية:
إعادة إغلاق العدو الإسرائيلي للمعابر منذ بداية مارس حوّل حياة السكان إلى جحيم، فوق ما هم عليه من الوضع المأساوي غير المحتمل إثر 15 شهر من حرب الإبادة والتجويع، وقد عاود المسؤولون في غزة إطلاق نداءات استغاثة وتجديد وتكرار الدعوات للنجدة مناشدين ما يسمى المجتمع الدولي للتدخل وتحمّل مسؤولياته، خاصة بعد نفاد مخزون الغذاء والدواء، وتعطل برامج الإغاثة. يقول مدير برنامج التغذية بهيئة إغاثة إقليمية: “المحتل يمنع دخول كل شيء.. حتى المواد الخاصة بالأطفال والنساء الحوامل لم نعد نجدها”. وتضيف داليا أبو مرسة، العاملة في مجال الإغاثة: “الناس في غزة تأكل أوراق الأشجار.. لو استمر الحصار أسبوعين آخرين سنشهد مجاعة جماعية، نحن الآن نقف على مشارفها”.
وتكشف الأرقام أن أسعار المواد الغذائية في أسواق غزة ارتفعت بنسبة 300%، فيما توقفت 70% من برامج التغذية بسبب نقص الإمدادات. أما المساعدات القليلة التي تصل، فإن قيمتها تتقلص بسبب أزمة السيولة النقدية؛ فالسكان مُجبرون على دفع عمولات تصل إلى 27% لسحب أموالهم من البنوك المغلقة، يعلّق أحد المبادرين في العمل الخيري بالقول: “كل ألف دولار مساعدات تفقد ربع قيمتها بسبب العمولات.. الكارثة فوق ما تتخيلون”.
انتشار الأمراض:
يعود شبح الأمراض المعدية والمخاوف من انتشارها ال الواجهة من جديد،إذ لا تقتصر المعاناة على الجوع، شبكات الصرف الصحي المدمّرة هي أيضاَ تسببت في تلوث مياه الشرب، مما أدى إلى تفشي الأمراض بين النازحين الذين يعيشون في خيام مكتظة وهو عامل آخر يسرع من وتيرة انتشارها بين الناس، ويجعل من محاولات احتوائها أو الحد منها صعباً للغاية قد يحتاج الى جهود مضاعفة وربما بعد فوات الأوان بعد أن يموت المئات بسببها، يزيد من واقعية هذه المخاوف أن ال قطاع يعيشُ في ظلّ نقص الوقود، فقد توقفت آليات إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض، بينما تحذّر منظمات دولية من أن 95% من سكان غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي، وأن الشمال دخل بالفعل مرحلة “المجاعة”.
عودة الاحتجاجات مع عودة العدوان:
على صعيد الاحتجاجات والتظاهرات المنددة بما يجري في غزة والمتضامنة معها خرجت مسيرات حاشدة في مدن مغربية كتطوان وطنجة والدار البيضاء، رافعة الأعلام الفلسطينية ومطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، فيما شهدت عواصم أوروبية مثل لندن وباريس وأمستردام وأوسلو احتجاجات مماثلة نددت باستئناف القصف الإسرائيلي.
تجمّع المحتجون قرب السفارة الإسرائيلية في لندن داعين لوقف ما وصفوه “إبادة جماعية”، بينما تحولت مسيرة باريسية ضد العنصرية إلى تأييدٍ لفلسطين مع مطالبات بمحاكمة القادة من مجرمي الحرب الإسرائيليين دوليًا.
وفي الأردن، طالبت مظاهرة عمّان بقطع التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي، بينما شهدت واشنطن ونيويورك تظاهرات أمام البيت الأبيض وتايمز سكوير تطالب بحظر توريد الأسلحة.
ووصلت الاحتجاجات إلى مدن تركية كأنقرة، حيث اتهم المتظاهرون كيان العدو الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب، فيما نظم باكستانيون في كراتشي مسيرة تضامنية. كما شهدت تشيلي وإسبانيا وقفات احتجاجية أدانت الدعم الأمريكي للعدوان، بينما طالب متظاهرون نرويجيون بإغلاق السفارة الإسرائيلية في أوسلو، معتبرين “إسرائيل” كياناً مجرم وإرهابي.
موقع أنصار الله . يحيى الشامي