اعلام الحوثي ترس في منظومة اتحاد الاذاعات الإيراني.. لماذا يصرون على انكار التبعية؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
لعلاقة الحوثي بإيران من الناحية العملية شكلين أساسيين الأول والرئيسي هو العلاقة العسكرية تشمل دعم وتمويل وتدريب واستشارة ونقل الخبرة والتقنية للصواريخ والمسيرات، وهذه تمر عبر فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني والعمليات الخارجية في حزب الله ويمثلهما عضوان في المجلس الجهادي للجماعة، وهذا الشكل محاط بدوائر ضيقة وتحركات سرية تعمل في الظل ولا تفضل ايران ولا الحوثي خروج أي معلومات او تفاصيل عنها، ويحتاج الحديث عنه الى سلسلة تقارير منفصلة.
والشكل الثاني هو الاعلامي عبر اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الاسلامية وهو كيان ايراني انشئ عام 2007 بهدف الترويج للمشروع الإيراني بالتنسيق بين كافة الاذرع التابعة لإيران حول العالم، ومقره طهران، ويدير شؤون المنطقة العربية فيه حالياً القيادي في حزب الله ناصر اخضر ” ابو مصطفى” وكيل الأمين العام للاتحاد، وهو الاسم الاكثر اهمية في علاقات الحوثيين الخارجية وتحديدا منذ ٢٠١٢ وبداية بروز مشروع الاستقطاب الايراني المباشر لسياسيين ونخب وصحفيين ومشائخ ومنظمات بل وشكلت حتى احزاب صغيرة وصحف وقنوات تلفزيونية وكذلك مع الحراك الجنوبي، وكان مسؤول التنسيق للزيارات والاعتمادات وتنسيق اللقاءات حتى وقت قريب هو أبو مصطفى، الذي اشتهر بهذا الكنية ولم يعرف كثير ممن تعامل معه اسمه الحقيقي الا فترة متأخرة بعد عاصفة الحزم.
وعمل أبو مصطفى الذي بدأ مهمته منذ الحروب الست قبل 2010 كمسؤول مركزي عن الحوثيين في الجانب السياسي والاعلامي
وكانت اخبار التمرد الحوثي تتصدر تغطية قناة العالم الإيرانية وقناة المنار التابعة لحزب الله إضافة لمواقع الكترونية وشبكة واسعة، وادانت الحكومة اليمنية بشكل متكرر التبني الإيراني للتمرد الحوثي.
وتركز جهد أبو مصطفى منذ عام 2012 في مسارين رئيسيين: الاول بناء قدرات الحوثيين الاعلامية وتوفير بنية تحتية لمنظومة اعلامية للجماعة، والثاني مسار اضافي تحرك فيه مع النخب واختراق المكونات الاخرى لتوفير طبقة حماية للحوثيين وتهيئة المجال العام عبر دور مركزي يجذب الكثيرين خاصة في المرحلة الانتقالية وسيولة الحالة السياسية وضعف مركز الدولة.
وشهد العام نفسه تشكل كيانيين رئيسيين للحوثيين هما قناة المسيرة برئاسة محمد عبدالسلام، ناطق الجماعة ورئيس وفدها المفاوض ويتولى الشأن السياسي الخارجي، وانطلقت المسيرة من الضاحية الجنوبية في بيروت وما تزال تبث من هناك رغم محاولات الحكومة اليمنية الضغط على السلطات اللبنانية لاغلاق مكتبها، وكذلك صحيفة يومية بنفس الاسم، والكيان الثاني تنظيمي واطلق عليه الهيئة الاعلامية لانصار الله، برئاسة أحمد حامد الذي يعمل الان مديرا لمكتب رئيس المجلس السياسي لسلطة الجماعة مهدي المشاط ومسؤولا عن القطاع الحكومي بالجماعة.
خلال الفترة ما بين ٢٠١٢ و ٢٠١٤ كان عبدالسلام وحامد من اهم الشخصيات التي ارتبطت بالايرانيين وحزب الله من بوابة التعاون الاعلامي، واليوم بعد عشر سنوات يعد عبدالسلام وحامد هما اهم شخصين في هيكل الجماعة الخارجي غير العسكري وهي مواقع ليست اعلامية ما يؤكد ان الاولوية لتولي المناصب الحساسة في الجماعة هي للعناصر التي تلقت تأهيلا مبكرا على يد الإيرانيين، وأن هذا المعيار ليس محصورا في الجانب العسكري والامني فقط في بنية الحوثيين.
علاقة انكارية
هناك عرف متفق عليه بين الايرانيين والحوثيين بأن المصلحة للطرفين تكمن في عدم الحديث للاعلام عن الطبيعة الحقيقية للعلاقة وأشكالها، وتنسيق السردية من الجانبين، وكان هذا اتجاه معتمد منذ وقت مبكر عندما حاول “ابومصطفى” تعويم العلاقة والتشويش عليها عبر تنويع التواصل والعلاقات السياسية والاعلامية بجعله غير محصور في الحوثيين وحدهم لنفي التهمة او تخفيفها على الأقل، حول تبني ايران للحوثيين وبناء قدراتهم في شتى المجالات.
يركز الايرانيون على جني ثمار استثمارهم السخي والاستراتيجي في الحوثيين اكثر مما يركزون على الاستعراض بالعلاقة لتجنب الكلفة والمسؤولية الاقليمية والدولية عن دعم جماعة متمردة انقلبت على الدولة ودخلت في حرب مع السعودية وصدر بشأنها قرار من مجلس الأمن الدولي، ولذلك تحرث على تجنب العقوبات الدولية وتحرص على نفي اي شواهد يتم ضبطها رغم ثبوتها، ولذلك يتجنبون اي حديث في الاعلام عن ارتباط الحوثيين بهم ويصرون على انهم يساندون الحوثيين كموقف سياسي فقط.
وفي المقابل يحرص الحوثي على هذا الشكل كونه يحفظ سمعته محليا كونه يزايد على خصومه الايرانيين بانهم “مرتزقة” وتابعين لدول اقليمية رغم ان الدعم الذي يتحصل عليه من ايران يفوق احيانا ما تقدمه دول اقليمية لمكونات حليفة وكذلك مستوى النفوذ على الجماعة وان بطرق أكثر لياقة.
أشكال دعائية
ترتبط الهيئة الاعلامية للحوثي باتحاد الاذاعات الايراني وكذلك قناة المسيرة، ويشارك ممثلون عن الهيئة والقناة في مؤتمر الغدير السنوي، كما ينخرط اعضاء الهيئة الحوثية في عضوية كل اللجان الدائمة للاتحاد، وينشطون ضمن الجيش الالكتروني لمحور المقاومة في وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة المحتوى والحملات المنسقة لمختلف المستجدات الاقليمية، كما ينخرط نشطاء من حزب الله والمليشيا العراقية في الشأن المحلي اليمني اصطفافا مع الحوثيين بشكل فاقع، والعكس يحصل من عناصر حوثية بشان قضايا وشأن محلي في لبنان او العراق.
والملمح الاهم هو استماتة نشطاء واعلاميي الجماعة في الدفاع عن صورة ايران كونها “قلعة الإسلام” كما يسمونها، ولديهم اعجاب رومانسي بايران ومواقفها ونظامها ورموزها الى درجة ربما تفوق مؤيدي التيار الاصولي الايرانيين انفسهم، وهو نتاج لتكريس ثقافة داخلية تنظيمية او اعلامية تقدس ايران والولي الفقيه وكل ما يتعلق بطهران.
وحتى الان لا يزال الإيرانيون وحزب الله يحافظون على اتصال ودعم مباشر لسياسيين يمنيين وصحفيين وصحفيات غير مرتبطين بشكل مباشر بالحوثيين لكنهم يتبنون كافة مواقف الجماعة ويروجون لها لكن كنسق ثاني، وكذلك قنوات تلفزيونية مثل قناة “الساحات” وصحف ومواقع الكترونية.
كما ان قناة المسيرة تغطي اخبار من معظم الدول العربية والاسلامية عبر شبكة مراسلين وتقارير خاصة بالقناة ويجرون مقابلات بمايك يحمل هوية القناة، ويختتم المراسلون تقاريرهم المصورة باسماءهم متبوعة بصقتهم كمراسلين للمسيرة، وهؤلاء لا يتحمل الحوثيون نفقاتهم بل اتحاد الاذاعات الاسلامية الايراني عبر شبكة مركزية تغذي كافة منظومة اعلام المحور، واذا كان هذا الارتباط العضوي والعملي للحوثيين بايران في الشأن الاعلامي فكيف الحال في بقية المجالات البعيدة عن الاضواء!
يمن مونيتور3 أكتوبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام إحاطة عسكرية.. خيارات إسرائيل للانتقام من إيران الحوثيون يبعثون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني مقالات ذات صلة
الحوثيون يبعثون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني 3 أكتوبر، 2024
إحاطة عسكرية.. خيارات إسرائيل للانتقام من إيران 3 أكتوبر، 2024
وفد عُماني يبحث في اليمن تعزيز العلاقات التجارية 3 أكتوبر، 2024
بعثة أممية: مقتل وإصابة ثلاثة مدنيين بانفجار ألغام حوثية غربي اليمن 3 أكتوبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحکومة الیمنیة اتحاد الاذاعات بعثة أممیة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن.. دمٌ يروي أرض القدس وقيادةٌ تُعيد للأُمَّـة كرامتها
محمد يحيى الملاهي
في زمنٍ تكالبتْ فيه قوى الظلم والجور على غزة، وتخاذلتْ فيه الأنظمة العربيةُ عن مساندة إخوانها في فلسطين، بل وسعتْ بعضُها للتطبيع مع العدوّ الصهيوني، وقفَ اليمنُ صُلباً كالجبل، معبِّراً عن ضمير الأُمَّــة المغيب، متجاوزاً حدودَ الجغرافيا والصراعات الداخلية ليُقدِّم الغاليَ والنفيسَ دعماً غيرَ مسبوقٍ للمقاومة الفلسطينية.
لم تكن حملاتُ التبرع الشعبي، والوقفاتُ الاحتجاجية، والخروجُ إلى الساحات، مُجَـرّد تعاطفٍ فحسب، بل كانت إرثاً ثقافيًّا ودينياً متجذِّراً في ضمير الشعب اليمني. فتحتَ قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، تحوَّل هذا الإرثُ إلى فعلٍ مقاومٍ تجسَّد في استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الفرط صوتية نحو المواقع الحيوية للعدو، لتكونَ رسالةً للعالم: أنَّ القضية الفلسطينية ليست قضيةَ شعبٍ واحد، بل قضيةَ أُمَّـة بأكملها.
وبينما تنهكُ الحربُ والحصارُ اليمنَ، وتدفعُ به إلى أصعب مراحله الاقتصادية، تُنفقُ دولٌ عربيةٌ ملياراتِ الدولارات على دعم الاقتصاد الأمريكي، وعلى حفلاتِ الغناء والراقصات، وكأنَّ غزةَ ليست جرحاً في جسد الأُمَّــة. لكنَّ اليمنَ، رغم وضعه المزري، قدَّمَ لغزة ما لم تقدِّمه تلك الدولُ، مؤكّـداً أنَّ التضامنَ والوقوف مع فلسطين واجبٌ لا يتوقفُ على القدرة المالية، بل على الإيمانِ والالتزام، وكأنه يقول “القضية أكبر من أن تُقاس بالمال، وأعظم من أن تُحصر بالحدود”.
هذا الموقفُ لم يكن ردَّ فعلٍ عاطفي، بل ثمرةُ إيمانٍ عميقٍ بأنَّ الأرض المقدسةَ حقٌّ لأهلها، وأنَّ التضحيةَ في سبيلها واجبٌ دينيٌّ وإنسانيٌّ، امتثالاً لأمر الله: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعليكمُ النَّصْرُ﴾. فالشعبُ اليمني، المتشبِّثُ بهويته الإسلامية، رأى في نُصرة غزة امتداداً لمسيرته الجهادية عبر التاريخ.
وهكذا، بين حصار غزة وعدوان إسرائيل، وبين تخاذلِ البعضِ وشجاعةِ القلّة، وقف اليمنُ وحيداً كرمزٍ للتضحية، موقِّعاً بدمائه على صفحات الجهاد في سبيل الله، مُرسِلاً رسالةً للتاريخ: “الحقُّ لا يموتُ ما دام هناك من يضحِّي لأجله”.
ولن يكتفيَ اليمنُ بهذا، بل سيظلُّ – بقيادة السيد عبدالملك الحوثي – جاهزاً بكل قواته وإمْكَانياته، فإذا عاد العدوانُ على غزة، عاد اليمنُ بقوةٍ أشدَّ، ليُكرِّسَ مقولته الخالدة: “نحن جندُ القضية.. وسنبقى في الخندق الأول حتى النصر أَو الشهادة”.